من الحقائق المعروفة في علم الاجتماع دور الوسط الاجتماعي في اعتناق الانسان لفكرة ورفضه اخرى ، فمن ينشأ في بيئة لا تعرف عقيدة بعينها يصعب عليه ان يعتنق تلك العقيدة ، وان من ينشأ في بيئة تحكمها بقوة عقيدة معينة يصعب عليه ايضا ان يحيد عن حدود تلك العقيدة
اذا سلمنا بهذه الحقيقة جاز لنا ان نسأل
لماذا ُيكرَه الانسان على وضعية لم يكن له الخيار فيها اصلا ؟؟؟
لماذا يُحرم الانسان من حقه في اختيار دينه ؟؟؟
لطالما تساءلت عن الحكمة من حد الردة في منظوره الفقهي الاسلامي ؟؟
كيف يجيز الفقهاء قتل المرتد وكل جريمته انه مارس حريته الدينية وحقه الطبيعي في اختيار دينه ؟؟
كيف يمكن التوفيق بين حد الردة وبين مبدأ حرية الاعتقاد الديني الذي كرسه الاسلام ذاته في قاعدة ( لا اكراه في الدين ) ؟؟؟
يجيب الدكتور تيسير خميس العمر في كتابه (حرية الاعتقاد في ظل الاسلام) : (ان الهدف من مبدأ ( لا اكراه في الدين ) يتمثل حقيقة في ارقى انواع ممارسة الحرية وافضل اكرام للانسان ، فهو يحذر من اراد الدخول في الاسلام من الدخول فيه الا اذا كان على تمام القناعة والرضا ، لانه اذا دخل عن طواعية وقناعة تامتين ومعرفة راسخة فانه عندها لا يستطيع الخروج منه .... ومن هنا نرى ان عقوبة الردة جاءت لتقطع على اهل الاهواء هدفهم وتبطل مسعاهم بعيدة عن زيغ المبطلين واصحاب النفوس الضعيفة التي تحب ان تلهو وتبتعد عن جادة الصواب فالاسلام لا يسوغ لذوي الاهواء ان يعبثوا بالاديان ? فيدخل في الاسلام لغاية ثم يخرج منه لغاية ، بل اعتبر ذلك لعبا بالدين وتضليلا للمتدينين ) ( حرية الاعتقاد في ظل الاسلام : 496 وما بعدها
قد يكون هذا الكلام منطقيا ومعقولا بالنسبة الى من يترك دينه الاصلي الى الاسلام ( أي من كان كافرا كفرا اصليا ثم اعتنق الاسلام ) ولكن ماذا عن المسلم الذي ولد ونشأ في بيئة اسلامية ؟؟
الواقع ان 90 % على الاقل من المسلمين قد اُكرهوا على الاسلام اكراها اجتماعيا، فلم يكن اسلامهم وليد قناعات فكرية وعقلية بل اكتسابا من البيئة وارثا من الاجداد !! اذن بأي حق يعاقبون على ترك دين لم يختاروه اصلا ؟؟؟
لماذا يجبرون على البقاء في دين لم يكن لهم ارادة في اختياره منذ البداية ؟؟؟
اليس هذا تناقضا مع حرية الاعتقاد الديني ؟؟؟
يتابع الدكتور العمر قائلا : ( تهدف عقوبة الردة الى الحفاظ على المجتمع وصيانة اركانه ..واقامة هيبة للدين وسلطانه على النفوس حتى لا يتطاول اصحاب العقول السقيمة والنفوس المريضة على الدين ، وتنال من قدسيته وهيبته في النفوس ) ( نفس المصدر : 498
هل صحيح ان هيبة الدين يمكن ان تهتز بردة شخص او شخصين او حتى مئة شخص ؟؟؟
هل صحيح ان المجتمع الاسلامي بهذه الهشاشة بحيث يمكن لبعض المرتدين ان يحطموا اسسه ويزعزعوا اركانه ؟؟؟
هل صحيح ان تدين ملايين المسلمين بهذا الضعف يحيث يمكن لنفر من المرتدين ان يشوشوا عليهم افكارهم ويبثوا الشكوك في عقولهم ؟؟
هل صحيح ان المرتديين يشكلون خطرا حقيقا على الاسلام و المسلمين ومستقبل الدعوة ؟؟؟
يجيب الدكتور العمر بمنتهى الثقة : نعم !!! ( المرتدون اخطر من الاعداء على الاسلام واهله ، ويزداد هذا الامر جلاء ووضوحا لمّا نعلم ان المرتد سيشوه صورة الاسلام ويدس على الدين ، وهذا ما لا يقدر عليه غير المسلمين ، وعندئذ سيخدع الكثير ممن لا معرفة له بالاسلام نفس لمصدر : 292
ويزيد الدكتور حسن الشاذلي المسألة توضيحا فيقول : ( الفرق كبير بين مسلم يرتد ثم يهاجم الاسلام ، وبين غير مسلم يهاجم الاسلام ، اذ الاول يدس سمومه تحت شعار علمه بالحقيقة الدين ، وينفث احقاده تحت ظلال خبرته المدعاة بتعاليم الدين واحكامه ، مما يجعل مستمعه اقرب الى تصديقه من شخص غير مسلم ? ولما كانت خطورة المرتد بهذه المثابة كانت عقوبة المرتد بقدر جنايته ) ( اثر تطبيق الحدود في المجتمع : 15
من الواضح ان هذا المنطق يفترض منذ البداية ان المرتد هو انسان سيء الطوية ، مشبوه النوايا ، ينطلق من مخطط تآمري مدروس هدفه تشويه
صورة الدين !!! ولذلك لا بد من الحزم والشدة معه !!!
فهل هذا التصور واقعي وصحيح ؟؟؟ وهل هذا هو حال اي مرتد فعلا ؟؟ وهل يعقل ان كل من ينتقد عقائد الاسلام ومبادئه هو انسان حاقد موتور او عميل مأجور ؟؟؟
اليست هذا تصورا احاديا يصادر حق الاخر في التفكير والاختيار والاختلاف ؟؟
اليس هذا منطقا قمعيا اقصائيا يشبه اسلوب الانظمة القمعية في التعامل مع المعارضة ؟؟ ( فالمعارض السياسي عميل ، حاقد ، عدو للشعب والثورة والقائد المحبوب ) ولذلك لا مكان له بين افراد الشعب ( الملتفين حول الثورة والقائد ) !!!! ا
وحتى اذا سلمنا بهذا المنطق ، فان من حقنا ان نسأل
لماذا يكون المرتد عن الاسلام عميلا مأجورا ينفذ مخططا لتدمير الاسلام ويهدف من ردته بث سمومه وزعزعة عقائد المسلمين وكلامه عن الاسلام اكاذيب واوهام ، في حين ان المسيحي او اليهودي الذي يرتد عن دينه ويعتنق الاسلام هو رجل صادق جريء باحث عن الحقيقة ذو عقل منفتح وناضج ، ونقده لديانته السابقة حقائق علمية ينبغي دراستها والاستفادة منها ؟؟؟
اليس هذا اسلوبا مزدوجا في التعامل مع قضية الردة ؟؟؟
ما مبرر التفريق بين المسلم وغير المسلم رغم ان القضية واحدة ؟؟؟
ثم ..... هل قمع المرتد منعه من الكلام او قتله ( لا فرق ) يعني تحصين مجتمعاتنا وتقديم صورة مشرقة للاسلام ؟؟؟؟
هل صيحيح ان منع المرتد من الكلام سيقطع الطرق على من يريد ان يصطاد في الماء العكر لتشويه صورة الاسلام ؟؟؟
وهل صحيح ان العالم سيصدق كل ما يقوله اي شخص عن الاسلام ؟؟
ان من يقرأ كلام الاستاذين العمر والشاذلي يخيل له ان العالم يعيش في حالة تخلف اعلامي خطير !! وان المسلمين يعيشون في بقعة منعزلة ، ولا يدري العالم شيئا من امر دينهم الا من احاديث المجالس واخبار الصحف !! وبالتالي ما ايسر ان تلتبس عليهم الامور عندما يسمعوا عن مسلم ارتد عن دينه فيصدقوه في كل ما يقول !!!! ا
والواقع ان المعلومة ( مهما كان نوعها ) لم تعد محجوبة عن المتلقي ، فثورة الاتصالات التي نعيشها اليوم فتحت الباب على مصراعيه امام صاحب كل فكرة كي يوصل فكرته الى العالم باسره ، ومن المعلوم ان المسلمين يوظفون ثورة الاتصالات بشكل جيد ، اذ يمتلكون شبكة ضخمة من الصحف والمجلات والمحطات المسموعة والمرئية ، فضلا عن ملايين المواقع على شبكة الانترنت وبكافة اللغات الحية ..
وبالمقابل من اليسير على خصوم الاسلام ان يوصلوا رسالتهم المضادة الى العالم باسره حتى وان كانوا يعيشون في عقر دار الاسلام !! ( ولعل شبكة الانترنت دليل على هذا ، فهي بوابة على العالم لا تعرف معنى للرقابة او الحدود الجغرافية )
اذن ......
ما جدوى قمع المرتد ومنعه من الكلام ؟؟ الن يستطيع ايصال صوته الى العالم باسره اذا شاء ؟؟
وما مبرر الخوف مما سيقوله المرتد او يتقوله على الاسلام ؟؟؟ الن يكون بوسع المسلمين ان يدحضوا كلامه بما يملكونه من وسائل اعلامية ضخمة ؟؟؟
اليست هذه العقلية التي عبر عنها الدكتورين العمر والشاذلي هي صورة حرفية مستنسخة عن عقلية التعتيم الاعلامي التي تمارسها الحكومات الاستبدادية ؟؟؟
الا يفكر القائمون على الاجهزة الاعلامية العربية بذات الاسلوب : منع المعارضين من التعبير عن رأيهم حتى لا يشوهوا صورة ( الثورة ) و ( التجربة الاشتراكية ) و ( الحركة القومية ) في العالم وحتى لا يضربوا اسس المجتمع ويزعزعوا استقراره ؟؟؟
وتناقضات حد الردة لا تنتهي ...ولعل احدها اسلوب الكيل بمكيالين الذي يستخدمه الاسلاميون في التعامل مع حق الانسان في تغيير دينه ، فعندما يتعلق الامر باعتناق المسيحي للاسلام يكون هذا المبدأ حق من حقوق الانسان جدير بالحماية والرعاية ، ولكن عندما يدخل الامر ضمن الدائرة الاسلامية ويطال المسلم وتغيير دينه تتعالى الاصوات فجأة منددة بهذا المبدأ مشددة على تعارضه مع مبادئ الشريعة !!!! ا
في اعتقادي ان هذا الموقف هو من المفارقات التنظيرية الغريبة ، فالخطاب الاسلامي يرفض الاعتراف بحق الانسان في اختيار دينه عندما يكون الانسان مسلما ، ولكنه يرحب بهذا الحق ويدافع عنه ، وينعي على الآخرين مصادرته ، بل ويعلن الجهاد دفاعا عنه !!!! كل ذلك عندما ينصب هذا الحق على غير المسلم !!!! ا
اليس هذا تناقضا وازدواجية في المعايير ؟؟؟؟؟
ترى ....... لو كان الغرب يعتنق عقيدة الاكراه الديني كما يمثلها حد الردة هل كان سيظهر في الغرب مسلم واحد ؟؟؟؟
لولا احترام الغرب لحق الانسان في اختيار دينه لما اعتنق الاسلام غربي واحد !!! ا
ولقد تنبه عدد من المفكرين الاسلاميين المعاصرين الى تناقض حد الردة مع حقوق الانسان ، ومن ثم بتنا نسمع اجتهادات وافكار اسلامية تعلن رفضها لحد الردة صراحة ، ولعل خير من يمثل هذا الاتجاه : جمال البنا ، و حسن الترابي ، وجودت السعيد
باختصار .....
ان حرية الاعتقاد الديني التي كرسها الاسلام ضمن مبادئه تقتضي بداهة حق الانسان في اختيار دينه ، وحق الردة تناقض صارخ مع حق الانسان في اختيار دينه
الكاتب: شهاب الدمشقي
19/05/2007
حد الردة.. لماذا ؟؟
المصدر: شبكة اللادينيين العرب
أنا متأكد أن مشكلتك هي مشكلة كل الملحدين واللادينيين، ألا وهي الفهم الخاطئ للإسلام، وأحيانًا لا تكون فهمًا خاطئًا بل تكون رؤية ما تريد العين رؤيته فقط، والانحياز الذي ربما يكون بغير قصد بل بعدم انحيادية العقل، مثل عدم قبول الرد أو التفكير به بأنه صحيح.
ردحذففأولاً كلنا نعرف أن اجماع المسلمين على شيء هو المصدر الثالث للتشريع لقوله تعالى: "وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا"
أي أن جزاء عدم اتباع المؤمنين هو جهنم، وبمعنى آخر، اتبع رأي الاجماع واجب.
أما اذا بحثت في الرد على شبهتك هذه فستجد أنه ليس كل من كفر مرتدًا، فقد يعذر البعض اذا كفر لجهله أو اذا كفر خطئًا (زلة لسان).
وستجد أن لاسلام يحارب المرتد لأنه ليس كافرًا في أصله، أي "لا اكراه في الدين" هي عدم اجبار الكفار أصلاً (كاليهود على سبيل المثال) على الدخول في الاسلام.
أما عن نفسي فإني أرى المرتد كما أرى الخائن، لأنهما لا يختلفان في الأفعال، فإذا كان جزاء الخائن لدولته الإعدام، فكيف لا يكون جزاء الخائن لدولة الاسلام القتل؟
بقلم : خالد أحباروش
ردحذف********من العنف الرمزي الى الحقوق الرمزية *************
الجزء الأول
-------------------------------------------------------------
من المندوح إلقاء نظرة - و لو مقتضبة - عن العنف الرمزي في مقابل العنف المادي خصوصا وأن هذا الموضوع صار عنصرا مهما من عناصر الوعي المعاصر :
لا مناص من الإشارة الى أن الدماغ البشري منذ تطوره البيولوجي التدريجي طور بموازاة ذلك كفاءة الترميز , الامرالذي ادى به إلى انبثاق العقل منه : تلك الملكة الجوهرية التي اهلته لممارسة التفكير المستقل -- عن الادراك الحسي و المباشر -- عبر جدلية التجريد الرمزي والتعميم .... وليس من الغريب في شيء , إن صار الانسان اليوم يعي كل مظاهر العنف لديه خاصة في بعدها الرمزي ذلك لما انبرى يمتلكه من ملكة الترميز التي اهلته ليس فقط لممارسة العنف بشكل رمزي ولكن ايضا اهلته لان يكون واعيا بذلك العنف نفسه . (( إنه العنف الذي لا تشاركه إيانا الحيوانات بحكم انعدام الملكة الرمزية لديها)) كل هذا اتى كنتيجة متقدمة لتطور الدماغ الانساني في اساسه البيولوجي . [ دماغ الهوموسابينز جد متطور بالمقارنة مع باقي الأدمغة عند الكائنات الاخرى ,
هذا الأمر مكننا فعليا من التطور الثقافي و الحضاري بما واكب ذلك من تطور نوعي في نمط العدوانية الطبيعية الاصلية ( وهي عدوانية غريزية في الكائنات الحيوانية ) نحو نمط العنف الحضاري الخاص بالانسان وحده نظرا لتمكنه من تطوير وسائل العنف الحضارية سواء على المستوى المادي أو المستوى الرمزي ( تطوير وسائل عنف مادية في هيئة الأسلحة و إنتاج وسائل عنف رمزية في هيئة العنف اللفظي .....الخ )
و الغريب في الامر انه بموازاة تطور العدوانية عند الانسان من اساسها الطبيعي نحو نمط العنف الحضاري [ تاريخ الانسان تاريخ اسلحة ] أصبح هذا الانسان نفسه في مرتبة فكرية عليا تؤهله لان يستكشف استكشافا نظريا منظومة العنف تلك و كذلك منظومة الحقوق . فما القصد من المنظومتين يا ترى ؟؟
[1] / استكشاف منظومة العنف عند الانسان
----------------------------------------------------
باختصار شديد أرى أنه ثمة صنفين من العنف ما انفكا يجتاحان المجتمعات البشرية قاطبة (( في كل زمان وفي كل مكان ,-- قديما وحديثا -- )) إنهما دوما يتجليان في النسيج السوسيولوجي للتجمعات البشرية بأسرها إما تجليا ماديا حسيا , او تجليا رمزيا ....
*اولا * / هناك الصنف الذي يمكن تسميته بالعنف المادي ويتجلى في مظهرين جوهريين هما :
----------
المظهر الذي يتوجه فيه العنف الممارس إلى جسم الشخص ( اي العنف الجسدي )
ثم هناك المظهر الثاني الا وهو مظهر العنف الموجه الى الممتلكات ( اي العنف ضد الممتلكات العامة أو الخاصة)..
*.ثانيا* / هناك صنف آخر من العنف وهو ماصار يسمى حديثا بالعنف الرمزي إنه نوعين عموما:
------------
.......1-- / ثمة عنف رمزي يتوجه الى فكر الانسان من خلال *اوالية التشريط الفكري الجماعي* - وهو عنف ذو بعد اجتماعي/ ايديولوجي بالخصوص يتم عبر شرعنة الهيمنة من خلال إخفاء القوة اللازمة لذلك عبر ستائر التنشئة الاديولوجية بما يدعى عادة التربية والتعليم ( اي اخفاء القوة اللازمة لفرض الهيمنة بالموسسات القمعية والاستعاضة عنها بالمؤسسات السوسيو/ ايديولوجية للمجتمع وهي في الواقع تدبر من قبل الدولة الحاكمة اي بواسطة تلكم الطبقة التي تتحكم في دواليب الحياة الاجتماعية ككل إنها تفعل ذلك عبر المؤسسات التي سماها المفكر الفرنسي لويس دوبري في مؤلفه القيم -- positions مواقف --, بالمؤسسات الايديولوجية للدولة كالمدارس والجامعات والموسسات الدينية الرسمية وكل مؤسسات التنشئة والتعليم..الخ ..
....... 2 /. وثمة العنف الذي يتوجه الى سيكولوجية الانسان( اي ذاك الذي يتوجه الى نفسه دون جسده او ممتلكاته)وهو ما يشار اليه غالبا بالعنف اللفظي الحاضر بأشكال متنوعة في الحياة الخاصة او العامة للافراد كالسب والشتم والتحقير والسخرية والتندر والاذلال بواسطة استخدام الالفاظ المشينة في حق الافراد.....لخ
[2] / استكشاف منظومةالحقوق
----------------------------------------------------
تجدر الاشارة الىأن حقوق الانسان تطورت عبر مسار اجيال ثلاثة لامجال لمناقشتها في هذا الصدد ولكن اجمالا وبكل اختصار يمكن القول :
- ثمة منظومة الحقوق السياسية والمدنية التي بزغت مع الثورة الفرنسية
- ثم هناك : الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت مع الثورة البولشيفية سنة -1917
.
تابع........الجزءالثاني
ردحذفثم هناك : الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت مع الثورة البولشيفية سنة -1917-
واخيرا هناك :الحقوق البيئية والتنموية المنبجسة في الفترة الراهنة ... بيد أن مايهمني من كل هذا هو بلورة رؤية تنظيرية تختزل كل الأجيال المشار اليها في قسمين من الحقوق فقط ’ [ أي قسمان يتوزعان الاجيال الثلاثة المذكورة سالفا بما يناسب حقل كل منهما ] ألاو هما :
قسم حقوق الانسان المادية و قسم حقوق الانسان الرمزية
أ / قسم حقوق الانسان المادية
------------------------------------------
إنها تشمل كل ماهو مادي في حياة اامواطنين...
كالحق في الشغل ( على اعتبار ان الشغل حق مكفول في دولة القانون -- أي دولة الحقوق والواجبات -- و ليس امتيازا او صدقة من ذوي الحضوة )........... و الحق في التطبيب و الحق في الزواج , و الحق في الحياة والحق في السكن اللائق والحق في التغذية المتوازنة و الحق في البيئة السليمة غير الملوثة و الحق في الماء الصالح للشرب و الحق في التنمية المستدامة .......الخ...
ب / قسم حقوق الانسان الرمزية
-----------------------------------------------
وتشمل كل ما هو رمزي في حياة المواطنين ...
(( تجدر الاشارة الى ان الحقوق الرمزية هي ما يميزنا اكثر عن مملكة الحيوانات وليس الحقوق المادية . على اعتبار أن الحيوانات , هي أيضا يمكن ان يشملها الانسان بالحقوق المادية -- حقوق الحيوان --
إن الحقوق الرمزية اصبحت اليوم من الثوابت في الوعي الحقوقي والقانوني المعاصر إنها حقا من نواتج تقدم الفكر الانساني العبقري نحو مزيد من الانسانية وابتعادا اكثر عن الماضي الحيواني في مسار تطور الكائن البشري ))
و يمكن اجمال هذه الحقوق فيما يلي :
--الحق في الاعتقاد
****************
وهذا الحق مبني على مبدأ الحرية الفردية ومن ثم يناقض حد الردة أصلا وفصلا
(حرية الاعتقاد و التدين وممارسة الشعائر مقابل حرية عدم التدين وعدم الاعتقاد )
--الحق في اللغة
************
( خصوصا لغات الاقليات في المجتمعات المتعددة الثقافات)
--الحق في الرأي
*************
--الحق في الانتماء الفكري او السياسي
***************************
--الحق في الكرامة الانسانية :
********************
وهي مبدأ أساسي في كينونة الانسان (مثلا لايعقل ان يحط من كرامة المرأة عبر تعدد الزوجات و لا يجوز قبول القول إن الزوج يقسم الامور بالتساوي بين زوجاته فهذا التقسيم يشمل الحقوق المادية فقط من قبيل المسكن و الملبس و المشرب والمأكل و الجنس ....الخ و يغفل ما هو رمزي من الحقوق كالكرامة الانسانية إن الحب و هو معادلة مهمة في تأسيس الكرامة الزوجية لا يمكن تقسيمه بالتساوي على كل حال
ولا يعقل التمييز بين البشر حسب لونهم او عرقهم او جنسهم فهذه الافعال تمس بكرامة الانسان : أي الانسان باعتباره تلكم الكينونة الحاملة للقيمة الانسانية بصرف النظر عن لونه او جنسه- ذكرا او انثى - او عرقه او لغته او دينه ... الخ )
-- الحق في النقد البناء
****************
بشرط أن يكون موضوعيا ( مؤسسا على ادلة واقعية ) أو علميا ( قائما على البراهين وليس القذف المجاني الذي تشوبه الذاتية )....