29‏/05‏/2007

رد شامل على "إعجاز" البرزخ البحري و الحجر المحجور

الادعاء الاعجازي في ايات -البرزخ البحري

عموميات حول استخدام المصطلحات اللغوية

قبل ان نبدأ أي نقاش علمي او فلسفي او ديني لا بد لنا أن نتفق اولا على معاني المفردات اللغوية ... فما يثير اللبس في معظم الاحيان هو اختلاف مدلول الكلمة من عصر لآخر ... فاللغة كوسيلة تواصل تتغير باستمرار و تتطور على صعيد الصوت و المعنى لذا وجب الحذر الشديد في التعامل مع النصوص القديمة و استخراج مدلولها و ما أراد صاحبها ان يوصله من خلال ذلك النص
السؤال الذي سيطرحه الكثير من الزملاء هو : ما الطريقة المثلى لفهم معنى الكلمة في سياقها التاريخي ؟
اقول ببساطة أن الاجابة الوحيدة و المجمع عليها من قبل علماء اللغة و اللسانيات هي ضرورة معرفة المعنى الذي استخدمه من استعملوها في ذلك الزمن ...

و هنا تبقى صعوبة واحدة تعترضنا : ماذا لو اختلف هؤلاء انفسهم في معناها ؟
الحل حينئذ يكون بتتبع استخدام الكلمة من قبل صاحب النص نفسه ... و هنا تأتي اهمية القرينة القرءانية التي أراها أنجع وسيلة في حصر المعنى الوحيد للكلمة كما استخدمها كاتب القرءان
و القرينة بإيجاز هي نفس الآية أو نفس الكلمة تكون قد تكررت في القرآن في نفس السورة أو في سور أخرى ... والقرينة أهم من التفسير فهي التي تساعد المفسر في تفسير النص الآخر الذي يريد معرفة مدلوله ... لهذا ساقوم بتوضيح معاني المفردات حسب المعاجم ثم باستخدام القرينة

ملخص الادعاء

بجولة بسيطة في محرك البحث "غوغل" و بادخال كلمة من قبيل "برزخ" او "مرج البحرين" ستجد نفس المقالات تتكرر حول هذا الادعاء السخيف و يتم تداولها في منتديات الاستمناء الفكري دون أدنى تحري أو فهم
و بعد أن نختار أي مقالة إعجازية و نقوم بغربلتها من الشروحات الطويلة الخارجة عن الموضوع والصور و الكلمات الانجليزية (لزوم الادهاش و الرصانة العلمية !!!) و بعد عملية طويلة من الفرز يمكننا ان نلخص المقالة في بضعة اسطر :
ايات قرءانية تتحدث عن وجود برزخ بحري من المياه الحلوة التي تفصل بين مياه بحرين مختلفين من حيث الكثافة و الحرارة ... و كل هذا "قبل 1400 سنة" في كتاب الله العجيب الذي لا ياتيه الباطل من كل الاتجاهات الجغرافية !!!!

الايات موضع الدراسة

سورة الرحمن (19- 23): مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ؛ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ؛ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ؛ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ؛ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

سورة النمل (61): أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

الآيات سيتوضح معناها بشكل مفاجئ للكثيرين !!!
و الأكثر من مفاجئ هو التقييم العلمي لهذه الآية في عصرها انذاك و الذي سيتوضح من خلاله معرفة الانسان بهذه الظاهرة قرونا قبل القرءان لكنها تختلف كما سترون من حيث الظروف ... و القرءان لم يغير شيئا من ذلك

فلنعرف اولا معنى كلمتي "برزخ" ... و "بحر" (لا تستغربوا فمعنى البحر مختلف في ذلك العصر كما سترون )

المعاني حسب المعاجم اللغوية :

معنى كلمة بحر :

في معجم المحيط : البَحْرُ: متسع من الأرض مغمور بالماء المالح وَإذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ و النهر العظيم؛ الكريم؛ هو البحر في عطائه

وفي معجم محيط المحيط : البَحْرُ: الماءُ الكثيرُ , مِلْحاً كان أَو عَذْباً , وهو خلاف البَرِّ , سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه

وفي مختار الصحاح: البَحْرُ: ضد البر قيل سمي به لعمقه واتساعه

وفي القاموس الوسيط: البَحرُ: الماءُ الكثيرُ أو المِلْحُ فَقَطْ

وفي معجم لسان العرب: البَحْر: خلاف البَرّ والماءُ الكثير أو المِلْح فقط

إذن كلمة بحر لها معنى آخر غير المعنى الذي نعرفه حاليا و هو يفيد الانهار العذبة ايضا ... هذا المعنى بالذات هو الذي استخدمه القرءان في الايات السابقة و هو ما سيتضح بشكل حاسم من خلال القرينة القرءانية

معنى كلمة برزخ :

في مختار الصحاح :
البَرْزَخُ هو الحاجز بين الشيئين وهو أيضا ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث فمن مات فقد دخل البرزخ

وفي معجم المحيط :
البَرْزَخُ : الحاجز بين شيئين.-: أرض ضيقة بين بحريْن.-: ما بين الموت والبعث.

وفي معجم الوسيط
بَرْزَخٌ - ج: بَرازِخُ. 1.: قِطْعَةُ أَرْضٍ ضَيِّقَةٌ، مَحْصورَةٌ بَيْنَ بَحْرَيْنِ، مُوصِلَةٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ، بَرَّيْنِ. 2. وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثونَ . (قرآن): حائِلٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الرَّجْعَةِ، الحاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ.

وفي معجم محيط المحيط
البَرْزَخُ ما بين كل شيئين , وفي الصحاح : الحاجز بين الشيئين . و البَرْزَخُ ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إِلى البعث , فمن مات فقد دخل البَرْزَخَ . وفي حديث المبعث عن أَبي سعيد : في بَرْزَخِ ما بين الدنيا والآخرة ; قال : البَرْزَخُ ما بين كل شيئين من حاجز , وقال الفراء في قوله تعالى : وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ .

وفي معجم الغني
(البَرْزَخ): الحاجز بين شيئيْن. و- ما بين الموت والبعْث، فمن مات فقد دَخَل البرزخ. وفي التنزيل العزيز: وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . و- (في علم الجغرافية): قطعة أَرض ضيقة، محْصورة بين بحْرَين، موصِّلة بين أرضَيْن. و- (في علم الطب): البَرْزخ الدَّرَقِي: جزء منقبض من الغُدَّة الدَّرقية، يكون في الخط الوَسَطي من الرُّغامَى، ويصل بين الفَصَّين الجانِبيين اللذين تتألَّف منهما تلك الغُدَّة.

وفي القاموس المحيط
(البَرْزخُ): الحاجِزُ بين الشَيْئَيْنِ ومن وقْتِ المَوْتِ إلى القيامةِ ومن ماتَ دَخَله
(وَبرازِخُ) الإِيمانِ ما بَيْن أوَّله وآخِرِه أو ما بين الشك واليقين.

وفي معجم لسان العرب
البَرْزَخ الحاجز بين الشيئَين وما بين الدنيا والآخِرة من وقت الموت إلى البعث فمن مات فقد دخل البرزخ ج بَرَازِخ.
والبرزخ عند أَهْل الجغرافيَّة قطعة أَرْضَ ضيِّقةٌ محصورة بين بحرينِ مُوصلِةٌ برّاً ببرٍّ أو شبهَ جزيرةٍ ببرٍّ كبرزخ السُّوَيس ويُقال له المُختنَق وعند الحكماء الاشراقيّين هو الجسم. وعند الصوفيَّة هو العالَم المشهود بين عالَم المعاني والأجسام.
والبرزخ الجامِع عندهم هو الحضرة الواحديَّة ويُسمَّى البرزخ الأعظم وبرزخ البرازخ.
وبرازخ الإيمان ما بينَ أولهِ وآخرهِ أو ما بينَ الشكِّ واليقين.

إذن كلمة برزخ لها كل هذه المعاني الكثيرة... فيمكن أن تكون أرضاً ... ويمكن أن تكون حاجزاً بين الدنيا والآخرة ... ويمكن أن تكون جزءً منقبضاً من الغدة الدرقية ... والواضح من هذه المعاجم اللغوية مجتمعة أن البرزخ هو الحاجز بين شيئين .. و ليس بالضرورة أن يكون الشيئان ماءً

القرينة القرآنية

ما دام معنى كلمتي بحر و برزخ مختلفتين فما هو المعنى المقصود من كاتب القرءان ؟

لنضع مرة اخرى النصين الذين يتكلم عنهما الإعجازي وهما :

سورة الرحمن (19- 23): مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ؛ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ؛ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ؛ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ؛ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

النمل (61): أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.

طيب ... أليس في القرآن نصوص أخرى تحدثت عن بحرين ... بل و وصفت البحرين ؟

الجواب : نعم ... و هذه هي القرينة التي يتجاهلها الإعجازي في تفسيره لمعنى البحرين :

جاء في سورة الفرقان (53): وَ هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا.
فالقرآن يؤكد إطلاق لفظ بحر على النهر العذب أيضاً .. ثم يسمي الفاصل بين الماء العذب والماء المالح برزخاً

هذه هي القرينة القرآنية الأولى

تعالوا أيضاً لنقرأ قرينة قرآنية أخرى ... جاء في سورة فاطر (12): وَ مَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.

اذن فالبحران المقصودان في القرءان هما النهر بمائه العذب الفرات و البحر (كما نعرفه) بمائه المالح الاجاج و البرزخ المقصود اذن هو حاجز بين النهر و البحر

اقوال المفسرين :

هذه تفاسير من امهات كتب التفسير عند السنة :

وجعل بين البحرين حاجزا‏

ابن كثير

اي جعل بين المياه العذبة والمالحة‏(‏ حاجزا‏)‏ أي مانعا يمنعها من الاختلاط‏...

الجلالين

(‏وجعل بين البحرين حاجزا‏)‏ بين العذب والملح لا يختلط احدهما بالاخر‏....‏

صفوه البيان لمعاني القران

برزخا : فاصلا من الأرض بين العذب والملح‏,‏ حتي لا يبغي احدهما علي الاخر‏

في صفوه التفاسير

اي و جعل بين المياه العذبة والمالحة فاصلا ومانعا يمنعها من الاختلاط لئلا يفسد ماء البحار المياه العذبة....‏

شيخ المفسرين الطبري

رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجزاً أي بين العذب والملح أن يفسد أحدهما الآخر

القرطبي

وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ ؛ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا " مَانِعًا مِنْ قُدْرَته لِئَلَّا يَخْتَلِط الْأُجَاج بِالْعَذْبِ . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : سُلْطَانًا مِنْ قُدْرَته فَلَا هَذَا يُغَيِّر ذَاكَ وَلَا ذَاكَ يُغَيِّر هَذَا . وَالْحَجْز الْمَنْع

و الشيعة ايضا فهموا الحاجز بين البحرين على أساس أنه الفاصل بين العذب و المالح

مجمع البيان في تفسير القرآن ... الفضل بن الحسين الطبرسي

«و جعل بين البحرين حاجزا» أي مانعا من قدرته بين العذاب و الملح فلا يختلط أحدهما بالآخر

السياق القرءاني

حسب سياق القرآن نجد انه يتكلم بصيغة المتحدي ... فهل يتحدى بكلام لا يفهمه الآخرون الذين يتحداهم ؟

فهو يوبخهم قائلاً (النمل (61)): أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ؛ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

فكيف يريدهم أن يفهموا معجزة ما وهذه الآيات لم تفهمها البشرية إلا في عصر العلم الحديث ؟؟؟

فهل ظل المسلمون مخدوعون حوالي 14 قرناً من الزمان..!!!!


التقييم العلمي و التأريخي للمعلومة

إن كان القرءان يتكلم في عصره بصيغة التحدي "للكفار" فهل كانت هذه الظاهرة (وجود حاجز او برزخ مائي بين مياه البحر و مياه النهر) معروفة و شائعة قبل زمن محمد ؟

نعم ....

و قد فسرها عالم الطبيعيات "بليني" الذي عاش 5 قرون قبل محمد. و قد احتفظت بهذا النص و ساحاول البحث عن المزيد

Pliny the Elder, the noted Roman naturalist, senator, and commander of the Imperial Fleet in the 1st century A.D., observed this peculiar behavior of fishermens’ nets in the Strait of Bosphorus, near Istanbul. Pliny deduced that surface and bottom currents were flowing in opposite directions, and he provided the first written documentation of what we now call the "estuarine circulation"

ولاحظ الصيادون هذه الظاهرة منذ القدم حيث إن شباكهم تتمايل في جهتين وتتراقص في الماء مما اثبت لهم وجود تيارين متعاكسين في مناطق الاستواريز

هذا رسم توضيحي للظاهرة



خلاصة

1) المفسرون فسروا الآيات بمنتهى الوضوح و دون حيرة و لم يحتاجوا إلى نظريات وإنما استخدموا علم عصرهم المعروف أن البرزخ هو الفاصل بين الماء العذب والماء المالح

2) الإعجازيون حولوا لفظ الماء العذب إلى مالح و اطلقوا لفظة البحر فقط على المعنى الذي نتداوله

3) المعنى الحقيقي للاية معروف قرونا قبل محمد و خصوصا في حضارات و شعوب توجد بها أنهار عظيمة كالنيل و دجلة و الفرات

و هكذا لم نجد في القرءان جديدا و لا اعجازا ما عدا تدليسات و اقوال كاذبة عشنا مخدوعين بها ردحا من الزمن

الكاتب: طموح
المصدر منتدى الملحدين العرب

إضافة وتوضيح (من كتابة أثير العاني):
هناك اختلافات كثيرة في التفاسير والمعاجم العربية حول معنى "المرجان" منها أنه صغار الدر (واللؤلؤ كباره)، أو هو عظام اللؤلؤ، أو الخرز الأحمر، أو هو "عُرُوق حمر تطلع من البحر كأصابع الكفّ"، ودعاة الإعجاز العلمي مختلفون في دعواهم الإعجازية في النص إلى فريقين وكالتالي:
الفريق الأول من الإعجازيين:
يحاول تأويل النص بأن المقصود من البحرين فيه هو "بحرين مالحين" وأن الحاجز بين هذين البحرين المالحين هو الإعجاز بزعمهم ويرفضون التفسير الذي تدعمه القرائن القرآنية في نصوص اُخرى والتي تبين بأن البحرَين الذَين يفصل بينهما البرزخ أو الحاجز هما بحر مالح وآخر عذب، وذلك حسب الزنداني بدعوى أن الواو تفيد المغايرة فيقول إن المرجان في النص لا يكون بمعنى اللؤلؤ بينما نعلم أن القرآن يعطف الخاص على العام كما في قوله (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال) وكذلك يعطف الشيء على نفسه كما في قوله (تلك آيات الكتاب وقرآن مبين).
يقول الزنداني:
"بينت الآية الأخيرة أن البحرين يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وقد تبين أن المرجان لا يكون إلا في البحار المالحة، فدل ذلك على أن الآية تتحدث عن بحرين مالحين."
فهنا يفترض الزنداني مسبقا أنه ليس في النص القرآني خطأ قبل بدء البحث أصلا ثم يقوم بعد ذلك بتركيب ما يريده من معانٍ على النص القرآني! بينما يجب فهم معنى النص القرآني حسب ألفاظه وقرائنه ومعرفة هل هو صحيح أو مغلوط دون حكم مسبق.
هذا الفريق يقول إن المرجان لا يخرج من البحار العذبة.
والموضوع أعلاه هو رد على هذا الفريق الذي يشمل مثلا عبد المجيد الزنداني وماهر أحمد صوفي.

الفريق الثاني من الإعجازيين:
أما الفريق الثاني من الإعجازيين (ومنه أحمد حطيبة) فكلامه عكس الفريق الأول!، فيقول إن اللؤلؤ والمرجان موجودان في البحر العذب أيضا وأن ذلك لم يكن معلوما واكتشفه القرآن!، بينما قد رأينا أعلاه أن معنى المرجان مختلف فيه أصلا في التفاسير والمعاجم العربية ويتفرع من ذلك الإختلاف في وجوده في البحر العذب أو عدم وجوده فيه!!

وفي كل الأحوال ليس في استخراج الحلي من المياه "آلاء من الرب" على الإنس (وعلى الجن الذي لا دليل على وجوده، فضلا عن استخدامه اللؤلؤ والمرجان!) كما يزعم القرآن، فاللؤلؤ الذي ينشأ يصورة طبيعية دون تدخل الإنسان نادر جدا ولا يتوفر إلا للأثرياء من الناس وقد أصبح أكثر ندرة اليوم، بينما تعلّم الإنسان في العصر الحديث التدخل لتحفيز إنتاج اللؤلؤ وعدم ترك ذلك للصدفة وبالتالي إتاحته بكميات أكبر وبسعر منخفض وبذلك أصبح بديلا عن اللؤلؤ الطبيعي النادر منذ بدايات القرن العشرين.
Natural pearls of any commercial value or desirability, are extremely rare. Instead, since the early part of the 20th century, cultured pearls have supplanted natural pearls as the most common and available pearls.
Cultured Pearls vs. Natural Pearls
Cultured pearls are still real pearls, grown organically inside of oysters in the same way as natural pearls. The difference is, that in the case of cultured pearls, the pearl farmer intentionally stimulates the development of the pearl by inserting a "nucleus" into the oyster. Thus, the formation and discovery of the pearl are no longer left to chance.
مصدر الإقتباس http://www.pearl-guide.com/natural-pearls.shtml

هناك 14 تعليقًا:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. العزيز الأثير العراقي:
    نشرت موضوعا مماثلا لنقض الإعجاز المزعوم في البرزخ بين البحرين.

    www.abulahab.blogspot.com

    والموضوع تحت عنوان

    في السببين الوافيين لنسف أعجوزة البرزخ بين البحرين.

    تحياتي

    ردحذف

  3. اهلا عزيزي ابو لهب

    وضعت رابطا لموضوعك الجديد ضمن "مقالات خارجية في بيان كذب مزاعم الاعجاز العلمي"

    شكرا لك

    تحياتي

    ردحذف
  4. الحاجز موجود و العلم الحديث أكد ذلك ..

    بينهما برزخ لا يبغيان ..

    أي لا يختلطان ..

    هل درست في الكيمياء مبدء الاتزان؟

    Equilibrium.

    نعم يا عزيزي هناك إتزان بين جزيئات الماء المنتقلة من جهة الماء المالح و الذرات المنتقلة من جهة الماء العذب .. و هذا سبب تموج شباك الصيادين ارتفاعاً و نزولاً .. و مثل هذا الإتزان موجود في الماء حيث أنه عندما يتساوى معدل جزيئات الماء المتبخرة و معدل جزيئات الماء المتكثفة يصل النظام إلى حالة الإتزان الذي يختل عند تغير الضغط أو الحرارة فتزيد نسبة التبخر أو التكثف إلى أن نصل لحالة إتزان جديدة يتساوى فيها معدل التبخر و التكثف في نمط تذبذبي متناقص .. كما أن العديد من الصناعات تقوم على هذا المبدأ .

    فجزيئات الماء فقط هي التي تنتقل عبر الحاجز و ليس الأملاح و المعادن و الشوائب الموجوده في ماء البحر المالح .. و الدليل بقاء جهة الماء العذب عذبه .. و إذا لم ينتقل الماء عبر هذا البرزخ فعندها سينحصر الماء المالح في المناطق التي لا تجري فيها أنهار و لا يحصل فيها تفريغ للماء العذب في البحر المالح ..

    أما بالنسبة للحضارات القديمة فهل أنت متأكد أنهم إكتشفو وجود الحاجز؟ أم فقط استوعبو فكرة امتداد النهر في البحر و عدم اختلاطه بالأملاح لمسافة معينه؟

    ردحذف
  5. أتابع مع الزميل و أقول :
    إذا كنت يحفظك الله -أو لا يحفظك - متأكد من وجود الحاجز في حضاراتهم فهل لك أن تأتينا مشكوووراً بالدليل
    و إن كان عليه الصلاة و السلام قد أخذه مثلاً من حضاراته فبأي لغة رجاء فعلمي أنه لا يجيد الرومانية مثلاً أو المسمارية ربما كما قال زميل فاشل آخر لك
    و لنفرض أنه أخذها من غيره من الصيادين العظيمين الذين اكتشفوها فهل تعتقد أن هذا كان موضوع دعوته ؟؟؟؟
    هذا حقاً غريب ! رجل يدعو إلى الإيمان بالله و ترك الحرام بأنواعه و فعل الخير بأنواعه ؛ يعني كل دعوته دينية و اجتماعية و لها أبعاد سياسية أيضاً ثم يجلس جلسة مع صيادي النهر -الغير موجودين إلا في خيالك العقيم ليبرر الإعجاز- فيتحاور معهم عن هذه التيارات التي لاحظوها بل و يذكرها في ما يدعي أنه كتاب من عند الله ، بل و لا يذكر لأصحابه "مثلاً في الأحاديث " قصة هذا البرزخ أو يشرحه بل يتركه ليظهره العلم بعد 1400 سنة .
    و يقولون أننا ندلس و نكذب و نستخف بعقول المفسرين !!!
    كلا يا عزيزي بل كل احترامنا لهم و فسروا بشكل صحيح تماماً ما رأوه و كشف العلم عن معاني أخرى ....انظر أخرررررى ... و ليس مخالفة لما قالوه لتبين عظمة الإسلام و لكنكم أنتم من تستخفون بكل العلم الحديث فكلما قال العلم وجدنا هذه الظاهرة بعد طول عناء و قال المسلمون الحمد لله وجدناها أيضاً في القرآن أو وجدنا تفسيراً إضافياً لهذه الآية في القرآن يوافق ما ذكرتموه قفزتم كالمجانين تكذبون هذا و تكذبون ذالك فتارة تقولوا هذا كذب و غير موجود في التفاسير القديمة و تارة تقولون - و هذا أدهى و أمر - لم يأت عليه الصلاة و السلام بجديد فهذا موجود منذ قرون فتشطبون بجملة فرحة العالم الذي اكتشفها و تسخفوا من اكتشافه فقط لتقولوا محمد أتى بها من الرومان مثلاً .. يا فرحة العلم الحديث بكم

    الإعجاز في القرآن وسع حقولاً كثيرة من العلم و لو أن رسولنا نفسه علم هذا أو تعمد كتابته بنقله من غيره لقاله ليحصل على الإعجاب اللازم فهل تجدون في حديثه عليه الصلاة و السلام أي ذكر لأي إعجاز علمي أو طبي أو فلكي أو ....لا فالإعجاز الوحيد الواضح للقرآن و الذي كان الحجة على من سبقه هو البلاغة و التي بجهلكم تطعنون بها و لا حول و لا قوة إلا بالله

    ردحذف
  6. موضوعك غير ممنهج يتسم بإصداركم حكم قيمة مسبقا على الظاهرة وبالتالي تخضع أحداث بداية القرن الهجري إلى مجريات القرن الحالي أعتقد جازما أنك لا تتسم بالعلمية فاتق الناس أسطورتك

    ردحذف
  7. ان الآية 61 في سورة النمل ---"أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ؛ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"--- تذكر الانهار لوحدها ثم البحرين و هذا ينفي بان المقصود ببحر الماء العذب هو النهر !
    الدليل على هذا هو ان الآية نقلت معلومتها من اسطورة السومريين اللذين كانوا يعتقدون ان بجوف الارض بحرا عذبا وفوق الارض بحرا مالحا و بين هذين البحرين حاجزا لكي لا يتلاقيان، و مصدرهم الثالث للماء هي الانهار اللتي تجري خلال الارض و اللتي تنبع من هذا البحر الجوفي اي ببحر الماء العذب ...

    ردحذف
  8. يا اعزائي الامر واضح وصريح ولا يحتاج تدليسا او مناقشة وتوضحه الاية القرانية
    وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴿الفرقان:53﴾
    والتفسير واضح جدا حيث ان اهل الخليج كانوا وحتى فترة قريبة يخرجون لاخراج المحار وما كنز من لؤلؤ وكانوا عندما يصلون الى اعالي الخليج اي عند البصرة
    ومصب شط العرب وهو الفرات عندهم لانه اقرب الانهار لجزيرتهم لازالوا يجدون الماء عذبا رغم دخوله في البحر وانهم عندما كانوا يغصون تحته فانهم كانوا يجدون محارا (لان المياه مالحة)مع العلم ان المحار لا يعيش في المياه العذبة وهذا يدل على خطأ الاية القرانية بان البحرين كلاهما يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان اي العذب والمالح لان محمد لم يدرك من القصص التي سمعها من البحارة العرب بان الماء تحت عمق معين كان مالحا وليس عذباولكنه استغل هذه الظاهرة
    لاظهار قدرة الهه المدعى ولم يدرك ماكان يحصل فعلا

    ردحذف
  9. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  10. أين هذا الكلام من مسألة يخرج منهما الؤلؤ والمرجان , دلالة أنه بحرين مالحين, لأن المرجان لا ينبت إلا في بحر مالح . ؟ أفيدونا ..

    ردحذف
  11. اقتباس:
    "أين هذا الكلام من مسألة يخرج منهما الؤلؤ والمرجان , دلالة أنه بحرين مالحين, لأن المرجان لا ينبت إلا في بحر مالح . ؟ أفيدونا .."

    مرحبا
    أولا: يجب فهم معنى النص القرآني حسب ألفاظه وقرائنه ومعرفة هل صحيح أم مغلوط وليس فرض صحته مسبقا قبل البحث.

    ثانيا: معنى المرجان مختلف فيه كثيرا، والمزاعم الإعجازية مناقضة لبعضها البعض حول وجه الإعجاز المزعوم في النص.

    لكن في كل الأحوال فإن إنتاج الحلي اليوم قد أصبح بتدخل الإنسان وعوّض عن اللؤلؤ الطبيعي النادر جدا الذي يعتبره مؤلف النص القرآني (على ندرته) آلاءً من الإله على الإنس (فضلا عن الجن!).

    قد كتبت اليوم في نهاية الموضوع "إضافة وتوضيح" وضحت فيها هذه النقاط، يمكنك قرائته..

    ردحذف
  12. ان ظاهرة البرزخ كانت معروفة مند القدم.فمملكة ديلمون عرفت بتبادل اللؤلؤ والمياه العدبة المتدفقة من قيعان البحرالمحيط بها- خاصة في شواطئها الشرقية والشمالية الشرقية-ودلك مند غابر الزمن مع الامم المجاورة.وديلمون هي البحرين حاليا وقد سميت بهداالاسم لوجود ظاهرة البرزخ فبهاحيث لايختلط الماء المتدفق من قاع البحر مع المياه المالحة.ان البحرين تشتهراليوم بهدهالخاصية الجغرافية الفريدة فمناخها صحراوي جاف والتساقطات فيها قلبلة للغاية ومع دلك فهي غنية بالمياه العدبة واكثرالينابيع فيها تتدفق في البحر.وكل قارئ يستطيع استزادة المعلومات في هداالصدد من خلال العودة الى موضوع -الينابيع البحرية في البحرين-الموجود بالانترنيت.اوالاتطلاع على المراجع المتعلقة بالشبكات الهيدروليكية البحرينية الممتدة في باطن اراضيها.وبعد فكل من يدعي الاعجاز في هده النقطة بالدات يجوز وصفه بعدم معرفة جغرافيا المياه بالبحرين.

    ردحذف
  13. نعم ظاهرة البرزخ كانت معروفة في مملكة ديلمون قبل الميلاد وهي المسماة حاليا مملكة البحرين وقد اكتسبت هذه التسمية الحقا بسبب وجود المياه العذبة في بحرها .... ولفهم الظاهرة اكثر اتمنى ان تقراوا هذا المقال الذي كتبه احد الزائرين للبحرين ..............................................................

    مياه عذبة من جوف البحر؟!

    كاظم فنجان حسين الحمامي

    كم كانت دهشتي عظيمة حينما اخبرني الكابتن عبد المنعم الجناحي خلال زيارتي للبحرين بأن المسطحات البحرية المحيطة بمملكة البحرين تتميز بوجود آبار للمياه العذبة قابعة في قاع البحر, وان العاملين على السفن الخليجية القديمة كانوا يترددون على هذه الينابيع العذبة المتدفقة من جوف البحر ويتزودون منها بالمياه العذبة والباردة لأرواء عطشهم !!.

    سبحان الله, مياه عذبة تتدفق تحت البحار ؟؟, من يصدق هذا؟؟. أنا شخصيا كنت مندهشا من هذا السر الغريب الكامن في الاعماق السحيقة , رغم علمي بأن الكابتن الجناحي يعتبر من الخبراء المتميزين في البيئة البحرية لحوض الخليج العربي.

    لكن دهشتي تبددت بعد وهلة قصيرة لعلمي ان البحرين مازالت تحتفظ بخبايا واسرار الكنوز السومرية والبابلية والأكدية, اليست هي أوال ودلمون وتايلوس واورادس ؟؟, ثم هي فوق ذلك كله درة الخليج وقلبه النابض بالخير والعطاء, وبستانه الزاخر بالماء والخضراء والوجه الحسن.

    من هنا كانت بدايتي للكتابة في هذا الموضوع الطريف, والقاء الضوء على هذه الظاهرة الطبيعية الغريبة, فقد اكدت المراجع الجغرافية على ان سكان البحرين كانوا يحصلون على المياه العذبة الصالحة للشرب من نبع ينبثق من الاغوار البحرية الشديدة الملوحة, وكان الغواصون يغطسون في البحر فيملأون أوانيهم وجرارهم من هذه المنابع الصافية التي تعد نعمة من نعم السماء.

    تتوزع هذه الينابيع العذبة بين جزر مملكة البحرين ويقدر عددها بمائتي ينبوع , وفي الساحل بخمسة وعشرين ينبوعا, وساعدت هذه الشبكة المائية النقية الممتدة تحت البحر على تحويل البحرين الى واحة غناء , ويصفها ( ديوراند ) قائلا : ((الجزر فضة, والبحر لؤلؤ, وتستطيع ان ترى الشعاب المرجانية في الاعماق , وتملك البحرين ينابيع الماء النقية التي تنبعث خلال الماء الأجاج في اماكن متفرقة حول الجزر البحرينية)).

    قال تعالى: (وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً) [الفرقان:53].

    وتتغلغل هذه الينابيع والعيون بين الجزر وقرب الشواطئ فتروي البساتين وتغذي اشجار النخيل, ومن هذه العيون نذكر: عين عذاري, وأم شعوم, وأبو زيدان, والسرحان, وعين مهزة, ووعين الرحا, وقد سجل المقيم السياسي البريطاني خلال زيارته للبحرين عام 1865 الملاحظة التالية:

    (( عثرنا في جزر البحرين على ينابيع وآبار للمياه العذبة على عمق 3 الى 6 قامات تحت سطح البحر)).

    واكتشفت فيما بعد ان هذه الينابيع المغمورة تحت سطح البحر لا يقتصر وجودها على جزر البحرين, بل انها موجودة في مناطق عربية أخرى, نذكر منها منطقة (القحمة) في تهامة عسير بالمملكة العربية السعودية, حيث يتدفق الماء العذب على شكل ينابيع فوّارة تنبع من داخل البحر, وأن الإنسان إذا اقترب من إحدى هذه العيون سيشعر ببرودة الماء كلما مد ذراعه إلى الأسفل، ويبدو ان الأبل هي التي اكتشفت هذه المنابع البحرية قبل ان يكتشفها الانسان, وانها استدلت عليها بقدرة الله منذ سنوات بعيدة, واعتادت الأبل في هذه المنطقة على السباحة في عرض البحر والتوجه الى هذه الينابيع العذبة, حيث تدخل رأسها إلى عمق معين تحت مياه البحر بحثاً عن الماء العذب الذي ينبع من باطن البحر لترتوي منه.

    وكانت العيون البحرية تمثل لأبناء عسير,أيام الجدب وقلة الأمطار, مخزوناً استراتيجياً للإنسان, والحيوان، والطيور التي تعلم مثل الإبل بمواقع المياه العذبة داخل البحر، ولله في خلقه شؤون.

    فرحلة الأبل في البحر من أجل شرب الماء ما هي إلا إعجاز آلهي يجسد عظمة الله الذي خلق كل شيء فأحسن صنعه, فسبحان الله العظيم.

    وتتدفق المياه العذبة ايضا من المياه البحرية القريبة من ميناء صور في لبنان, ويطلق عليها هناك تسمية ( الفوّارات), ويقصدها الناس هناك عند الحاجة وانقطاعهم عن مياه الشرب, وتوجد في صور سبعة ينابيع بحرية, ( سبعة فوّارات ) تأخذ شكل بقع كبيرة واسعة, ومحيط كل بقعة حوالي 200 مترا مربعا, وتتميز عن محيطها البحري الهائج كأنها سبع مرايا بيض تتوهج في بحر أزرق, وهذه المياه العذبة تندفع بقوة نحو سطح البحر من عمق 30 مترا.

    ردحذف
  14. ان القائلين بمقولة التحدي الاعجازي عموما , يغفلون امرا جوهريا في المنطق .الاوهو عدم معقولية التحدي الاعجازي خصوصا حين يكون بين وجودين متخالفين في مرتبتهما الوجودية : فالقول بوجودالتحدي الاعجازي بين مرتبتين ليستا من نفس مرتبة الوجود-هوقول لامعقولية فيه أبدا وهو متهافت الطرح :
    .لإن التحدي المفترض بين مرتبة الوجود المطلق من جهة وبين مرتبة الوجود النسبي من جهة اخرى لامعنى له.ذلك لاختلاف المرتبتن في جوهريهما وليس فقط في عرضيهما و عادة نقول لامقارنة مع وجود الفارق فى الامور العرضية فمالك حين تكون جوهرية

    هدا في العموم اما بخصوص الموضوع فالاعجاز يقسم غالبا الى شق علمي اوعددي او بلاغي ...الخ.
    1 // في الشق العلمي كثيرا ما يبادر الإعجازيون الى مصادرة وتركيب المعطى العلمي (( المثبوت بالتجربة التحليلية العلمية )) و تقديمه لنا في قالب الوصف القرءاني لظاهرة المعطى العلمي المثبوت نفسه (( عبر اوالية التأويل ولي اعناق النصوص )) متناسين أن وصف الشيء كما يحضر في الطبيعة يختلف عن تحليل الشيء داته علميا.....مثلا إن وصف الماء كبرزخ يبدو جليا للعيان في الطبيعة المشاهدة بالعين المجردة شيء وتحليله لكشف مركباته و خواصه الفزيائية و الكيميائية شيءاخر .مثلا أن يصف المشاهد ظاهرة البرزخ البحري (( أي تلك التي كانت معروفة قبل الميلاد في الشرق الاوسط في مملكة ديلمون وهي البحرين حاليا التي تكثر فيها الينابيع العذبة في بحرها الشرقي والشمال الشرقي ومااسمهاهدا الا من تلك الظاهرةالبحرية داتها- )) شيء., وأن يحلل العالم خواص الماءالعدب الكميائية حين لايمتزج بالماءالاجاج لاختلاف الكثافة بين الجسمين شيء اخر تماما.و سكان البحرين قديما وحديثا يعرفون بالوصف الحسي هده الظا هرة .اما تحليلها فانها من اختصاص العلماءلااقل ولااكثر.

    ادن لامجال لخلط الأوراق واللعب بالاشكال المبهمة من اجل ايهام جمهرة كبيرة من القراء خاصة عير المتدربين على كشف عيوب الخلط ذاك
    2 // في الشق المتعلق بالاعجاز العددي ثمة امران يجب التاكيد عليهما.:
    اولا // المغالطة بالانتقاء :
    --------------------------------
    إن الباحث المتسم بانتقاء المعطيات يصل لامحالةالى ما يبتغيه مسبقا كنتيجة . ذلك لأنه يختار في المقدمات.ما يريد ويقصي ما يريد والمثال في هده الحالة مااورد الاخ خالد القحطاني بخصوص الاعجاز العددي -- كماراينا -- في سورة الفاتحة
    إنه اغفل اشكالية الاملاء في الرسم العثماني الذي اغفل - كما نعلم - قواعد الاملاء بالشكل الذي وضعه النحاة لاحقا في القرن الثاني الهجري أي تلك التي يجب ان تلحق بلسانيات علم التركيب
    إن عبارة - بسم - كتبت في المصحف العثماني بدون همزة الوصل فاصبحت حروف الكلمة فيها ثلاثة ولوكتبت بهمزة الوصل طبقا للقاعدة الاملائية النحوية لأصبحت حروفها اربعة.

    ثانيا // التاويل الايديولوجي
    -------------------------------
    .كل بنية كيفما كانت هي مترابطة الاجزاء بشكل ما.... فالترابط إذن هو من صميم بنية الاشياء والتصورات : يحدث هذا في الطبيعة والعقل على حد سواء
    ونقيض الترابط هوالتناقض وهو من صميم بنية الاشياء والتصورات أيضا .فكل بنية طبيعية كانت اوثقافية هي خاضعة لهذين القانونين
    وإذن إذا أنت نظرت اليها بعين اكتشاف الترابط فانك لاريب وان تكشف دلك بشكل ما. وهدا مااستغله السحرة في حساب الجمل ووضع الجداول السحرية وهو ما يفعله الايديولوجيون في الإعجاز العددي في القرآن إنهم يعمدون الى تبريرتصوراتهم انطلاقا من نصوص لابد وان تكون مترابطة بشكل مالان هداهو قانون البنيات .
    لكن الخطا التاويلي يحدث عند تاويل الترابطات الظاهرة في البنية باعطائهاابعادا اخرى ليست منها. ......

    3 : الاعجاز البياني
    ثمة لا محالة مفارقة يسقط فيها القائلون بهذا الاعازالبلاغي.كثيرا : و السؤال هو : إذا كان الإنسان عاجزا امام النظم البياني القرآني فكيف امكن للعلماء البلاغيين ان يستقصوابالبحث اللغوي العلمي الرصين ما يفترض أنه فوق طاقة الانسان اللغوية -- اي الاعجاز اللغوي ؟؟؟ -- إذا كانوا قاصرين حقا عن ان ياتوا بالنزرالقليل من القرآن فكيف تمكنوا من أن يفهموه و يعقلوه في كليته.و يستخرجوا -- من ثم -- اسرار اعجازه .......أليس هذا هراء ؟؟

    ردحذف