17‏/01‏/2008

إبليس يدافع عن نفسه ويفند التهم المنسوبة له ويكشف الظلم الالهي الذي تعرض له

بحسب الديانة الاسلامية لعن الله ابليس واعتبره من الكافرين لانه رفض ان يسجد لادم المخلوق !! رفض ان يشرك بالله وان يسجد لغيره !! ابليس كافر لانه لم يكفر ولم يعبد ولم يسجد لاحد الا لله !!

طلب الاله العربى " الله " من ابليس , وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم , ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله , فما كان من ابليس الا انه رفض ان يسجد لاحد غير الله , فما كان جزائه على هذا الموقف النبيل الا اللعن والهلاك الابدى وتجريده من حالته الملائكية الى وضعه الشيطانى , ووضعه بصفته عدو الله بالرغم من انه لم يعادى الله وانما جريمته كانت فى اخلاصه وولائه له وارادته القوية فى عدم الشرك به .
ان مأساة ابليس تكمن فى انه كان مخلصا لله ولم يشا ان يشرك به احدا.
كثيرا من المفكرين لم يجدوا فى تصرف ابليس اى نقيصة او كفر او انكار للاله , بل وجدوا فيه مثالا لمن يحترم مبادئه حتى لو كلفته اللعنة والهلاك.

ومن بين الذين دافعوا عن ابليس و تعاطفوا معه ومع وقضيته ورأوا فيها ظلم من الاله لابليس كان مؤرخ الاديان المسلم الشهرستانى صاحب كتاب " الملل والنحل ."
لم يجاهر الشهرستانى برأيه مباشرة خشية قتله لمخالفته صريح الدين الاسلامى من موقفه من ابليس , لذلك لجا لحيلة تمكنه من قول رايه وفى نفس الوقت تجنبه المتاعب .
بدلا من ان يقول : هذا رأيى فى ابليس ,قال اإنه ينقل آراء بعض الفرق والبدع المسيحية التى جاءت فى شرح الاناجيل الاربعة , وهكذا يجنب نفسه تهمة مخالفة القرآن , وهكذا فانه ينقل ما قاله غيره , اى ان ناقل الكفر ليس بكافر
وسواء كان ينقل فعلا من شروحات الاناجيل , والتى لم يحدد لنا اسمائها , والتى يبدو ان لا وجود لها , او انه ينقل رايه باسلوب غير مباشر , فان ما ذكره على لسان ابليس يعد دفاعا قويا ازاء الظلم الالهى لابليس .
لقد جعل ابليس باسلوب رمزى يقف فى ساحة القضاء ليدافع عن نفسه ويبين موقفه مما نسب اليه من كفر وضلال , وكان دفاعه عبارة عن كلمات قليلة , عبارة عن سبعة اسئلة تكشف كيف انه من الشخصيات المفترى عليها ومن الذين تعرضوا لابشع ظلم تعرض له مخلوق فى التاريخ الدينى للبشرية . كما تبين غياب الحكمة وتبين الرعونة والحماقة الالهية.
وها هى اسئلة ابليس السبعة التى تمثل دفاعه عن نفسه ازاء الظلم الذى تعرض له بلا وجه حق :

يقول الشهرستانى فى ( الملل والنحل ) الجزء الاول ص25 –28 المكتبة التوفيقية

" المقدمة الثالثة
في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة ومن مصدرها فى الأول ومن مظهرها فى الآخر

اعلم أن أول شبهة وقعت في الخليقة شبهة إبليس لعنه الله ومصدرها استبداده بالرأى في مقابلة النص وإختياره الهوى في معارضة الأمر واستكباره بالمادة التى خلق منها وهى النار على مادة آدم عليه السلام وهى الطين.
وانشعبت من هذه الشبهة سبع شبهات , وسارت في الخليقة , وسرت فى أذهان الناس حتى صارت مذاهب بدعة وضلالة .
وتلك الشبهات مسطورة فى شرح الأناجيل الأربعة إنجيل لوقا ومارقوس ويوحنا ومتى ومذكورة فى التوراة متفرقة على شكل مناظرات بينه وبين الملائكه بعد الأمر بالسجود والامتناع منه.

قال كما نقل عنه :

إنى سلمت أن البارى تعالى إلهى وإله الخلق , عالم قادر , ولا يسأل عن قدرته ومشيئته.
وأنه مهما أراد شيئا قال له كن فيكون , وهو حكيم إلا أنه يتوجه على مساق حكمته أسئلة.
قالت الملائكة :
ما هي ؟ وكم هى ؟
قال لعنه الله : سبع
الأول منها :
أنه قد علم قبل خلقى أى شيء يصدر عنى ويحصل منى فَلِمَ خلقني أولا ؟
وما الحكمة في خلقه إياى ؟
والثاني :
إذ خلقنى على مقتضى إرادته ومشيئته فَلِمَ كلفنى بمعرفته وطاعته؟
وما الحكمة فى هذا التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعة و لا يتضرر بمعصية؟
والثالث:
إذ خلقنى وكلفنى فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت وأطعت , فَلِمَ كلفنى بطاعة آدم والسجود له؟
وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك فى معرفتى وطاعتى إياه ؟
والرابع :
إذ خلقنى وكلفنى على الإطلاق , وكلفنى بهذا التكليف على الخصوص , فإذا لم أسجد لآدم , فَلِمَ لعننى وأخرجنى من الجنة ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا إلا قولى لا أسجد إلا لك ؟
والخامس :
إذ خلقنى وكلفنى مطلقا وخصوصا , فلم أطع فلعننى وطردنى , فَلِمَ طرقنى ( اى جعل لى طريقا الى فتنته ) إلى آدم حتى دخلت الجنة ثانيا وغررته بوسوستى , فأكل من الشجرة المنهى عنها , وأخرجه من الجنة معى ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لو منعنى من دخول الجنة لاستراح منى آدم , وبقى خالدا فيها؟
والسادس :
إذ خلقنى وكلفنى عموما , وخصوصا , ولعننى , ثم طرقنى إلى الجنة , وكانت الخصومة بينى وبين آدم , فَلِمَ سلطنى على أولاده حتى أراهم من حيث لا يروننى , وتؤثر فيهم وسوستى ولا يؤثر فىَّ حولهم وقوتهم وقدرتهم واستطاعتهم ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لو خلقهم على الفطرة دون من يحتالهم عنها , فيعيشوا طاهرين سامعين مطيعين ,كان أحرى بهم , وأليق بالحكمة ؟
والسابع :
سلمت هذا كله , خلقنى وكلفنى مطلقا ومقيدا , وإذا لم أطع لعننى وطردنى , وإذا أردت دخول الجنة مكننى وطرقنى , وإذا عملت عملى إخرجنى ثم سلطنى على بنى آدم , فَلِمَ إذا استمهلته أمهلنى ؟
فقلت : أنظرني إلى يوم يبعثون ( الاعراف 14 ) قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ( الحجر 37 – 38 ) ؟
وما الحكمة في ذلك بعد أن لو أهلكنى فى الحال استراح آدم والخلق منى وما بقى شر ما فى العالم؟
أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟
قال: فهذه حجتى على ما ادعيته في كل مسألة
قال شارح الإنجيل : فأوحى الله تعالى إلى الملائكة عليهم السلام , قولوا له:
إنك فى تسليمك الأول أنى إلهك وإله الخلق غير صادق و لا مخلص , إذ لو صدقت أنى إله العالمين ما احتكمت على بِلِمَ , فأنا الله الذى لا اله إلا أنا , لا أسأل عما أفعل , والخلق مسئولون . وهذا الذى ذكرته مذكور فى التوراة , ومسطور فى الإنجيل على الوجه الذى ذكرته "
http://www.sawa77.freeservers.com/

الكاتب: سواح

المصدر: شبكة اللادينيين العرب

====================
مواضيع ذات علاقة:
فهرس مقالات شبكة اللادينيين العرب في المدونة

هناك 9 تعليقات:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد الله الذي انعم علي بنعمة الإسلام والحمد لله الذي عافاني مم إبتلاكم.
    1ز إن الله سبحانه وتعالى لم يطلب من إبليس لعنة الله عليه أن يسجد لادم سجود عبادة وإنما كان هذا سجود تكريم ، حيث كانت هذه طريق التحية في ذلك الوقت .
    2. لماذا خلق الله إبليس ؟
    إن الله خلق الجن ليسكنوا الارض وتكون لهم دار إمتحان وإختبار ليوفيهم الله حسابهم بعد الموت ، ولكنهم أفسدوا في الأرض و سفكوا الدماء ، فأنزل الله الملائكة لقاتلهم وطردهم الى جزر البحار ، كان ابليس من الجن الأتقياء ( ليس ملكاً ) فرفعه الله ليكون من المقربين ، فبعد ان خلق الله ادم و هو عند الله مخلوق افضل من الجن دب الحسد في نفس ابليس وتجلى ذلك عندما امر الله الملائكة و غبليس السجود لادم سجود تكريم ، اراد الله عزوجل ان يظهر مكانت ادم وفضله عليهم ، فرفض إبليس السجود تكبرا ، فنال من الله ما يستحق. ثم إن الله اجله الى يوم البعث ليكون جزءاً من إختبار بني ادم ، لإغن الله قد حذر ادموذريته منه. أما إن كنت متسائلاً لماذا غفر الله لادم ولم يغر لإبليس . فإن ادم عندما اخطأ بادر الى التوبة والإستغفار ، أما ابليس فزاد في عناده وتكبره.
    3. يقول الله سبحانه وتعالى " وجحدوا بها إستيقنتها أنفسهم " واصفاً امثالك ممن الملحدين ، إن اطلب منك ان تنظر في ليلة الى السماء وتفكر ، هل يعقل لها أن تكون نشأت صدفة ام هي " صنع الله الذي اتقن كل شيٍ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين "

    4. اريد منك ان تجيبني عن هذا السؤال . اذا انت اشؤيت جهاز تلفاز من البائع ودفعت ثمنه ، فهل يحق للبائع ان يتدخل بك كيف تستخدم هذا الجهاز ، ام هل يملك الحق في ان بمنعك من تحطمه أو تلق به في القمامة ، ألله خلقنا و هو يملكنا واعطان العقل والحواس وارسل الرسل وسخر كل ما في السماء والارض لك من اجل سبب واحد وهو ان تستدل عليه وتؤمن به وتعبده وحده ولا تشرك به شيئاً فإن انت فعلت ادخلك الجنة ورضي عنك و إن انت جحدت وأنكرت فلا تلومن إلا نفسك وسوف تكون جهنم مكان مستقرك وإقامتك . الله اعطاك حرية الإختيار فماذا تختار

    ردحذف
  2. If I bought a TV and it does not work the way it should ,I either have to fix it ,or throw it away.
    what makes matters realy ironic ,(IF I was the one who invented and made that TV).
    Bad workmanship...don't you agree?

    ردحذف
  3. To Ahmad:
    If I bought a radio or a TV or an air conditioner and it gives me hot air instead of cold air,it means some thing is wrong with it.
    I have to fix it or throw it in the garbage(even my 5 years old daughter knows this)
    Now, lets imagin I made this air condioner,wouldn that be a bad workmanship?
    Take this example and apply it to the devil(iblees)what do you think,some thing wrong with it or bad workmanship when creating him?

    ردحذف
  4. انتم اضل من الدواب فالدواب مؤمنة بالله خالقها وكلها تسبحه بل حتي الجماد يسبحه
    كل شيء في الكون يسبح لله سبحانه وتعالي

    انتم اضل من ابليس فقد كفرتم بالله وانكرتم وجوده سبحانه وتعالي عما تقولون
    وابليس لم ينكر وجود الله

    قال تعالى : (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20)

    صدق الله العظيم

    ولا حول ولا قوة الا بالله
    اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين واذل الكفر ودمر الكافرين

    ردحذف
  5. ياريت التعليق يظهر فعلا
    لا عزيزى كاتب الموضع ......... اولا لم يكن ابليس (لعنه الله ولعن امثاله)من الملائكه طرفة عين وثانيا هو لم يرفض الركوع الى ادم عليه السلام اخلاص فى عبادة الله ولكن تكبرا لرؤيته نفسه ولا انه كان محبا ومخلصا لله كما ادعيت انت لاطاعه حتى ولو كارها ( ان المحب لمن احب مطيعا )واخيرا الحمد لله الذى هدنا الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله

    ردحذف
  6. مسلمة من مصر22 يوليو 2011 في 2:55 م

    الحد اللى كاتب تعليق بالانجليزية
    هناك فارق كبير بين المثل الذى تضربه والله العلى العظيم ولكنى اشرحها لك بالاسلوب الذى تفهمه
    فصانع التلفزيون يمكنه ان يصنع ملاين النسخ من نفس الخامات ويمن ان تكون حتى فى نفس الوقت ولكنها لا تعمل جميعها بنفس الكفاءة او لنس المده ولله المثل الاعلى كلنا خلقنا من طين ولكن لسنا كلنا محمدا (صلى الله عليه وسلم ) ولسنا كلنا ابو جهل (لعنه الله )

    ردحذف
  7. إلي مسلمة من مصر :
    هههه المثال التي تضربينه أيضا خاطئ
    فصانع التلفزيون كما قلت قد يصنع الملايين لكنها ليست بنفس الكفاءة و هذا لأنه بشر و يخطئ . فكيف يخطئ إلهك و لا يستطيع " خلق " البشر كلهم كمحمد بما أنه لا يخطئ و عمله مثالي ؟

    ردحذف
  8. ههههه ولكن عصى الله وخالف أمره و أصبح فاسقا ...و لم يستغفر لذنبه و لما تاب الله عليه لم يتب ... أنتم تعبدون إبليس لانه يسيطر عليكم .. أنا أستطيع حرقه و تعذيبه إن شاء الله

    ردحذف
  9. ملحد كثير@@@ا الله خلقنا من نفس واحدة و لكن محمد أكثر إيمان و أخلاق منا نحن ؛؛؛ كل له عقل و كل يذهب في طريق ؛؛؛ مثلا أنت لو تركت حلاوة الدنيا في سبيل الله و أحببت الله لاستجاب لك ؛؛؛؛ إطلب من الله أن يهديك بصدق و سترى القوة الإلهية ... مثلا أنا كنت أشرب و زاني و و و لكن اكتشفت أني ميت لا محالة و لم أجد راحتي و تبت و ذقت حلوة الإيمان و أنا بخير الآن ..... الماسونيين حولو التأثير علي و لكن حماية الله أقوى من سحرهم ... اليونان ٢٠١١

    ردحذف