بتاريخ الأربعاء 27/8/2003 أرسل العضو المحترم T_KHA قصة موجودة بمقال يحمل عنوان"مومياء فرعون"(يرجى الرجوع إليه بفهرس المنتدى تحت بند الأديان) عن إسلام جراح فرنسي يدعى موريس بوكاي كان كبيرا للجراحين الذين فحصوا مومياء فرعون(؟؟؟) بعد سفرها للترميم بفرنسا عام 1981 م في عهد الرئيس ميتران وذلك بعد أن تبين لبوكاي أن مومياء (فرعون؟؟!!) والتي كانت أكثر سلامة من غيرها قد علقت بها بقايا ملح تشير لموته غرقا وهوما يتفق مع الآية القرآنية عن نجاة فرعون ببدنه ليكون لمن خلفه آية بما يؤكد على الإعجاز العلمي للقرآن باعتباره كلام الله المنزل على نبيه ورسوله محمد!! وقد تباينت ردود الأفعال للأعضاء المحترمين الذين تابعوا هذه القصة بالمنتدى فاتهم العضو" الحكيم الرائي"
بوكاي بأنه يقول بذلك بعد أن اشترته المؤسسات الدينية الوهابية مقابل ملايين الدولارات ليطالبه العضو
"أنيس الروح" بإلحاح على أن يثبت له صحة خراب ذمة بوكاي كما يزعم بينما نعى العضو "جهاد" على "الحكيم الرائي " لاعقلانيته وظل "الحكيم الرائي " متمسكا برأيه رغم ذلك ليتدخل العضو "سبعاوي" المتحمس للقصة مهاجما المتشككين في قصة بوكاي المزعومة زاعما عدم قدرتهم على الرد حيث لايوجد دليل على كذب بوكاي إلى الآن بنظره ليؤكد لنا العضو "ليث" بأن القصة مجرد مثال للإستمناء الفكري عند الإسلاميين بينما أبدى الأعضاء "حيران" و "القبطان و Chajjam تساؤلات حائرة (بغرض الإستعلام) عن مدى مصداقية الأقوال المنسوبة لبوكاي وعن صاحب المومياء التي نقلت لفرنسا ؟ وبعد أن يسخر العضو "حيران" من بعض مما ورد بالقصة يشير إلى أن صاحب المومياء إما أن يكون "رمسيس الثاني " أو"مرنبتاح" كما يشير على إستحياء لأهم شيء (بنظري) ورد في مداخلات جميع الأعضاء المحترمين ألا وهو أن هذه المومياء لرمسيس الثاني وأنها قد نقلت في عهد فاليري جيسكار ديستان إلى فرنسا..
وما عرضته هنا كان جانبا من مداخلات بعض الأعضاء المحترمين والتي بدا منها بشكل عام عدم معرفتهم بالقصة الحقيقية التي إستندت عليها القصة الملفقة المزعومة عن موريس بوكاي والتي تعد بحق مثالا قبيحا للتدليس الرخيص لإثبات وهم الإعجاز العلمي للقرآن المحمدي فكان لزاما علي أمام تساؤلات الأعضاء المحترمين المثارة بمداخلاتهم حول قصة بوكاي الملفقة و كذلك من منطلق التصدي ليس فقط لفكرة الوهم الإعجازي في القرآن بل التصدي كذلك لكذب صريح لحاملي هذا الوهم والمدافعين عنه(كما ورد بقصتهم المزعومة عن بوكاي وفرعون) بما يكشف عن مدى التردي اللاأخلاقي الذي وقعوا فيه حين يلجأون للكذب للدفاع عن دين ينهاهم عن الكذب !! وبما يدل على مدى التهافت الإعجازي الذي يحتمي بالكذب!!!؟ كان لزاما علي إذا إنطلاقا من كل هذا أن أورد للجميع القصة الحقيقية والتي تمثل أصل هذه القصة الملفقة:
بداية فإن الدكتور "موريس بوكاي" هو طبيب أمراض باطنية (ليس كبيرا للجراحين كما زعمت القصة)يهودي ومستشرق فرنسي من أصل مغربي وكلمة بوكاي أو بوكايا الداخلة في إسمه هي نطق فرنسي لإسم قبيلته أو عائلته "بوخية" وهوإسم مركب من كلمتين مثل "بورقيبة".."بومدين"..الخ
وكان "بوكاي" لامعا في مجاله كطبيب باطني في سبعينيات القرن العشرين وكانت له علاقات واسعة بشخصيات مرموقة في العالمين العربي والإسلامي ومنهم الرئيس المصري الراحل "م.أ.السادات" حيث كان بوكاي طبيبا معالجا لعديل "السادات" آنذاك والمدعو"محمودأبووافية"وكان بوكاي الذي كان يتردد بكثرة على مصر آنذاك على صلة بكثير من الشخصيات المهمة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر وكانت له إهتمامات خاصة بفحص ودراسة المومياوات الفرعونية الملكية لاسيما مومياتي الفرعون" رمسيس الثاني" وولده الفرعون "مرنبتاح" فكان دائم التردد على المتحف المصري بالقاهرة حيث غرفة المومياوات الملكية التي تضم المومياتين وكانت هناك توصيات من كبار المسئولين في مصر ومن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالإحتفاء به وتسهيل مهامه البحثية..أما الكتاب الذي ألفه بوكاي بعنوان "القرآن والتوراة والإنجيل والعلم" فلقد إنقسم إلى موضوعين: الأول: تناول فيه حقائق العلم في القرن العشرين وماتعالجه القصص المقدسة بالأديان الإيلية/الإبراهيمية(يهودية_مسيحية_إسلام) كخلق العالم وتاريخ ظهور الإنسان..الخ أما الموضوع الثاني فلقد قدم فيه دراسة مقارنة بين روايتي القرآن والتوراة عن قصة فرعون الخروج مشيرا إلى إتفاق الروايتين في الخطوط العريضة لهما ومبينا لأوجه الخلاف بينهما كذلك مشيرا إلى ماتحدث به القرآن منفردا عن نجاة فرعون ببدنه بالرغم من عدم علم محمد آنذاك بان جثث الفراعنة مدفونة بوادي الملوك وهي التي لم تكتشف إلا بداية من نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ..منتهيا في نهاية كتابه على الرغم من ملاحظته الأخيرة تلك عن آية نجاة فرعون ببدنه في القرآن إلى الأخذ برأي التوراة في وجود فرعونين لقصة موسى(فرعون اضطهد بني إسرائيل ومات أثناء وجود موسى في مدين وفرعون ثان طارد موسى وبني إسرائيل أثناء خروجهم من مصر) لافرعون واحد كما تحدث بذلك القرآن ( وبالتالي فبوكاي كيهودي كان مؤمنا بالتوراة لا القرآن بعكس ما تحدثنا القصة الملفقة عنه ولم يكن كتابه إذا عن إعجاز القرآن وحده كما توهمنا بذلك تلك القصة !!!) وفي زعم بوكاي أن التوراة قد حددت بالإسم الفرعون الذي اضطهد اليهود وهو"رمسيس" ويعد ذلك مذهلا للعقل بحسب "بوكاي"(فالإعجاز إذا ليس قرآنيا فقط عند بوكاي!!!) وعليه ينتهي بوكاي إلى القول بوجود فرعونين للخروج أولهما :رمسيس الثاني والذي ولد موسى في عهده والذي سخر بني إسرائيل(بحسب التوراة) في بناء مدينتي فيثوم وبررعمسيس والذي مات أثناء وجود موسى في مدين(لم يقل القرآن بذلك)وثانيهما: مرنبتاح والذي تقع باقي القصة الموسوية المزعومة في عهده والتي تنتهي بحدث الخروج ..
وكان "بوكاي" قد حصل في يوليو1975 على موافقةالسلطات المصرية لدراسة مومياتي "رمسيس الثاني" وولده "مرنبتاح" داخل المتحف المصري بالقاهرة(لم يدرسها بوكاي إذا بفرنسا سنة 1981م في عهد ميتران بحسب القصة الملفقة بل درسها في القاهرة سنة1975م في عهد فاليري جيسكار ديستان ولم تكن مومياء لفرعون واحد كما يفهم من القصة المتأسلمة (والتي لم تخبرنا عن إسمه؟؟؟! ومع ذلك تصفه تلك القصة بأشهر طاغوت في الأرض!!!و ربما لم يذكر صاحب تلك القصة الرديئة الإسم مسايرة للقرآن المحمدي فكان راوي تلك القصة كنبيه محمد يكره فرعون مجهول الإسم لديه؟؟!!أو ربما كان فرعون هذا لديهما "الراوي ونبيه" إسما لشخص؟! ) بل كانتا مومياتين لفرعونين ذائعي الصيت .
وفي هذا السياق يتحدث الدكتور "جمال مختار " رئيس هيئة الآثار المصرية آنذاك عن إتصال تلقاه من "محمود أبو وافية"(عديل الرئيس السادات المشار إليه سابقا) للضغط عليه لتسهيل مهمة "بوكاي" البحثية وعن إتصالات مماثلة تلقاها من "المجلس الأعلى للشئون الإسلامية" للغرض نفسه..وبحسب رواية د.مختار فإن "بوكاي" قد تقدم بطلب لهيئة الآثار المصرية للكشف على مومياء مرنبتاح(في القاهرة طبعا) لرغبته في معرفة ما إذا كان مرنبتاح هو فرعون الخروج …والذي تحدث القرآن عن نجاته ببدنه أم لا؟ وبعد فحص المومياء بالأشعة وتصويرها بالمنظار .. زعم"بوكاي" بأنه قد عثر على آثار تدل على غرق "مرنبتاح" وأن "مرنبتاح " هو فرعون الخروج ويضيف د.مختار بأنه لايثق فيما يقوله بوكاي حيث كان قد قابله كثيرا وتحدث معه طويلا وأدرك أنه ليس موضع ثقة وليس مؤهلا علميا فيما يتحدث عنه وهو يريد الدعاية لنفسه فقط!!(هذا هو حجم بوكاي كبير الجراحين وصاحب إحدى الفتوحات الظافرة في الإعجاز القرآني العظيم ..مكتشف الفرعون القرآني الناجي ببدنه في فرنسا!!) فبوكاي إذا كان مجرد رجل غير متخصص يهم السادات أمره فاضطر د.جمال مختار إلى التعاون معه على مضض فيذكر د.جمال مختار أن فحص المومياء قد قام به أساتذة وأطباء مصريون بالأشعة والمنظار (بناءا على طلب بوكاي الذي لم يلمس المومياء وهو الطلب الوحيد لبوكاي الذي تمت الموافقة عليه ضمن عدة طلبات أخرى له تم رفضها!!)حيث رفض د.جمال مختار ورجاله أن يأخذ بوكاي عينة من جسم المومياء أو من الكتان الملفوفة به ورفضوا تحريكها له من مكانها أو حتى أن يلمسها!!( ومن هنا نرى كيف كان بوكاي كبير الجراحين يمارس عمله بصلاحيات واسعة كرئيس لفريق البحث الفرنسي) كما رفضوا أن يقلبوا له المومياء على ظهرها بحجة أنه كان يظن في وجود ضربة على ظهر المومياء وأنهاكانت قبل الغرق ..والواقع إن نتيجة الكشف السابق الذي طلبه بوكاي على مومياء مرنبتاح قد لفتت أنظار د.جمال مختار ومعاونيه إلى الحالة السيئة التي كانت عليها المومياء وهوما دفع الدكتور مختار إلى الكشف على مومياء "رمسيس الثاني" في حضور كثيرين من بينهم"بوكاي" ليطمئن عليها فوجد المومياء بحالة أقل سوءا من حالة مومياء مرنبتاح..ولنتوقف مؤقتا عن الحديث عن (كبير الجراحين!!) بوكاي لنعود إليه بعد قليل في حينه.
إذ أننا وفي العام نفسه عام 1975 (تحديدا في 11/12/1975م) أي بعد ما يقرب من خمسة أشهر من أبحاث بوكاي بالمتحف المصري يأتي الرئيس الفرنسي آنذاك(فاليري جيسكار ديستان ) في أول زيارة له إلى مصر بل وأول زيارة لهذا الرئيس لدولة من دول المنطقة وكان ترحيب السادات بضيفه كبيرامتمثلا في الحفاوة التي قوبل بها الرئيس الفرنسي وفي الصخب الإعلامي المرحب بسيادته ضيفا عزيزا على مصر (حيث وضع التلفاز الملون حديث العهد في مصر بالميادين لينقل وقائع إستقبال الرئيس الفرنسي!) ومنح سيادته الدكتوراة الفخرية في الإقتصاد من جامعة القاهرة وثوب الجامعة ودرعها تقديرا لجهوده في إقرار السلام وكانت مصر آنذاك قد خرجت لتوها من حرب أكتوبر 1973م وتتطلع لمعاونة فرنسا في تعمير القناة والصناعات العسكرية وتجديد الأسطول البحري..الخ ولقد نجح الرئيس الفرنسي في إستثمار هذا الظرف ليطلب من السادات نقل مومياء الفرعون "رمسيس الثاني" من مصرلتكون ضمن معرض مسرحي خاص بباريس حيث ستعرض بصورة مبهرة هناك(تحدث ديستان عن الأضواء المبهرة التي ستسقط على وجه رمسيس بشكل يجعله كالمبتسم..الخ) مما ينتظر معه رواجا سياحيا كبيرا لمصر وقد قبل السادات وقتها هذه الفكرة بشكل مبدأي تاركا للأثريين والفنيين من مصر وفرنسا مناقشة التفاصيل وكيفية التنفيذ..وكان وزيرا الثقافة المصري والفرنسي قد اتفقا على تكليف عالمة المصريات المرموقة الفرنسية"كريستيان ديروش نوبلكور"باقامة معرض لرمسيس الثاني في باريس يحتوي على 52 قطعة من آثار هذا الملك فرأت "نوبلكور" ان تضم مومياء رمسيس الثاني إليه فسعت لدى رجال هيئة الاثار المصرية لتقنعهم بأهمية عرض مومياء رمسيس الثاني ضمن هذا المعرض إلا أن محاولاتها باءت بالفشل فرأت أن تلجأ مباشرة للرئيس "ديستان" ليتوسط لدى السادات في هذا الأمر وكان ديستان خلال زيارته للمتحف المصري بالقاهرة قد إصطدم مباشرة برفض د.جمال مختار رئيس هيئة الآثار المصرية لسفر مومياء رمسيس إلى باريس خوفا عليها من المخاطر(كاليهود المتعصبين مثلا) ورفضا لإهانة رمسيس بعرض موميائه عارية في معرض عام هذا الرفض الذي عبر عنه كذلك الأثري "لبيب حبشي" للرئيس "ديستان" أثناء زيارته لآثار الأقصر بإيعاز من د.جمال مختار بشكل استفز "ديستان" وقتها إلا أن كل محاولات منع سفر المومياء قد باءت بالفشل وبدأت الإستعدادات لسفرها إلى باريس إلا أن الرأي العام الخارجي خارج مصر مارس ضغوطا كبيرة على ديستان لاسيما في فرنسا وأمريكا وبريطانيا إستهجانا لفكرة عرض مومياء فرعون عظيم في معرض عام وفضحت الصحف العالمية إستغلال ديستان لحاجة مصر للمساعدات الفرنسية بعد حرب أكتوبر للحصول على هذا الطلب مما جعل "ديستان" يرسل رسالة للسادات يعلن فيها عدوله عن طلبه أبرزتها الصحف العالمية مع صور لرمسيس .
إلا أنه وبعد أسابيع قليلة من تلك المحاولة الفاشلة لنقل مومياء رمسيس الثاني إلى باريس بحجة العرض إرتفعت نداءات إستغاذة من الصحف الفرنسية للعالم كله لإنقاذ مومياء "رمسيس الثاني" من التحلل والفناء بفعل البكتيريا والفطريات المنتشرة فيها ..وكان صاحب النداء الأصلي هذه المرة هو"موريس بوكاي " نفسه والذي كان يعلم أن حالة مومياء رمسيس الثاني رغم سوئها أحسن حالا من مومياء مرنبتاح بحكم ما سمح له به من أبحاث في المتحف المصري؟؟!!
وتقدم الفرنسيون آنذاك في عام 1976 (وليس في نهاية الثمانينيات؟؟)وفقا لذلك بطلب لعلاج رمسيس في باريس ورفضت هيئة الآثار المصرية ذلك وطالبوا بأن يكون هذا في القاهرة إلا أن د.باللو رئيس متحف الإنسان بباريس والذي أعد كمكان لعلاج المومياء برئاسةد. باللونفسه(فمعالجة فرعون؟؟ لم تكن إذا بجناح خاص بمركز الآثار الفرنسي تحت رئاسة كبير الجراحين "بوكاي"!!؟؟) إلا إن باللو قد بين للمصريين عدم توافر الإمكانات لمثل هذه العملية لديهم والمتضمنة لما يقرب من 15_20معمل متخصص فضلا عن ميكروسكوب إليكتروني متطور تولى فحص أول عينة من تراب القمر سيستخدم في فحص الفطريات الموجودة بالمومياء دون أخذ أي شريحة من المومياء نفسها ..و في خلال ذلك كله نجح "بوكاي" في إقناع السادات بضرورة سفر المومياء للعلاج بعد أن عرض عليه صورا لها تؤكد ما وصلت إليها من حالة خطيرة وأن ذلك سيكون بمتابعة مصرية من علماء مصريين متخصصين فوافق السادات ليسافر رمسيس الثاني على متن طائرة من سلاح الجو الفرنسي إلى باريس من القاهرة في يوم26/9/1976حيث كان ضمن مرافقي رمسيس بالطائرة من القاهرة فضلا عن د.باللو السيدة"نوبلكور" المشار إليها سابقا و أختفى تماما أي دور لبوكاي بعد ذلك في علاج رمسيس بباريس (فلم يكن إذا كبيرا لمعالجي مومياء فرعون؟؟ بفرنسا!!) وربما ساهمت نوبلكور بنفوذها الواسع في إقصائه بعد صراع محتمل معه للاستئثار برمسيس؟! المهم أن "بوكاي " لم يكن إطلاقا ضمن الوفد المشرف على علاج رمسيس في متحف الإنسان بباريس والذي بلغ عدد أعضائه 105 شخصا فضلا عن عشرين معهدا متخصصا!!!!!
وحين وصل رمسيس إلى باريس استقبل وفقا لمراسم إستقبال رؤساء الدول وكانت وزيرة التعليم العالي الفرنسية في إستقباله نيابة عن الرئيس "ديستان"(لم يكن الرئيس الفرنسي موجودا إذا لإستقبال رمسيس لا منحنيا كما تزعم القصة المتأسلمة ولا حتى ساجدا!!؟)
ولنتوقف إذا عند بعض النتائج التي جاءت بها ابحاث هؤلاء الفرنسيين المتخصصين في متحف الإنسان بباريس برئاسة د.باللو عن مومياء رمسيس الثاني قبل ترميمها بباريس : فطول المومياء حوالي 173 سم ملامحها بيضاء قريبة الشبه بسكان البحر المتوسط بشعر أشقر حريري الملمس (ربما بفعل الحناء؟) وتشير الأشعة السينية التي فحصت بها المومياء آنذاك إلى سلامة مدهشة لهيكلها العظمي بصفة عامة بخلاف بعض المظاهر المرضية والمتمثلة في وجود بعض التكلس في غضاريف العمود الفقري والجمجمة وأعراض إلتهاب المفاصل الفقارية وتصلب في الشرايين ووجود جيوب في جذور الأسنان تشير لوجود خراريج بها وهوما يعني أن شيخوخة "رمسيس" في العشرين سنة الأخيرة من عمره المديد والذي زاد عن التسعين كانت شيخوخة غير مريحة بسبب الآلام الشديدة التي عانى منها في أسنانه ومفاصله الملتهبة فكان في أواخر عمره يمشي منحنيا متكئا على عصا ولوحظ كذلك وجود شرخ بين الفقرتين السادسة والسابعة العنقيتين رجح أنه بسبب المحنطين أثناء وضع مادة الراتنج في التجويف الجمجمي حيث كان الرأس بالغ الإنحناء للأمام بسبب كبر السن كما لوحظ وجود أجسام غريبة من حبوب الفلفل الأسود بالرقبة والأنف حشرت أثناء التحنيط كما عثر على بقايا لنبات الدخان بمعدة الفرعون فضلا عن العثور على حشرة محنطة تتغذى عليه في بقايا الأحشاء المحنطة للمومياء ..وهوما يشير لإعتياد رمسيس لمضغ هذا النبات آنذاك !!
كما ذكرت التقارير آنذاك أن هناك ما يقرب من تسعين نوعا من الفطريات (بعضها خطرة) قد غزت جسد فرعون (لم تتحدث تلك التقارير إذا عن وجود أية أملاح عالقة بالمومياء تشير لغرق صاحبها !!).. والغريب أن بقايا الملح التي يحدثنا عنها كاتب القصة المتأسلمة الملفقة والعالقة بمومياء فرعونه الطاغوت (والذي سافر إلى فرنسا بحسب القصة للعلاج وطبعا لم يسافر هناك للعلاج إلا رمسيس) هذه البقايا التي تشير إلى غرق صاحبها في نظر البعض قد أشار لوجودها بعض الباحثين (وربما كان بوكاي منهم؟) بمومياء مرنبتاح لا رمسيس (فمومياء مرنبتاح عثر بها على نسبة عالية من الأملاح) (راجع ما طرحته بمقالي في قسم "الأديان" بالمنتدى وعنوانه "فرعون الخروج وخروج القصص التوراتي /القرآني من التاريخ" عن مسألة مومياء مرنبتاح) ويزيد كاتبنا العبقري الطين بلة بقوله بأن مومياء فرعونه قد اكتشفت عام 1898م وهوما ينطبق أيضا على مومياء مرنبتاح و التي اكتشفت في ذلك العام ضمن خبيئة المومياوات التي عثر عليها الفرنسي فيكتور لوريه في مقبرة الفرعون"إمن_حتب الثاني" ..بينما اكتشفت مومياء رمسيس الثاني الذي سافر إلى فرنسا للعلاج اكتشفت ضمن خبيئة مقبرة بمنطقة الدير البحري في عام 1881م !!!
بقي أن نعلم أن الرئيس الفرنسي الذي زار المومياء في متحف الإنسان الفرنسي خلال ترميمها قد نشرت صحيفة " لو جورنال دي ماتش " الفرنسية على لسانه أن مومياء رمسيس الذي كان يسجد له الناس بوضع جباههم على التراب لن تعرض وهي مريضة على الملأ وتحدث د.باللو عن المعنى نفسه مشيرا لإتفاق مماثل مع الحكومة المصرية على قائمة ممنوعات منها العرض الصحفي والتلفزي إلا أن ذلك كله قد ضرب به عرض الحائط حين ظهرت مومياء "رمسيس" عارية تماما من أكفانها في فيلم تسجيلي بالتلفاز الفرنسي لمدة عشرين دقيقة يصاحبه تعليق عصبي لمذيع فرنسي :"إليكم فرعون مصر الشهير !إليكم ملك ملوك الفراعنة الذي طارد اليهود قبل أكثرمن 3آلاف عام !الفرعون الذي اضطهد بني إسرائيل وسخرهم في أعمال البناء والتشييد وسقاهم سوء العذاب ! ها هو الآن أمامكم انظروا..شاهدوا"مما أثار حملة إستياء واسعة داخل وخارج فرنسا على المستويين الرسمي المصري والشعبي الفرنسي تبين بعدها ضلوع الفريق المعالج للمومياء في صناعة هذا الفيلم بالمخالفة لما تم الإتفاق عليه بين مصر وفرنسا كما انفردت الصحف اليمينية الصهيونية وقتها بتصوير الملك والإشارة له باعتباره طارد اليهود من مصر مما جعل صحيفة "الهيرالد تريبيون" الأمريكية واسعة الإنتشار ومن بعدها الصحف الأوروبية تتحدث صراحة عن مؤامرة يهودية لإخراج رمسيس من مصر لاصلة لها بما قيل عن مرض المومياء الذي روج له اليهودي "بوكاي" كحجة لإخراج المومياء من مصر وهوماكان حتى الآن أساسا لشكوك كبيرة حامت حول ما فعله الفريق المعالج برمسيس وحول عدم إختصاصهم من الأصل في علاج المومياوات..الخ لنجد لاحقا و بعيد حملة الإستنكار هذه نجد "موشى ديان" يزور رمسيس الثاني سرا أثناء علاجه بباريس بالتواطؤ مع السلطات الفرنسية رغم رفض السفارة المصرية لطلبه بهذا الخصوص ذلك الرفض الذي أعلنت السلطات الفرنسية إلتزامها به!!(هذه التحركات اليهودية المريبة والتي أحاطت بخروج رمسيس من مصر وعلاجه بباريس تكشف لنا طبعا عن مدى إرتباط "بوكاي" بالإسلام كما ورد بالقصة المتأسلمة؟!)
لتنتهي قصة علاج "رمسيس" بعودته إلى المتحف المصري بعد سبعةشهور ونصف قضاها في باريس للعلاج (كما أعلن؟) داخل صندوق خاص مغطى بخيمة من البلاستيك يعمل بالكهرباء له نظام تهوية خاص لحفظ حرارة الجو ورطوبته للمومياء بشكل معين للحفاظ على المومياء و قتل الجراثيم ..ليصدر السادات بعدها قرارا بعدم عرض رمسيس بالمتحف المصري بل وصل به الأمر إلى المطالبة بإعادة دفنه!!( وهوما عدل عنه بعد ذلك) فلم يشاهد رمسيس بعيد ذلك إلا الشخصيات الكبيرة من ضيوف مصر ..وحاليا يمكن للزائر لمصر مشاهدة مومياء رمسيس الثاني المعروضة بالقاعة العلوية بالمتحف المصري بالقاهرة
وفي النهايةفإن ما يتكشف لنا في ختام ذلك العرض المقارن لوقائع قصة علاج رمسيس الثاني في باريس وصلة" موريس بوكاي" بها وبين القصة المتأسلمة الملفقة عن إسلام بوكاي على خلفية تيقنه من إعجاز القرآن أثناء مشاركته المزعومة في ترميم مومياء (فرعون؟)بباريس إن ما يتكشف لنا هوحجم التشويش المعلوماتي الهائل الذي يتمتع به كاتبنا الإعجازي المرموق واضع هذه القصة الملفقة إستنادا على معلومات مشوشة (حقيقية بالطبع) عن سفر مومياء فرعونية للترميم بفرنسا لم يعلم كاتبنا العبقري كنه صاحبها ربما كأسلافه من مؤلفي القرآن والتوراة فخلط بين رمسيس ومرنبتاح بشكل فاضح دون أن يدري ليمتد التشويش المعلوماتي لكاتبنا الألمعي إلىطبيعةصلة تلك المومياء (؟) بطبيب فرنسي يدعى "موريس بوكاي"(خلع عليه كاتبنا من عنده لقب كبير الجراحين حيث يبدو الجراح ربما بنظر الكاتب الأقرب لخياله في التعامل مع المومياوات!!)ثم جعل من "بوكاي" بطلا لقصة مختلقة تماما من نسج خياله معتمدا على عدم علم غالبية محدثيه (أو هكذا يظن) بحقيقية الأمور مستغلا التلهف الإسلامي الشديد لمستمعيه الإسلاميين لإسلام بطل الرواية كنهاية سعيدة لفيلمه الهابط ..وكاتبناالرديء في هذا المسلك التشويشي التلفيقي خير خلف لأسلافه: محمد مؤلف القرآن ومن قبله مؤلفي التوراة حين يمزجون بشكل مشوش بين جهلهم التاريخي(أو سوء نيتهم أحيانا) المتمثل في خلط مغلوط لشخوص وأحداث التاريخ وبين تطلعاتهم الشخصية المأمولة من وراء هذا الخلط والمتمثلة في إستقطاب الأتباع (الجاهلين) لهم بإسم المقدس .
ختاما احب أن أؤكد أن هذا المقال لم أقصد منه أية تجريح أو إهانة لأشخاص أي من زملائي المحترمين رواد المنتدى والمشاركين قبل هذا المقال في مناقشة تلك المسألة والذين وردت أسماء بعضهم في بدايةالمقال..المقصود طبعا بالنقد والتفنيد هي تلك القصة الرديئة وكذلك قد قصدت اللوم والتوبيخ للمسلك التلفيقي الرخيص لواضع تلك القصة (وهو على الأرجح من غير الأخوة المحترمين الذين أشرت لبعضهم ضمن مقالي هذا)..
ولعلي بهذا الجهد البسيط أكون قد أخلصت لحكمة الأستاذ"شبلي شميل" الجميلة:" الحقيقة أن تقال لا أن تعلم" ولحكمة الإمام أبي حنيفة النبيلة:"إذا كان العالم يصمت , والجاهل يجهل فمتى يعرف الناس؟"..وهما بمثابة الدافع الحقيقي لكتابة ماكتبت.
-----
عن مومياء "مرنبتاح" وصلتها بقصة الخروج المزعومة توراتيا فلقد أشارت الأبحاث التي جرت على تلك المومياء وعلى مومياء والده"رمسيس الثاني" بالأشعة السينية إلى أنهما قد ماتا طاعنين في السن بسبب الشيخوخة ولاصلة لهما بالفرعون التوراتي اللاتاريخي الغريق
من كتابة الغريب المنسي
--------------
مداخلة للزميل حيران:
دعونا نلخص ما يريد أن يقوله صاحب هذا المقال [الإعجازي] في نقاط، وسأضع تعليقي بين قوسين ( ..):
1- أن المومياء التي إستضافتها فرنسا عام 1981 (لم أتحقق من هذه المعلومة) هي مومياء "فرعون" (حتى الآن الأمر عادي .. جداً) "أشهر طاغوت عرفته الأرض" (هل يستطيع السيد طارح الموضوع أن يأتينا بمرجع علمي واحد يصف أي من فراعنة مصر العظام بهذا الوصف؟؟! .. فعلى حد علمي، أن فرعون الخروج الذي تدعيه الأساطير الإسرائيلية، غير معلوم من التاريخ المصري، وجل ما في الأمر هو محاولات لتحديد شخصية فرعون الخروج إما عن طريق الدراسات الدينية الغيبية، أو عن طريق تحديد الفترة الزمنية للأحداث أو خلافه، ولكن كل هذه المحاولات تصطدم بحقائق التاريخ، فمثلاً: قالوا أن فرعون الخروج هو رمسيس الثاني، لكن تاريخ وفاة رمسيس الثاني لا يتفق أبداً مع مجريات الأحداث ولا يتفق مع وفاته إبان فترة الخروج، وقالوا أنه مرنبتاح ابن رمسيس الثاني، وهذا الأخير سجل إنتصاراته على الإسرائيليين في لوح، وهناك من جعل سيتي الأول – والد رمسيس الثاني – هو فرعون السخرة، وأن الخروج حدث في عهد رمسيس الثاني، علماً بأن الباحثين يحددون فترة الخروج بالعام 1290 ق.م، بينما كانت وفاة رمسيس الثاني في العام 1235 ق.م .. أي بعد أحداث الخروج الأسطورية بخمسة وخمسين سنة كاملة ! ولم يعرف من المصادر التاريخية المصرية أنه لا هو ولا أبيه ولا إبنه قاد ماتوا غرقاً !).
2- كان دليل البروفيسور موريس بوكاي على أن صاحب المومياء قد مات غريقاً هو "وجود بقايا ملح عالقة في جسده"
أساليب التحنيط الفرعوني يعتمد على خليط من زيوت وأملاح ومواد مختلفة من بينها بطبيعة الحال "الملح المستخرج من وادي النطرون" كما وصفه المؤرخ الإغريقي هيرودوت !.. بالمناسبة .. الجهل ليس عيباً، لكن العيب هو أن يتصدى الجهال للقضايا التي يجهلونها)
3- كان موريس بوكاي حيراناً (مش أوي طبعاً ) .. حيث كيف بقيت هذه الجثة "دوناً عن غيرها" أكثر سلامة من باقي المومياوات؟؟ ( نصيحتي للبروفيسور موريس بوكاي وأمثاله أن يتفضلوا بزيارة المتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة، وهناك سيشاهدون عشرات المومياوات الجيدة ، وبعضها لأطفال صغار، وكثير منها بحالة جيدة جداً جداً، وكمان ممكن يتفرجوا على مومياء رمسيس الثاني، بس يخلوا بالهم، لازم يقطعوا تذكرة منفصلة عن تذكرة دخول المتحف )
4- إستند البروفيسور موريس بوكاي إلى أن البشرية جمعاء لم تكن تعرف أن الفراعنة يحنطون موتاهم إلا في العقود الأخيرة!
الدنيا كلها عارفة إن الفراعنة كانوا يحنطون جثث موتاهم، هيرودوت سجل ذلك، مانيتون (325 – 268 ق.م) سجل ذلك، وغيرهم الكثير من المؤرخين حتى بعد التأريخ الميلادي، بل والطريف والظريف واللطيف هو أن أي زائر للمتحف المصري، سيكتشف وجود مومياوات محنطة من الحقبة الرومانية والمسيحية، حيث كانت الديانات المصرية القديمة لازالت قائمة، ولازال بعض المصريون يمارسون طقوس التحنيط للجثث، والتي كان من شأنها أن تضمن الحياة الأبدية لصاحب الجثة المحنطة حيث تعود الروح فتجد الجسد سليماً، فترتديه مرة أخرى .. وقولوا للسيد البروفيسور موريس بوكاي أن يتعب نفسه شوية ويتفضل يزور المتحف أو يقرأ له كتابين ولا تلاتة، جايز ربنا يكرموا ويتعلم حاجة صح)
5- موريس بوكاي عاد إلى التوراة فوجد أنها تقول أن جيش فرعون لم يبقى منه ولا واحد، (ولكنها وللحقيقة لم توضح مصير فرعون ذاته، فهل مات غرقاً أم لا ؟، وإن كان السياق العام يفهم منه أنه مات غرقاً مع الغارقين) أما القرآن، فهو أكثر غموضاً .. لأنه لا يصرح، هل مات فرعون غرقاً أم لا ؟ فالقرآن يقول أن الغرق قد أدركه، لكن هل مات غرقاً ؟ لا يجيب القرآن على ذلك، كما أن عبارة "ننجيك ببدنك" ، هي عبارة غامضة، فهل تعني أنه مات ولكن جسده فقط هو الذي سيبقى؟ أم أنها تعني أنه "نجى" من الموت "ببدنه" – زي مانقول كده هاينفد بجلده – المهم ..
موريس بوكاي ومن سار على ضربه، فضلوا الإستماع للرواية من طريق واحد، وأقصد به الطريق الإبراهيمي المتحيز للأساطير الإسرائيلية، فهناك جانب آخر للقصة، وهو الجانب المصري، وكما نعرف فإن التاريخ المدون لا يعرف شيئاً عن واقعة الخروج الأسطورية، لكن هناك التاريخ الأسطوري، والذي أعنيه حالياً هو أساطير وروايات تلك الطائفة الموجودة حالياً في جنوب العراق والتي تنسب نفسها إلى العقائد المصرية القديمة، وهم يعتبرون أنفسهم بقايا المصريين القدماء، وأقصد طائفة الصابئة المندائيين، فلديهم رواية مختلفة عن الرواية الإسرائيلية، خلاصتها أن موسى قد تربى مع فرعون المسمى بـ"بارا ميلكا" وانهما تعلما معاً أسرار الديانة المندائية وعندما تمرد بنو إسرائيل على المصريين وقرروا الهروب، إستخدم موسى الكلمات السرية التي تعلمها من المندائيين لتحويل سطح البحر إلى يابسة وعبر فوقها هو وبني إسرائيل حتى وصلوا إلى الضفة الأخرى، وقد توقف موسى عند منتصف البحر حتى عبر آخر إسرائيلي إلى الضفة الأخرى لأنه لو كان قد تجاوز البحر لزال مفعول السحر الذي عمله وغرق المتبقين فوق البحر، وعندما جاء "بارا ميلكا" وأدرك ما قام به موسى، إستشاط به الغضب وقرر ملاحقته، وإستخدم نفس الكلمات السحرية فحول البحر إلى يابسة، ولكن لأن آلهة النور ترفض القتل وسفك الدماء فقد قررت أن تجعل بارا ميلكا ينسى أن يتوقف في المنتصف، وبالفعل إندفع الجيش خلف بارا ميلكا الذي كان يتقدمهم، وما أن لمس الشاطئ الآخر حتى زال مفعول السحر وغرق جيشه بأكمله ولم يتبقى سواه.
طبعاً .. غني عن الذكر أن أخبركم بأن ديانة الصابئة أقدم من محمد بن عبد الله، وغني عن الذكر أيضاً أن أذكركم بأن مشركي قريش كانوا يصفون محمداً بأنه قد "صبأ" .. نقطة للتفكير .. )
الآن .. ماذا تبقى لدينا ؟
مجموعة إدعاءات تنم عن جهل صاحبها بأبسط الحقائق العلمية، والتاريخية، والدينية .. والغريب أنه يحمل لقب بروفيسور !
عن مومياء "مرنبتاح" وصلتها بقصة الخروج المزعومة توراتيا فلقد أشارت الأبحاث التي جرت على تلك المومياء وعلى مومياء والده"رمسيس الثاني" بالأشعة السينية إلى أنهما قد ماتا طاعنين في السن بسبب الشيخوخة ولاصلة لهما بالفرعون التوراتي اللاتاريخي الغريق
من كتابة الغريب المنسي
--------------
مداخلة للزميل حيران:
دعونا نلخص ما يريد أن يقوله صاحب هذا المقال [الإعجازي] في نقاط، وسأضع تعليقي بين قوسين ( ..):
1- أن المومياء التي إستضافتها فرنسا عام 1981 (لم أتحقق من هذه المعلومة) هي مومياء "فرعون" (حتى الآن الأمر عادي .. جداً) "أشهر طاغوت عرفته الأرض" (هل يستطيع السيد طارح الموضوع أن يأتينا بمرجع علمي واحد يصف أي من فراعنة مصر العظام بهذا الوصف؟؟! .. فعلى حد علمي، أن فرعون الخروج الذي تدعيه الأساطير الإسرائيلية، غير معلوم من التاريخ المصري، وجل ما في الأمر هو محاولات لتحديد شخصية فرعون الخروج إما عن طريق الدراسات الدينية الغيبية، أو عن طريق تحديد الفترة الزمنية للأحداث أو خلافه، ولكن كل هذه المحاولات تصطدم بحقائق التاريخ، فمثلاً: قالوا أن فرعون الخروج هو رمسيس الثاني، لكن تاريخ وفاة رمسيس الثاني لا يتفق أبداً مع مجريات الأحداث ولا يتفق مع وفاته إبان فترة الخروج، وقالوا أنه مرنبتاح ابن رمسيس الثاني، وهذا الأخير سجل إنتصاراته على الإسرائيليين في لوح، وهناك من جعل سيتي الأول – والد رمسيس الثاني – هو فرعون السخرة، وأن الخروج حدث في عهد رمسيس الثاني، علماً بأن الباحثين يحددون فترة الخروج بالعام 1290 ق.م، بينما كانت وفاة رمسيس الثاني في العام 1235 ق.م .. أي بعد أحداث الخروج الأسطورية بخمسة وخمسين سنة كاملة ! ولم يعرف من المصادر التاريخية المصرية أنه لا هو ولا أبيه ولا إبنه قاد ماتوا غرقاً !).
2- كان دليل البروفيسور موريس بوكاي على أن صاحب المومياء قد مات غريقاً هو "وجود بقايا ملح عالقة في جسده"
أساليب التحنيط الفرعوني يعتمد على خليط من زيوت وأملاح ومواد مختلفة من بينها بطبيعة الحال "الملح المستخرج من وادي النطرون" كما وصفه المؤرخ الإغريقي هيرودوت !.. بالمناسبة .. الجهل ليس عيباً، لكن العيب هو أن يتصدى الجهال للقضايا التي يجهلونها)
3- كان موريس بوكاي حيراناً (مش أوي طبعاً ) .. حيث كيف بقيت هذه الجثة "دوناً عن غيرها" أكثر سلامة من باقي المومياوات؟؟ ( نصيحتي للبروفيسور موريس بوكاي وأمثاله أن يتفضلوا بزيارة المتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة، وهناك سيشاهدون عشرات المومياوات الجيدة ، وبعضها لأطفال صغار، وكثير منها بحالة جيدة جداً جداً، وكمان ممكن يتفرجوا على مومياء رمسيس الثاني، بس يخلوا بالهم، لازم يقطعوا تذكرة منفصلة عن تذكرة دخول المتحف )
4- إستند البروفيسور موريس بوكاي إلى أن البشرية جمعاء لم تكن تعرف أن الفراعنة يحنطون موتاهم إلا في العقود الأخيرة!
الدنيا كلها عارفة إن الفراعنة كانوا يحنطون جثث موتاهم، هيرودوت سجل ذلك، مانيتون (325 – 268 ق.م) سجل ذلك، وغيرهم الكثير من المؤرخين حتى بعد التأريخ الميلادي، بل والطريف والظريف واللطيف هو أن أي زائر للمتحف المصري، سيكتشف وجود مومياوات محنطة من الحقبة الرومانية والمسيحية، حيث كانت الديانات المصرية القديمة لازالت قائمة، ولازال بعض المصريون يمارسون طقوس التحنيط للجثث، والتي كان من شأنها أن تضمن الحياة الأبدية لصاحب الجثة المحنطة حيث تعود الروح فتجد الجسد سليماً، فترتديه مرة أخرى .. وقولوا للسيد البروفيسور موريس بوكاي أن يتعب نفسه شوية ويتفضل يزور المتحف أو يقرأ له كتابين ولا تلاتة، جايز ربنا يكرموا ويتعلم حاجة صح)
5- موريس بوكاي عاد إلى التوراة فوجد أنها تقول أن جيش فرعون لم يبقى منه ولا واحد، (ولكنها وللحقيقة لم توضح مصير فرعون ذاته، فهل مات غرقاً أم لا ؟، وإن كان السياق العام يفهم منه أنه مات غرقاً مع الغارقين) أما القرآن، فهو أكثر غموضاً .. لأنه لا يصرح، هل مات فرعون غرقاً أم لا ؟ فالقرآن يقول أن الغرق قد أدركه، لكن هل مات غرقاً ؟ لا يجيب القرآن على ذلك، كما أن عبارة "ننجيك ببدنك" ، هي عبارة غامضة، فهل تعني أنه مات ولكن جسده فقط هو الذي سيبقى؟ أم أنها تعني أنه "نجى" من الموت "ببدنه" – زي مانقول كده هاينفد بجلده – المهم ..
موريس بوكاي ومن سار على ضربه، فضلوا الإستماع للرواية من طريق واحد، وأقصد به الطريق الإبراهيمي المتحيز للأساطير الإسرائيلية، فهناك جانب آخر للقصة، وهو الجانب المصري، وكما نعرف فإن التاريخ المدون لا يعرف شيئاً عن واقعة الخروج الأسطورية، لكن هناك التاريخ الأسطوري، والذي أعنيه حالياً هو أساطير وروايات تلك الطائفة الموجودة حالياً في جنوب العراق والتي تنسب نفسها إلى العقائد المصرية القديمة، وهم يعتبرون أنفسهم بقايا المصريين القدماء، وأقصد طائفة الصابئة المندائيين، فلديهم رواية مختلفة عن الرواية الإسرائيلية، خلاصتها أن موسى قد تربى مع فرعون المسمى بـ"بارا ميلكا" وانهما تعلما معاً أسرار الديانة المندائية وعندما تمرد بنو إسرائيل على المصريين وقرروا الهروب، إستخدم موسى الكلمات السرية التي تعلمها من المندائيين لتحويل سطح البحر إلى يابسة وعبر فوقها هو وبني إسرائيل حتى وصلوا إلى الضفة الأخرى، وقد توقف موسى عند منتصف البحر حتى عبر آخر إسرائيلي إلى الضفة الأخرى لأنه لو كان قد تجاوز البحر لزال مفعول السحر الذي عمله وغرق المتبقين فوق البحر، وعندما جاء "بارا ميلكا" وأدرك ما قام به موسى، إستشاط به الغضب وقرر ملاحقته، وإستخدم نفس الكلمات السحرية فحول البحر إلى يابسة، ولكن لأن آلهة النور ترفض القتل وسفك الدماء فقد قررت أن تجعل بارا ميلكا ينسى أن يتوقف في المنتصف، وبالفعل إندفع الجيش خلف بارا ميلكا الذي كان يتقدمهم، وما أن لمس الشاطئ الآخر حتى زال مفعول السحر وغرق جيشه بأكمله ولم يتبقى سواه.
طبعاً .. غني عن الذكر أن أخبركم بأن ديانة الصابئة أقدم من محمد بن عبد الله، وغني عن الذكر أيضاً أن أذكركم بأن مشركي قريش كانوا يصفون محمداً بأنه قد "صبأ" .. نقطة للتفكير .. )
الآن .. ماذا تبقى لدينا ؟
مجموعة إدعاءات تنم عن جهل صاحبها بأبسط الحقائق العلمية، والتاريخية، والدينية .. والغريب أنه يحمل لقب بروفيسور !
أشكرك على هذا الجهد لإبراز الحقيقة
ردحذفكس امك
ردحذفالمهم. لم ترد على صلب الموضوع. القرآن يتكام عن فرعون نجى ببدنه ليكون لمن خلفه آية. لا يهمنا اسمه. و الناس لم تكن تعلم بوجود المومياءات. فكيف عرف محمد ذلك؟ و ما تفسير الملح على مومياء ابن رمسيس ؟
ردحذفأرجوا التوضيح
معلومت قيمة وجهد عظيم.
ردحذفهههههههههههه الله یهدیک
ردحذف