19‏/07‏/2007

مختارات من خواطر وليد القرآنية.. الجزء الثاني


الخاطرة الحادية عشر


الغواية
الغواية هي تسهيل الطريق و تتزينه للضحية حتي تقع في الفخ
كما حدث في اهل السبت

عندما بعث اليهم الحيتان في يوم السبت فقط
وكان من المفترض ان يموتوا من الجوع او يقعوا في الخطيئة

نرى ايضا ضحية تكتشف الخدعة و المكيدة بعد فوات الاوان

قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم { 16 }الأعراف

قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين
{ 39 }الحجر

فالشيطان اكتشف الخدعة الالهية وهى الغواية ويدفعه هذا للانتقام
ويتركه الله يغوي انتقاما
بعد ان اغواه بنفسه ليفعل هذا
في قصة مسرحية هزلية لا تليق به

وبالطبع ساسمع الان من يقول هذا قول الشيطان و ليس قول الله

لكن هل كان الشيطان سيكذب وهو يكلم الله نفسه وهو يقول

قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين { 82 }ص

ايبدأ كلامه بعزته ويكذب عليه في حضرته فلا يوجد شاهد لهذا الحديث سواهما ولامعني ان يقول الشيطان بعزتك ثم يكذب
وان لم تعجبك هذه الآيات فها هو الله يقر بنفسه



والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون { 182 }الأعراف
فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون
{ 44 }القلم


ماذا يريد الله ان يصف نفسه هنا وهو يستدرج كما تستدرج الوحوش فرائسها لتنقض عليها


اي منطق متناقض تحمله هذه الآيات
غواية استدراج و تربص
اي اله هذا اخبرونى!!

---------------------------------------------

الخاطرة الثانية عشر

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ3
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ4 الملك

هذه الآيات تعلن عن قدرة الله في عدم وجود اي خلل او فروج او رقع في السماء
وتدعو كل المتشككين في قدرات هذا الاله الى استخدام اعينهم و ابصارهم
لتكون شاهدة عليهم و على عجزهم عن ايجاد ولو شق بسيط في السماء

وادعو كل الزملاء لعمل هذه التجربة بأنفسهم بأن يأخذوا زميلا مؤمن ليرشدهم الى كيفية عمل هذه التجربة الفريدة
ولنعرف الى ماذا سوف يشير المؤمن بهذه الايات لكى يجعلنى اقبل التحدى
تخيل انت في الهواء الطلق و الشمس ساطعة و الرؤية واضحة
و زميلك المؤمن يشاور الى أعلى و يقول هذه هى السماء بلا فطور و لا شقوق
فقط اود ان اعلم الى ماذا سوف يشير اصبع المؤمن بهذه الآيات

وقد يرد بعض المدافعين ان السماء المقصودة هى سقف الكون غير المنظور و عندها يضع نفسه في مأزق أشد اذ تدعو الآية الى استخدام البصر و العين المجردة فكيف يكون تحديا عندها ؟؟


واسمع من يقول ان المقصود هو وجود فراغ كونى و الكون ملئ بالمادة
والموجات الهرومغناطسية وحتى الثقوب السوداء

وهنا كيف يدعونى االاله لرؤية اشياء لا ترى بالعين لكى اكتشف اخطائها بعينى المجردة

و من يرد بأن هذا تحد لعصر قادم فهذا ايضا مدعاة للضحك فالقرآن نزل في كل العصور فهل كان الله يستغفل القدماء موهما اياهم ان السماء التى يرونها باعينهم المجردة بلا شقوق من دلائل قدرته ؟؟

اود فقط ان اعلم ما هى تلك السماء التى يتحدانى بها القرآن

-------------------------------------------

الخاطرة الثالثة عشر

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ42
النور

تتكلم الاية عن تكوين السحاب ثم نزول البرد
وهذا البرد موجود في مخازن ربانية داخل جبال في السماء
و لا ندرى اين توجد هذه السماء التى ينزل منها البرد الى الارض
و برغم تحايل المفسرين لتجاوز هذه النقطة
الا اننى اعرض هنا مقطعا من سفر اخنوخ الثانى (سفر اسرار أخنوخ سفر من الاسفار المنحولة )
عندما يأخذه الملاك الى رحلة سماوية شبيهة برحلة المعراج عبر السماوات السبع

"يرفع الملاكان أخنوخ بأجنحتهما و يرقيان الى السماء الأولى وهناك يقوده الملاك المتصرف بشؤون النظام النجمى فيريه مسالك النجوم ومداراتها ومعابرها و يريه هنالك بحراواسعا من بحار الارض ومئات الملائكة ترف فوقه بأجنحتها ويريه مخازن السحب و البرد و الثلج و الندى وعليها ملائكة يحرسونها"

اذا هنالك كما نرى مخازن سمع عنها محمد موجودة بالجبال السماوية قبل امن ينطق بالقرآن

و لذلك السؤال الاقرب للعقل
هل هذا التشابه صدفة ؟
ام ان الكلام حقيقة واحدة و انتقلت لليهودية و الاسلام كما يقول دائما المتشبسون بالاصل الواحد للكتب السماوية؟

وهل فعلا عندها نحن مطالبون بالتصديق ان البرد ينزل من مخازن السماء و ليس يمر في دورة مغلقة بين البخر و التكثف
وان الموضوع فقط ان العلم قاصر عن الوصول الى الا عجاز الرباني

-----------------------------------------------------

الخاطرة الرابعة عشر

تصيبنى بعض الآيات بشعور غريب عند قراءتها فلا أدرى كيف قرأها ملايين البشر و لم يتوقفوا عندها رغم بساطة كلماتها التى لا تحتوى على الكثير من مفردات اللغة المعقدة
فالايات لا تحتمل اى معان اخرى و تنقل صور لا يمكن تصديقها لفرط
غرابتها

ومن امثلة هذه الآيات

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ 210 البقرة


بالطبع عندما تقرأ التفاسير ستجد محاولات غريبة مضحكة للى عنق الآيات لتأخذك بعيدا عن بساطة الكلمات الواضحة

فهاهو الله بجلالة قدره تظلله غمامة !!!
يات الملك الجبار في حاشية من الملائكة و فوقه الغمام يمنع عنه حر الشمس اللاسع كما يحسه اى اعرابى في الصحراء يستظل تحت غمامة تحجب ضوء الشمس

وهذه الصورة ليست بدعة محمدية بل هى منقولة بتصرف عن ما سيفعله المسيح ايضا
ولكن بدلا من يركب المسيح السحابة جعلها محمد تظلل الله تناغما مع أهم فوائد الغمام للجو الصحراوى

يعنى بدلا من ان تكون تحت المسيح اصبحت فوق الله و كل يغنى على ليلاه

دعنا نلق نظرة سريعة عن السحاب اليسوعى
من انجيل متى اصحاح 16

27 فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله

28 الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته


وحينئذ يبصرون ابن الانسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كثير لوقا 21 :25-27


وقد نقلت الصورة فقط لأوضح ان الصور لا لبس فيها كما يدع المفسرون العظماء فهى منقولة من الافكار السابقة
و يبقى الاله الذى يستظل بغيمة يطرق افكارى وانا اتمدد في جو مكيف الهواء الرائع
يبدو اننا ايضا نملك من وسائل الرفاهية مالم يخطر على قلب الله نفسه

-----------------------------------------------
الخاطرة الخامسة عشر

الى اى مدى يمكن ان تصل الاستهانة بعقول المؤمنين
الى اى مدى يمكن لك ان تصدق قصص من قصص الجن و العفاريت
وابو رجل مسلوخة وغيرها من الاخاييل التى يعج بها التراث الشعبى

لستوقفتنى كثيرا هذه الاية

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ

سبأ 14

لقد مات الملك سليمان فوق العصا وظل متجمدا فوقها حتى استطاعت دابة الارض ان تأكل خشبها فتخل التوازن فيسقط الملك العظيم
و ينتبه الجن الى انه مات

في كل حرف من هذه الآية اقف مشدوها لمدى قدرة العقل البشرى على التشكل و التطوع لتأثير الوهم الدينى
لذلك قسمت النقاط الى اقسام تتكلم كل منها عن جانب

1) تعارض الاية مع الواقع الملموس

فكلنا نعرف ان سليمان كان ملكا عظيما يدير المملكة التى لم يشهد لها الزمان مثيلا
فهل خلال كل هذا الوقت لم يستدع اغيابه سؤال اهله و معاونيه وخدمه
يظهر الان من يقول كان متعودا على الخلوة
وهذا الرد ساذج كل السذاجة
فالخلوة لا تعنى انه يجلس على عصا بدون حركة كل هذه المدة
الخلوة لا تعنى انه لا يذهب مثلا الى قضاء حاجته
الخلوة لا تعنى ابدا انه لا يتناول الطعام او يشرب طوال الوقت
الخلوة لا تعنى الجلوس ليلا نهارا صيفا و شتاء بدون تغيير ملابسي

اما اذا كان من عادة الملوك ترك ملكهم بالشهور او السنين تقربا لله
فلماذا لم نرى محمدا الزعيم يفعل ذلك في المدينة المنورة ولو لمرة واحدة
بعد ان كان يفعل ذلك سابقا في غار حراء

ام ان سليمان كان تكثر تقربا الى الله
بل كان ما يفعله محمد هو الاعتكاف في رمضان وخلال هذه المدة كان هناك من يواليه و يتابعه و لا يتنقطع عنه اخبار مملكته في المدينة
اي ان الصورة السليمانية تتعارض مع كل ما ندركه من واقع للاعتكاف او الخلوة


2)تعارض الاية مع الصورة المرسومة عن الجن في القرآن نفسه

فالجن هنا في القدس غير جن الجزيرة العربية
فالجن هنا لا يعرف الغيب
بينما جن الجزيرة كان يصعد للسماء و يات بالاخبار و الغيوب

الجن هنا من طبقة العمال التى تبدو انها ضحلة الثقافة
مقارنة بنفس الجن الذى ارسله نفس الملك ليأتيه بعرش بلقيس من اليمن قبل ان يقوم من مكانه
فالجن هنا يرى سليمان امام عينه و لا يستطيع ادراك انه ميت منذ شهور الا عندما يقع على الارض
مع ان الوقوع على الارض لا يعنى الموت ابدا اذا قارنا عدم شربه و اكله لنفس المدة
فالجن هنا يتسم بالغباء الشديد
مقارنة مع ذلك العفريت الذى يات بالعرش دون ان يراه حتى


3) تعارض الاية مع مفهوم التسخير

لماذا كان يحتاج الجن الى يراقبهم سليمان بنفسه كل المدة بالتأكيد
كان للتوجيه او اعطاء الاوامر و الا ما حاجته لينظر اليهم
وما سر عدم استغرابهم من جلوسه امامهم

بالبلدى مراقب انفار

هل يعقل ان كل الجن لم يقوموا كل هذه الفترة بعمل اي تصرف خاطئ يستدع تدخل المراقب الذى لا يجد وقتا حتى ليشرب شربة ماء

يعنى كل هذه الامور لم تسترع انتباه احد الا سقوطه من على عصاه !!!

فعلا الالحاد هو الذي يعمى الابصار و يضع عليها الاكنة

------------------------------------------------

الخاطرة السادسة عشر

ماذا يريد الله بالضبط
لا اعلم
تحيرنى قراءة الآيات
واعيد قراءتها مرات ومرات لاعود لنفس النقطة
و اسأل نفس السؤال
ماذا يريد!!
شاركنى الدوامة

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ

هذا اقرار الهى بأنه يرسل لكل أمة نذير لكنه ايضا يخبرنا بأن هذا الفعل لا معنى له اساسا


إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ البقرة 6


فأقول اذا الموضوع سواء

لكنه يعود
ويخبر بأن ارسال الرسل رحمة

وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ القصص 46



ثم يدور بى مرة اخرى و يقول ان هذه الرحمة مزاجية تبعا للمشيئة

وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا الفرقان 7


دار راسى
فقد قال ان مامن امة الا جاءها نذير اى ان كل الامم جاءها رسل
ثم قال ان قوم محمد لم ياتهم رسل من قبله ( مع ان اسماعيل من المفترض ان يكون وفقا للرواية القرآنية رسول لنفس الاقوام )
قلت ربما الامة غير القوم غير القرية
وان الموضوع اكبر من الفهم البشرى كالمعتاد

وضعت الامثلة مرة اخرى امامى


وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ سبأ44

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ


اذا الحل المنطقى هو ان قوم محمد ليسوا امة

لكن اخذنى مرةأخرى
الى الاية السابقة

وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ القصص 46

سألت ايهما اكبر القوم ام الامة ؟؟

رجعت لنفس القرآن ليجيبنى

وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ الاعراف 159

اذا الامة دون القوم
وكل امة ارسل اليها نذير
لكن هناك قوم لم يرسل اليهم رسل بينما كل الامم ارسل اليها


الغريب انه بعد هذا
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ

الرعد 30

اصبح قوم محمد امة

اي ان القرآن يستخدم الكلمتين اما بالتوازى او ان الامة اقل منا القوم


هل دارت راسك معى
الم اقل لكم لا اعرف ماذا يريد الله !!!

----------------------------------------------

الخاطرة السابعة عشر

أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ 65
الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
66

الانفال

عندما قرأت هذه الاية
صرت اجول برأسى كمن ينظر الى تحفة ثلاثية الابعاد
احاول ان اضع ناظرى على مواطن الجمال فيها
ايتان متتاليتان
تحملان اقرارا من الله بضعفه مرتين

المرة الأولى

عندما وضع القانون و لم يكن يعلم ان المسلمين لا يستطيعون ان يتجاوزوا نسبة 1 :2
فطلب منهم ان ينصروه بنسبة 1 :10
وهذا يدل على انه يصدر القوانين بلا ادنى معرفة
ولم يخجل بعكس المؤمنين به أن يقر بضعفه
وانه" الآن " و بلا علم مسبق "علم " ان هناك ضعفا في المسلمين انفسهم

حقيقة ادهشنى هذا التواضع الالهى الرهيب و صراحته المدهشة و تصالحه مع نفسه
و اعادة تقديره لحجمه بالنسبة لاعدائه


المرة الثانية

ان الاله تقديره لنفسه محدود فهو لن يستطيع ان ينصر انصاره اذا فاقت النسبة 1 :10
وهنا مرة أخرى يدهشنا بصراحته- الم اقل لكم ان الاية تحفة فنية-
فهو كاله مهما كانت قوة المسلمين لن يستطيع ان يتجاوز هذه النسبة
والا لما اقر بها في قرآنه العظيم
نحن امام قائد محنك لا يتوانى عن تنظيم صفوفه و اعادة تقدير لما يملك
و اعادة تقييم لما يقدر عليه


وبعيدا عن هذه الايات

نجد الله هنا يتراخى مع انصاره و يندرج بالحكم من الصعب الى السهل
بينما وجدناه في تحريم الخمر يترج من السهل الى الصعب

وبمقارنة الامرين نجد ان الخمر ليست احب الى البشر من ارواحهم
ورغم ذلك في امر الخمر مشى "واحدة واحدة" متدرجا الى التحريم التام
ووجدنا انصار العقل يتفاخرون بهذه اللمحة الالهيه المحكمة

بينما عندما تعلق الامر بالتضحية بالنفس وهى اعز ما يملك اي بشر

وجدناه يضرب بهذا الامر عرض الحائط
ولا يردعه الا الامر الواقع

فلتحيوا معى هذا الاله على "انسانيته "

----------------------------------------------

الخاطرة الثامنة عشر
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
يونس 94


بالتأكيد ستعيد قراءة هذه الآية مرة أخرى لتتأكد من انك قرأتها بشكل صحيح
وان ما فهمته لم يكن بسبب ان تركيزك في اسوأ حالاته

هناك نقاش على مستوى القمة بين الله و رسوله
الرسول يشك في ما يقوله الله او ربما في كونه الله اساسا
و الله يبحث عن من يزكي كلامه و يثبت انه صادق
و يجد ان من يزكيه عند محمد هم احبار اليهود
فكلامهم اكثر مصداقية عند رسوله من كلام جبريل ذو الستمائة جناح
و يلوم على رسوله انه من الممترين الذين يشكون


الله يقر هنا ان من يقرأ الكتاب له مصداقية اكبر من ممن ينزل الكتاب !!
الله يقر بصحة التوراة في زمان نزول الاية و الا ما كان هناك معنى ان يستشهد بمن يقرأ كتابا محرفا

طبعا هذا الكلام سيخرج منه اصحاب الاعجاز بنتيجة مبهرة وهى ان محمد سبق ديكارت

اما صحيح اعجاز

---------------------------------------------

الخاطرة التاسعة عشر

ما الفرق بين مدير يضع خطة مستقبلية و اله يضع خطة مستقبلية
بالتأكيد رؤية الاله يجب ان تختلف
لانه كامل الاوصاف
لكن القرآن عندما يتعلق الامر بالمستقبل نجد شيئا غريبا وهو تمييع الامور بوضع احتمالات لا علاقة لها ببعض
و كنت احسب عندما يتكلم الاله عن المستقبل فانه يرى صورة واضحة المعالم لا مجال للتخمين فيها

دعونا نستعرض الخطة الالهية للمستقبل

فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ غافر 77


الله لم يقرر بعد ماهو الذى سيفعله
بل حتى الاختيار يحمل "بعض " الذى يعدهم
والاختيار الثانى انه يتوفاه
خياران متناقضان
كمن يقول سندخل المعركة اما اننا سنخسر او اننا سنكسب ونريهم بعض ما وعدناهم به
وهل هناك احتمال ثالث
كان من المفترض ان يكون كلام الاله مطلق العلم عالم الغيب ذو دلالة قطعية
لكن يبدو ان كاتب القرآن لم يكن قادرا على رؤية مستقبلية واضحة فآثر مبدأ السلامة
ويبقى اندهاشى قائما
من ادعاء معرفة الغيب و ان كل شئ موجود في اللوح المحفوظ وان الله لا يحده زمان و لا مكان
ثم اتأمل هذه الآية لاجد ان الله معلوماته لا تختلف كثيرا عن اي محلل سياسي في جريدة ناشئة يضع تصوره لمستقبل القوات الامريكية في العراق
فاما سترحل و اما ستبقى و تعانى بعض المقاومة

هل من يشرح لنا لماذا تردد الله في اعلان ما سياتى ؟

----------------------------------------------

الخاطرة العشرون

اشعر و كاننى لم اقرأ هذه الآيات من قبل

أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى
وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى

الضحى 6-8
لا أدرى كيف كانت النظرة القدشية تجعلنى لا اتوقف عند تلك الكلمة
"وجدك "

هل يعلن الله لمحمد انه لم يكن هو المسئول عن الحالة الاولى التى وجده عليها
هل فوجئ الله بان محمد في تلك الحالة المزرية فتفضل عليه بتغيير حالته

لا ادر ماهو التفضل الكبير اذا اذا لم يكن الموضوع على هذه الصورة
هل اضرب احدا بسكين ثم اقوم بعلاج جرخه و اقول ان هذا فضلى على المصاب
كان بامكانى ان لا اصيبه من الاساس

اما قوله وجدك
فهذا ما يجعلنى استغرب كيف لم اقف عند تلك البلاغة المعجزة
بالتأكيد هناك معان لا نعرفها للغة العربية ضاعت و تاهت ل" وجدك"
او ان الله بلغ سن الرشد و اصبح مسئولا عن تصرفاته بعد هذه السورة
الكاتب: وليد
المصدر منتدى الملحدين العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق