النهار يظهر الشمس والليل يخفيها!
في القرن السادس قبل الميلاد ، توصل الرياضي الشهير فيثاغورس (570-495 BC) Pythagoras إلى أن الأرض كروية ، من ملاحظة أن ظل الأرض على سطح القمر عند الخسوف يكون دائما دائريا. وبعده تمكن العالم اليوناني الشهير إيراتوسثينس Eratosthenes (276 BC 195 –) من قياس محيط الأرض بدقة تتراوح بين 84% إلى 99% من القياس المتفق عليه حاليا (1). ونورد هذه المعلومات هنا حتى نضع القارئ في سياق المعرفة الفلكية التي توصلت لها الحضارات السابقة لبعثة محمد ، والتي كانت ، دون شك ، في متناول مثقفي القرن السادس الميلادي من أتباع الحضارة البيزنطينية-الهيلينية السائدة حينها في بلاد الشام ومصر ، والتي كان لها تفاعل ونفوذ كبيرين على العرب ، وبتوفر هذه المعلومات في محيط حياة محمد ، يحق لنا أن نتسائل عن إلمام كاتب القرآن ، والذي كان بصدد تأسيس حضارة عالمية ، بهذه المعلومات (2).
لنرى كيف نظر كاتب القرآن إلى الأرض والقمر والليل والنهار بعد نحو من ألف ومائتي عام من اكتشاف فيثاغورس ، ونحو من ثمان مائة عام من حسبة إيراتوسثينس لأبعاد الأرض. يُقسم كاتب القرآن على لسان الله (ولن نعلق هنا لمذا يحتاج الله للقسم) في سورة الشمس (3):
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا(1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)
ومعنى هذه "الآيات" واضح لأي قارئ له إلمام متواضع باللغة العربية:يقول الله "تبارك وتعالى": أقسم بالشمس وضحاها ، أي ضوئها (أو حرارتها) ، وبالقمر إذا تلاها ، أي الذي يتبعها ، وبالنهار إذا جلاها ، أي الذي يظهرها ويجعلها واضحة للعيان ، وبالليل إذا يغشاها ، أي يغطيها ويمحوا أثرها. وللتأكيد على المعنى الذي نراه (4)، فإن القرآن يعلمنا في هذه "الآيات الربانيات المحكمات" أن بزوغ النهار يُظهِر الشمس ويجليها ، وأن هبوط الليل يغطيها ويمحو أثرها!
ونتبع في هذا التفسير البسيط ما أورده أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النحوي الأندلسي صاحب كتاب البحر المحيط في تعليقه الأخير على تفسير هذه "الآيات": "وقيل : الضمير عائد على الأرض ، والذي تقتضيه الفصاحة أن الضمائر كلها إلى قوله : { يغشاها } عائدة على الشمس. "
وبسبب تناقض هذه الآيات الصارخ مع ما هو معروف للأنسان المتعلم حتى في زمن محمد، فقد انبرى المفسرون المسلمون عبر القرون لإيجاد تأويل معقول لتبديل معنى الآيات الواضح ، منطلقين من أنه لا يمكن لله أن يقع في هذه الفضيحة المعرفية، وكان جل همهم منصبا على التوفيق بين الحقيقة التي يعرفون بأن النهار ليس إلا نتيجة لضياء الشمس، وأن الليل ليس إلا نتيجة لغيابها، وبين سذاجة هذه "الآيات". ويبدو أنهم أجمعوا أن أنجع طريق لحفظ "ماء الوجه الإسلامي" هو تأويل "الآيات" بأن الضمير في كلمتي "جلاها" و "يغشاها" عائد على الأرض وليس على الشمس.
أما المعنى الذي يورده الكثير من المفسرين بأن كلمة "ضحاها" تعني "نهارها" فهو ، إن نحن تبنيناه، يزيد معنى الآية اضطرابا عند التمعن في المعاني اللاحقة ، أي "والنهار إذا جلاها" ثم "والليل إذا يغشاها". وبالتفصيل يصبح تفسير الآيات كما يلي: والشمس ونهارها ، والقمر إذا تلاها ، والنهار إذا جلاها ، والليل إذا يغشاها. ونحن نرى أن نسبة النهار للشمس في الآية الأولى ، ثم القول أن نفس هذا النهار هو ما يجليها لا يخرج الكاتب من ورطته.
والقول أن الضمير في "الآيتين: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)" عائد على الأرض، يضع الكاتب في مأزق أكبر يتبين من حقيقة أن النهار والليل متواجدين دائما وباستمرار وتزامن، فجزء الأرض المقابل للشمس يتجلى (إن صحت لنا الإستعارة) بسبب ضوئها ، والنصف البعيد المظلم "يتغشى" بسبب غياب ضوء الشمس عنه. وواضح من هذا أن كاتب القرآن لم يكن يعلم أن الأرض كروية ، وأنه لم يكن يعلم أن النهار والليل يحصلان بسبب دورانها حول نفسها. والطريف أن القرآن يؤكد لنا في "آيات" أخر عدم معرفة كاتب القرآن بحقيقة علمية بسيطة عن طبيعة الظلال ، أي أنه لم يعرف أن الظل ينتج بسبب حجز الأجسام للضوء ، وهذا بالطبع هو تماما ما يحدث في ظاهرة الليل والنهار. ولعل أن "الآيتين" التاليتين عن "خلق الله للظل" قد تقنعا القارئ ببعدنا عن التعسف (4) في التفسير وبصحة قرائتنا "للآيات" القرآنية موضوع البحث:
وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ {النحل/81}
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا {الفرقان/45}
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ {الرعد/15}
ومما يؤكد أيضا أن المعنى الذي نتبناه هو المعنى الذي ذهب إليه كاتب القرآن ، أنه يعلِّمنا صراحة في "آيات" أخر عن أستقلالية الشمس عن النهار والليل:
لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {يس/40}
وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون { الأنبياء/33 }
والتي تخبرنا أن لكل من الليل والنهار فلكه الخاص الذي "يسبح" به تماما كما للشمس والقمر فلكين يسبحان بهما. وكنا قد علقنا على هاتين "الآيتين" في موضع آخر يمكن الرجوع له في هذا الموقع (5). وفي القرآن "آيات" عديدة تُظهِر لنا ، ولو بطريقة غير مباشرة ، أن النهار والليل في نظر كاتب القرآن شيئين مختلفين قائمين بحد ذاتهما ومستقلين عن الشمس. ونورد هذه "الآيات" في الملحق أدناه حتى لا نطيل على القارئ.
قد يحوي القرآن "آيات" أخرى يمكن أن نستنتج منها أن كاتب القرآن كان يعرف أن النهار ناتج عن ظهور الشمس، ولكني أرى أن هذا الكاتب وقع في "آيات" سورة الشمس في هفوة لا يُسمحُ لمثقف عادي أن يقع فيها، فكيف بالله الذي" أحاط بكل شيء علما " ؟
الهوامش
(1) تعتمد الدقة التي توصل إليها هذا العالم على وحدة الطول التي استعملها والتي يختلف عليها المؤرخون. فحسب وحدة الطول الرومانية ، تكون الدقة 84% أما حسب وحدة الطول المصرية فتكون الدقة 99%
(2) لا ندعي السبق في كتابة هذا المقال، فهناك مقالات مشابهة له في منتدى اللادينيين العرب ومنتدى إلحاد، اكتشفت وجودها بعد كتابة مقالتي التي قررت أن أنشرها حسب أسلوبي لأهمية الموضوع. وتركز المقالة المنشورة في منتدى اللادينيين العرب على تشابه هذه "الآيات" مع "آيات" أخرى تعزى لمسيملة الكذاب.
(3) فكرت أولا أن أضيف هذه المقالة إلى مقالتي السابقة بعنوان "وكل في فلك يسبحون" ، إلا أن سذاجة الطرح القرآني رجحت كتابة مقالة منفردة.
(4) راجع مقالة الأستاذ عبد الدائم الكحيل الإعجازية والتي يطابق تفسيرها "للآيات" ما نذهب إليه هنا ، مع ملاحظة خياله الإعجازي الرهيب الذي خوله أن يدعي أن الغلاف الجوي هو "طبقة النهار"
(5) راجع مقالة "وكل في فلك يسبحون".
المصدر: مدونة أبو لهب
ملحق
الآيات التي تذكر الليل والنهار "ككيانين" مختلفين ومستقلين عن الشمس
نورد "الآيات" التالية حتى يتمعن القارئ فيها ويرى بنفسه كيف أن إله القرآن يتعامل مع ظاهرتي الليل والنهار وكأنهما كيانين مستقلين عن الشمس وعن حركة الأرض حول نفسها.
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {آل عمران/27}
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {الأعراف/54}
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {يونس/67}
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الرعد/3}
وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ {إبراهيم/33}
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {النحل/12}
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً {الإسراء/12}
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {الحج/61}
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ {النور/44}
تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا {الفرقان/61} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا {الفرقان/62
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {النمل/86}
وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {القصص/73}
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {لقمان/29}
} يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ {فاطر/13}
وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ {يس/37}
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ {الزمر/5}
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ {غافر/61}
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {الحديد/6}
في القرن السادس قبل الميلاد ، توصل الرياضي الشهير فيثاغورس (570-495 BC) Pythagoras إلى أن الأرض كروية ، من ملاحظة أن ظل الأرض على سطح القمر عند الخسوف يكون دائما دائريا. وبعده تمكن العالم اليوناني الشهير إيراتوسثينس Eratosthenes (276 BC 195 –) من قياس محيط الأرض بدقة تتراوح بين 84% إلى 99% من القياس المتفق عليه حاليا (1). ونورد هذه المعلومات هنا حتى نضع القارئ في سياق المعرفة الفلكية التي توصلت لها الحضارات السابقة لبعثة محمد ، والتي كانت ، دون شك ، في متناول مثقفي القرن السادس الميلادي من أتباع الحضارة البيزنطينية-الهيلينية السائدة حينها في بلاد الشام ومصر ، والتي كان لها تفاعل ونفوذ كبيرين على العرب ، وبتوفر هذه المعلومات في محيط حياة محمد ، يحق لنا أن نتسائل عن إلمام كاتب القرآن ، والذي كان بصدد تأسيس حضارة عالمية ، بهذه المعلومات (2).
لنرى كيف نظر كاتب القرآن إلى الأرض والقمر والليل والنهار بعد نحو من ألف ومائتي عام من اكتشاف فيثاغورس ، ونحو من ثمان مائة عام من حسبة إيراتوسثينس لأبعاد الأرض. يُقسم كاتب القرآن على لسان الله (ولن نعلق هنا لمذا يحتاج الله للقسم) في سورة الشمس (3):
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا(1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)
ومعنى هذه "الآيات" واضح لأي قارئ له إلمام متواضع باللغة العربية:يقول الله "تبارك وتعالى": أقسم بالشمس وضحاها ، أي ضوئها (أو حرارتها) ، وبالقمر إذا تلاها ، أي الذي يتبعها ، وبالنهار إذا جلاها ، أي الذي يظهرها ويجعلها واضحة للعيان ، وبالليل إذا يغشاها ، أي يغطيها ويمحوا أثرها. وللتأكيد على المعنى الذي نراه (4)، فإن القرآن يعلمنا في هذه "الآيات الربانيات المحكمات" أن بزوغ النهار يُظهِر الشمس ويجليها ، وأن هبوط الليل يغطيها ويمحو أثرها!
ونتبع في هذا التفسير البسيط ما أورده أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النحوي الأندلسي صاحب كتاب البحر المحيط في تعليقه الأخير على تفسير هذه "الآيات": "وقيل : الضمير عائد على الأرض ، والذي تقتضيه الفصاحة أن الضمائر كلها إلى قوله : { يغشاها } عائدة على الشمس. "
وبسبب تناقض هذه الآيات الصارخ مع ما هو معروف للأنسان المتعلم حتى في زمن محمد، فقد انبرى المفسرون المسلمون عبر القرون لإيجاد تأويل معقول لتبديل معنى الآيات الواضح ، منطلقين من أنه لا يمكن لله أن يقع في هذه الفضيحة المعرفية، وكان جل همهم منصبا على التوفيق بين الحقيقة التي يعرفون بأن النهار ليس إلا نتيجة لضياء الشمس، وأن الليل ليس إلا نتيجة لغيابها، وبين سذاجة هذه "الآيات". ويبدو أنهم أجمعوا أن أنجع طريق لحفظ "ماء الوجه الإسلامي" هو تأويل "الآيات" بأن الضمير في كلمتي "جلاها" و "يغشاها" عائد على الأرض وليس على الشمس.
أما المعنى الذي يورده الكثير من المفسرين بأن كلمة "ضحاها" تعني "نهارها" فهو ، إن نحن تبنيناه، يزيد معنى الآية اضطرابا عند التمعن في المعاني اللاحقة ، أي "والنهار إذا جلاها" ثم "والليل إذا يغشاها". وبالتفصيل يصبح تفسير الآيات كما يلي: والشمس ونهارها ، والقمر إذا تلاها ، والنهار إذا جلاها ، والليل إذا يغشاها. ونحن نرى أن نسبة النهار للشمس في الآية الأولى ، ثم القول أن نفس هذا النهار هو ما يجليها لا يخرج الكاتب من ورطته.
والقول أن الضمير في "الآيتين: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)" عائد على الأرض، يضع الكاتب في مأزق أكبر يتبين من حقيقة أن النهار والليل متواجدين دائما وباستمرار وتزامن، فجزء الأرض المقابل للشمس يتجلى (إن صحت لنا الإستعارة) بسبب ضوئها ، والنصف البعيد المظلم "يتغشى" بسبب غياب ضوء الشمس عنه. وواضح من هذا أن كاتب القرآن لم يكن يعلم أن الأرض كروية ، وأنه لم يكن يعلم أن النهار والليل يحصلان بسبب دورانها حول نفسها. والطريف أن القرآن يؤكد لنا في "آيات" أخر عدم معرفة كاتب القرآن بحقيقة علمية بسيطة عن طبيعة الظلال ، أي أنه لم يعرف أن الظل ينتج بسبب حجز الأجسام للضوء ، وهذا بالطبع هو تماما ما يحدث في ظاهرة الليل والنهار. ولعل أن "الآيتين" التاليتين عن "خلق الله للظل" قد تقنعا القارئ ببعدنا عن التعسف (4) في التفسير وبصحة قرائتنا "للآيات" القرآنية موضوع البحث:
وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ {النحل/81}
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا {الفرقان/45}
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ {الرعد/15}
ومما يؤكد أيضا أن المعنى الذي نتبناه هو المعنى الذي ذهب إليه كاتب القرآن ، أنه يعلِّمنا صراحة في "آيات" أخر عن أستقلالية الشمس عن النهار والليل:
لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {يس/40}
وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون { الأنبياء/33 }
والتي تخبرنا أن لكل من الليل والنهار فلكه الخاص الذي "يسبح" به تماما كما للشمس والقمر فلكين يسبحان بهما. وكنا قد علقنا على هاتين "الآيتين" في موضع آخر يمكن الرجوع له في هذا الموقع (5). وفي القرآن "آيات" عديدة تُظهِر لنا ، ولو بطريقة غير مباشرة ، أن النهار والليل في نظر كاتب القرآن شيئين مختلفين قائمين بحد ذاتهما ومستقلين عن الشمس. ونورد هذه "الآيات" في الملحق أدناه حتى لا نطيل على القارئ.
قد يحوي القرآن "آيات" أخرى يمكن أن نستنتج منها أن كاتب القرآن كان يعرف أن النهار ناتج عن ظهور الشمس، ولكني أرى أن هذا الكاتب وقع في "آيات" سورة الشمس في هفوة لا يُسمحُ لمثقف عادي أن يقع فيها، فكيف بالله الذي" أحاط بكل شيء علما " ؟
الهوامش
(1) تعتمد الدقة التي توصل إليها هذا العالم على وحدة الطول التي استعملها والتي يختلف عليها المؤرخون. فحسب وحدة الطول الرومانية ، تكون الدقة 84% أما حسب وحدة الطول المصرية فتكون الدقة 99%
(2) لا ندعي السبق في كتابة هذا المقال، فهناك مقالات مشابهة له في منتدى اللادينيين العرب ومنتدى إلحاد، اكتشفت وجودها بعد كتابة مقالتي التي قررت أن أنشرها حسب أسلوبي لأهمية الموضوع. وتركز المقالة المنشورة في منتدى اللادينيين العرب على تشابه هذه "الآيات" مع "آيات" أخرى تعزى لمسيملة الكذاب.
(3) فكرت أولا أن أضيف هذه المقالة إلى مقالتي السابقة بعنوان "وكل في فلك يسبحون" ، إلا أن سذاجة الطرح القرآني رجحت كتابة مقالة منفردة.
(4) راجع مقالة الأستاذ عبد الدائم الكحيل الإعجازية والتي يطابق تفسيرها "للآيات" ما نذهب إليه هنا ، مع ملاحظة خياله الإعجازي الرهيب الذي خوله أن يدعي أن الغلاف الجوي هو "طبقة النهار"
(5) راجع مقالة "وكل في فلك يسبحون".
المصدر: مدونة أبو لهب
ملحق
الآيات التي تذكر الليل والنهار "ككيانين" مختلفين ومستقلين عن الشمس
نورد "الآيات" التالية حتى يتمعن القارئ فيها ويرى بنفسه كيف أن إله القرآن يتعامل مع ظاهرتي الليل والنهار وكأنهما كيانين مستقلين عن الشمس وعن حركة الأرض حول نفسها.
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {آل عمران/27}
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {الأعراف/54}
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {يونس/67}
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الرعد/3}
وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ {إبراهيم/33}
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {النحل/12}
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً {الإسراء/12}
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {الحج/61}
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ {النور/44}
تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا {الفرقان/61} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا {الفرقان/62
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {النمل/86}
وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {القصص/73}
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {لقمان/29}
} يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ {فاطر/13}
وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ {يس/37}
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ {الزمر/5}
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ {غافر/61}
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {الحديد/6}
تقومون بعمل رائع وجهد كبير يستحق كل احترام وتقدير .لذا هل من الممكن جمع هذه الانتقادات القرانية فى كتاب واحد او بحث واحد على كل بى دى اف وذكر سنة الاصدار على النت ثم يتم بعد فترة تجديد الكتاب بدراسات اخرى من فبالتاكيد كل فترة يظهر اشخصاص يضيفون الى البحث ,
ردحذفويتم نشر هذه الابحاث عبر ماقع مثل الربد شير وشقيقه الالفور شيرد
إلى الأمام أيها المستنيرون
ردحذفالجزء الاول
ردحذفايها الملحدون
انكم تفسرون القرآن وحتى ان كان من مفسرين اسلاميين فهو تفسيرا غير مطلق الصحة , اي هو مقيد عن الاعتراف به بأنه صحيحا بالنظر فيه واختباره بموازين العقل المتعددة والدقيقة العادلة المقسطة وليست القاسطة التي يقودها الحقد ضد رب العالمين بمجرد ان صاحبه لم يكن من المؤمنين بالاسلام ورب المسلمين الله الاله الاوحد رب العالمين.
فهاكم هذا التأويل للآية التي امهنتموها وهو من تأويلي الخاص/
قال الله تعالى - والشمس وضحاها , والقمر اذا تلاها , والنهار اذا جلاها , والليل اذا يغشاها , والسماء وما بناها , والارض وما طحاها, ونفس وما يواها , فالهمها فجورها وتقواها- الآيات.
ان ذكر الله للشمس هو اشارة منه تعالى الى النجوم وان النجوم هي مثل الشمس , وان ضياء النجوم هو نفس ضياء الشمس في نوع نوره والذي برهان تميز نوعه حتى كان نوعا من الانوار الموجودة في الكون هو تجليه بالاضائة التي يحققها نور الشمس على الارض بالذي يسميه الناس نهارا .
اما ذكره تعالى للقمر هو اشارة منه تعالى الى اجرام في السماء غير النجوم والشمس وهي كالقمر, وان ضيائها هو مثل ضياء القمر في نوع نوره والذي برهان تميز نوعه حتى كان نوعا من الانوار الموجودة في الكون الخافتة (اي ليست كنوع نور الشمس والنجوم) هو ظهوره الا بغياب الشمس وهو غالبية الاجرام من كواكب وغيرها غير القمر بعكسها لأنوار النجوم واستبانة ذلك للانسان في غير وقت النهار اي في الوقت الذي يسمونه ليلا. ولذلك كان قول الله عن القمر بقوله - تلاها- اي لم يقل تعالى ان القمر يجلي نورا من الانوار انما ذكر انه يلي الشمس كاشارة الى ان نور القمر هو ما يعكسه من نور الشمس الذي يقع عليه وفي نفس الوقت يشير تعالى الى نوع النور الغير النجومي الشمسي وهي الانوار الخافتة وهي عينها انواعا من الخافتة الى الخافتة جدا الى التي لا تبصر تماما.
ففي قوله تعالى- والشمس وضحاها , والقمر اذا تلاها-
يكون تعالى قد عرف البشر بوجود في فساح ملكه اي في الفضاء نجوما هيأتها مثل الشمس وكواكبا هيأتها مثل القمر.وهاذان النوعان هما الاشمل لكثرة عددهما وتأثيرهما في مجالات الافلاك حيث وجودهما في غيرهما من الاجرام حتى كان من ذلك التأثير الامطار الحجرية والمذنبات بشتى انواعها وغيرها وهي كلها شاذة لتأثرها بالنجوم والكواكب ومن ثم قلة اعمارها بسبب تلك التأثيرات عليها فتكون كالتي تنتحر.
اما في قوله تعالى – والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها –
يكون تعالى قد عرف بوجود انوارا مضيئة واخرى خافتة وهي تأتي من النجوم وما تعكسه الكواكب , واخرى انوارا مظلمة واخرى فائقة الظلمة وهي غير المضيئة بشتى انواعها. فيكون بذلك تعالى عرف المكان الفراغي انه نسيج مشتبك من الانوار المظيأة والمظلمة , بحيث المضيئة تشغل الحيز المكاني اكثره ,واكثره حيث محيطات المجرات , والمظلمة هو المكان المميز عن الاضاءة بالسواد الذي هوشبه ظلام وظلام مطلق وهو عينه الكون المبهم الذي عرفه العلماء بالكون المجهول وقدروه باربعة من خمسة من حجم الكون الكلي . أي انه تعالى تأويلا للآية غرف المكان الفراغي للكون بأنه مؤلف من خيوط مضاءة ومظلمة بحيث المظلمة يفوق عددها المضاءة ولذلك يقول سبحانه في آية اخرى من سورة البقرة - حتى يتبين لكم الخيط الابيظ من الخيط الاسود من الفجر -
يتبع الجزء الثاني
الجزء الثاني
ردحذفثم قوله تعالى – والسماء وما بناها والارض وما طحاها-
عرف تعالى هاهنا حكمة البناء وفطرتها الاولى وكيف تكون وذلك بذكره انه الرفع بالنسبة للمكان كاساس للموجود الذي هو الباني , كما هو اعلاء بالنسبة لبساط حتى يكون اسفل الاعلى , ومعنى كل ذلك هو تحويله تعالى للمادة التي صنع منها الملك الى مكان كاساس يقام عليه ومحيط لهذا الاساس فراغا كفساح يتنقل فيه نوع مادة الاساس . ومن هاته الحكمة من مادة ثابتة ومادة يسمح الحركة فيها بحيث الاولى هي المكان الارضي والثانية هو المكان السماوي انشأ تعالى حكمة الثابة والمتغير , ومنه المكان والزمان , ومنه السبب وتغيره , وكلا من هاذين المبدئين الاساسيين اظهر الله الحياة , أي بتحديد المادة نوعه بالاختلاف الذي انشأه تعالى ظهر السبب والتغير والسعي نحو مختلف الانواع التي انشأها الله من المادة الاولى لما جعل لها حدودا , ومن هذا السعي كان الاختلاف والاتحاد والتنافر والتجاذب وغيرها , فمثلت جميعها قوى مختلفات . أي الآية تشير الى ما ابدعه الله من حدود للمادة الاولى فكان ظهور القوى المختلفة لكافة الموجودات , أي هي حكمة القوة ليكون بعدها الحياة في الملك للموجودات.
ثم قوله تعالى- ونفس وما سواها , فالهمها فجورها وتقواها-
فبعد الذي سبق من ذكر ما هيأه تعالى في ملكه اشار الى النفس التي بها يشعر المخلوق بالحياة ان الله سبحانه سوى النفس على ما قدر في الملك لتشعر به والذي لأجله الهمها مقدار فجورها لألا تطغى اكثر من حيزها فيفسد الملك ( كتفجير القنابل النووية مثلا فان الله مسك على قلوبهم فلا يريدون من ذلك تفجيرها , وهو قوله تعالى – ولولا دفاع الله الناس بعظهم بعضا لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين- أي انه قدر تعالى لهم قدرا معينا من الفساد بما الهمه في نفوسهم قبل ان يخلقهم) كما الهمها تعالى مقدار تقواها لأنه لو جعله مطلقا لما كان الامتحان والصراع بين الخير والشر ولكانت حياة الدنيا التي هي ابتلاء أي الخلق احسن عملا ليكون احسن جزاءا في الاخرة .
فيكون تعالى في الآيات الآنفة قد ذكر الملك وما فيه وحكم موجوداته , انه نجوما وكواكبا , وانوارا مختلفات الانواع من مضيئة ومظلمة , وانها تألف الفراغ المكان باطياف نورية اكثرها جدا لايرى وهي جميعها كنسيج بديع متواتر يصل كل الموجودات المادية الكبرى بالنسبة لها , وان الله ابدع في المادة الاولى موجودات كثيرة بان انشأ لها قوى تشدها لذاتها وتبعد غيرها دفعا , وان من ذلك انشأ الاسباب احكامه وان منه انشأ التفاضل لأفعال هاته الموجودات والذي منه تمايز بالذي سمي خيرا وشرا , وان منه كانت نواميس الحياة برهانها. ثم ان الله على نحو ما ابدع بعد ما خلق من مادة الملك وما فيه انشأ انفسا للخلق بها يشعرون على حسب ما قدره في الملك ليكون سبيلا فيهم به يستدلون ويستشعرون وجودهم انهم موجودون وذلك بما الهمه لزاما من خير وشر لألا يكون الافساد الذي يهد الملك والخير المطلق الذي به يذهب ببرهان شهادة نتيجة الامتحان في الحياة الدنيا التي لأجل هذا الامتحان الذي هو الابتلاء قضى تعالى الحياة الدنيا الاولى قبل يوم القيامة الآخرة والأبدية.
يتبع الجزء الثالث
الجزء الثالث
ردحذفوفي نظام حكمة هاته الآيات يشير تعالى الى الارض انها كروية وذلك في قوله سبحانه/
-والشمس وضحاها ,والقمر اذا تلاها -
-والنهار ا اذا جلاها,والليل اذا يغشاها-
-والسماء وما بناها , والارض وما طحاها-
-ونفس وما سواها, فالهمها فجورها وتقواها-
فمن الترتيب الحكمي المعجز لله تعالى قدر -الشمس- النهار- السماء- النفس- انها من جنس علوي غير مدرك
اما –القمر- الليل-الارض-الالهام- هي من جنس يلم به الانسان ويدركه ويلائمه ويسكن اليه.
لأن الشمس----- لايقدر الانسان النظر اليها والاطالة تحت اشعتها فلا يسكن اليها حتى وان كان به بردا فهي ليست من جنسه فتبقى غريبة عن محياه ويتباين ضعف ادراكه لها.
النهار----- هو تقدير متسارع مجبر عليه الانسان لأنه يسرع بالانسان نحو المجهول الذي في غده ويدخل به معترك الحياة بصراعه لغيره في حقل الحياة اليومية فهو اذن غير مدرك له فهو ليس من جنسه الذي يسكن اليه وكفى به غيبا وبرهان ذلك انه دوما يأتي بجديد.
السماء----- هي بعيدة عن ادراك الانسان مكانا وعلما وكفى بها قهرا لقدرة الانسان بما تصبه من مكان وجودها في العلياء من كل صوب حول الارض كقبة ضاربة الى منتهى كل الآفاق البصرية للانسان.
النفس----- هي مادة حياة الانسان ومن عدم الشعور بوجودها فهي ليست من جنس الانسان واذا علم الانسان بوجودها فهي الا ضنا في معتقده فهي غيبا صرفا بالنسبة له.
فهاته الاربعة كلها مجهولة وبعيدة الادراك ولا يستأنس لها حتى وان عرفت ولذلك لا تعد من جنس الانسان .
اما القمر---- فيأنس له الانسان بل ويعجب الانسان اطالة النظر اليه فهو من سكينته وجنسه ومما يستحسن من النور اذ هو غير مؤذ ولذلك نوره يشبه النور الخفي الذي يتفجر من ذات الانسان بالهدى والحكمة وغير ذلك وهوقوله تعالى – نورا على نور يهدي الله لنوره من يشاء-
الليل----- يسكن اليه الانسان ويأنس بوقته فيه فهو بظلامه كنوع ظلام الجهالة لتي تملؤ اكثر الناس مما يجعل الانسان الليل كمجانس له وكمماثل لطبعه المعرفي عكس النهار الذي يدفعه للصراع مع غيره وارتكاب موكب الاسباب في معترك الحياة اليومية ويجعل منه مجبرا على المعرفة التي هي نورا ضئيلا بالنسبة للظلام الذي يشمل كل الملك كما تشمل الجهالة جل افئدة غالبية الناس.
الارض----- هي ركن الانسان وبساطه وبيته وسنده ودعمه واساس ثباة وجوده ومصدر عيشه ومنه حياته, فهي من جنسه وكفى به من مادتها طينته.
الالهام ----- هو اصل شعور الانسان ومنه فعله من خير وشر أي هو عينه ذاته ومعرفته وعلمه وادراكه فهو عين نوع جنسه.
فهاته الاربعة هي مما يأنس ويتعايش به الانسان ويدركه .
ومن هذا النظام يستسقي الانسان احكام الله التي قدرها قبل ان يخلق شيئا وذلك في ام الكتاب , فمثلا هيأة القمر هي من نفس هيأة الارض ومنه فالارض هي كوكب أي هي كروية الشكل.
ولولا الاطالة لأتيت كثيرا من البيان الذي لم ينبغي لأحد من الخلائق وكل هذا من الله تعالى , أي كما انزل قرآنه سبحانه جعل من يفهم تأويله, ويلهم الله من يشاء من عباده والحمد لله رب العالمين.
بقلم –نور –من الجزائر المسلمة السنية
www.elnoor_to@yahoo.com.
والنهار إذا جلاها
ردحذفبقلم: بسام جرار
جاء في فواتح سورة الشمس:" وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا، وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا...."، وقد استشكل البعض قوله تعالى:"والنهارِ إذا جلاها..."، لأنّ ظاهر الأمر أنّ الشمس هي التي تُجلّي النهار وليس العكس!!
واضح أنّ الضمير يرجع إلى الشمس، إلا أنّ ابن كثير اضطر إلى أن يُرجع الضمير إلى الأرض التي لم تُذكر في النص الكريم؛ يقول ابن كثير:" قلتُ: ولو أنّ هذا القائل تأوّل ذلك بمعنى وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا أي: البسيطة، لكان أولى، ولصح تأويله". ويحق لابن كثير، رحمه الله، أن يستشكل النص الكريم فيجد المخرج في إرجاع الضمير إلى غير مذكور. كيف لا، وظاهر الأمر يؤكد أنّ الشمس هي التي تُجلّي النهار؟.
والذي نراه أنْ لا إشكال، بل إنّ في الآية الكريمة إعجازاً علمياً، وبيان ذلك في الآتي:
يقول الطاهر بن عاشور في التحرير عند تفسيره للآية 25 من سورة البقرة:" والأنهار: جمع نهر بفتح الهاء وسكونها والفتح أفصح. والنهر: الأُخدود الجاري فيه الماء على الأرض، وهو مشتق من مادة نَهَر الدالة على الانشقاق والاتساع..".
وأغلب ما عليه أهل التفسير أنّ معنى النهر يدور حول السّعة، على اعتبار أنّ النهر أوسع من الجدول. أما معنى الشق، فالذي نراه أنّه ليس من معاني النهر، إلا أن يكون الشق يقصد به إجراء النهر. أما النهر بمعنى السيلان والجريان فيبدو أنّه قد جاء تبَعاً ولم يكن أصلاً لمعنى النهر، وذلك لأنّ النهر يسيل ويجري بقوة وكثافة.
ويقول الألوسي في روح المعاني:" والتركيب للسعة، ولو معنويّة، كنَهَر السائل بناءً على أنه الزجر البليغ...". فالتوسع في الزجر هو نهر.
ولنا هنا وجهة نظر تختلف، نقول:
جاء في سورة الضحى:" وأما السائل فلا تنهر"، وجاء في الآية 23 من سورة الإسراء:"... فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما..."، فالنهر هنا بمعنى الزجر، ويبدو أنّه هو الأصل في معنى النهر. وإذا كان الزجر هو المعنى الأصلي للنهر فلماذا سمي نهر الماء نهراً؟ نقول: بما أنّ ماء النهر يسير في أخدود ملتوٍ غير مستقيم فالماء يكون في حالة زجر مستمر من قبل جوانب الأخدود الملتوي. أما البحر فالماء فيه يمتد ويتسع ولا يجري جري النهر، ولا يُزجَر – يُنهَر- ماؤه. ولو كان النهر فيه معنى السعة لكان البحر أولى وأحق باسم النّهر. ولعل الماء القادم من المنابع والذي يَنهر الماء الذي أمامه من أسباب الاسم؟
أما النهار، فقد سمي نهاراً لاتساع ضوئه وانتشاره. هذا ما عليه أهل اللغة والتفسير. والذي نراه أنّ هناك احتمالاً أن يكون اسم النهار قد أخذ من النهر الذي هو الزجر. ولإيضاح مقصدنا هنا نقول: عندما يكون الشخص مسترسلاً في كلامه فتزجره فإنّما أنت تمنعه من الاستمرار في كلامه حتى لا ينتهي إلى مقصده. وإذا كان سائراً نحو مقصده فتزجره فإنما تقصد أن تصرفه عن مقصده، ولا تهدف إلى أن يرجع إلى المكان الذي قَدِم منه. فالنهر زجرٌ عن الاستمرار بقصد الردع عن الوصول إلى الهدف. ولو كان بقصد الرجوع إلى نقطة البداية لكان عكساً.
من هنا ليس دقيقاً استخدام لفظة انعكاس عند الحديث عن انحراف الضوء، لأنّ الضوء لا يرجع إلى النقطة التي صدر منها، وإنما ينحرف عن طريقه المستقيمة نتيجة وجود جسم يحرفه، أي يزجره، أي ينهره.
عندما نخرج من الغلاف الجوي للأرض نفاجأ بظلامٍ دامس على الرغم من وجود الشمس ومليارات النجوم؛ لأنّ الضوء يسير بخطوط مستقيمة ولا يتشتت عبر الانعكاس – أقصد النهر – لعدم وجود أجسام تنهر هذا الضوء الصادر من الشمس. ولكن عندما يدخل هذا الضوء الغلاف الجوي يتشتت نتيجة الانعكاس – أقصد النهر – فينتشر الضوء ويملأ الأفق ويكون النهار.
فالشمس لا يجليها ولا ينشر ضوءها إلا ما يعكس هذا الضوء ويشتته وينهره. فالنهار إذن هو الذي يُجلي ضوء الشمس.
ويشغب على هذا أنّ الناس عند نشأة اللغة لم يكونوا يعرفون هذه الحقيقة العلميّة، فكيف تسنى لهم أن يسمّوا النهار نهاراً؟ نقول: لسنا مع الذين يقولون بأنّ أصل اللغة العربيّة هو توقيفي – أي وحياً -، ولسنا مع الذين يقولون بأنّ اللغة العربيّة هي اصطلاحيّة؛ بل نرى أنّ من اللغة ما هو توقيفي ومنها ما هو اصطلاحي، فاسم إبليس مثلاً موجود قبل وجود الإنسان كما ينص القرآن الكريم، وآدم عليه السلام عُلِّم أسماءً لم يسمّها هو، وتلقى من الله كلمات قالها فغفر له...الخ.
وعلى أية حال – وبعيداً عن كل ما قلناه - فهناك ليل وهناك نهار، والشمس موجودة في ليلِ وظلامِ السماء وموجودة في نهار الأرض، فلماذا لا يتجلّى ضوؤها في ليل السماء ويتجلّى في نهار الأرض؟ ألا يصح أن نقول: فلنبحث عن سبب تجلّي ضوئها في مكونات النهار فقط، لأنّ ضوء الشمس موجود في ليل السماء أيضاً.
أولا اسم الموقع يشى بجهل أصحابه الذين يدّعون العلم الحديث، ويقرأون العلم القديم فقط من أجل مهاجمة الاسلام فلو كانوا يفهمون شيئا ما عن الاسلام، أو غيره من الأديان لوجدوا أن كتابه(القرآن)قد جاء فيه الكثير مما جاء فى التوراة، والانجيل فى الكثير من قصص الأنبياء، والعقائد، والمعاملات، والتشريع أيضا.. أم هم فقط لمهاجمة الاسلام فان كان الأمر كذلك فهو ليس من العلم فى شىء الا السفسطة، والبغبغة، والشقشقة بما لايفهمه، أو يتعمقه لأنى أفهم أن الملحد حسب المصطلح الانجليزى Atheist هو من لايؤمن بالأديان كلها، وليس الاسلام فقط، فأصحاب الموقع اما جهلاء لايفهمون معنى الالحاد الذى يتشدقون به، أو هم جبناء لايفصحون عن ديانتهم اليهودية، أو المسيحية، والمجاهرة بالرأى من شيم العقلاء، وهم أيضا لايضيعون أوقاتهم، وأوقات المجتمع فيما نفع له.. فالحضارات العظيمة تقام بالأعمال، وليس بالمهاترات..
ردحذفإليك هذا الرابط أيها الجاهل لعلك تفهم مثقال ذرة أو أصغر من ذلك من كتاب رب العالمين .
ردحذفhttp://www.youtube.com/watch?v=183QecfVqNo
اعجاز للملاحدة الكفرة .
ردحذفالفـيزيــاء في القـرآن الكريـم :
[ الكون ليـس أغـرب مـمّـا تـوقّـعـنا ، إنّـه أغـرب مـمّـا يُـمـكـن أنْ نتـوقّع ]
فالكـون ليـس [ مـادّة مُـتحرّكـة ] و لـكنّـه [ الحـركـة ذاتُـهـا ] ، و اللـه سـبحانه يُـدير هـذا [ النظـام الـحـركيّ ] مِـنْ قِـبـلـه مُـباشـرةً فقال تعـالى ( الـرحمـن عـلى الـعرْش اسـتوى ) سورة طـه آية 5 ، و ذلـك عـن طـريق [ أوتـار الطـاقة ] ، و هـذا مـا يُفـسّـر قولـه تعـالى ( اللـه نـور السـماوات و الأرْض ) النور35 ، و [ نـور اللـه ] يـمـلأ السـمـاوات و الأرْض بكثـافة 100 % ، و هـذا الـنور هـو [ أوتـار ] هـذه الطـاقة التـي تُحـرّك هـذا الكون ، و اللـه وحـده يتحـكّم بـأوتار هـذا النـور ، لأنّـه سـبحانه ( اسـتوى عـلى العـرْش ) سورة الحديد آية 4
و بيـده [ رمـزيّاً ] أمْـرُ هـذه الطـاقة فقال ( ألاَ لـهُ الـخَـلْق و الأمْـر ) الأعراف 54 .
فالنظـريّـة الخـيطيّـة التي ظهـرت عام 1995 ، تُعـطي نظـريّة مُـوحّـدة للكـون تُسـمّى [ نظـريّة كـلّ شـيْء ] أو نظـريّة [ m ] ، و التي تقـول : إنّ أصـغـر مـا يُـمـكن تصـوّره هـوَ عـبارة عـن [ مـجالات طـاقة ] عـلى شـكل [ خُـيوط ] ذات ذبـذبـات و أطـوال مُخـتلـفة ، بحـيث تُشـكّل [ معـزوفـة الحـياة ] .
و كـلّ القـوى المـوجودة في الطـبيعـة أي [ الكهرومغنطيسـيّة ، الجـاذبيّة ، النـوويّة القـويّة ، النـوويّة الضـعيـفة ] هـي إحـدى خـواصّ هـذه [ الأوتـار ] الخـاضعـة لـقوّة [ واحـدة ] مـنذ الأزَل ، هـيَ قـوّة اللـه وحـده ، قال تعالى ( لـوْ كـان فيهـمـا آلـهـةٌ إلاّ اللـه لـفـسـدتا ) الأنبيـاء 22 ، لأنّ تعـدّد الآلـهة يعـني تعـدّد مصـادر القوى ، مـمّـا يُسـبّب خـلـلاً في تـوازن هـذه القـوى .
و قـدْ تـمّ وفْـق نظـريّات [ المجـال المـوحّـد ] وضْـع تصـوّر لِـمـا حـدث في الـثواني الأولى التي أعْقبـتْ [ التباعد الكوني الأوّل The Big Bang ] ، حـيث كـانت درجـة حـرارة الـكون حـوالي / ملـيار درجـة مطـلقة / ، و كـانت المـادة الكـونيّة الأولـى التـي أعقـبت تباعد هـذه [ النقـطة الأحـاديّة ] ، كانت علـى شـكل [ هـيولى ] و لـم تكـن الـذرّات قـد أخـذتْ هـويّتهـا المعـروفة حـاليّـاً ، و في أثـناء [ تحـطّم التنـاظـر ] نجـا فائض مـن الـبروتونات و الإلـكـترونيّات بنسـبة / واحـد إلى مـلـيار / لـكلّ منهـا ، و هـذه النسـبة الضـئيلة التي نجـتْ هي التـي شـكّلـتْ القسْـم المـرئي مـنَ الكـون و مـنْ ضـمْـنه الإنسـان .
أمّـا القسـم الأعظـم مـن الكـون فبقـي على شـكْل [ مـادّة سـوداء ] غـير مـرئيّة ، و لا يـزال العلـماء يُحـاولـون فـكّ [ طـلاسـم ] هـذه المـادة السـوداء ذات الكتلـة الهـائلة ، و التـي سـتؤدّي في النهـاية إلى تـوقّف تمـدّد الكـون ثُـمّ انسـحابه الذي هو [ الإنسحاب الأعظم ] فقال تعـالى ( يـوم نطـوي السـماء كطيّ السـجلّ للـكُـتب كمـا بـدأنـا أوّل خـلْق نعـيده ) الأنبيـاء 104 ،
و تعيـش الإنسـانيّة الآن آخـر مـراحل عُـمْر الكـون ، فقـد ظـهَر الإنسـان في آخر مـراحل الكـون ، قال تعـالى ( هـلْ أتـى عـلى الإنسـان حـينٌ مـنَ الـدهـر لـمْ يـكُنْ شـيْئاً مذْكوراً ) الإنسـان 1 ، و الـدهْـر : يشـمل الـزمان و المكـان معـاً ، أي [ الـزمكـان ] .
و قـد اقترب جـدّاً مـوعـد نهـاية الحـياة عـلى الأرْض ، و سـتكون السـاعة كلّهـا خـلال أجـزاء مـن الـثانيـة قال تعالى ( و مـا أمْـر السـاعة إلاّ كـلمْح البصـر أوْ هـوَ أقـرب ) النحل 77 ، و سـتكون فجـأة قال تعـالى ( تـأتيهـم الـسـاعة بغـتَةً و هُـم لا يشـعرون ) يوسف 107 , [ كـلّ هـذا و اللـه أعـلم ]
الليل والنهار هما حركة تقلب الكرة الأرضية كما ذكر سبحانه أنه يقلب الليل والنهار.. والتقليب حركة وحركة الكرة الدوران.. فالنهار هو الحركة التي تجلي لنا الشمس والليل الحركة التي تدخل الجزء الذي كان مضاءً من الكرة الأرضية إلى ليل السماء ونجومه فيغشى الشمس أي يعلو على ضوءها وحرارته وذلك لأن الليل إنما هو كل السماء فوقنا.. فالليل بكائناته ونجومه أكبر من الشمس بكثير وهو يحتويها.. فالليل والنهار هما بندول الزمان :).. وليسا مخلوقين لهما ذات .. بل الله تعالى هو الذي يقلب الليل والنهار.. فانصت لهذه الأية وتدبرها في أول صورة الأنعام" الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربك يعدلون "فخلق السموات والأرض وجعل بالحركة الظلمات والنور.. والله تعالى أعلم.
ردحذفواضح أن هذه الفئة المريضة تريد زلزلة إيمان المسلمين بالعلم فيختارون كلمات بدون سياق و يتناسون حقائق علمية كأن الشمس ثابتة و خارج الكرة الضوئية ضلام دامس فعندما تلتقي أشعة الشمس مع غلاف الارض الجوي تظهر لنا الشمس إذن الشمس موجودة في ليلِ وظلامِ السماء وموجودة في نهار الأرض و حسب تفسيري الخاص و الله أعلم نهار الأرض هو مكان الجزء من الأرض المقابل لشمس و زمان وصول هذا الجزء إلى نقطة التقابل و الله أعلم، فنستخلص من الٱية الكريمة و علميا الشمس ثابتة و الارض ليست كلها مقابلة إلى الشمس إذن شكلها ليس مصطحا و هنا نقصد الشكل و لكن من منطلق نظر الإنسان فهي مبصوطة و ممتدة و الله أعلم.و ننهي بأن يحذر المسلمون من غش الكفار و اطمئنوا فالزمان و المكان هو من صالح للقرٱن و الحمد لله.
ردحذفوالارض وما دحاها شكل البيضة ردا على ( لا يعرف كروية الارض)
ردحذفhttp://islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-112194.htm
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفمن اعجاز القرآن انه جعل النهار ظاهره مستقله عن مجرد وجود الشمس و ضوئها ، و هو ما لم يكن يمكن تخيله أبدا قبل عصر العلم ، حتا ان مفسري القرآن القدامى احتارو في تفسير آيات سورة الشمس .... فبالعلم الحديث عرفنا انه ما بين الغلاف الجوي و الشمس يكون هناك ضوء الشمس ولكن بالرغم من ذلك لا يكون هناك نهار و انما ظلمه كامله تغطي الشمس و ما حولها ، فوجود الشمس و ضوءها لا يستلزمان و لا يعنيان وجود نهار ، فهم فعلا ظاهرتين مختلفتين ، فضوء الشمس "يحتاج" للغلاف الجوي لكي ينكسر و يصبح نهارا و إلا ما تجلت الشمس ابدا كما هو الحال خارج الغلاف الجوي حيث الظلام و الليل الدائمين ... فعلميا في عصرنا الحديث نعرف ان النهار ظاهرة مختلفه كليا عن مجرد وجود الشمس و ضوئها ، فخارج الغلاف الجوي لا يوجد نهار برغم وجود ضوء الشمس ، و من هنا نجد علميا ان الظلام يغشي الشمس و يحيطها دائما { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} ، بينما في نفس اللحظة النهار داخل غلافنا الجوي يجلي الشمس و يظهرها بكسر ضوءها {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} .... فالنهار هو انكسار ضوء الشمس في غلافنا الجوي و ليس مجرد ضوء الشمس و لذلك فخلق النهار هو مختلف و اكبر من مجرد خلق الشمس بضوءها اللذي لا يستلذم وجود نهارا بذاته ... و بهذا نجد ان الآيات هيا وصف علمي دقيق ، حتا انه كان من الصعب تفسيرها و فهمها فهما عميقا قبل هذه الإكتشافات الحديثه ...
ردحذفمن اعجاز القرآن انه جعل النهار ظاهره مستقله عن مجرد وجود الشمس و ضوئها ، و هو ما لم يكن يمكن تخيله أبدا قبل عصر العلم ، حتا ان مفسري القرآن القدامى احتارو في تفسير آيات سورة الشمس .... فبالعلم الحديث عرفنا انه ما بين الغلاف الجوي و الشمس يكون هناك ضوء الشمس ولكن بالرغم من ذلك لا يكون هناك نهار و انما ظلمه كامله تغطي الشمس و ما حولها ، فوجود الشمس و ضوءها لا يستلزمان و لا يعنيان وجود نهار ، فهم فعلا ظاهرتين مختلفتين ، فضوء الشمس "يحتاج" للغلاف الجوي لكي ينكسر و يصبح نهارا و إلا ما تجلت الشمس ابدا كما هو الحال خارج الغلاف الجوي حيث الظلام و الليل الدائمين ... فعلميا في عصرنا الحديث نعرف ان النهار ظاهرة مختلفه كليا عن مجرد وجود الشمس و ضوئها ، فخارج الغلاف الجوي لا يوجد نهار برغم وجود ضوء الشمس ، و من هنا نجد علميا ان الظلام يغشي الشمس و يحيطها دائما { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} ، بينما في نفس اللحظة النهار داخل غلافنا الجوي يجلي الشمس و يظهرها بكسر ضوءها {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} .... فالنهار هو انكسار ضوء الشمس في غلافنا الجوي و ليس مجرد ضوء الشمس و لذلك فخلق النهار هو مختلف و اكبر من مجرد خلق الشمس بضوءها اللذي لا يستلذم وجود نهارا بذاته ... و بهذا نجد ان الآيات هيا وصف علمي دقيق ، حتا انه كان من الصعب تفسيرها و فهمها فهما عميقا قبل هذه الإكتشافات الحديثه ...
ردحذف{وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون} الأنبياء/33
وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ {إبراهيم/33}
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {النحل/12}
{ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا(1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)} الشمس
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {لقمان/29}
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف