المصدر: شبكة اللادينيين العرب ====================
ورد في صحيح مسلم : " ان رجلا كان ُُُُيتهم بأم ولد رسول الله (ص) فقال الرسول (ص) لعلي : اذهب فاضرب عنقه . فأتاه علي فاذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي : اخرج . فناوله يده فأخرجه ، فاذا هو مجبوب ليس له ذكر ، فكف علي عنه ، ثم اتى النبي (ص) فقال : يا رسول الله انه لمجبوب ما له ذكر !!! " ( مسلم / 2771 )
ترى .. هل تُقبل هذه الرواية التي تطعن بطهر بيت النبوة ؟ وكيف يصدر محمد امرا بقتل زان دون شهادة شهود ؟ بل دون ان يسمع دفاع المتهم ذاته ؟ وماذا لو لم يكن الرجل مجبوبا ??
اسئلة دفعت الفقهاء والمحدثين الى افتراض اجابات مصطنعة ، ومن ذلك قول ابن حزم (فإن قال قائل كيف يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله دون أن يتحقق عنده ذلك الأمر لا بوحي ولا بعلم صحيح ولا ببينة ولا بإقرار وكيف يأمر عليه السلام بقتله في قصة بظن قد ظهر كذبه بعد ذلك وبطلانه وكيف يأمر عليه السلام بقتل امرىء قد أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك بيقين لا شك فيه وكيف يأمر عليه السلام بقتله ولا يأمر بقتلها والأمر بينه وبينها مشترك قال أبو محمد رحمه الله وهذه سؤالات لا يسألها إلا كافرا أو إنسان جاهل يريد معرفة المخرج من كل هذه الاعتراضات المذكورة قال أبو محمد رحمه الله الوجه في هذه السؤالات بين واضح لا خفاء به والحمد لله رب العالمين ومعاذ الله أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل أحد بظن بغير إقرار أو بينة أو علم مشاهدة أو وحي أو أن يأمر بقتله دونها لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم يقينا أنه بريء وأن القول كذب فأراد عليه السلام أن يوقف على ذلك مشاهدة فأمر بقتله لو فعل ذلك الذي قيل عنه فكان هذا حكما صحيحا فيمن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علم عليه السلام أن القتل لا ينفذ عليه لما يظهر الله تعالى من براءته ) المحلى ، ج 11 ص 413 .
1- أول ما يستوقفنا في كلام ابن حزم السابق قوله : ( وهذه سؤالات لا يسألها إلا كافرا أو إنسان جاهل يريد معرفة المخرج من كل هذه الاعتراضات المذكورة)
ترى هل التصريح بالشكوك والتساؤلات من عمل الزنادقة ؟؟؟
الا يمكن ان تثور في عقل الانسان شكوك ؟؟؟
اليس من حق المرء ان يسأل ويستفسر عما يجول في ذهنه وخاطره ؟؟؟
هل كل من يستشكل نصا او يستفسر عن مضونه يكون كافرا او جاهلا ؟؟؟
الم يسأل ابراهيم ربه قائلا : ( ربي ارني كيف تحيي الموتى ) ؟؟؟؟
2 - من الواضح ان كلام ابن حزم هو مجرد تأويل من قدح خياله ولا يستند الى دليل او حتى شبه دليل !! ، كما أنه لا يعبر بالضروروة عن الحقيقة ، اذ نجد النووي يقترح تأويلا مختلفا لذات الحديث ، اذ يقول : (قيل لعله كان منافقا ومستحقا للقتل بطريق آخر وجعل هذا محركا لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنا وكف عنه على رضى الله عنه اعتمادا على أن القتل بالزنا وقد علم انتفاء الزنا والله أعلم ) ( شرح لنووي على صحيح مسلم : 17/119 )
وحتى نتمكن من مناقشة هذه لرواية لا بد اولا من ان نعرف سياقها التاريخي بدقة .
بطلة هذه الرواية هي مارية القبطية سرية الرسول ، والمتهم هو ( مابور ) كما تؤكد ذلك المصادر ( المستدرك على الصحيحين : 41/4 - الاصابة : 5/700 - الطبري : 2/218 )
ومابور هذا رجل مخصي ( هذا ما تجمع عليه المصادر : المستدرك على الصحيحين : 4/41 - الطبقات الكبرى : 8/212 - الاصابة : 5/700 - الطبري : 2/217 )
ومن نافلة القول أن الخصي يحول دون الاتصال الجنسي .
فاذا سلمنا بان مابور هذا كان مخصيا منذ ان وطئت قدمه أرض الجزيرة العربية ، وقد عرف القاصي والداني خبر خصيه جاز لنا ان نتساءل :
ترى الم يكن الرسول أو علي او عمر ( هناك رواية تقول ان عمر لا علي هو الذي ارسل لمهمة قتل مابور ) او احد الصحابة يعرف بحقيقة خصيه ؟؟
اوليس الخصي كالجب دليل على البراءة وفق منطق هذه الرواية ؟؟؟؟؟
3 - واجه الرسول حادثة مشابهة تماما لهذه الرواية وهي حادثة الافك ، وعند مقارنة الحادثتين نجد فرقا كبيرا ينفي تأويل ابن حزم :
- في حادثة الافك وقف الرسول مكتوف الايدي امام التهمة التي الصقت بعائشة ، ولم يحاول ان يثبت براءتها بل لقد اظهر سياق الاحداث ان الرسول لم يكن يعرف حقيقة براءتها !! فراح يقلب الرأي على وجوهه ، ويستنجد في ذلك بمشورة أولي الرأي من اصحابه ، وفي النهاية فوض الأمر الى الله بقوله : ( يا عائشة ، فانه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فأن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وان كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي اليه )
وفي ذلك يقول الدكتور عبد الله دراز : ( هذا كلامه بوحي ضميره ، وهو كما ترى كلام البشر الذي لا يعلم الغيب ) ( النبأ العظيم : 17 )
اما في رواية مسلم فالامر مختلف تماما !!!
فالرسول - وفق تأويل ابن حزم - يعرف براءة مارية منذ البداية ، ولكنه يريد ان يظهر براءتها بدليل مادي !!! ، ولهذا ارسل علي او عمر ( لا ندري من بالضبط !!!) لقتل مابور المسكين ….
دعنا نتجاوز تأويل ابن حزم …….
ترى لماذا لم يكلف الرسول احد الصحابة بقتل صفوان بن المعطل المتهم الرئيسي في حادثة الأفك ؟؟؟
لماذا اختلفت ردة فعل الرسول في الحادثتين لمتشابهتين تماما ؟؟؟؟
كيف اطلع الرسول على الغيب في رواية مسلم وعرف براءة مارية …. في تحين تصرف في حادثة لأفك بمقتضى طبيعته الانسانية ؟؟؟
- ان براءة عائشة في حادثة الافك هي براءة حقيقية ، اما براءة مارية فهي براءة ظاهرية شرعية فقط ، اذ لو عُرضت ذات القضية امام أي محكمة شرعية وتبين ان المتهم مجبوب او مخصي لحكم على الفور بانتفاء جرم الزنا وبراءة المتهمين ، ولكن هذا لا يعني بالضرورة البراءة الحقيقة …..
الا يمكن ان يكون بينهما شكل من اشكال الاتصال الجنسي والعاطفي ؟؟؟ خصوصا وان مابور هو ابن عم مارية كما ذكرت بعض المصادر ، أي انه يعرف مارية منذ ان كانا في مصر …
هذه الاشكاليات كافية في رأيي لرد تأويل ابن حزم ...
4 - اما بالنسبة الى تأويل النووي فمن الواضح انه تأويل متكلف لا يستند الى دليل ، فسيرة مابور معروفة ولا يوجد فيها ما يستوجب القتل ، بل ان الرواية ذاتها تنفي هذا التأويل ، اذ عندما اكتشف علي ( او عمر !! ) ان مابور المسكين مجبوب كف عن قتله !!! أي ان سبب القتل هو تهمة الزنا لا غير ، ولا توجد تهمة اخرى تستوجب القتل …
5- وتبقى بالطبع الاشكالات الشرعية التي تثيرها الرواية :
- هل تقبل هذه الرواية التي تطعن بطهر بيت النبوة ؟
- وهل يعقل ان يصدر الرسول (ص) امرا بقتل زان دون شهادة شهود ؟ بل دون ان يسمع دفاع المتهم ذاته ؟
- وماذا لو لم يكن الرجل مجبوبا ؟
الكاتب: شهاب الدمشقي
مواضيع ذات علاقة:
فهرس مقالات شبكة اللادينيين العرب في المدونة
تصنيفات مواضيع "مع اللادينيين و الملحدين العرب" (تحديث: تحميل كافة المقالات PDF جزء1 جزء2)
الإسلام المسيحية اليهودية لادينية عامة علمية الإلحاد فيديوات استفتاءات المزيد..
اصول الاسلام تأريخ القرآن ولغته (أخطاء علمية / ردود على مزاعم الإعجاز في القرآن والسنة) لاعقلانية الإسلام العدالة والأخلاق المزيد..
الإسلام المسيحية اليهودية لادينية عامة علمية الإلحاد فيديوات استفتاءات المزيد..
اصول الاسلام تأريخ القرآن ولغته (أخطاء علمية / ردود على مزاعم الإعجاز في القرآن والسنة) لاعقلانية الإسلام العدالة والأخلاق المزيد..
17/01/2008
هل كانت مارية القبطية خائنة ؟؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ملاحظة: المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها
4 تعليق(ات):
يا ترى بقى كملت باقي الكلام المكتوب، اسمح لي أفكرك بيه (لو كنت قريته)
"...لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,قد علم يقينا أنه بريء , وأن القول كذب فأراد - عليه السلام - أن يوقف على ذلك مشاهدة فأمر بقتله لو فعل ذلك الذي قيل عنه , فكان هذا حكما صحيحا فيمن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علم - عليه السلام - أن القتل لا ينفذ عليه لما يظهر الله تعالى من براءته , وكان - عليه السلام - في ذلك , كما أخبر به عن أخيه سليمان عليه السلام , وقد روينا من طريق البخاري نا أبو اليمان - هو الحكم بن نافع - نا شعيب - هو ابن أبي حمزة - نا أبو الزناد قال : إن عبد الرحمن الأعرج حدثه أنه سمع { أبا هريرة يقول : إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مثلي ومثل الناس - فذكر كلاما - وفيه أنه - عليه السلام - قال : وكانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما , فقالت صاحبتها , إنما ذهب بابنك , وقالت الأخرى : إنما ذهب بابنك , فتحاكما إلى داود عليه السلام , فقضى به للكبرى , فخرجتا على سليمان عليه السلام فأخبرتاه , فقال : ائتوني بالسكين أشقه بينهما , فقالت الصغرى : لا تفعل يرحمك الله , هو ابنها , فقضى به للصغرى - قال أبو هريرة : والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ وما كنا نقول إلا المدية ؟ } قال أبو محمد رحمه الله : فبيقين ندري أن سليمان عليه السلام لم يرد قط شق الصبي بينهما , وإنما أراد امتحانهما بذلك , وبالوحي - فعل هذا بلا شك - وكان حكم داود عليه السلام للكبرى على ظاهر الأمر ; لأنه كان في يدها , وكذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أراد قط إنفاذ قتل ذلك " المجبوب " لكن أراد امتحان علي في إنفاذ أمره , وأراد إظهار براءة المتهم , وكذب التهمة عيانا - وهكذا لم يرد الله تعالى إنفاذ ذبح إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وسلم إذا أمر أباه بذبحه , لكن أراد الله تعالى إظهار تنفيذه لأمره - فهذا وجه الأخبار - والحمد لله رب العالمين"
أضف الى كل ما جئت به مشكورا أنّ الحد على الزاني والزانية هو الرجم وليس دق العنق، حسب ماجاء في النص القرآني.
ليس للأنبياء عصمة من الخطأ ذلك لأنهم مثلا لعامة الناس في الخطئ والنسيان واكل الطعام وشرب الشراب واتيان النساء ونحو ذلك ما لم يكن حراما اي يجتنبون الحرام ما علموا واستطاعوا .
والدليل على هذا قول الله تعالى -واستغفر لذنبك-
وقوله تعالى - واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين-
وقوله تعالى -ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وارسلناك للناس رسولا-
وغير ذلك كثير من القرآن
لأن الذنب بالخطئء واشباه الذنب يوجب التوبة والاجتهاد لرفع درجة الانابة من التائب فيوجب على الله تنزيل شريعته لخلقه على رسله ليكونوا قدوة التوبة ورفع درجة الانابة اي ليحقق الانبياء الغفران من الله والتقرب اليه.
فهناك نبي احرق امة من النمل لأن واحدة منها قرصته.
وهناك نصيحة نبيتا محمد -ص- لصاحب النخل اذ لم يلقحها أخذا بالنصيحة فذهبت نتيجة ذلك بغلتها ذالك العام , فكانت نصيحة خاطئة تماما , فعلق النبيء عن هذا انه معنى بنبوته من الله بشرع الله وليس بشؤون الناس من امور دنياهم.
وهناك عتاب نوح لله كمتهما عدله سبحانه عن ذلك في شأن ابنه الغريق في الطوفان وكان جواب الله له ان ابنه كان عمله سيئا.
ونحو ذلك كثير.
فلما اذن تخلطون بين نبوته -ص- وبين آحاد حكمه التي هي بشرية تخص شؤون الناس الدنيوية مع انه رد فعل مظلوم في شرفه -ص- وهو عمل موفق لأنه كان يعلم صلى الله عليه وسلم انه لو يكون خاطئا فسوف يتدخل تعلى في حكم نبيه ليصححه , وهو الذي حدث اذ انه تعالى برأ المتهم وشرف نبيه وحقق معجزة اخرى لنبيه تؤكد صحة نبوته صلى الله عليه وسلم.
نور من الجزائر المسلمة السنية
www.elnoor_to@yahoo.com
ان الرسول الخاتم - ص- لما امر بقتل المتهم ذلك من معجزات نبوته , لأنه اغلب ما كان يفعله كان من هدي الله له .
فالدليل هاهنا ان ما امر به النبي - ص- عليا ان يقوم به كان من الله هو لأجل تعرف علي بؤم عينه من جبوب المتهم مما يجعل تبرئة عرض النبي في ماريا القبطية قائمة بشهادة عينية التي تجزم وتؤكد البرائة انها تامة تماما.
فلو برأ النبي - ص- المتهم بحديث قولي لبقي الشك عند قليلي الايمان خاصة المنافقين من الصحابة ولبقي يتحدث به في اسرار الاحاديث , لكن لما كان بشهادة بصرية عينية كان محيا لكل الظنون المسيئة لرسول الله في عرضه.
اي ان تصرف النبي - ص- بالمتهم لما سمع الطعن في ولده كان يكون باحد الامرين وهما /تبرئته او قتله
ولما علم تعالى ان تبرأته القولية تبقي شكا في عرض نبيه هدى نبيه بان يأمر بقتله بغتتا , لأنه لو لم يباغت واحظر لاقامة الحد عليه لما كشف فرجه ليعلم انه مجبوب . كما ان مباغتته من طرف رجل واحد هو استر للمتهم من كشف عورته لكل الناس. وبعد الشهادة لعلي عن المتهم في ما عاين في مباغتته له يبقى على جمهور الناس الا التحقق من ذلك بالمسائلة التي يعرفها الجمع من الناس لمعرفة المستر عنه في ما يتناجون به .
وهاته حكمة الله التي هي عينها هدى مستقيم هدى به تعالى نبيه معصوم العرض والفرج من كل مكائد المغرضين من الرجال , ومن كل اعراض الناس من النساء , اي ان عرضه صلى الله عنه وسلم معصوم وفرجه كذلك معصوم.
فتبرأة نسب ولده صلى الله عليه وسلم كانت بهدي امر منه , وتبرأة عرض زوجته كانت بنص من قرآن رب العالمين.
الم تكفيكم اعراض الناس لتطعنوا فيها ظلما وعدوانا حتى اطال غيكم عرض خاتم الانبياء والمرسلين ولم تعرفوه حتى؟
بقلم - نور- من الجزائر المسلمة السنية.
www.elnoor_to@yahoo.com
إرسال تعليق