القرآن وسجع الكهان وشعراء ما قبل الاسلام
الباحث : سواح
مقدمة
هذه مجموعة من الابحاث بعضها من اعمالى وبعضها من اعمال باحثين وناقدين آخرين , وجميعها يلقى الضوء على طبيعة القرآن فى سجعه ونظمه , تلك الطبيعة التى يشترك فيها القرآن ويتشابه مع ما نسب لكهان وشعراء الجاهلية .
الدراسة الاولى
كهان وشعراء ما قبل الإسلام
زيد بن عمرو بن نفيل
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
تعود أرومته إلى قصي بن كلاب وأمه هي أمية بنت عبد المطلب وعنه يقول ابن كثير :
" إنه اعتزل الأوثان ، وفارق الأديان ؛ من اليهود والنصاري والملل كلها ، إلا دين الحنيفية ، دين إبراهيم ، يوحد الله ويخلع من دونه .. وذكر شأنه للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : هو أمة وحده يوم القيامة .. يبعث يوم القيامة أمة وحده .. وكان يحيي الموءودة ؛ يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها ، أنا أكفيك مئونتها فيأخذها .. وكان يقول : يا معشر قريش إياكم والزنا ، فإنه يورث الفقر .. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يحشر ذاك أمة وحده ، بيني وبين عيس ابن مريم – إسناده جيد – وأتى عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فسألاه عن زيد بن عمرو بن نفيل : فقال غفر الله له ورحمه ، فإنه مات على دين إبراهيم .. مات زيد بمكة ، ودفن بأصل حراء .. قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين " (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 221 ، 224 . ) .
فى قصيدة له نجده يسلم وجهه لله الذى دحى الارض وارسى عليها الجبال
أسلمت ؟!
أسلمت وجهي لمن أسلمت
له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رأها استوت
على الماء ، أرسي عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت
له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة
أطاعت فصبت عليها سجالا
(ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 225 .)
( وفي السيرة النبوية ) لابن هشام ؛ نجد زيداً دخل الكعبة وقال :
" اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك لعبدتك به ، ولكنني لا أعلمه “
ثم يسجد على الأرض "
(ابن هشام : السيرة ، ج1 ، ص 206 .) .
ويؤكد ( ابن هشام ) أنه حرم على نفسه أموراً – نقلها الناس عنه من بعد كتشريعات ؛ لانبهارهم بشدة ورعه وعلمه وتقواه – مثل تحريم الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل به لغير الله من ذبائح تذبح على النصب (ابن هشام : السيرة ، ج1 ، ص 208 . وانظر أيضا البيهقي ، ج2 ، ص 125 ، 126 . وقد ذكر ابن الكلبي في كتاب الأصنام ص 12 إن النبي ذكر العزي يوما ، فقال :
( لقد أهديت للعزي شاة عفراء وأنا علي دين قومي) .
وتروي لنا الأخبار أن زيدا قد عاصر النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأنه إلتقاه ؛ عن عبد الله بن عمر : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لقي زيدا بأسفل بلدح ، فدعاه إلى تناول طعام مما يذبح للأرباب ، فقال زيد للنبي : " إني لست أكل ما تذبحون على أنصابكم " ؟!
ويعلل ابن هشام أكل النبي قبل بعثه نبياً ، لأضحيات أو قرابين الأصنام بقوله : " إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يأكل مما ذبح على النصب ، فإنما فعل أمراً مباحاً ، وإن كان لا يأكل فلا إشكال " !! (الشهر ستاني : الملل والنحل ، ج2 ، ص 248 . وانظر أيضا ابن هشام السيرة ج1 ، ص 208 و209 .)
ويورد لزيد شعره القائل في فراق الوثنية :
أربا واحدا أم ألف رب
دين إذا تقسمت الأمور
عزلت اللات والعزى جميعا
كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزي أدين ولا ابنتيها
ولاصنمي بن عمرو أزور
ولكن أعبد الرحمن ربي
ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوي الله ربكم احفظوها
متى تحفظوها لا تبوروا
تري الأبرار دارهم جنان
وللكفار حامية السعير
وخزي في الحياة وإن يموتوا
يلاقوا ما تضيق به الصدور
وقال حجير بن أبي إهاب : رأيت زيد بن عمرو بن نفيل ، وأنا عند صنم بوانة – بعدما رجع من الشام – وهو يراقب الشمس ، فإذا استقبل الكعبة ، فصلى ركعة وسجدتين ثم يقول :
هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل ، لا أعبد حجراً ولا أصلي إلا إلى هذا البيت حتى أموت ،
وكان يحج فيقف بعرفة ، وكان يلبي فيقول :
لبيك لا شريك لك ، ولا ند لك ،
ثم يدفع من عرفة ماشياً وهو يقول :
" لبيك متعبداً لك مرقوقاً "
(الأصفهاني : الأغاني ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ، د.ت ج3 ، ص 123 .) .
وقالت أسماء بنت أبي بكر : " رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائماً ؛ مسنداً ظهره إلى الكعبة ، يقول :
يا معشر قريش ، ما منكم أحد على دين إبراهيم غيري ،
وكان إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال : لبيك حقاً حقاً ، تعبدا ورقاً
ثم قال :
عذت بما عاذ به إبراهيم
مستقبل الكعبة وهو قائم
يقول أنفي لك عان راغم
مهما تجشمني فإني جاشم
(ابن هشام : السيرة ، ج1 ، ص 227 . )
ويقول أيضاً :
إلى الله أهدي مدحي وثنائيا
وقولا رصينا لا يني الدهر باقيا
إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه
إله ولا رب يكون مدانيا
رضيت بك اللهم ربا فلن أرى
أدين إلهاً غير الله ثانياً
(ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 205 .)
أمية بن أبى الصلت
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
تصله أمه رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف ببيت عبد مناف بن قصي (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 206 .) وهو صاحب القول المأثور :
كل دين القيامة – إلا دين الحنيفية - زور !!
وكان يحاور أبا سفيان ويقول له :
" .. والله يا أبا سفيان ، لنبعثن ثم لنحاسبن ، وليدخل فريق الجنة ، وفريق النار "
(ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 209 .) ،
وحول عقيدته في البعث والحساب يقول شعرا :
باتت همومي تسري طوارقها
أكف عيني و الدمع سابقها
مما أتاني من اليقين ولم
أوت برأة يقصي ناطقها
أم من تلظي عليه واقدة النار
محيط بهم سرادقها
أم أسكن الجنة التي وعد الأبرار
مصفوفة نمارقها
لا يستوي المنزلان ولا الأعمال
لا تستوي طرائقها
هما فريقان : فرقة تدخل الجنة
حفت بهم حدائقها
وفرقة منهم أدخلت النار فساءتهم مرافقها
(جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 280 و281 . وانظر ابن هشام : السيرة ج1 ، ص 208 و209 . وانظر أيضا ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج2 ، ص 206 : 208 .)
ويقول جواد علي : إن أمية حرم على نفسه الخمر ، وتجنب الأصنام ، وصام والتمس الدين ، وذكر إبراهيم وإسماعيل ، وكان أول من أشاع بين القرشيين افتتاح الكتب والمعاهدات والمراسلات بعبارة :
باسمك اللهم
( استعملها النبي محمد " صلى الله عليه وسلم " ثم تركها واستعمل بسم الله الرحمن الرحيم ) ، وقد روي الإخباريون قصصا عن التقاء أمية بالرهبان ، وتوسمهم فيه أمارات النبوة ، وعن هبوط كائنات مجنحة شقت قلبه ثم نظفته وطهرته لمنحه النبوة (جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 280 و281 . وانظر ابن هشام : السيرة ج1 ، ص 208 و209 . وانظر أيضا ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج2 ، ص 206 : 208 .)
وأمية هو القائل في رب الحنيفية الخلاق :
إله العالمين وكل أرض ورب الراسيات من الجبال
بناها وابتني سبعا شدادا
بلا عمد يرين ولا حبال
وســـــواها وزينهـا بنور من الشمس المضيئة الهلال
ومن شهب تلألأت في دجاها مـــــراميها أشـد من النصال
وشـق الأرض فأنجبت عيونا وأنهارا من العذب الزلال
وبارك في نواحيها وزكي بها ما كان من حرث ومال
يعتبر أمية أحسن الحنفاء حظاً في بقاء الذكر ، فقد بقي كثير من شعره وحفظ قسط لا بأس به من أخباره ، وسبب ذلك عند ( جواد علي ) بقاؤه إلى ما بعد البعثة ، واتصاله بتاريخ النبوة والإسلام اتصالاً مباشراً ، وملاءمة شعره بوجه عام لروح الإسلام ، برغم أنه حضر البعثة ولم يسلم ، ولم يرض بالدخول في الإسلام ، لأنه كان يأمل أن تكون له النبوة ، ويكون مختار الأمة وموحدها ، ولذلك ، برز كنموذج للاستقامة والإيمان والتطهر والزهد والتعبد ، وقد مات سنة تسع للهجرة بالطائف كافرا بالأوثان وبالإسلام (لويس شيخو : شعراء النصرانية ، ج2 ، ص 223.) !!
ويذكر الإخباريون المسلمون أنه لما سمع بخبر البعثة ذهب ليسلم ، لكن بعض أهل مكة علموا بمسيرة ، فأرادوا رده عن غايته ، فالتقوه عند القليب حيث قبر المسلمون سادات قريش في بدر الكبرى ، ولعلم القرشيين بحكمة أمية – التي دعته من قبل إلى تقدير السادات ؛ من حكماء مكة وأشرافها – فقد قالوا له : هل تدري ما في هذا القليب . قال : لا ؛ فقالوا له : فيه شيبة وربيعة وفلان وفلان ، فجدع أنف ناقته ، وشق ثوبه وبكى قائلاً : لو كان نبياً ما قتل ذوي قرابته ، وعاد يرسل نواحه شعراً يرثي قتلى بدر من أهل مكة ، في قصيدته الحائية التي يقول في بعضها :
ألا بكيت على الكرام بني
الكرام أولي الممادح
كبكا الحمام على فروع
الأيك في الغصن الصوداح
من كل بطريق لبطريق
نقي اللون واضح
ومن السراطمة الجلاجمة
الملاوثة المتجح
القائلين الفاعلين الآمرين بكل صالح
المطعمين الشحم فوق
الخبز شحما كالأنافح
خذلتهم فئة وهم يحمون عورات الفضائح
ولقد عناني صوتهم من بين مستشق وصابح
(ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج2 ، ص 212
وقال الإمام أحمد : " حدثنا إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يقول قال الشريد : كنت ردفاً لرسول الله ( أي راكباً معه على بعير واحدة ) فقال لي : أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت شئ ؟ قلت : نعم ؛ قال : فأنشدني بيتاً ، فلم يزل يقول لي كلما أنشدته بيتاً : إيه حتى أنشدته مئة بيت " (جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 384 و385 .) ومن هذا الشعر ما يصح الوقوف معه كنموذج – لا شك رائع – لمعتقدات واحد من رجالات الحنيفية ( مع ملاحظة أن هذا الشعر قد يختلف الأمر في نسبته إليه أو إلى زميله في الحنيفية زيد ابن عمرو بن نفيل ، وما عدا ذلك فمتفق عليه ) :
فهو يقول في إيمانه :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا
بالخير صبحنا ربي ومسانا
رب الحنيفية لم تنفذ خزائنها
مملوءة طبق الآفاق سلطاناً
وفي إيمانه – مثل عبد المطلب وزيد – بيوم بعث ونشور ؛ يقول :
ويوم موعدهم يحشرون زمرا يوم التغابن إذا لاينفع الحذر
وأبرزوا بصعيد مستو حرز وانزل العرش والميزان والزير
ويستطرد شارحاً مفصلاً عن هذا اليوم :
عند ذي العرش يعرضون عليه
يعلم الجهر والكلام الخفيا
يوم نأتيه وهو رب رحيم
إنه كان وعده مأتيا
رب كلا حتمته النار كتابا حتمته مقضيا
ويحذر من عذاب الدار الآخرة فيقول :
وسيق المجرمون وهم عراة
لي ذات المقامع والنكال
فنادوا ويلنا ويلاً طويلاً وعجوا في سلاسلها الطوال
فليسوا ميتين فيستريحوا
وكلهم بحر النار صالي
وحل المتقون بدار صدق
وعيش ناعم تحت الظلال
لهم ما يشتهون فيها وما تمنوا
من الأفراح فيها و الكمال
وعن إبراهيم ( عليه السلام ) وابنه إسماعيل ( عليه السلام ) اللذين يرجع إليهما الحنفاء عقيدتهم ؛ يحكي قصة الذبح والفداء ؛ في حوار طويل ممتع نجتزئ منه :
ابني إني نذرتك لله شحيصا
فاصبر فدا لك خالي
فأجاب الغلام أن قال فيه
كل شئ لله غير انتحال
فاقض ما قد نذرته لله واكفف
عن دمي أن يمسسه سربالي
وبينما يخلع السراويل عنه
فكه ربه بكبش حلال
وعن يونس يقول :
وأنت بفضل منك أنجيت يونسا
وقد بات في أضعاف حوت لياليا
وعن موسى وهارون ولقائهما بفرعون مصر يقول :
وأنت الذي من فضل ورحمة
بعثت إلى موسى رسولا مناديا
فقلت له أذهب وهارون فادعوا
إلى الله فرعون الذي كان طاغيا
وقولا له :
أأنت سويت هذه
بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
وقولا له :
أأنت رفعت هذه
بلا عمد ، أرفق ، إذا بك بانيا
وعن عيسي وأمه يقول :
وفي دينكم من رب مريم أية
منبئة بالعبد عيسي بأن مريم
تدلي عليها بعدما نام أهلها
رسولا فلم يحصر ولم يترمرم
فقال :
ألا تجزعي وتكذبي
ملائكة من رب عاد وجرهم
أنيبي وأعطي ما سئلت فإنني
رسول من الرحمن يأتيك بانبم
فقالت : أني يكون ولم أكن
بغيا ولا حبلى ولا ذات قيم
فسبح ثم اغترها فالتقت به
غلاما سوى الخلقة ليس بتوأم
فقال لها : إني من الله أية
وعلمني ، والله خير معلم
وأرسلك ولم أرسل غويا ولم أكن
شقيا ، ولم أبعث بفحش ومأثم
ويقول جواد علي ما نصه :
" وفي أكثر ما نسب إلى هذا الشاعر من أراء ومعتقدات ووصف ليوم القيامة والجنة والنار ؛ تشابه كبير وتطابق في الرأي جملة وتفصيلاً ، لما ورد عنها في القرآن الكريم ، بل نجد في شعر أمية استخداما لألفاظ وتراكيب واردة في كتاب الله والحديث النبوي قبل المبعث ، فلا يمكن – بالطبع – أن يكون أمية قد اقتبس من القرآن ؛ لم يكن منزلاً يومئذ ، وأما بعد السنة التاسعة الهجرية ؛ فلا يمكن أن يكون قد اقتبس منه أيضاً ؛ لأنه لم يكن حياً ؛ فلم يشهد بقية الوحي ، ولن يكون هذا الفرض مقبولاً في هذه الحال .. ثم إن أحداً من الرواة لم يذكر أن أمية ينتحل معاني القرآن وينسبها لنفسه ، ولو كان قد فعل لما سكت المسلمون عن ذلك ، ولكان الرسول أول الفاضحين له "
(جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 384 و385 . )
وهذا – بالطبع – مع رفض فكرة أن يكون شعره منحولاً أو موضوعاً من قبل المسلمين المتأخرين ؛ لأن في ذلك تكريماً لأمية وارتفاعاً بشأنه ، وهو ما لا يقبل مع رجل كان يهجو نبي الإسلام ( صلى الله عليه وسلم ) بشعره ، ولا يبقى سوى أنه كان حنيفياً مجتهداً استطاع أن يجمع من قصص عصره ، وما كان عليه الحنفاء من رأي في شعره ؛ خاصة مع ما قاله بشأنه ابن كثير : " وقيل إن كان مستقيماً ، وإنه كان أول أمره على الإيمان ، ثم زاف عنه " (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص205 .) .
وفى وصف الملائكة
جاء فى ( الشريعة الإسلامية : بحث في الموروث التشريعي للجزيرة العربية قبل الإسلام )
ورغم البصمة الإسلامية الواضحة في أغلب شِعر أمية إلا أن هناك من أشعاره ما تتضح فيه الروح العربية؟ حيث يستخدم فيه ألفاظ لم تكن تستخدم إلا في شعره مثل قوله:
ملائكة لا يفترون عبادة -- كروبية منهم ركوع وسجد
فساجدهم لا يرفع الدهر -- رأسه يعظم رباً فوق ويمدَّد
وراكعهم يحنو له الدهر خاش -- عاً يردد آلاء الإله ويحمد
ومنهم مُلفٍّ في الجناحين رأسه -- يكاد لذكرى ربه يتفصّد
(شعراء النصراتية - ص 227)
هذا الوصف للملائكة غير مستخدم في الشعر المكتوب بعد الإسلام؟ حيث أنه وصف يعتمد بشكل أساسي على ما جاء في التوراة حول الكروبيم - الملائكة - وهو ما لا نجده في شعر ما بعد الإسلام
قس بن ساعدة الأيادي
يكاد يجمع المؤرخون على موته قبل البعثة بقليل . وقد ورد أن محمد كان يسمع إليه في سوق عكاظ وقال عنه " والذي بعثني بالحق ، لقد أمن قس بالبعث " (الجاحظ : البيان تحقيق عبد السلام هارون ، القاهرة 1948 ، ج1 ص 309 . )
وهذه بعض اقواله واشعاره ( المرجع:العرب قبل الاسلام- سيد القمنى )
يحذر الناس من ويلات يوم القيامة
يا ناعي الموت والأصوات في جدث
عليهم من بقايا برعم خرق
دعهم فان لهم يوما يصاح بهم
فهم إذا انتبهوا من نومهم فرقوا
حتى يعودوا لحال غير حالهم
خلقا جديدا كما من قبله خلقوا
فيهم عراة ومنهم في ثيابهم
منها الجديد ومنها المبهج الخلق
ويصور الكون ويصفه سجعا قائلا:
ليل داج،
ونهار ساج،
وسماء ذات أبراج،
ونجوم تزهر،
وبحار تزخر،
وأرض مدحاة ،
وانها مجردة ،
ان في السماء لخبرا،
وان في الارض لعبرا
واورد سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية نقلا عن : الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 244 هذه الخطبة البليغة لقس بن ساعدة
أيها الناس ؛
اسمعوا وعوا ؛
فإذا وعيتم فانتفعوا ،
إنه من عاش مات ،
ومن مات فات ،
وكل ما هو آت آت .
إن في السماء لخبرا .
وإن في الأرض لعبرا ،
جهاد موضوع ،
وسقف مرفوع ،
ونجوم تمور ،
وبحار لن تغور ،
ليل داج ،
وسماء ذات أبراج ،
أقسم قس قسما حتما ،
لئن كان في الأرض رضي ليكونن بعده سخطا ،
وإن لله دينا هو أحب إليه من دينكم
وعن دعوته للتوحيد يقول:
كلا ، بل هو الله المعبود الواحد ، ليس بمولود ولا والد ، أعاد وأبدي ، وإليه المآب غداً
(الشهر ستاني : الملل والنحل ، المطبعة الأزهرية ، القاهرة ، 1951 ، ص 96 .)
وعن حقيقة الموت يقول
فـــــــي الذاهبين الأوليــــــــــن
في الشــــعــــــــوب لنا بصــــائر
لمــــــــــــــــا رأيت مــــواردا للمــــــوت لــــــيس لهــــا مصادر
ورأيـــت قومــي نحــــــوها
تسعي الأصــــــاغـــــر والأكـــــابر
لا يـرجــــعن قــــومــــي إلي
ولا مــــن البــاقين غــــــــــــابـــــر
أيقنت أنـــي لا مـــــحــــالة
حـــيث صـــــار القـــــوم صـــائر
( سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية نقلا عن عبد القادر البغدادي ، خزانة الأدب ، تحقيق عبد السلام هارون ، دار الكتاب العربي 1967 ، ج2 ، ص 264 .)
علاف بن شهاب التميمي
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومنهم علاف بن شهاب التميمي الذي أمن بوحدانية الله وبالبعث والنشور والحساب والثواب و العقاب ، وهو القائل :
ولقـد شهدت الخصم يوم رفاعة
فأخذت مـنه خطـة المغتال
وعلمـت أن الله جـاز عبـده
يوم الحساب بأحسن الأعمال
(الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 277 .)
زهير بن أبى سلمى
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومن الحنفاء أيضا من حاز بعض الشهرة ، مثل ( زهير بن أبي سلمي ) ،وذكر أنه كان يتأله ويؤمن بالبعث والحساب . ويروي أنه كان يمر بالعضاة قد أورقت بعد يبس فيقول :
" لولا أن تسبني العرب ، لآمنت أن الذي أحياك بعد يبس سيحيي العظام وهي رميم "
، وقد سلكه ابن حبيب ضمن من حرموا على أنفسهم الخمر والسكر والأزلام (ابن حبيب : المحبر ، ص 238 .) ، وهو القائل مقسماً بالكعبة :
أقسمت بالبيت الذي طاف حوله
رجال بنوه من قريش وجرهم
يمينا لنعــم السيـــدان وجــدتما على كل حال من سحيل ومبرم
(د . جمال العمري : الشعراء الحنفاء ، ص 164 .)
وهو القائل :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
ولو خالها تخفي على الناس تعلم
ومن هاب أسباب المنية يلقها
ولو رام أسباب السماء بسلم
(ثعلب : شرح ديوان زهير ، الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1964 ، ص 35 . )
ثم هو يحدد موقفه واضحا من لعقة الدم في حلف الأحلاف المناوئ للمطيبين في قوله :
ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة
وذيبان ، هل أقسمتم كل مقسم
فلا تكتمن الله ما قي نفوسكم
ليخفي ، ومهما يكتم الله يعلم
(ثعلب : شرح ديوان زهير ، الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1964 ، ص 35 .)
ثم يقول مؤمناً :
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أري
من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
بدا لي أن الله حق فـــزادنــــي
إلى الحق تقوي الله ما كان باديا
(ثعلب : شرح ديوان زهير ، الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1964 ، ص 35 .)
وفى:العرب قبل الاسلام- سيد القمنى
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم
ليخفي، ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضح في كتاب فيدخر
ليوم الحساب، أو يعجل فينتقم
الزبراء
( المرجع:العرب قبل الاسلام- سيد القمنى )
اشتهرت بالسجع وكانت تقسم باللوح والليل والنجم
واللوح الخافق ،
والليل الفاسق ،
والصباح الشارق ،
والنجم الطارق ،
والمزن الوادق ،
إن شجر الوادي ليأود ختلا،
ويرق أنيابا عملا،
وإن صخر الطوا لينذر ثقلا،
لا تجدون عنه معلا
ربيعة بن ربيعة
( المرجع:العرب قبل الاسلام- سيد القمنى )
فى سجع دينى يصف يوم النشور ويوم الحساب
يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ،
يسعد فيه المحسنون،
ويشقى فيه المسيئون
ويقسم بالشفق والغسق
والشفق والغسق والفتل اذا اتسق، ان ما أنباتك به لحق
سطيح
اشتهر عن سطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود الغساني الّذي كان قبل بعثة الرسول (ص).
وروي ان ملك اليمن ذا جدن أراد أن يجرب علم سطيح لما قدم عليه، فخبأ له ديناراً تحت قدمه ثم سأله عما خبأ له.
فقال سطيح:
حلفت بالبيت والحرم والحجر الاصم والليل إذا أظلم والصبح إذا تبسم وبكل فصيح وأبكم لقد خبأت لي ديناراً بين النعل والقدم.
فقال الملك: من اين علمك هذا يا سطيح؟ قال: من قبل أخ لي جني ينزل معي فقال له الملك: أخبرني عمّا يكون في الدهور ...
(من مادة سطيح من سفينة البحار)
وفي سيرة ابن هشام:
قيل لسطيح: أنى لك هذا العلم؟ فقال: لي صاحب من الجن استمع أخبار السماء من طور سيناء حين كلم اللّه ـ تعالى ـ منه موسى(ع). فهو يؤدي إليَّ من ذلك ما يؤديه
خبر سطيح بسيرة ابن هشام 1 / 16
كتاب القرآن الكريم وروايات المدرستين للسيد مرتضى العسكرى- الكتاب الاول
شق بن صعب
( المرجع:العرب قبل الاسلام- سيد القمنى )
يتحدث عن عن يوم الحساب والميقات ويعد المؤمنين والابرار بالفوز والخيرات
يوم تجزي فيه الولايات،
يدعى فيه من السماء بدعوات ،
يسمع منها الاحياء والاموات،
ويجمع فيه الناس للميقات،
يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات
ويقسم لسامعه ان ما يقوله ليس الا الحق
ورب السماء والارض ،
وما بينهما من رفع وخفض ،
ان ما أنبتك به لحق ، ما فيه امض
الكاهن الخزاعى
( المرجع: جواد على : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 4: 71 والعرب قبل الاسلام- سيد القمنى )
يقسم بالقمر والكوكب والغمام
ولقد ذكروا أن أمية بن عبد شمس ، وكان حسد عمه هاشماً على ماله ، فدعا هاشماً إلى المنافرة فرضى هذا الأخير مكرهاً على أن يتحاكما إلى الكاهن الخزاعى . وكان ذلك ، فغلب الكاهن هاشماً على أمية ، مصدراً قراره سجعاً يقول:
" والقمر الباهر ،
والكوكب الزاهر،
والغمام الماطر، وما بالجو من طائر ،
وما اهتدى بعلم مسافر ،
من منجد وغائر ،
قد سبق هاشم أمية إلى المفاخر".
أما هاشم فأخذ إبل أمية فنحرها وأطعمها من حضره ، وأما أمية فخرج إلى بلاد الشام فأقام بها عشر سنين تنفيذاً لحكم الكاهن .[ جواد على : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 4: 71] .
كاهنة سهم
[ جواد على : المفصل في تاريخ العرب 4: 71 ]
من سمات الكهانة ان ياتى الكاهن باقوال مسجوعة مبهمة ويترك سامعيها فى حيرة من امرهم فى معناها , فياخذ كل واحد فى تأويلها بما يرى , وهكذا يضمن الكاهن خلود أقواله
فيحدثنا صاحب ( مفهوم العرب عن الله)عن الكاهنات :
ومنهن أيضاً امرأة من سهم يقال إن صاحبها جاءها ذات ليلة فأنقبض تحتها وقال :
" أدر . يوم عقر ونحر "
. ثم إنه جاءها ثانية فقال :
" شعوب شعوب ، تصرع فيه كعب لجوب ".
ويقولون إن قريشاً لم تستطع فك رموز هذا السجع حتى كانت وقعة بدر ووقعة أحد بالشعب
سويد بن عامر المصطلقي
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومن الحنفاء ( سويد بن عامر المصطلقي ) . ذكرت المصادر أنه كان على دين الحنيفية وملة إبراهيم ، وقد جاء في شعره ذكر المنايا وحتمها ، وأن الخير والشر مكتوبان على النواصي ، وأنه ليس للمرء يد فيما يصبيه من القدر ، فكل شئ محتوم مقدور .
قال مسلم الخزاعي المصطلقي : " شهدت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " وقد أنشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقي :
لا تأمنن وإن أمســــيت في حرم
حـــتى تلاقي مــا يمني لك المــاني
فالخــير و الشر مقرونان في قرن
بـــكل ذلك يأتيـــــــــــك الجــــديدان
فكل ذي صـــــاحب يــــوما يفـــارقه وكـــــــل زاد أبقــــــــيته فان
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : لو أدركته لأسلم "
(الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 219 و 259 .)
وكيع بن سلمة بن زهير الإيادي
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومنهم أيضاً – قبل عبد المطلب – (وكيع بن سلمة بن زهير الإيادي ) ، الذي بني صرحاً بأسفل مكة جعل فيه أمة يقال لها حزورة ، وبها سميت حزورة مكة ، جعل فيه سلماً يرقاه ، زاعماً أن الله يناجيه فيه ، وكان يتكلم بالخير ، وزعم العرب أنه صديق من الصديقين (ابن حبيب : المحبر ، ص 136 .) ، وهو بهذا المعنى رجل متأله مدعي الوحي متنبئ وذكروا عنه كلمات مسجوعة مثل :
" إن ربكم ليجزين بالخير ثواباً ،
وبالشر عقاباً ،
وإن من في الأرض عبيد لمن في السماء ،
هلكت جرهم وزيلت إياد ،
وكذلك الصلاح والفساد "
أو مثل
" من رشد فاتبعوه ،
ومن غوى فارفضوه ،
وكل شاة برجلها معلقة "
(الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 260 .) .
أبو قيس صرمة بن أبي أنيس
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومنهم أيضاً ( أبو قيس صرمة بن أبي أنيس ) ، وهو من بني النجار أهل يثرب ؛ أنسباء البيت الهاشمي ، وتقول الأخبار إنه فارق الأوثان واغتسل من الجنابة ، وتطهر ، ودخل بيتاً له اتخذه مسجداً لا تدخله طامث ولا يدخله جنب ، وقال أعبد رب إبراهيم ، وكان قولا بالحق ، معظما لله ، وقال ابن حجر : إنه لما قدم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلى يثرب ، أسلم وحسن إسلامه ، وهو شيخ عجوز ، وكان ابن عباس يختلف إليه ويأخذ عنه الشعر (ابن هشام : السيرة ج1 ، ص 510 . ) ، ومن هذا الشعر قوله :
فو الله ما يدري الفتــــي كيف يتقـــي
إذا هو لــــــم يجـــعـــل له الله واقيـــــــا
و لا تحفل النخــل المعيمــــة ربـــها
إذا أصبـــــــحت ريا وأصبـــح ثــــــاويا
وقوله :
يا بني الأيام لا تأمنوها واحـــــذروا مـــــــــــــــكرها و مــــر الليالـــــي
واعلمـــــوا أن أمـرها لنفاد الخلـــــق مـــــا كــــأن من جـــــــديد و بالي
وقوله :
سبحوا الله شرق كل صبـــــــاح
طلعت شمـــسه وكل هلال
عـالــم الــــسر و البيــان لـــــدينا
ليس مـــا قـال ربنا بضـــــلال
(ابن حجر العسقلاني : الإصابة في تمييز الصحابة ، مطبعة السعادة ، القاهرة 1323 هــــ ، ج3 ، ص 626 .)
ورقة بن نوفل
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومنهم أيضاً ورقة بن نوفل الذي قال عنه الألوسي أنه ممن وحد الله ، وترك الأوثان وسائر أنواع الشرك ، واجتهد في طلب الحنيفية دين إبراهيم ، ثم تنصر ، لكنه لم يتبع النصاري في التبديل ، وظل موحداً (ابن هشام : السيرة ج1 ، ص 511 و512 .) وقد سأل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن ورقة فقالت له خديجة ( رضي الله عنها ) : إنه كان صدقك وإنه مات قبل أن تظهر ؛ فقال رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) : رأيته في المنام وعليه ثياب بيض ، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك (الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 272 .) .
كان ينادي الناس ناصحاً :
لا تعـبـــدون إلهـــا غـــير خالقكم
فــــإن دعـوكم فقــــــولوا بيننا حدد
سبحان ذي العرش سبحانا نعوذ به
وقــبل قد ســـبح الجودي والجمد
مسـخر كل ما تحت السمـــاء لــــــه
لا ينبــــغي أن يناوي ملكــــه أحـد
لاشيء مما نري تبقي بشــاشــتـــه
يبـقي الإله ويودي المال والولد
وهو الذي قال في ( زيد بن عمرو بن نفيل ) رفيقه على درب الحنيفية بعد موته :
رشدت وأنعمـت بن عمرو وإنمـا
تجنبت تنورا من النار حــاميا
بدينك ربا ليـس رب كــمــــثله
وتركك أوثان الطواغي كما هيــا
وإدراكك الدين الذي قد طلبته
ولم تك عن توحيد ربك ســاهيا
فأصبحت في دار كريم مقامها
تعلل فــيها بالــكرامـــة لاهيــــا
تلاقي خليل الله فيها ولم تكن
من الناس جبارا إلى النار هاويا
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه ولو
كان تحت الأرض سبعين واديا
(الأب لويس شيخو : شعراء النصرانية في الجاهلية ، مكتبة الآداب ، الحلمية الجديدة القاهرة ، 1982 ، ج4 ، ص 617 ، 618 .)
عامر بن الظرب العدواني
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومنهم ( عامر بن الظرب العدواني ) ، وكان من حكماء العرب وخطبائهم ، وكانت له نظرات وأراء في العقيدة ؛ تتضح في قوله في وصية طويلة منها :
" إني ما رأيت شيئاً قط خلق نفسه ،
ولا رأيت موضوعاً إلا مصنوعاً ،
ولا جائياً إلا ذاهباً ،
ولو كان يميت الناس الداء لأحياهم الدواء ..
إني أرى أموراً شتي وحتى
( قيل له : وما حتى ؟ ) قال :
حتى يرجع الميت حياً ، ويعود اللاشئ شياً ..
( الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 375 . )
وقالوا عنه : إن إيمانه بملة إبراهيم ، دفعه إلى تحريم الخمر على نفسه (ابن حبيب : المحبر ، 329 .)
وفي ذلك يقول :
أن أشـــــــرب الخمر للذتها
وأن أدعها فإني ماقت قال
لولا اللذاذة و الفتيان لم أرها
ولا رأتني إلا من مدي الغال
سئالة للفتي ما ليـس يمـلكه
ذهابه بعقول القوم و المال
مــــورثة القوم أضغانا بلا إحن
مــزرية بالفتي ذي النجدة العال
أقسمت بالله أسقيها وأشربها
حتى يفرق ترب القبر أوصالى
(الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 276 .)
المتلمس بن أمية الكناني
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومنهم ( المتلمس بن أمية الكناني ) الذي كان يخطب في فناء الكعبة منادياً بنبذ الفرقة القبلية عن سبيل نبذ الأوثان ، والاتجاه إلى رب كعبة مكة ، وكان يقول لهم :
" إنكم تفردتم بآلهة شتي ،
وإني لأعلم ما الله راض به ،
وإن الله رب هذه الآلهة ،
وإنه ليحب أن يعبد وحده
(الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 276) .
عديّ بن زيد:
جاء فى ( الشريعة الإسلامية,بحث في الموروث التشريعي للجزيرة العربية قبل الإسلام )
من شعراء البلاط في الجاهلية؟ وله قصيدة نظمها في معاتبة النعمان على حبسه يقول في بيت منها:
سعى الأعداء لا يألون شراً
عليك ورب مكة والصليب
ولعله يبدو غريباً أن يقسم شاعر مسيحي بالكعبة قبل الإسلام وهي مجمع الأوثان والأصنام, ولكن ما أوردناه سالفاً من تحول بعض أحياء مكة للمسيحية؟ ووجود صور مسيحية داخل الكعبة (صورة مريم وابنها )؟ قد جعل المسيحيين يقدسونها ويعظمونها,
ولعدي أيضاً أبيات يذكر فيها بدء الخليقة كما وردت في سفر التكوين يقول فيها:
اِسمع حديثاً لكي يوماً تجاوبه -- عن ظهر غيب إذا ما سائل سألا
أن كيف أبدى إله الخلق -- نعمته فينا وعرفنا آياته الأولاد
كانت رياحاً وماءً ذا عراثية -- وظلمة لم يدع فتقاً ولا خللا
فأمر الظلمة السوداء فانكشفت -- وعزل الماء عما كان قد شغلا
وبسط الأرض بسطا ثم قدرها -- تحت السماء سواءً مثل مع فعلا
(جواد علي - المفصل - ج 6 ص 668)
خالد بن سنان
جاء فى ( الشريعة الإسلامية,بحث في الموروث التشريعي للجزيرة العربية قبل الإسلام )
خالد بن سنان العبسي:
كان مقراً بتوحيد الربوبية والألوهية؟ ناهجاً منهج الملة الحنيفية؟ وكثير من الناس ذهب إلى أنه كان نبياً؟ وجاء في الحديث: ذاك نبي ضيعه قومه
ويذكر البغدادي خبر قدوم ابنة خالد إلى النبي فسمعته يقرأ قل هو الله أحد فقالت: كان أبي يقرأ هذا (بلوغ الأرب للبغدادي 2:278),
ويذكر المسعودي: أن ناراً ظهرت في العرب؟ فافتتنوا بها؟ وكانت تنتقل؟ كادت العرب تتمجس وتغلب عليها المجوسية؟ فأخذ خالد بن سنان هراوة وشد عليها وهو يقول:
بدا بدا؟ كلٌّ هدى؟ مؤدٍّ إلى الله الأعلى؟ لأدخلنها وهي تتلظى؟ ولأخرجن منها وثيابي تتندى
فأطفأها,
فلما حضرت خالد الوفاة قال لإخوته:
إذا دفنت فإنه ستجيئ عانة من حمير يَفْذُمُها عيرٌ أبتر؟ فيضرب قبري بحافره؟ فإذا رأيتم ذلك فانبشوا عني فإنني سأخرج إليكم؟ فأخبركم بجميع ما هو كائن
فلما مات ودفنوه رأوا ما قال؟ فأرادوا أن يخرجوه؟ فكره ذلك بعضهم وقالوا: نخاف أن تسبنا العرب بأنا نبشنا ميتاً لنا (مروج الذهب - 1:67),
ويذكر ابن كثير عن ابن عباس؟ قال: جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي؟ فبسط لها ثوبه وقال بنت نبي ضيعه قومه (السيرة النبوية - ابن كثير - 1:104), ومن غير المعروف لنا أي شي أكثر مما ذكرناه عن خالد؟ ولا عن نبوته التي أضاعها قومه؟ حيث لا تحوي كتب التراث الإسلامي أي شيء عنه؟ وكما أضاعه قومه نبوته؟ أضاع أهل التأريخ ما يتعلق بسيرته,
وجاء فى كنز العمال – حرف الفاء
بنت خالد بن سنان من الإكمال
34429- مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه.
(المسعودي في مروج الذهب - عن عكرمة عن ابن عباس، قال: وردت ابنة خالد بن سنان على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاها بخير وأكرمها وقال - فذكره، عبد الرزاق في أماليه عن سعيد بن جبير مرسلا ورجاله ثقات). (خالد بن سنان بن غيث، ليست له صحبة ولا أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: نبي ضيعه قومه...) أتت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ: قل هو الله أحد) فقالت: كان أبي يقول هذا
راجع أسد الغابة لابن الأثير (2/99) وهكذا ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/296) وتوسع ابن حجر في الاصابة عند ترجمة: خالد بن سنان
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=137&CID=426
مسيلمة بن حبيب ( مسيلمة الكذاب كما اطلق عليه المسلمون )
يقول مسيلمة :
والمبذرات زرعا
والحاصدات حصدا
والذاريات قمحا
والطاحنات طحنا
والخابزات خبزا
والثاردات ثردا
واللاقامات لقما
إهالة وسمنا
لقد فضلتم على أهل الوبر
وما سبقكم أهل المدر
ريفكم فامنعوه
والمعتر فآووه
والباغي فناوئوه
كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبرى ج 2 ص 276
قارن سجع مسيلمة بهذه الايات القرآنية بسورة النازعات:
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)
سمع الله لمن سمع
وأطمعه بالخير إذ طمع
ولا زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع
رآكم ربكم فحياكم ومن وحشة خلاكم ويوم دينه أنجاكم فأحياكم
علينا من صلوات معشر أبرار لا أشقياء ولا فجار
يقومون الليل ويصومون النهار لربكم الكبار رب الغيوم والأمطار
وقال أيضا
لما رأيت وجوههم حسنت وأبشارهم صفت وأيديهم طفلت قلت لهم
لا النساء تأتون ولا الخمر تشربون
ولكنكم معشر أبرار تصومون يوما وتكلفون يوما
فسبحان الله إذا جاءت الحياة كيف تحيون وإلى ملك السماء ترقون
فلو أنها حبة خردلة لقام عليها شهيد يعلم ما في الصدور ولأكثر الناس فيها الثبور
وقال
ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشى
كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبرى ج 2 ص 270-271
وقارن اسلوب القرآن :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
و قال
أوحي إلي أن الله خلق النساء أفراجا وجعل الرجال لهن أزواجا
فنولج فيهن قعسا إيلاجا
ثم نخرجها إذا نشاء إخراجا
فينتجن لنا سخالا إنتاجا
كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبرى ج 2 ص 270-271
والليل الأطحم والذئب الأدلم والجذع الأزلم ما انتهكت أسيد من محرم
والليل الدامس والذئب الهامس ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس
وكان يقول
يا ضفدع ابنة ضفدع نقي ما تنقين
أعلاك في الماء وأسفلك في الطين
لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين
كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبرى ج 2 ص 276
وقال
إ نا أعطيناك الجواهر فصل لربك وهاجر إن مبغضك رجل فاجر
انا أعطيناك الكواثر فصل لربك وبادر في الليالي الغوادر واحذر أن تحرص أو تكاثر..
( قارن : انَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ 1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ 2 إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ 3 (سورة الكوثر)
والشمس وضحاها في ضوئها وجلاها والليل إذا عداها يطلبها ليغشاها
فأدركها حتى أتاها وأطفأ نورها ومحاها.
( قارن : وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا 1 وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا 2 وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا 3 وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا 4 (سورة الشمس)
( نقلا عن كتاب المجهول فى حياة الرسول قصل : بعض ما وصل الينا من كلام مسيلمة ويذكر ان مصدره نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري باب ذكر خبر تميم وأمر سجاح , لكنه لم يحدد الصفحات المقتبس منها )
سواح
المصدر: شبكة اللادينيين العرب
====================
مواضيع ذات علاقة:
فهرس مقالات شبكة اللادينيين العرب في المدونة
1 تعليق(ات):
الشاعر لبيد بن ربيعه العامري وقد عاصر هذا الشاعر النبي محمد وبعد وفاة الشاعر لبيد بن ربيعه العامري جاءت بنت الشاعر الى النبي محمد وقالت له ويحك يامحمد لقدسرقت شعرا من ابي
إرسال تعليق