يطلب منا القرآن أن نتدبر في آياته لنرى إذا كان فيها اختلافا كثيرا وإن كان هذا إقرارا منه بأن هناك اختلافات ولكن ليست كثيرة ولكن لا يهم هذا الأمر في هذا السياق. وكما سترون في الآيات المتعلقة بنحل العسل وعسل النحل يقول إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون. وأنا لن أفعل غير أن أتفكر وأتدبر في هذه الآيات للتعرف بكل حيادية إذا ما كانت هذه الآيات من عند إله عليم خبير أم من قول بشر محدود المعرفة وللقارئ الحكم بنفسه على تأملاتي وما إذا كنت محايدا أم أفتري على الله.
الآيات كما وردت في سورة النحل
{68} وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
{69} ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وبعد تدبري في تلك الآيات أشارككم ما وصلت إليه
1) } وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ
هنا لا اعرف لماذا تخصيص النحل بالوحي الإلهي وهل يمكن القول بان الله أوحى إلى الأرانب لتسكن الجحور لنأكل منها لحما طريا وإلى البقر لتأكل العشب لنأكل منها لحما شهيا؟ أنا لا استهزئ ولا أمزح ولكن لا أعرف سبب تخصيص النحل بالوحي
2) اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
إذا تركنا النحل المهجن الذي يربيه الإنسان جانبا فالنحل يقوم ببناء مساكنه بنفسه في الأماكن التي يراها توفر له حماية سواء بين جذوع الأشجار أو بين الصخور أو في مكان مهجور أو يبدوا خفيا. ولهذا لا أرى الدقة في القول اتخذي من الجبال بيوتا أو من الشجر فالنحل يصنع بيوته بنفسه كما إن موطن النحل الأصلي كما هو معروف علميا هو الغابات الأفريقية الكثيفة في المناطق الاستوائية ومنها انتشر إلى جميع أنحاء العالم بالتهجين وكما هو معروف أن النحل لابد أن يعيش في منطقة مزدهرة بالأزهار للحصول على الرحيق المطلوب لصناعة العسل.
3) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
هل يأكل النحل من كل الثمرات ولا حتى من بعض الثمرات إطلاقا؟ – نحل العسل يتغذى إما على الرحيق أو العسل أو حبوب اللقاح أو خليط من العسل وحبوب اللقاح المهضومة والنحلة الواحدة لا تتغذى على هذا كله ولكن حسب وظيفتها في مستعمرة النحل ولكن بشكل عام كل أفراد الخلية يأكلون من عسلهم في مرحلة ما. أما القول بان النحل يأكل من الثمرات أو حتى من بعض الثمرات فهذا بعيد عن الحقيقة ولم يكتفى بالقول حتى من بعض الثمرات وهذه خطأ أيضا ولكنه قال انه يأكل من كل الثمرات وهذا غير صحيح كما ترون
4) يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
وهنا أيضا مستغرب فهل يخرج العسل من بطونهم؟ سأشرح لكم كيف يقوم النحل بصناعة العسل ولنرَ إذا كان يخرج من بطونهم أم لا
ما يعرف بالشغالات في نحل العسل لهم تخصصات فيما يقومون به في صناعة العسل على النحو التالي:
- تقوم شغالة جمع الرحيق بالتجول في الأزهار لسحب الرحيق بخرطومها وتخزينه في معدة الرحيق (وهي معدة منفصلة عن معدة الهضم وهي مجرد مخزن لجمع الرحيق)
- عندما تعود إلى الخلية تستقبلها شغالة اخرى وتضع خرطومها في معدة الرحيق لشفطه ثم تحتفظ به في فمها حوالى 20 دقيقة حتى يختلط بالإنزيمات الهاضمة لتحليل السكريات المعقدة في الرحيق إلى سكريات بسيطة ثم تقوم بتفريغه في عيون صنع العسل
- تقوم أنواع اخرى من الشغالات بالسهر على الرحيق حيث ترفرف بأجنحتها لتبخير الرطوبة منه حتى يتحول في النهاية إلى عسل (عملية إنضاج)
إذاً كما نرى لا يخرج العسل من بطون النحل وحتى لو جاز أن نعتبر أن معدة الرحيق والتي يتم فيها جمع الرحيق من الأزهار على أنها المعدة التي يخرج منها العسل فلن يصح لأن الذي يخرج منها هو الرحيق وليس العسل وهما شيئان مختلفان تماما (نسبة الرطوبة في الرحيق 80 % وفي العسل 20 %) فضلا عن أن هذه المعدة مجرد مخزن أو وعاء لجمع الرحيق. وكما أن عملية الهضم الجزئي تتم في فم حشرة اخرى غير التي جمعت الرحيق
5) فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ
- هناك اعتقاد شائع في كثير من الحضارات القديمة وليس في الإسلام فقط أن العسل يشفي من بعض الأمراض فان صح هذا فليس في الأمر أي إعجاز قراني. فقد كان هذا الاعتقاد شائعا في الصين والهند وبلاد المايا
- من الناحية الغذائية لا توجد أي خصوصية إطلاقا لعسل النحل فكل ما يحتويه من بعض العناصر المعدنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة توجد في كثير جدا من المواد الغذائية التي نتناولها يوميا. فلن نخسر أي شيء بعدم تناول عسل النحل فهو مجرد محلٍّ طبيعي يفضله البعض عن السكر.
- القول أنه (فيه شفاء للناس) كلام مطاط ولا يسمن ولا يغني من جوع وتذكرني بقرار مجلس الأمن الخاص بانسحاب إسرائيل من أراض عربية محتلة. فهو كلام عام ولم يحدد شفاءً من أي مرض ولم يقل كل الأمراض ولا لكل الناس. قياسا على هذا أنا أستطيع أن أقول إن الثوم فيه شفاء للناس أو البصل فيه شفاء للناس أو الزيتون فيه شفاء للناس أو الزنجبيل فيه شفاء للناس أو حتى القهوة فيها شفاء للناس ويمكنني اسمي قائمة كبيرة جدا من الأعشاب الطبية
- بحثت في كثير من قواعد البيانات الخاصة بالدوريات العلمية ولم أجد دراسة إكلينيكية واحدة تثبت أن العسل فيه شفاء للناس من أي مرض محدد. والعسل ليس دواءً وغير مصنف تحت خانة الأدوية في هيئة الأغذية والعقاقير الأمريكية وسأعرض ما وجدته
- تشير بعض الدراسات أن العسل قد يساعد في سرعة التئام الجروح عند استخدامه مع الضمادات وهذا لم يثبت قطعيا ولكن هناك بعض الدراسات التي ترجح ذلك والسبب هو أن العسل يحتوي على بعض المضادات الميكروبية (وهذا ليس قاصرا على العسل فالزنجبيل مثلا أغنى منه بكثير في ذلك)
- تشير بعض الدراسات أن العسل قد يخفف من أعراض الكحة واحتقان الزور وليس هناك دليل قاطع
- تشير بعض الدراسات إلى أن تناول العسل الخام قد يخفف من أعراض حساسية حبوب اللقاح ولكن قد تعاني من خطر الحساسية المفرطة تفوق تخفيف الحساسية المحتمل.
أما عن المخاطر الصحية لعسل النحل والتي لا يعرفها الكثيرون في العالم العربي فأهمها الآتي:
1- التسمم البوتيليني - كل عبوات عسل النحل التي تباع في الدول الاوربية تكتب عليها عبارة أن لا يسمح بتناول العسل للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا. لماذا؟ لان العسل يحتوي على جراثيم بكتريا الكلوسترديوم والتي قد تنمو في أمعاء الطفل وتسبب مضاعفات مختلفة وقد تؤدي إلى الموت.
فهل حذرنا الله من هذا عندما قال إن فيه شفاء للناس. وكيف ينسى أن يحذرنا من هذا الخطر لا في آية ولا حتى أوحى إلى نبيه بحديث؟
2- تسمم العسل – هناك أنواع من العسل سامة وتسبب في أعراض منها الدوخة والضعف والتعرق المفرط، وانخفاض ضغط الدم والغثيان ، والتقيؤ بعد فترة وجيزة من تناول العسل السامة. ولكن لا مشكلة مع العسل المنتج تجاريا لان ذلك يحدث إذا تناول الإنسان العسل الذي ينتجه النحل الذي يتغذى على أنواع معينة من الزهور مثل oleanders, rhododendrons, mountain laurels, sheep laurel, and azaleas
فهل حذرنا الله من تناول تلك الأنواع من العسل التي قد يأكلها المسلم بدون تردد إذا وجد عسلا ما في البرية؟ كان من الممكن أن يقول (في [بعضه] شفاء للناس وبعضه ضار) أليس هكذا تعطى المعلومات العلمية؟
6) أما في الأحاديث فإننا نجد أدلة على أن العسل ليس فيه شفاء للناس عكس ما يعتقد واليكم الحديث التالي في صحيح مسلم:
عن أبي سعيد الخدري. قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسقه عسلا" فسقاه. ثم جاءه فقال: إني سقينه عسلا فلم يزده إلا استطلاقا. فقال له ثلاث مرات. ثم جاء الرابعة فقال "اسقه عسلا" فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدق الله. وكذب بطن أخيك" فسقاه فبرأ.
ثلاث مرات يسقي الرجل أخاه عسلا وفى كل مرة يعود للرسول ولم يشفى وفى الرابعة قد شفي. فإما أن عامل الوقت هو الحاسم وقد ذهبت أعراض آلام البطن مع الوقت أو أن الرجل أصابه الإحباط وقال للرسول انه قد شفى وأراح نفسه. وكيف يقول الرسول له قد صدق الله وكذب بطن أخيك أو ليس من الصواب مثلا أن يقول له اسقيه أربع مرات على مراحل أو اسقيه وانتظر عدة ساعات على فرض أن الرجل شفي بالعسل بدلا من أن يتعب الرجل ذهابا وإيابا؟ أما حكاية صدق الله وكذب بطن أخيك لا تختلف عن حكاية العلبة دي فيها فيل
عموما جرب بنفسك عزيزي القارئ وتناول العسل كلما أوجعك بطنك وان شفيت فبلغني.
7) من فوائد النحل الهامة جدا جدا جدا والتي أغفلتها الآيات لعدم علم المؤلف بها هي أن النحل يقوم بعملية تلقيح دون أن يقصد أثناء محاولة جمع الرحيق بالتنقل من بين زهرة إلى اخرى حيث تزور النحلة الواحدة من 50 إلى 100 زهرة في اليوم فهذه معلومة تستحق الذكر وفيها فعلا آيات لقوم يعلمون
إذا خلاصة ما تدبرته أن النحل لا يتخذ من الجبال بيوتا ولا يأكل لا من كل الثمرات ولا من بعضها ولا يخرج من بطونه شراب ولا في شرابه شفاء للناس بل أحيانا فيه أخطار. ويطالبنا الله بالتدبر وها أنا قد تدبرت ووجدت أن هذه الآيات بعيدة عن الحقيقة ومن كان له رأي آخر فلا مانع لدي من سماعه والرضوخ إليه إن كان مقنعا
الكاتب: سيد سعيد المنشاوي
المصدر: الحوار المتمدن
المراجع
1) Beekeeping Basics
Pennsylvania State University 2004
Produced by Information and Communication Technologies in the College of Agricultural Sciences
2) Beekeeping in California
Eric C. Mussen, Extension Apiculturist, University of California
3) Beekeeping For All
Translated from the original French version of L Apiculture Pour Tous (12th edition)1 by Patricia and David Heaf. Sixth electronic English edition thoroughly revised February 2010.
4) Honey bee, Wikipedia Article
الآيات كما وردت في سورة النحل
{68} وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
{69} ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وبعد تدبري في تلك الآيات أشارككم ما وصلت إليه
1) } وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ
هنا لا اعرف لماذا تخصيص النحل بالوحي الإلهي وهل يمكن القول بان الله أوحى إلى الأرانب لتسكن الجحور لنأكل منها لحما طريا وإلى البقر لتأكل العشب لنأكل منها لحما شهيا؟ أنا لا استهزئ ولا أمزح ولكن لا أعرف سبب تخصيص النحل بالوحي
2) اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
إذا تركنا النحل المهجن الذي يربيه الإنسان جانبا فالنحل يقوم ببناء مساكنه بنفسه في الأماكن التي يراها توفر له حماية سواء بين جذوع الأشجار أو بين الصخور أو في مكان مهجور أو يبدوا خفيا. ولهذا لا أرى الدقة في القول اتخذي من الجبال بيوتا أو من الشجر فالنحل يصنع بيوته بنفسه كما إن موطن النحل الأصلي كما هو معروف علميا هو الغابات الأفريقية الكثيفة في المناطق الاستوائية ومنها انتشر إلى جميع أنحاء العالم بالتهجين وكما هو معروف أن النحل لابد أن يعيش في منطقة مزدهرة بالأزهار للحصول على الرحيق المطلوب لصناعة العسل.
3) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
هل يأكل النحل من كل الثمرات ولا حتى من بعض الثمرات إطلاقا؟ – نحل العسل يتغذى إما على الرحيق أو العسل أو حبوب اللقاح أو خليط من العسل وحبوب اللقاح المهضومة والنحلة الواحدة لا تتغذى على هذا كله ولكن حسب وظيفتها في مستعمرة النحل ولكن بشكل عام كل أفراد الخلية يأكلون من عسلهم في مرحلة ما. أما القول بان النحل يأكل من الثمرات أو حتى من بعض الثمرات فهذا بعيد عن الحقيقة ولم يكتفى بالقول حتى من بعض الثمرات وهذه خطأ أيضا ولكنه قال انه يأكل من كل الثمرات وهذا غير صحيح كما ترون
4) يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
وهنا أيضا مستغرب فهل يخرج العسل من بطونهم؟ سأشرح لكم كيف يقوم النحل بصناعة العسل ولنرَ إذا كان يخرج من بطونهم أم لا
ما يعرف بالشغالات في نحل العسل لهم تخصصات فيما يقومون به في صناعة العسل على النحو التالي:
- تقوم شغالة جمع الرحيق بالتجول في الأزهار لسحب الرحيق بخرطومها وتخزينه في معدة الرحيق (وهي معدة منفصلة عن معدة الهضم وهي مجرد مخزن لجمع الرحيق)
- عندما تعود إلى الخلية تستقبلها شغالة اخرى وتضع خرطومها في معدة الرحيق لشفطه ثم تحتفظ به في فمها حوالى 20 دقيقة حتى يختلط بالإنزيمات الهاضمة لتحليل السكريات المعقدة في الرحيق إلى سكريات بسيطة ثم تقوم بتفريغه في عيون صنع العسل
- تقوم أنواع اخرى من الشغالات بالسهر على الرحيق حيث ترفرف بأجنحتها لتبخير الرطوبة منه حتى يتحول في النهاية إلى عسل (عملية إنضاج)
إذاً كما نرى لا يخرج العسل من بطون النحل وحتى لو جاز أن نعتبر أن معدة الرحيق والتي يتم فيها جمع الرحيق من الأزهار على أنها المعدة التي يخرج منها العسل فلن يصح لأن الذي يخرج منها هو الرحيق وليس العسل وهما شيئان مختلفان تماما (نسبة الرطوبة في الرحيق 80 % وفي العسل 20 %) فضلا عن أن هذه المعدة مجرد مخزن أو وعاء لجمع الرحيق. وكما أن عملية الهضم الجزئي تتم في فم حشرة اخرى غير التي جمعت الرحيق
5) فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ
- هناك اعتقاد شائع في كثير من الحضارات القديمة وليس في الإسلام فقط أن العسل يشفي من بعض الأمراض فان صح هذا فليس في الأمر أي إعجاز قراني. فقد كان هذا الاعتقاد شائعا في الصين والهند وبلاد المايا
- من الناحية الغذائية لا توجد أي خصوصية إطلاقا لعسل النحل فكل ما يحتويه من بعض العناصر المعدنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة توجد في كثير جدا من المواد الغذائية التي نتناولها يوميا. فلن نخسر أي شيء بعدم تناول عسل النحل فهو مجرد محلٍّ طبيعي يفضله البعض عن السكر.
- القول أنه (فيه شفاء للناس) كلام مطاط ولا يسمن ولا يغني من جوع وتذكرني بقرار مجلس الأمن الخاص بانسحاب إسرائيل من أراض عربية محتلة. فهو كلام عام ولم يحدد شفاءً من أي مرض ولم يقل كل الأمراض ولا لكل الناس. قياسا على هذا أنا أستطيع أن أقول إن الثوم فيه شفاء للناس أو البصل فيه شفاء للناس أو الزيتون فيه شفاء للناس أو الزنجبيل فيه شفاء للناس أو حتى القهوة فيها شفاء للناس ويمكنني اسمي قائمة كبيرة جدا من الأعشاب الطبية
- بحثت في كثير من قواعد البيانات الخاصة بالدوريات العلمية ولم أجد دراسة إكلينيكية واحدة تثبت أن العسل فيه شفاء للناس من أي مرض محدد. والعسل ليس دواءً وغير مصنف تحت خانة الأدوية في هيئة الأغذية والعقاقير الأمريكية وسأعرض ما وجدته
- تشير بعض الدراسات أن العسل قد يساعد في سرعة التئام الجروح عند استخدامه مع الضمادات وهذا لم يثبت قطعيا ولكن هناك بعض الدراسات التي ترجح ذلك والسبب هو أن العسل يحتوي على بعض المضادات الميكروبية (وهذا ليس قاصرا على العسل فالزنجبيل مثلا أغنى منه بكثير في ذلك)
- تشير بعض الدراسات أن العسل قد يخفف من أعراض الكحة واحتقان الزور وليس هناك دليل قاطع
- تشير بعض الدراسات إلى أن تناول العسل الخام قد يخفف من أعراض حساسية حبوب اللقاح ولكن قد تعاني من خطر الحساسية المفرطة تفوق تخفيف الحساسية المحتمل.
أما عن المخاطر الصحية لعسل النحل والتي لا يعرفها الكثيرون في العالم العربي فأهمها الآتي:
1- التسمم البوتيليني - كل عبوات عسل النحل التي تباع في الدول الاوربية تكتب عليها عبارة أن لا يسمح بتناول العسل للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا. لماذا؟ لان العسل يحتوي على جراثيم بكتريا الكلوسترديوم والتي قد تنمو في أمعاء الطفل وتسبب مضاعفات مختلفة وقد تؤدي إلى الموت.
فهل حذرنا الله من هذا عندما قال إن فيه شفاء للناس. وكيف ينسى أن يحذرنا من هذا الخطر لا في آية ولا حتى أوحى إلى نبيه بحديث؟
2- تسمم العسل – هناك أنواع من العسل سامة وتسبب في أعراض منها الدوخة والضعف والتعرق المفرط، وانخفاض ضغط الدم والغثيان ، والتقيؤ بعد فترة وجيزة من تناول العسل السامة. ولكن لا مشكلة مع العسل المنتج تجاريا لان ذلك يحدث إذا تناول الإنسان العسل الذي ينتجه النحل الذي يتغذى على أنواع معينة من الزهور مثل oleanders, rhododendrons, mountain laurels, sheep laurel, and azaleas
فهل حذرنا الله من تناول تلك الأنواع من العسل التي قد يأكلها المسلم بدون تردد إذا وجد عسلا ما في البرية؟ كان من الممكن أن يقول (في [بعضه] شفاء للناس وبعضه ضار) أليس هكذا تعطى المعلومات العلمية؟
6) أما في الأحاديث فإننا نجد أدلة على أن العسل ليس فيه شفاء للناس عكس ما يعتقد واليكم الحديث التالي في صحيح مسلم:
عن أبي سعيد الخدري. قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسقه عسلا" فسقاه. ثم جاءه فقال: إني سقينه عسلا فلم يزده إلا استطلاقا. فقال له ثلاث مرات. ثم جاء الرابعة فقال "اسقه عسلا" فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدق الله. وكذب بطن أخيك" فسقاه فبرأ.
ثلاث مرات يسقي الرجل أخاه عسلا وفى كل مرة يعود للرسول ولم يشفى وفى الرابعة قد شفي. فإما أن عامل الوقت هو الحاسم وقد ذهبت أعراض آلام البطن مع الوقت أو أن الرجل أصابه الإحباط وقال للرسول انه قد شفى وأراح نفسه. وكيف يقول الرسول له قد صدق الله وكذب بطن أخيك أو ليس من الصواب مثلا أن يقول له اسقيه أربع مرات على مراحل أو اسقيه وانتظر عدة ساعات على فرض أن الرجل شفي بالعسل بدلا من أن يتعب الرجل ذهابا وإيابا؟ أما حكاية صدق الله وكذب بطن أخيك لا تختلف عن حكاية العلبة دي فيها فيل
عموما جرب بنفسك عزيزي القارئ وتناول العسل كلما أوجعك بطنك وان شفيت فبلغني.
7) من فوائد النحل الهامة جدا جدا جدا والتي أغفلتها الآيات لعدم علم المؤلف بها هي أن النحل يقوم بعملية تلقيح دون أن يقصد أثناء محاولة جمع الرحيق بالتنقل من بين زهرة إلى اخرى حيث تزور النحلة الواحدة من 50 إلى 100 زهرة في اليوم فهذه معلومة تستحق الذكر وفيها فعلا آيات لقوم يعلمون
إذا خلاصة ما تدبرته أن النحل لا يتخذ من الجبال بيوتا ولا يأكل لا من كل الثمرات ولا من بعضها ولا يخرج من بطونه شراب ولا في شرابه شفاء للناس بل أحيانا فيه أخطار. ويطالبنا الله بالتدبر وها أنا قد تدبرت ووجدت أن هذه الآيات بعيدة عن الحقيقة ومن كان له رأي آخر فلا مانع لدي من سماعه والرضوخ إليه إن كان مقنعا
الكاتب: سيد سعيد المنشاوي
المصدر: الحوار المتمدن
المراجع
1) Beekeeping Basics
Pennsylvania State University 2004
Produced by Information and Communication Technologies in the College of Agricultural Sciences
2) Beekeeping in California
Eric C. Mussen, Extension Apiculturist, University of California
3) Beekeeping For All
Translated from the original French version of L Apiculture Pour Tous (12th edition)1 by Patricia and David Heaf. Sixth electronic English edition thoroughly revised February 2010.
4) Honey bee, Wikipedia Article
34 تعليق(ات):
how 2 contact u .pls contact me .medoz80@hot or 0128577003
ya 3iny 3lik ya abo elmfhomia.hhhhhhhhh .good man
من أقوال المفسرين
في تفسير قوله( تعالي):
وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون*
(النحل:68).
* ذكر ابن كثير يرحمه الله ما مختصره: المراد بالوحي هنا( الإلهام) والهداية والإرشاد للنحل, أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي إليها, ومن الشجر ومما يعرشون.
* وجاء في الظلال( رحم الله كاتبها برحمته الواسعة) ما نصه:
والنحل تعمل بإلهام من الفطرة التي أودعها إياها الخالق, فهو لون من الوحي تعمل بمقتضاه, وهي تعمل بدقة عجيبة يعجز عن مثلها العقل المفكر سواء في بناء خلاياها, أو في تقسيم العمل بينها, أو في طريقة إفرازها للعسل المصفي. وهي تتخذ بيوتها ـ حسب فطرتها ـ في الجبال والشجر ومما يعرشون أي مايرفعون من الكروم وغيرها...
* وجاء في بقية التفاسير كلام مشابه لا أري حاجة لإعادته هنا.
من الدلالات العلمية للآية
أولا: في قوله( تعالي): وأوحي ربك إلي النحل*...:
واضح من هذه الآية الكريمة أن النحل المقصود هنا هو نحل العسل بدليل قوله( تعالي) في الآية التي تليها:... يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس...
و(الواو) حرف عطف لايدل علي الترتيب, وقد تكون بمعني( مع) لما بينهما من المناسبة لأن( مع) تعني المصاحبة, وواضح الأمر هنا أنها للجمع بين الشيئين دون الترتيب, فبعد أن ذكر الله( تعالي) عددا من دلائل قدرته في إبداع خلقه ومنها إخراج اللبن إلي ضروع الأنعام من بين فرث ودم, وإخراج الرزق الحسن من ثمرات النخيل والأعناب( وإن أساء بعض الناس استخدامه), ذكر ربنا( تبارك وتعالي) في هذه الآية الكريمة قدرته البالغة في الإيحاء إلي الشغالات من نحل العسل أن تتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون, ثم أن تأكل من كل الثمرات وتسلك سبل الله المذللة لها, وأن تخرج من بطونها ذلك الشراب المختلف الألوان الذي فيه شفاء للناس, ولذلك جاء الخطاب في هذه الآيات موجها إلي أنثي عسل النحل( من الشغالات) لأنها هي التي تبني البيوت, وهي التي تطير إلي عشرات الكيلو مترات لتجمع رحيق الأزهار وحبوب اللقاح من العديد من النباتات المزهرة, وهي التي أعطاها الله( تعالي) القدرة علي إنتاج ذلك الشراب المعروف إجمالا باسم عسل النحل.
والفعل( أوحي) هنا من معانيه الإلهام والتسخير, ومن معاني الوحي الإلقاء بالأمر أو بالخبر في خفاء وسرعة, والوحي من الله( تعالي) إلي نحل العسل قد يكون نوعا من الإلهام الفطري الغريزي الذي زرعه الله( تعالي) في جبلتها أو في الشفرة الوراثية الخاصة بنوعها, أو ألقاه في روعها بعلمه, وحكمته, وقدرته وكلا الأمرين يشي بشيء من الغرائز الفطرية لدي نحل العسل تعطيه قدرا من الذكاء, والوعي, والإدراك, والشعور, والإحساس الذي يمكنه من تمييز الأشياء, والأماكن, والاتجاهات, والأوقات, كما يمكنه من تنظيم, وترتيب, وضبط حياته الاجتماعية بعدد من القواعد الدقيقة التي وهبه الله( تعالي) إياها.
وهذا العلم الوهبي الذي من الله( سبحانه وتعالي) به علي نحل العسل, لم يحرم منه أيا من مخلوقاته التي وهب كل أمة منها قدرا منه يتفاوت بتفاوت الدور المخطط لها في هذه الحياة, وفي الحدود التي خططها لها الله( سبحانه) بعلمه وحكمته وقدرته.
وقد تعرف علماء الحشرات علي أكثر من12000 نوع من أنواع النحل, منها حوالي600 نوع يحيون حياة جماعية في مستعمرات متباينة الأحجام, والباقي يحيون حياة فردية.
ونحل العسل المقصود في الآية القرآنية الكريمة التي نحن بصددها يحيا في جماعات منظمة تنظيما دقيقا للغاية, ولذلك جاء اسم السورة الكريمة بصيغة الجمع( النحل), وجاءت الإشارة في الآيتين الكريمتين المتعلقتين بهذه الحشرة المباركة بصيغة الجمع أيضا حيث يقول ربنا( تبارك وتعالي):
وأوحي ربك إلي النحل....*
ويتراوح عدد الأفراد في خلية نحل العسل سنويا من40000 إلي80000 شغالة من إناث النحل العاقرات( العواقد), وحوالي المائتين من ذكور النحل, وملكة واحدة تبيض حوالي1500 بيضة في اليوم, ومايلقح من هذا البيض ينتج إناثا وملكات, ومالا يلقح ينتج الذكور. ووظيفة ذكر النحل منحصرة في إخصاب الملكة, بينما تقوم شغالات النحل العقيمة بجميع أعمال الخلية. والملكة تمثل أكبر الأحجام في الخلية, يليها في الحجم الذكور, ثم الشغالات.
وتتمثل دورة حياة نحل العسل في المراحل الأربع التي تتحرك فيها من طور البيضة إلي طور اليرقة, إلي طور العذراء, ثم إلي طور الحشرة الكاملة.
وواضح الأمر ان النحل المقصود في الآية الكريمة التي نحن بصددها هو نحل العسل, ويوجد منه أربعة أصناف هي كما يلي:
(1) النحل الكبير(Apisdorsata).
(2) النحل الصغير(ApisFlorea)
(3) النحل الهندي( الشرقي)(Apiscerana)
(4) النحل الغربي(Apismelifera)
والأصناف الثلاثة الأولي لاتزال تحيا حياة برية في العديد من دول جنوب شرق آسيا, والرابع هو الصنف المستأنس والمنتشر في غالبية دول عالم اليوم, ولذلك فهو أهم هذه الأنواع الأربعة.
ونحل العسل لايستطيع العيش إلا في جماعات منظمة تنظيما دقيقا, فإذا انعزلت إحداها عن جماعتها لسبب من الأسباب فعليها أن تنضم إلي جماعة أخري من صنفها إذا قبلتها أو أن تموت.
وجاء التعبير عن وحي الله( تعالي) إلي النحل بصيغة الماضي( وأوحي ربك إلي النحل) لأن ذلك يشمل الزمن كله من الماضي إلي الحاضر والمستقبل.
وذلك لأن الزمن الذي يحد المخلوقين بحدود آجالهم, كما يحد أقوالهم وأفعالهم في حياتهم, هذا الزمن نفسه هو من خلق الله( تعالي), والمخلوق لايحد خالقه أبدا, وعلي ذلك فإن الزمن لايحد الله( جل جلاله), ولا يحد أفعاله وأوامره وفي ذلك يقول ربنا( تبارك وتعالي):
... ويوم يقول كن فيكون قوله الحق....*
(الأنعام:73)
ويقول( عز من قائل):
إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون*
(النحل:40)
ويقول( جل جلاله):
... سبحانه إذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون*
(مريم:35).
ويقول( سبحانه وتعالي):
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون*
( يس:82).
ويقول( عز من قائل):
... فإذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون*
(غافر:68).
وانطلاقا من ذلك فإن كلا من الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة إلي الله( تعالي) هو حاضر, لأن الله( تعالي) فوق الكون بأماكنه, وأزمنته, ومختلف صور المادة الطاقة فية ومرجعية كل شيء في الكون ومرجعية الكون كله إليه( سبحانه وتعالي).
بالإضافة إلي ذلك فإن أقدم أثر للنحل في صخور القشرة الأرضية يرجع إلي أكثر من مائة وخمسين مليونا من السنين, وأمر الله( تعالي) إلي النحل, وإلهامه إياه بهذا السلوك المنظم الدقيق قد غرسه أو غرزه ربنا( تبارك وتعالي) في جبلة نحل العسل( أي في شفرته الوراثية) منذ الخلق الأول لأمة النحل, وجعل ذلك جزءا من فطرتها التي فطرها الله( تعالي) عليها, ولذلك تعرف باسم الفطرة أو الغريزة, ولما كان ذلك قد تم منذ أكثر من مائة وخمسين مليونا من السنين فهو بالنسبة لنا يرجع إلي ماض بعيد جدا.
ولما كان الأمر أو الإلهام الإلهي إلي النحل مستمرا من هذا الماضي البعيد جدا إلي زمننا الراهن, وممتدا في المستقبل إلي أن يرث الله( سبحانه وتعالي) الأرض ومن عليها, كان التعبير عن عملية الوحي هذه بصيغة الماضي هو الأنسب لتغطية هذا الحدث القديم والمستمر إلي أن يشاء الله( تعالي).
ثانيا: في قوله( تعالي): وأوحي ربك...*:
و(رب) كل شيء هو مالكه, والمتكفل برزقه, وقضاء حاجاته, ومنشئه, ومنميه, ومربيه, والرقيب عليه, والمتكفل بإصلاح حاله, و(الرب) اسم من أسماء الله( تعالي), ولايقال لغيره إلا بإضافة, وقد استخدم هنا التعبير( ربك) ليفيد بأن الله( سبحانه وتعالي) هو رب كل شيء ومليكه, وهو واهب النعم, ومجري الخيرات, وموزع الأرزاق, ومسخر الكائنات لخدمة بعضها بعضا, ولخدمة ذلك المخلوق المكرم المعروف باسم الإنسان أو بني آدم ولم يستخدم تعبير( إلهك) لأن الإله هو المعبود المقدس المنزه عن صفات خلقه, وعن كل وصف لايليق بجلاله, والمقام هنا مقام التحدث بنعمة من أعظم نعم رزق الله علي الإنسان ألا وهي نعمة عسل النحل الذي فيه شفاء للناس, والأنسب في حال ذكر النعم هو مقام الربوبية, كما أن الأنسب في حال ذكر وجوب الخضوع للخالق الأعظم بالطاعة والعبادة هو مقام الألوهية. وضمير المخاطب في قول الحق( تبارك وتعالي): وأوحي ربك إلي النحل....*
يعود في المقام الأول إلي خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم), ثم من بعد ذلك إلي كل من يقرأ هذه الآية الكريمة أو يسمعها ليعلم أن له ربا كريما, عليما, حكيما أنشأ له هذه الحشرة المباركة التي وهبها من القدرة علي صناعة هذا الشراب المختلف الألوان, الذي فيه شفاء للناس, ما تعجز عنه البشرية مجتمعة.
ثالثا: في قوله( تعالي):... أن إتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون*: والخطاب هنا إلي إناث النحل الشغالات اللائي يقمن بالبحث عن المكان المناسب لبناء بيوت النحل, ويقمن بالبناء بذواتهن, وبصيانة وتنظيف وترميم البناء, وعلي حمايته وتهويته, وهذا القدر من الحرية الكبيرة الذي أعطاه الله تعالي إلي لأمة نحل العسل في اختيار مسكنها, أي المكان الذي تبني فيه بيوتها من الجبال, ومن الشجر, ومما يعرشون له حكمة بالغة لأنه يتيح لهذه الحشرة الصغيرة الحجم فرصة الاستفادة بأكبر عدد ممكن من البيئات المختلفة وبما فيها من متنوع النباتات حتي تنوع ذلك الشراب المختلف الألوان, الذي يخرج من بطونها والذي فيه شفاء للناس, ويجعل الله تعالي من أنواعه المختلفة شفاء لأمراض متباينة. وهذا بخلاف العديد من الحيوانات ـ بصفة عامة ـ ومن الحشرات ـ بصفة خاصة ـ التي حدد الله( تعالي) لها بيئات لاتستطيع الخروج عنها وإلا هلكت.
واتخاذ أي تجمع من تجمعات أمة نحل العسل القرار ببناء بيوت لها يحتاج إلي عمليات استطلاع وبحث وتشاور مكثفة حتي يتم الإجماع علي اختيار المكان, وتبدأ الشغالات في بناء مستعمرة النحل من الشمع الذي تفرزه من غدد خاصة في أسفل بطن كل منها تعرف باسم الغدد الشمعية وعددها أربعة أزواج.
ومن إلهام الله( تعالي) للشغالات بناء بيوت النحل علي الهيئة السداسية الأضلاع للقضاء علي المسافات البينية التي يمكن ان تنشأ عن الأشكال الأخري, ولبناء أكبر عدد ممكن من البيوت في مساحة محدد, ولملاءمة هذه الاشكال السداسية لنمو يرقات النحل الاسطوانية الشكل. ويقوم علي حراسة الخلية عدد من الشغالات بالتناوب علي باب الخلية من الداخل, فإذا حضر مهاجم لدغته النحلة الحارسة وماتت علي الفور.
ويقوم فريق آخر من الشغالات بأعمال صيانة وترميم ونظافة خلايا النحل باستمرار, ومن عجائب الأمور أن النحل لا يتغوط أبدا في داخل الخلية, ولايبقي فيها أدني قدر من القاذورات, كما تقوم بعض شغالات النحل بتلميع وترميم وصيانة الخلية من الداخل باستمرار وبسد أي شقوق يمكن أن تحدث فيها باستخدام صموغ( غراء) نحل العسل, وهي مواد صمغية( راتنجية) لزجة, وتجمعها شغالات النحل من براعم بعض النباتات ومن فلق بعض الأشجار, وتستخدمها أيضا في الإحاطة التامة ببقايا بعض الحشرات المهاجمة كي لا تتعفن قبل إلقائها إلي خارج الخلية.
ويقوم فريق ثالث بتهوية الخلية وتكييفها, وفريق رابع يقوم علي العناية بالصغار في مراحل النمو المختلفة من البيضة إلي الحشرة الكاملة.
هذه الدقة العلمية الفائقة في الإشارة إلي ما وهب الله( تعالي) النحل من ذكاء فطري وعلم وهبي تحاول المعارف المكتسبة اليوم الكشف عن شيء منه, والذي أشارت إليه الآية الكريمة بالفعل( أوحي).
واستخدام صفة الربوبية للخالق( سبحانه وتعالي) بدلا من صفة الألوهية في مقام التحدث عن نعمة من نعمه, ومن توحيد الربوبية لله الخالق وصفه( تعالي) بأنه وحده هو واهب النعم ومجري الخيرات, بينما توحيد الألوهية يقتضي ألا يعبد سواه.
كذلك فإن استخدام ضمير المخاطب في قول الله( تعالي): وأوحي ربك قصد به ـ في المقام الأول ـ خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم), ولكنه ينسحب أيضا علي كل قاريء أو مستمع لهذه الآية الكريمة. ثم إن في الإشارة إلي النحل بصيغة الجمع. ونحل العسل لا يعيش إلا في جماعات كبيرة, وفي توجيه الخطاب إلي المفردة من إناث النحل( الشغالات) بالفعل( اتخذي) وهن اللائي يقمن بالبحث عن السكني, كما يقمن علي بناء البيوت وصيانتها وحراستها ونظافتها وترميمها وتكييفها, وتهويتها, وفي هذه المساحة الهائلة من البيئات المتعددة التي وهبها الله( تعالي) لأمة نحل العسل, علي عكس غيرها من المخلوقات. كل ذلك يؤكد ان القرآن الكريم لايمكن ان يكون صناعة بشرية, بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله وحفظه بعهده في نفس لغة وحيه علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد دون أن يضاف إليه حرف واحد أو أن ينتقص منه حرف واحد, وسوف يبقي محفوظا كذلك إلي أن يرث الله( تعالي) الأرض ومن عليها.
فالحمد لله علي نعمة الإسلام, والحمدلله علي نعمة القرآن, والصلاة والسلام علي النبي الخاتم الذي تلقاه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين.
قالَ المَنجّمُ والطّبيبُ كِلاهما: لا تُحشَرُ الأجسادُ؛ قلتُ: إليكما
إن صَحّ قولُكما، فلستُ بخاسرٍ، أو صَحّ قولي، فالخَسارُ عليكما
طَهّرْتُ ثَوْبي للصّلاةِ، وقبلَهُ طُهرٌ، فأينَ الطّهرُ من جسديكما؟
وذكرتُ رَبّي، في الضّمائرِ، مؤنساً خَلَدي بذاكَ، فأوحِشا خَلَديكما
وبكرْتُ في البَردينِ أبغي رَحمَةً منهُ، ولا تُرَعانِ في بُرْديكما
إنْ لم تَعُدْ بيَدي مَنافعُ بالذي آتي، فهلْ من عائدٍ بيَدَيكما؟
بُرْدُ التّقيّ، وإن تَهَلّلَ نَسجُه، خيرٌ بعلمِ اللَّهِ من بُرديكما
من مكارم الأخلاق في سورة النحل
(1) الدعوة إلي إقامة عدل الله في الأرض, وإلي الإحسان إلي الخلق, والوفاء بالعهد, واحترام الايمان, وإلي غير ذلك من مكارم الأخلاق, وضوابط السلوك, وقواعد المعاملات بين الناس, علي أن ينطلق ذلك كله من منطلق تقوي الله, ورجاء رضوانه, ومخافة عقابه, بعد القناعة الكاملة بضرورة ذلك من أجل استقامة الحياة علي الأرض.
(2) الدعوة إلي الإنفاق في سبيل الله وإيتاء ذي القربي.
(3) الدعوة إلي رفض الظلم بكل أشكاله وصوره, وبضرورة مقاومته بكل وسيلة مشروعة, فإن تعذر ذلك فلتكن الهجرة في سبيل الله.
(4) التحذير من الوقوع في الفتن ماظهر منها ومابطن, ومن أخطرها فتن الكفر بالله أو الشرك به, وما أكثرها في هذه الأيام.
(5) النهي القاطع عن الفحشاء والمنكر والبغي, والتذكير الدائم بنعم الله العديدة علي الخلق, والحض المستمر علي دوام شكرها, فبالشكر تدوم النعم, وتنكسر حدة الغرور في النفس الإنسانية التي تدرك أن ليس لها من مخرج في كل شدة من الشدائد التي تمر بها إلا اللجوء إلي الله( سبحانه وتعالي), والتذكير كذلك برحلة الإنسان في هذه الحياة الدنيا من النطفة إلي النطفة الأمشاج, إلي العلقة ثم المضغة المخلقة وغير المخلقة, ثم خلق العظام, ثم كسوتها باللحم, ثم إنشاء الجنين خلقا آخر, ثم اخراجه من بطن أمه لايعلم شيئا, ثم مابعد ذلك من مراحل الطفولة, ثم الشباب والفتوة, ثم الكهولة, والشيخوخة, والضعف والهرم حتي لايعلم من بعد علم شيئا, ثم الاحتضار والموت, وما يتخلل ذلك العمر من فترات الرخاء والنعمة, وفترات الابتلاء والشدة, ومحصلة ذلك عند لحظة الموت.
من الإشارات الكونية في سورة النحل
(1) التأكيد علي قضية خلق السماوات والأرض, وخلق كل شيء, وإفراد الله( سبحانه وتعالي) بذلك, ومنه خلق الإنسان من نطفة لاتري بالعين المجردة, وعلي الرغم من ذلك فإنه بمجرد بلوغه مرحلة الشباب والفتوة كثيرا مايقابل فضل ربه عليه بالجحود والنكران, وقد خلق له الأنعام من مثل الإبل والبقر والضأن والماعز, وجعل فيها منافع كثيرة, وخلق له الخيل والبغال والحمير وغير ذلك من وسائل الركوب والزينة وحمل الأثقال المعروفة في زمن الوحي والتي استجدت من بعده, والله الخالق قادر علي أن يخلق ما يعلمه الناس وما لايعلمون.
(2) الإشارة إلي دورة الماء حول الأرض بذكر إنزاله من السماء مصدرا للشراب ولإنبات الشجر والزروع من مثل الزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات, وجعل ذلك آية للذين يتفكرون.
(3) الاستشهاد علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في جنبات الكون بتسخير الأرض كي تكون صالحة للعمران وذلك بتكويرها, وتدويرها حول محورها أمام الشمس حتي يتبادل عليها الليل والنهار, وتسخير كل من الشمس والقمر والنجوم بأمر من الله( تعالي) كي تستقيم الحياة علي الأرض وفي الكون كله. وتؤكد السورة الكريمة دوران الأرض حول محورها كذلك بالإشارة إلي ظاهرة مد الظل وقبضه واعتباره صورة من صور السجود لله( تعالي).
(4) الإشارة إلي نشر مختلف صور وأشكال وألوان المخلوقات من الأحياء والجمادات في الأرض, وإعطاء الإنسان قدرات من مختلف صور الحس تعينه علي تمييزها والتمتع حتي يشهد بطلاقة القدرة الإلهية المبدعة في جنبات الكون.
(5) ذكر تسخير الله( تعالي) البحر للإنسان بما فيه من أحياء ذات لحم طري يؤكل, وهياكل للحيوانات تصلح لصناعة الحلي التي تلبس, وقدرة علي حمل الفلك ذات الأحجام المختلفة التي تجري بمصالح العباد شاقة عباب مائه, وعباب ما فوق الماء من هواء.
(6) الاستشهاد بإلقاء الجبال علي الأرض, وجعلها رواسي لها كي لاتميد ولا تضطرب, وارتباط قمم الجبال يتكون منابع الأنهار, ودور تلك المجاري المائية في تفتيت الصخور, وشق الفجاج والسبل, وتكوين تضاريس الأرض التي تصبح علامات دالة للاهتداء بها في وضح النهار, كما جعل النجوم علامات للهداية بالليل.
(7) وصف عقاب بعض الأمم السابقة وصفا ينطبق بدقة فائقة علي ماتحدثه الهزات الأرضية العنيفة( الزلازل) في زماننا, وذلك من قبل أن يدرك أحد من الخلق تفاصيل حدوث تلك الهزات الأرضية. وخسف الأرض بعدد من الأمم الباغية في القديم والحديث يؤكد أن الزلازل ـ كغيرها من صور الابتلاءات الدنيوية هي جند من جند الله يسلطها علي من يشاء من عباده: عقابا للمذنبين المجاهرين بالمعاصي من الكفار والمشركين وعصاة المسلمين, وابتلاء للصالحين, وعبرة للناجين.
(8) تأكيد لمحة الإعجاز في خلق الأنعام, وفي تكوين اللبن في ضروعها من بين فرث ودم, وخروجه من تلك الضروع لبنا خالصا سائغا للشاربين.
(9) الاستشهاد بما في ثمرات كل من النخيل والأعناب من الرزق الحسن, وإن أساء بعض الناس استخدامها في صناعة المسكرات.
(10) الإشارة إلي خلق أمة نحل العسل, وإلي إعطائها قدرا من الوعي والإدراك, ومنحها القدرات الفطرية علي تنظيم مجتمعاتها تنظيما مبهرا دقيقا تتوزع فيه الاختصاصات والمسئوليات والمهام في عيش جماعي تكافلي رائع, ومن هنا كانت الإشارة إليها بالجمع في تسمية السورة( سورة النحل) وفي الآيات التي جاء ذكر النحل فيها. وإعطائها كذلك قدرا من الحرية الكبيرة في اختيار بيوتها من الجبال ومن الشجر, ومما يعرشون, وقدرا من معرفة الأماكن والاتجاهات, وقوة علي الطيران بسرعات فائقة حتي تغطي أكبر مساحة ممكنة من الأرض تجني الرحيق وحبوب اللقاح من أزهار نباتاتها, ومنحها القدرة علي تحويل ذلك في بطونها إلي شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس.
(11) الاستشهاد علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في خلق الإنسان باستخراج هذه البلايين من الرجال والنساء من نفس واحدة هي نفس أبينا آدم( عليه السلام) التي خلق منها زوجها, وبث منهما رجالا كثيرا ونساء, وخلق من هذه الأزواج البنين والحفدة, في دورة مبهرة للحياة, وجعل من كل هؤلاء من يتوفي مبكرا, ومنهم من يرد إلي أرذل العمر وضعف البنيان الجسدي, ومن أبرز مظاهره فقدان الذاكرة جزئيا أو كليا.
(12) الإشارة إلي السمع قبل البصر في هذه السورة المباركة وفي العديد من السور القرآنية الأخري, والدراسات العلمية تؤكد السبق في تخلق حاسة السمع علي حاسة البصر في أجنة الإنسان وفي أجنة غيره من المخلوقات.
(13) التلميح إلي الإمساك بالطيور مسخرات في جو السماء وإلي حقيقة أنه لا يمسكهن إلا قدرة الله البالغة.
(14) استخدام تعبير سرابيل تقيكم الحر بمفهوم كل من الحرارة والبرودة لأن كلها درجات حرارة وهي مفاهيم نسبية فإذا كانت درجة الحرارة فوق المعتاد كانت تعبيرا عن الحر, وإذا كانت دون المعتاد كانت تعبيرا عن البرد, وهي حقيقة علمية لم تكن معروفة في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده.
(15) تحريم أكل كل من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به, والبحوث العلمية أثبتت أخطار ذلك كله علي صحة الإنسان.
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها, ولهذا فسوف أقصر الحديث هنا علي النقطة العاشرة من القائمة السابقة التي عبرت عنها الآية الكريمة رقم(68) من سورة النحل, وقبل استعراض دلالتها العلمية لابد من الرجوع إلي كلام عدد من المفسرين في شرح هذه الآية الكريمة.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب العسل ويتعالج به، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم." كان يحب الحلواء ويشرب العسل ".
ولم ينل أي طعام من الأطعمة أو شراب من الأشربة ما نال العسل من مكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه.
وروى ابن ماجة عن أبي هريرة – رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من لعق من العسل ثلاث غدوات من كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء " وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أول نعمة ترفع من الأرض العسل " وجاء في صحيح البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " الشفاء في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار وأنهى أمتي عن الكي ".
والمبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم: يقول " خير الدواء العسل " ويقول أيضا: " عليكم بالشفاءين العسل والقرآن ".
والمصطفى صلى الله عليه وسلم عالج استطلاق البطن بالعسل، فقد جاء في البخاري ومسلم عن سعيد الخدري قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال صلى الله عليه وسلم: ( اسقه عسلاً ) فسقاه، ثم جاءه فقال: إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا.. فقال له " ثلاث مرات "، ثم جاء الرابعة فقال: اسقه عسلا " فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صدق الله وكذب بطن أخيك ) فسقاه فبرأ. والمصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الذي لم يتعلم الطب ولم يمارس التطبيب … ولكن الله علمه … منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان عالج استطلاق البطن بالعسل.
فالمعدة بيت الداء وفي عسل النحل الدواء , والعسل يساعد على الهضم لإحتوائه على المنجنيز والحديد حيث يساعدان على الهضم والاستفادة من الغذاء. والباحثون والعلماء في أواخر القرن العشرين وبعد أبحاث ودراسات وتجارب يتوصلون إلى ما ذكره المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد نشرت مجلة BMJ الانجليزية دراسة عام 1985 على 169 طفلا مصابا بالتهاب المعدة والأمعاء وقد وجد الباحثون أن الإسهال الناجم عن التهاب المعدة والأمعاء قد استمر لفترة طويلة عند الأطفال الذين لم يعطوا عسلا. وفي هذا البحث يثبت غير المسلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وأن الله سبحانه وتعالى يوحي به.
ومنذ فجر الإسلام تروي لنا الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام مدى اهتمامهم بالعسل للعلاج، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشرب العسل، ممزوجا بالماء البارد قبل الإفطار [ انظر الطب النبوي لابن قيم الجوزية]. وفي صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود وابن ماجة وعد الإمام أحمد بن حنبل الكثير من الأحاديث النبوية في فضل العسل والاستشفاء به [ انظر فتح الباري ].
وقد احتوت بطون بعض كتب التراث الإسلامي، على الكثير من الحديث عن فوائد العسل وأهميته الغذائية والصحية، وما جاء في كتاب الحاوي في الطب للرازي، وما كتبه الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول وغيرهما الكثير.
والعسل هو أحد المنتجات التي تخرج من بطون النحل، فهناك أيضا الغذاء الملكي – والشمع وكذلك سم النحل كلها منتجات تخرج من بطن النحلة، وفي هذه المواد خصائص علاجية شافية تجري عليها الكثير من الدراسات والأبحاث لمعرفة خواصها وقدرتها العلاجية. وفي السنوات الأخيرة زاد الاهتمام بمنتجات النحل من قبل العلماء والباحثين والأطباء، وقد بهرتهم النتائج الإيجابية التي حققها العسل في علاج الكثير من الحالات المرضية والتي سنذكر جانبا منها في هذا البحث.
وقد أقامت بعض الدول المتقدمة مستشفيات ومراكز طبية للعلاج بالعسل ومنتجات الخلية الأخرى من هذه الدول: أسبانيا – اليابان – ايطاليا – الصين – الأرجنتين - روسيا – ورومانيا – سويسرا – فرنسا – وبريطانيا. و الأسرار العلمية والحقائق التي يكشفها لنا العلم الحديث عن العسل وأهميته الغذائية والعلاجية والتي قد نوه إليها القرآن الكريم قبل اكتشافها علميا بأكثر من 1400 عام وأنزل بها قرآنا يتعبد بتلاوته … وأوحى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدل دلالة واضحة أن هذا القرآن هو من عند الله قيوم السموات والأرض وأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ودليلا واضحا للعالم أجمع أن الإسلام هو الدين الخاتم. عسل النحل الطبيعي: العسل: هو المادة الحلوة و الناتجة بواسطة النحل من جمع رحيق أزهار النباتات، ومن الإفرازات السكرية والنباتية وتحويلها وتخزينها فى أقراص شمعية.
التركيب الكيميائى للعسل:
وفيما يلي بعض المعلومات العامة عن مكونات العسل:
1- الماء: ويسمى بالمحتوى الرطوبي، وهو أحد الخصائص الهامة للعسل والتي تؤثر على نوعية العسل وتبلوره وقوامه.. وتتراوح نسبة الرطوبة بالعسل من 13: 23 % بمتوسط قدره 17%، وفي بعض الأماكن الجافة ( كما في منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية تصل إلى 9 % ).
2- السكريات: تشكل في المتوسط 79.6 % من مكونات العسل وتقسم السكريات طبقا لحجم ودرجة تعقيد جزيئاتها إلى:
أ- سكريات بسيطة ( أحادية ) ومثالها الدكستروز ( الجلوكوز)، والليفيولوز ( الفركتوز ) وهذان السكران يمثلان 85 -95 % من السكريات في العسل.
ب- السكريات الثنائية ومثالها: سكر المالتوز ( سكر الشعير )، سكر القصب ( السكروز )، اللاكتوز ( سكر اللبن ) جـ - سكريات عالية ( سكريات معقدة). 3- أحماض العسل: تكون الأحماض 0.57 % من تركيب العسل، وهي تسهم في إكساب العسل نكهته المعقدة. ومن أحماض العسل حامض الخليك، حامض البيوتريك، حامض الستريك، حامض الماليك، حامض سكسينيك، حامض الفورميك، حامض الجلوكونيك )
4- المعادن: يحتوي العسل على نسبة من الرماد في المتوسط 0.17 % ويوجد بالعسل معادن البوتاسيوم، الكلورين، الكبريت، الكالسيوم، الصوديوم، الفوسفور، المغنسيوم، السيليكا، السليكون، الحديد، المنجنيز والنحاس.
5- إنزيمات العسل: الإنزيمات عبارة عن مواد بروتنية معقدة التركيب يتم تكوينها بواسطة الكائنات الحية داخل الخلايا أو خارجها لتقوم بالمساهمة في إتمام التفاعلات الحيوية المختلفة من هدم وبناء.
• إنزيم الإنفرتيز: يقوم بالجزء الكيماوي اللازم لتحويل الرحيق إلى عسل.
• إنزيم الجلوكوز أكسيديز: يقوم بحماية العسل من الميكروبات التي تهاجمه وذلك عن طريق إنتاج جزيء فوق أكسيد الأيدروجين والذي يتميز بأنه قاتل للميكروبات. • إنزيم البروتينيز: يقوم بتحليل المواد البروتينية إلى سلاسل ببتيدية قصيرة وأحماض دهنية.
• إنزيم الببتيديز: يقوم بتحليل السلاسل الببتيدية إلى أحماض أمينيه.
6- الفيتامينات:
• فيتامين " ب1 " ثيامين: الفيتامين المانع لالتهاب الأعصاب، هام في انتظام الهضم وانتظام الشهية للطعام، وله تأثير على الغدد الصماء والغدد التناسلية.
• فيتامين " ب2 " ريبوفلافين: له دور هام في عملية تنفس الخلايا وله دور ضروري لحيوية الجسم، ونقص هذا الفيتامين يؤثر على العين وتصبح العين مجهدة ضعيفة الرؤية، كما يؤدي إلى تشقق الشفاة في زوايا الفم ويصبح الجلد حولها خشنا.
• فيتامين " ب3 " بانتوثييك: ضروري لتكوين مادة " الأستيل كولين " اللازمة للجسم، ونقصه يؤدي إلى إتلاف الغدة الكظرية " غدة فوق الكلى "، وبياض الشعر وتساقطه، واضطرابات الجهاز العصبي.
• فيتامين " ب5 " نيكوتينيك.. نياسين: يقي من الإصابة بمرض الجلد الخشن " البلاجرا " حيث يصاب الجلد بالتشقق في الأجزاء المعرضة لأشعة الشمس.
• فيتامين " ب6 " بيريدروكسين: له دور في عملية تمثيل المواد البروتنية، ويحافظ على التوازن والتبادل الغذائي داخل أنسجة الجسم، ونقصه يؤدي إلى التهاب في الجلد وضعف العضلات واضطراب الأعصاب.
• فيتامين " ج " الاسكروبيك: يوجد في حبوب اللقاح الموجود في العسل، وهو يزيد من مقاومة الجسم للسموم ويساعد على تكوين مادة الكولاجين في العظام والأوعية الدموية ويحافظ على خلايا الكبد من التلف ونقصه يؤدي إلى مرض الإسقربوط وخلل الجهاز التناسلي وإتلاف خلايات العضلات.
• الكاروتين: يتم تحويله إلى فيتامين " أ " في الكبد، وهو هام في الإبصار وسلامة القرنية والملتحمة ونقصه يؤدي إلى العشى الليلي والتهاب الجلد وتأخر النمو.
7- المواد الدهنية: توجد كميات ضئيلة من المواد الدهنية مثل الجليسرول , الإستيرولات , والفوسفوليبدات.
8- المواد البروتينية والأحماض الأمينية: يحتوى العسل على كمية من البروتين تتراوح من 0.1 – 0.6% مثل الألبومين والجلوبين والنيكلوبروتين , كما يحتوى على الكثير من الأحماض الأمينية مثل الليسين , الأرجنين والميثونين.
أهم الخصائص الغذائية في العسل:
إذا قارنا العسل مع بقية الأغذية الأخرى فيمكننا أن نلخص ما يمتاز به العسل من خصائص بما يلي:
• تفاعله الحامضي القاعدي: مع أن العسل غني بالأحماض العضوية التي أهمها الجلوكونك إلا أن تفاعله قاعدي، حيث يعتبر العسل كامل القلوية لما يحتويه من عناصر وأملاح معدنية.
• غناه بالسكريات البسيطة: التي لها أهمية غذائية لسهولة امتصاصها ودخولها في العمليات الحيوية مباشرة في داخل الجسم دون أن يتحمل الجسم بأجهزته المتنوعة أدنى تعب أو عناء.
• غذاء غني متكامل: لما يحتنويه من كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة كما يحتوي على أحماض عضوية وأحماض أمينية، كما يحتوي على هرمونات النمو وهرمونات جنسية أنثوية وذكرية، وإضافة لما يحتويه من تشكيلة واسعة من أنواع الفيتامينات، وإنزيمات هامة تساعد كثيرا على هضم بقية الأغذية التي يتناولها الإنسان إلى جانب أن العسل يحتوي أيضا على مضادات حيوية وهي نتيجة نشاط إفرازي من الشغالة تمنع نمو البكتريا والفطريات، وأيضا يحتوي على مواد تمنع انقسام الخلايا وبذلك يستخدم العسل كمادة مضادة للسرطان، وكذلك يحتوي العسل على مواد واقية من مرض شلل الأطفال.
فوائد العسل العلاجية:
في صحيح البخاري ومسلم وسنن أبى داوود وابن ماجة وعند الإمام أحمد بن حنبل الكثير من الأحاديث النبوية في فضل العسل والاستشفاء به. وقد أثبت العلم الحديث حقائق هذه المعجزات التي كانت خافية وقت نزول القرآن.
وأثبت العلم أن في هذا الشراب الذي يخرج من بطون النحل شفاء للناس والشفاء هنا قد يكون كليا أو جزئيا. وهنا نذكر بإيجاز شديد جانبا من هذه الدراسات الحديثة والتى تثبت لنا وتوضح دقة الإعجاز فى قول الحق تبارك وتعالى: " يخرج من بطونها شراب مختلف ألونه فيه شفاء للناس ".
• العسل والأطفال: تناول الأطفال للعسل بانتظام يؤدي لزيادة أوزان الأطفال، ويحول دون تعرضهم للحصبة والتهاب الغدة النكفية، ونادرا ما يصابون بالتهاب الأمعاء وينصح به للأطفال في حالات الأنيميا، وحالات القيء والعدوى بالأمراض وفقدان الشهية بإضافة ملعقة صغيرة ( أو ملعقتان ) في الغذاء اليومي للأطفال، ويستعمل العسل على نطاق واسع لتحلية الألبان فهو مادة حلوة طبيعية غير مصنعة قابلة للهضم والامتصاص عند الأطفال، وهو يمد الجسم بالعناصر المعدنية وله تأثير ملين خفيف وطعم لذيذ علاوة على دوره الكبير في عملية التمثيل الغذائي لدى الأطفال ودوره الواضح للاحتفاظ بالماغنسيوم بما يساهم في تحسين حالة النمو.
• منع التبول اللاإرادي: للصغار من سنتين إلى ثلاث سنوات: مقدار ملعقة صغيرة قبل النوم يهديء الأعصاب وفي نفس الوقت يجذب سوائل الجسم فيريح الكلى أثناء الليل حتى يتعود الطفل على عدم التبول ليلا.
• يريح الكلى للكبار: العسل مع الماء الدافئ أو الحليب لوقايتهم من الاستيقاظ في ساعات الصباح المبكرة للتبول. ويرجع التبول اللاإرادي إلى سرعة امتلاء المثانة بالبول أثناء الليل، فيحلم الشخص أنه يتبول فيتبول وهو نائم، و علي ذلك فان تناول ملعقة عسل نحل قبل النوم مباشرة ولا سيما إذا كان الشخص قد تناول السوائل في المساء، فبمشيئة الله لا يتبول في الليل، وعليه أن يستمر في تناول العسل يوميا بدون توقف بعد هذه الفترة لمدة حوالي شهر حتى يتعود على التيقظ قبل التبول، ويمكن أن يتوقف بعد هذه الفترة لاختبار مدى قدرته عل التحكم في المثانة.. وعلى المريض ألا يتعجل في التوقف عن تناول العسل قبل تمام الشفاء.
• العسل وأمراض الجلد: دهان الجلد يؤدي إلى تحسن كبير في حالات أمراض الجلد والوجه وتورم الأطراف، وينصح كثير من الأطباء باستعمال العسل وحده أو مخلوطا بمواد أخرى مثل زلال البيض والقشدة الحامضية مما يساعد على المحافظة على الجلد وتقويته، فيصبح ناعما نضراً بدون تجاعيد، نظراً لتأثير العسل المغذي، وقدرته الشديدة على امتصاص الإفرازات الجلدية وقتله للجراثيم. إن العسل مع الجليسرين وعصير الليمون أو حامض الستريك من أحسن المواد لعلاج ضربة الشمس وتهيج الجلد، كما استخدمت بنجاح لعلاج التصبغ بالجلد والكلف أو النمش واستخدام لذلك الخليط الآتي: ( 6 ملاعق صغيرة من العسل + ملعقة صغيرة من الجليسرين + ملعقة صغيرة من عصير الليمون ) ويدهن الوجه بهذا المزيج بعد تنظيفه لمدة ساعة، ثم يزال بالماء ويكرر ذلك عدة مرات.
يستخدم الخليط بنسب متساوية في علاج ضربة الشمس وتهيج وتبقع الجلد. وقد درس إبراهيم عبد السلام " 1997 م" تأثير الاستخدام الموضعي للعسل على قرح الجلد بأرجل مرضى السكر. وفي هذه الدراسات عولج 500 مريض بالسكر يعانون من قرح بجلد القدم خلال الفترة من 1993 حتى 1996 فى مستشفيات جامعة عين شمس، واستخدام عسل النحل الطبيعي موضعيا في حالات تقرح الجلد وتقرح أقدام المرضى دون استخدام مضادات حيوية موضعية أو بالحقن.
أسفرت التجارب عن نتائج باهرة باستخدام العسل إذا ما قورنت بالعلاجات الأخرى. فالعسل مادة معقمة ذاتيا ومضادة للبكتريا، رخيصة الثمن، سهلة الحصول عليها بالإضافة إلى كل من المميزات العلاجية التي ذكرت. إبراهيم خليل محمد ( 1997 م ) درس الدور الناجح (لخليط غذاء ملكات النحل مع العسل ) في الوقاية من عدوى الجروح.. ووجد في هذه الدراسة أن خليط من غذاء ملكات النحل مع العسل بنسبة ( 1: 20 ) له القدرة على وقاية الجروح من العدوى خاصة في الجروح النظيفة. وفي كل هذه الجروح لم يحدث عدوى فى حين أن الجروح التى استخدم لها مضادات حيوية كوسيلة وقائية حدثت لها عدوى بنسبة 8 %، لذلك أوصى الباحث باستخدام الخليط " لكونه بديلا آمنا ورخيص الثمن بالنسبة للاستخدام الوقائي ضد العدوى.
• العسل لعلاج أمراض العيون: استعمل العسل في مراهم لعلاج التهاب الجفون والملتحمة والتهاب وتقرح القرنية، وثبت أن العسل وحده دواء ناجح لالتئام جروح العين، واستعمل بنجاح في دهان التهاب العين الناشيء عن انسكاب الماء الساخن، وثبت أن مرهم العسل يذيب البقع المعتمة، وهو ناجح ضد التقرح الدرني للقرنية ولمعالجة التهابها و في روسيا استعمل العسل بكثرة لعلاج التهاب وعتميات القرنية الناتجة عن الإصابة بفيروس التهاب وجفاف الملتحمة. درس محمد عمارة وآخرون " 1997م " التقييم الإكلينيكي والمعملي للتأثير العلاجي لعسل النحل على التهاب الملتحمة البكتيري والتهاب القرنية الفيروسي باستخدام عسل زهر البرسيم وعسل زهر الموالح حيث اختيرت حالات من المرضى الذين يعانون من التهاب حاد واحتقان بالملتحمة مع إفرازات مخاطية وصديدية فلقد أجري لهم فحص إكلينيكي دقيق مع أخذ عينات من إفرازات الملتحمة لعزل المسببات البكتيرية منها و علاج الحالات الإيجابية فقط. ولقد أسفرت النتائج عن: استخدام عسل النحل في صورة قطرة خمس مرات يوميا في علاج 150 مريضا مصابا بالتهاب بكتيري حاد بالملتحمة أدى إلى شفاء كامل بنسبة 90.6 % من الحالات وتأكيد النتائج الإكلينيكية للعلاج بعسل النحل.
• تأثيره على المعدة والأمعاء: تناول العسل مذابا في الماء الدافئ قبل وجبتي الفطور والغداء يزيل الأعراض المرضية للذين يشعرون بحرقان المعدة والتجشؤ والقيء ويفتح الشهية، ويزيل الحموضة، وهو علاج للمصابين بقرحة المعدة والاثنى عشر وعسر الهضم.
• تأثيره على الكبد: للعسل تأثير على مريض الكبد سواء استعمل بمفرده، أم مع الأدوية العادية للعلاج حيث استخدم العسل بنجاح، لعلاج أمراض الصفراء وتسمم الكبد ووجد أن استخدام عصير الليمون مع عسل النحل وزيت الزيتون يفيد في حالات أمراض الكبد والحوصلة الصفراء وأفادت حقن العسل في علاج تضخم الكبد والطحال. • تأثيره على القلب والأرق والتوتر العصبى: يعمل العسل على تقوية القلب، ويرفع الضغط المنخفض، وينصح بتناول العسل مع بذور السمسم ودقيق الصويا لتقوية وإزلة توترها.. و تناول ملعقة من العسل مذابة في كوب ماء دفيء يسبب النوم الهادي، ويفيد تناول مشروب مغلي من النعناع أو أزهار الليمون أو الكمون بعد تحليته بالعسل في جلب النوم والهدوء. أفاد محلول العسل 40 % حقنا بالوريد للمصابين بالأمراض العصبية، وفي حالات الوهن العصبي واضطرابا النوم، وحدة المزاج والكآبة والإدمان الكحولي وفي حالات ازدواج الشخصية " شيزوفرانيا".
• العسل مضاد للميكروبات الضارة: العسل الطبيعي لا يفسد مع مرور الزمن إذا حفظ بطريقة سليمة كما يبقى محتفظا بفوائده الحيوية لفترة طويلة من الزمن تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات إضافة لكونه يمتلك خاصية مضادة للتعفن ونمو الأحياء الدقيقة ( الميكروبات )، وعدم وجود أي آثار جانبية أو ضارة جراء تناوله ولو بكميات كبيرة. وقد عرف العرب حقيقة أن العسل قاتل للجراثيم ولذلك أطلقوا عليه اسم " الحافظ الأمين "، أما المصريون القدماء فقد استخدموا العسل في فن التحنيط وحفظ الجثث من التعفن، ويذكر أن جثة الإسكندر الأكبر قد أرسلت إلى مقدونيا مغمورة بالعسل وذلك منعا لفسادها أثناء رحلتها. أظهرت العديد من الدراسات المخبرية أن العسل غير المسخن يتميز بفعل مضاد للجراثيم، وقد ثبت أن للعسل أثرا مبيدا للعديد من البكتريا السالبة والموجبة لصبغة جرام. وقد اقترحت عدة تفسيرات للآلية التي يمارس بها العسل هذا الفعل. فقد يكون ذلك إلى أسموزية مرتفعة للعسل، أو لوجود مجموعة المواد المثبطة للنمو البكتيري ( Inhibin ).
قام أبو الطيب، وزملاؤه - من جامعة الملك سعود – الرياض في عام 1991م، بدراسة تأثير العسل على نمو البكتريا المسببة لقرحة المعدة والاثنى عشر هيليكوبتر بيلوري ( Helicobacter pylori ) وعدد آخر من البكتريا السالبة والموجبة لصبغة جرام، فوجد أن العسل يثبط نمو البكتريا التي تمت دراستها عند تركيز بنسبة 20 % من العسل كما وجد أيضا أن نصف عدد البكتريا الموجبة والسالبة بصبغة جرام يتثبط نموها بتأثير العسل عند تركيز بنسبة 10 %. اختبر ( مصطفى ابراهيم، عزيزة الفقي " 1997 " ) خمسة أنواع تجارية للعسل لقياس نشاطها المضاد للميكروبات التالية: المكور العنقودي الذهبي والاسيدوموناس والسلمونيلا والشجيلا والكنديديا ألبكانز.. وتشير نتائج الدراسة إلى أن للعسل نشاطا مضادا للميكروبات وكانت في العسل المركز والمخفف بنسبة 2 % كما بات واضحا أن جروح الجلد النظيف والمعاملة بالعسل كانت أقل التهابا وأسرع التئاما من الجروح المتقيحة. درس خالد الفريح تأثير العسل على النمو البكتيري في وذلك باستخدام مجموعة من الأعسال المتوفرة في أسواق جدة على كل من بكتيريا:" اشيريشيا كولاي، انتيروكوكس فايكاليس، ستافيلو كوكس أوريس، سيودوموناس، إيروجينوسا، هيموفيلس افلونزا، ستربتوكوكس نومونيا ".
وقد أظهرت النتائج اختلافات تأثير العسل على درجة التثبيط باختلاف نوع العسل ونوع البكتيريا كما تمت دراسة تأثير العسل التثبيطي على البكتيريا في بيئة المرق المغذي، حيث وجد أن للعسل أثراً يتناسب طرديا مع التركيز على نسبة نفاذية الضوء من خلال البيئة. • في علاج سرطان الثدي: و في مصر درس ابراهيم عبد السلام 1997 م الاستخدام الموضعي والفمي للعسل في معالجة سرطان الثدي.
- وفي هذه الدراسة عولجت 150 مريضة تعانين من مختلف أشكال سرطان الثدي منذ فترة طويلة في مستشفيات جامعة عين شمس، و كانت النتائج ممتازة في علاج سرطان الثدي. وفي بريطانيا قام " بولمان " بالتضميد بالعسل بعد عملية استئصال ثدي بسبب تسرطنه، فتحسن الجرح بسرعة فائقة بعد استعمال العسل، واعتبر هذا الطبيب أيضا أن العسل أنجح علاج لكثير من الجروح الملتهبة، فهو غير مخدش وغير سام ومعقم وقاتل للجراثيم ورخيص الثمن وسهل التطبيق وفعال.
وبعد هذا العرض الموجز عن أهمية عسل النحل من الناحية الغذائية والعلاجية وذلك من خلال الأبحاث العلمية والتي نشرت في مجلات علمية رصينة وناقشها العلماء والباحثون في المؤتمرات العالمية والتي تعقد بصفة دورية، سواء أكانت لعلماء المسلمين أو لعلماء من غير المسلمين.. وما قامت به العديد من الدول المتقدمة ببناء المستشفيات والمصحات للاستشفاء بمنتجات النحل.. وما يكتشفه العلم من أسرار في أهمية العسل وفوائده. نجد أن القرآن الكريم وفي معرض حديثه عن النحل وفي كلمات معدودات " يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ " ينبه الإنسان إلى البحث في هذا الشراب , والعسل واحد منها..يضاف إليه الغذاء الملكي – الشمع – وسم النحل.. لكل منها أهميته العلاجية. وهذا الشراب المتعدد " فيه شفاء للناس " فيه شفاء من بعض الأمراض الشفاء الكامل أو بعضه. حقا وصدقا إن فى تلك الكلمات الكثير والكثير من الأسرار والمعجزات التى تدعو الإنسان إلى التفكر والتأمل فى آيات الله " إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون ".
نعم تفكر وتأمل في هذه الدقة العلمية المبهرة التي صيغت بها هذه الآية والتي تنطق بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، وتشهد بالنبوة والرسالة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وعلى كل من تبع هداه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
المراجع:
- حسان شمس باشا: أسرار العسل – مجلة الإعجاز العلمي عدد (15) 1424هـ. - أبو بكر محمد بن زكريا الرازي – طب الرازي – دراسة وتحليل لكتاب الحاوي – دار الشروق - القاهرة. - الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول النسائي التركستاني – المعتمد في الأدوية المفردة 1395هـ - دار المعرفة للطباعة والنشر لبنان. - شمس الدين بن قيم الجوزية ( 691-751هـ ) الطب النبوي – مكتبة الرسالة – مؤسسة المنار الإسلامية. 1986م. - عبد المنعم محمد الحفني – من وأوجه الإعجاز العلمي في عالم النحل – مطبوعات هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة- مكة المكرمة. - محمد علي البنبي: نحل العسل في القرآن والطب – مركز الأهرام للترجمة والنشر. - علي فريد محمد: عسل النحل والطب الحديث – كتاب اليوم الطبي – الأخبار 1986م. - متولي مصطفى خطاب: النحل فيه شفاء للناس – المشروع القومي لمكافحة أمراض النحل وآفاته 2000م. - رمضان مصري هلال: العسل فيه شفاء للناس - دار محيسن للنشر والتوزيع 2003م. - رمضان مصري هلال: العسل في ضوء العلم الحديث – دار المعارف 2003م. - إبراهيم خليل محمد: الدور الناجح لخليط الغذاء الملكي مع العسل في الوقاية من عدوى الجروح. الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات العسل، مارس 1997م. - محمد عمارة، لوك موستين ومحمد خلاف: استخدام عسل النحل في علاج أمراض العيون. الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات العسل، مارس 1997م. - عزيزة الفقي ومصطفى إبراهيم: نشاط العسل المضاد للميكروبات. الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات العسل، مارس 1997م. - أجمد حجازي وكوثر عوض الله وإبراهيم منصور: أثر العسل على فيروس حمى الوادي المتصدع, الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات العسل، مارس 1997م. - إبراهيم عبد السلام: الاستخدام الموضعي والفمي للعسل في معالجة سرطان الثدي. الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات العسل، مارس 1997م. - إبراهيم عبد السلام: تأثير الاستخدام الموضعي للعسل على قرح الجلد بأرجل مرضى السكر. الندوة الدولية للاستخدامات الطبية لمنتجات العسل، مارس 1997.
يصعب علي مناقشتك بالعربية لأني لا أجيدها كثيراً ولا أظن أنك تجيد الفرنسية لذا سأكتفي بنقطة وحدة ممكن رد عليك فيها بوضوح . النحل يسكن الجبال التي بها نباتات برية مثل الكليل والزعتر والشيح ويمتص رحيقها والعسل المستخلص منها لونه داكن وهو الأنفع . تناول ملعقة عسل على الريق تسهل الطبيعة وتقاوم الإمساك وعن تجربة . أطعمت ابني العسل من سن 3 أشهر كبديل للسكر في كمبوت الفاكهة المطبوخة ولم يصبه سوء والحمد لله .
العسل يساعد في شفاء الحروق . كما يستعمل في خلطة مع الكركم للمداواة من الفيروس الكبدي الـيـَـرَقَـــــــــــــــــــــــان. إلخ ...... يكفيك هذا القدر تعبت صراحة . نصيحة يكفيك إستمناء في أفكارك te masturber les idées
قال الله ان العسل فيه شفاء ولم يق فيه الشفاء والفرق واضح الا للجاهل اللغوى اما فوائدة فأنت ذكرت بعضها من علماء ثم كذبتها من جهلك وعنادك والثمرة هى نتاج النبات والوردة هى نتاج عود الياسمين وهى ثمرة ولدينا حديقة يرسوا النحل على قل ما فيها حتى انى رأيتها على برتقاله كان قد فتحا عصفور بمنقارة وانى رأيتها بعنى على كوز ذرة تتلعقة مكان غراب قد نزع عنه ورقة ,, والقرأن ليس كتاب فى الطب حتى يذكر الادوية واعراضها الجانبية انما يعظكم لعلكم ,, وبعد ما قلت ان النحل لا يتخذ من الجبال بيوتاً فهذا دليل على ان الملحد هو اغبى شخصية فى العالم الم تسمع عن العسل الجبلى ,, والبرسيم الم تسمع عن عسل البرسيم ,, اذا كنت تعرف الزير ( وهو اناء من الفخار يخزن الماء به )) كثيراً ما يأتى النحل ولعة الخزازة :: لو انك سألت الله ان يهديك لااعطاك اجابة على كل سؤال ولكن ,, كذلك زينا لكل امة عملها ,, بسم الله الرحمن الرحيم اتقو يوم ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهو لا يظلمون ,, صدق الله العظيم
ما شاء االله على هذا الفهم وهذا العلم! عين الحسود فيها عود!لا أريد أن أستغرق معك في الكلام لكن أقول لك جملة واحدة بسيطة حتى لا أُتعب ذهنيتك الوقّادة : ألا ترى النحل في الأسواق أمامك يتغذى من الفواكه المعروضة؟ وصدق الله : ...ولهم عيون لا يبصرون بها.
الى الابله salah الذباب هو من يتغذى على بقايا الفواكه المعروضة.. الاترى بعينك؟ ام ان الإسلام اعمى عيونك؟
عليكم العنه الى يوم الدين
هههههههههههههههههههههههه اسلوبك جميل جد رح موت من الضحك لانو فعلا هالمعجزات غبية جدا
اتساءل متى سنصل الى مستوى ذكاء يصير الانسان فيه قادرا على رؤية حقيقة خرافة الديانات ؟؟؟
اولا يجب ان تفهم ان القران اذا اكد نظريه علميه فأعلم انها حقيقه وأذا تعارضت معه نظريه علميه فأعلم انها خطأ**
ثانيا انت لم تحصي كل المعلومات الطبيه حول العسل واصدرت حكما مطلقا بناء علي معلوماتك الناقصه وهذا خطأ
ثالثا ليس هناك حكم مطلق من البشر لانهم لايعلمون الغيب والغيب دائما يحمل الجديد فأحيانا يأـي انسان بنظريه ثم بعد ذلك يأتي انسان اخرحقيقه علميه تبطل تلك النظريه واكبر مثال علي ذلك امامكم داروين وتحطيم نظريته علميا
اما عن ما لم تعرفه عن شفاء العسل*** فأدعوك الي قرأه هذا البحث وادعوا الله ان يتسع عقلك للفهم
عالج نفسك بالعسل
أحبتي في الله! كلنا سمع وقرأ عن منافع العسل والقوة الشفائية التي أودعها الله في هذه المادة العجيبة، ولكن قلما يفكر أحدنا أن يعالج نفسه بالعسل بشكل كامل. وسبب ذلك أننا لم نطلع على ما كشفه علماء الغرب من طاقة شفائية عجيبة يتميز بها العسل عن أي مادة أخرى في العالم.
ولذلك سوف اسرد لكم بعض وآخر ما وصل إليه الباحثون في مجال الشفاء بالعسل، ونصيحتي المتواضعة: لا تترك بيتك يخلو من العسل، ولو بكمية قليلة، لأن الفوائد التي سنراها عظيمة ومذهلة. ولكن ينبغي أن نشير إلى أن قدماء المصريين ومنذ خمسة آلاف عام استخدموا العسل في علاج الجروح، وأدركوا شيئاً من خصائصه الطبية.
وعندما جاء الإسلام أكد على أهمية العسل حتى إن كلمة (شفاء) وردت في القرآن أربع مرات ثلاثة منها مع القرآن ومرة مع العسل، يقول تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]. وقد يقول قائل: مادام القدماء أدركوا أهمية العسل قبل نزول القرآن، فأين الإعجاز؟ وأقول إن القرآن أكد كل ما هو صحيح، وأبعد وصحح كل ما هو خاطئ، وهذا إعجاز بحد ذاته!
والدليل على ذلك أنه لم ترد في القرآن آية واحدة أثبت العلم خطأها، كذلك هناك الكثير من الخرافات السائدة زمن نزول القرآن، فلو كان القرآن من تأليف بشر إذاً لامتزج بخرافات عصره، ولكن عندما نجده دائماً يأتي بالحق فهذا دليل على أنه حق من عند الله تعالى.
والآن لنتأمل بعض الاكتشافات الجديدة حول هذه المادة التي سخرها الله لنا:
وجد الدكتور Molan أن جميع أنواع العسل تتميز بوجود مضادات للجراثيم من النوع القوي، ويقول: إنك لا تجد أي مادة في العالم تشبه العسل في خواصها المطهرة. حيث يفرز النحل مادة hydrogen peroxide بواسطة أنزيمات خاصة، وهذه المادة معروفة بخصائصها المعقمة.
كما أثبت هذا الباحث بعد تجارب استمرت عشرين عاماً أن العسل له طاقة كبيرة في علاج الإمساك المزمن، وبدون أية آثار جانبية. ويقول إن أدواتي الطبية التي أحملها معي في حقيبة العلاج هي مجرد ضمادات وعسل! ويقوم الدكتور Molan بعلاج الكثير من الأمراض بالعسل فقط دون أي شيء آخر! ويقول:
"إن للعسل تأثيراً مذهلاً في علاج الحروق والتقيح، ويمكن تطبيقه مباشرة على الحروق فيعمل على ترميم الجلد وقتل البكتريا المؤذية، بل يزيل آثار الحروق فتجد العضو المحروق بعد العلاج بالعسل عاد كما كان دون آثار أو ندوب"
هناك تقارب كبير بين النحل وبين البشر، ويؤكد علماء النفس أن الإنسان بطبيعته يميل للمواد الطبيعية في علاج مرضه، ولذلك تجد الإنسان وكأنه قد فُطر على تقبُّل العسل وغيره من المواد الطبيعية أكثر من الأدوية الكيميائية.
بعد اختبارات طويلة وجد الدكتور Glenys Round اختصاصي أمراض السرطان شيئاً غريباً في العسل! فقد لاحظ أن للعسل تأثيراً مدهشاً في علاج السرطان. ويقول إننا نستعمل العسل في علاج سرطان الجلد حيث يخترق الجلد ويعالج هذه السرطان بشكل تعجز عنه أفضل الأدوية.
كذلك يؤكد أن كل الأدوية وقفت عاجزة أمام علاج القروح ولكننهم تمكنوا أخيراً من شفائها بالعسل. والشيء الذي يؤكده جميع المرضى الذين تمت معالجتهم بالعسل أنهم يحسون بسعادة أثناء العلاج، فلا آثار جانبية، ولا ألم..
لقد حيرت بعض أنواع الجراثيم باحثي الولايات المتحدة الأمريكية ولم يجدوا لها علاجاً، ولكنهم اليوم يحاولون استخلاص المضادات الحيوية الموجودة في العسل لتعقيم المشافي حيث يؤكدون أنها من أفضل المضادات الحيوية!
كما يؤكد الخبراء أنه يتم إنفاق ستة بليون دولار سنوياً على علاج الجروح والحروق، ولو تم الاعتماد على العسل لوفّروا نسبة كبيرة من الأموال. إذاً العسل يوفر المال أيضاً.
كما وجد بعض الباحثين أن العسل يملك قوة شفائية في علاج قروح المعدة والتهابات الحنجرة. ووجدوا أن الجراثيم تجتمع بطريقة خاصة لتدعم بقاءها وتجمعاتها، وأثبت البحث العلمي أن العسل يقوم بتفريق دفاعات الجراثيم ويشتتها ويضعفها، مما يساعد الجسم على القضاء عليها. وقد قام العلماء مؤخراً باكتشاف مادة في العسل تمنع التأكسد وبالتالي تفيد في علاج الكولسترول.
أدخل تعليقك...المتامل في النحل :اريد اولا ان اسالك من الذي اوحي اليك ان تاكل وتتبرز 2-من الذي اوحي ماتاكله من اصناف الطعام 3-من الذي اوحي اليك ان تقي نفس الحر والبرد 4-اذا تاملت سوف تجد ان الثمرات من الزهور والرحيق يعني ذلك الرحيق ثمر 5- معدة الرحيق في بطن النحل 6-اصل العسل من الرحيق7-تامل بحق تجد ان ماتخرجة من بطنك ماكله من الثمرات: وشكرا
ود العالم
اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الحمير يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا ".
Did you hear there's a 12 word sentence you can communicate to your crush... that will induce intense emotions of love and instinctual attractiveness to you deep inside his chest?
That's because deep inside these 12 words is a "secret signal" that triggers a man's impulse to love, please and care for you with all his heart...
12 Words That Trigger A Man's Desire Impulse
This impulse is so hardwired into a man's brain that it will drive him to try better than before to take care of you.
Matter of fact, fueling this dominant impulse is absolutely binding to having the best ever relationship with your man that the instance you send your man a "Secret Signal"...
...You'll soon find him open his mind and heart to you in a way he haven't expressed before and he'll perceive you as the only woman in the universe who has ever truly attracted him.
إرسال تعليق