The Out Campaign


محرك البحث اللاديني المواقع و المدونات
تصنيفات مواضيع "مع اللادينيين و الملحدين العرب"    (تحديث: تحميل كافة المقالات PDF جزء1  جزء2)
الإسلام   المسيحية   اليهودية   لادينية عامة   علمية   الإلحاد   فيديوات   استفتاءات   المزيد..
اصول الاسلام  تأريخ القرآن ولغته  (أخطاء علمية / ردود على مزاعم الإعجاز في القرآن والسنة)  لاعقلانية الإسلام  العدالة والأخلاق  المزيد..
عرض مدونات الأديان من صنع الإنسان

06‏/06‏/2007

الرد على الاعجاز العلمي حول التكوين الجنيني في القرآن - الجزء الثاني

نقد ادلة إعجاز الجنين

العلقة:


قال ابن منظور في لسان العرب:
- علقة: عَلِقَ بالشيء عَلَقاً وعَلِقَهُ: نشب فيه.
والعَلَقُ: الدم، وقيل الدم الجامد الغليظ.
وقيل: الجامد قبل أن ييبس.
وقيل: بمعنى اشتدت حمرته،. والقطعة منه: عَلَقَةٌ.
وفي التنزيل: {ثم خلقنا النطفة علقة}.

فما حقيقة تشبه احد مراحل الجنين بالعلقة؟ يقول مروجي الاعجاز العلمي :
- طور العلقة: تستمر الخلايا في الانقسام والتكاثر بعد مرحلة النطفة ويتصلب الجنين بذلك، ثم يتثلم عند تكون الطبقة العصبية ويأخذ الجنين في اليوم الحادي والعشرين شكلاً يشبه العلقة، كما تعطي الدماء المحبوسة في الأوعية الدموية للجنين لون قطعة من الدم الجامد وبهذا تتكامل المعاني التي يدل عليها لفظ علقة المطلق على دودة تعيش في البرك وعلى شيء معلَّق وعلى قطعة من الدم الجامد، إلى حوالي اليوم الواحد والعشرين، وبهذا تأخذ العلقة حصتها من الأربعين يوماً وإلى هذا تشير الآية الكريمة {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} [المؤمنون: 14.

أذا بنظرهم تبدأ العلقة بعد النطفة وهذا يعادل بداية الأنقسام الخلوي, أي بكلمة علمية تناسب مرحلة التوتة ... موريلا و ربما تمتد لمرحلة البلاستوسيت،،، كما تم الشرح سابقا،... فهل تشبه التوتة و البالستوسيت العلقة بالمعنى اللغوي الذي يقدمه لنا قاموس اللغة، حتى نقول أن الامر تطابق مع الاكتشافات العلمية الحديثة واصبح إعجازا؟

المورولا و كما نرى في الصورة: بالطور الثاني المشار اليه بالرقم 5، تمثل الجنين الأنساني بيومه الثالث أثناء هجرته بالبوقين،... يشبهه علماء الجنين بالتوتة، و لكن ليس له اللون الأحمر. كما اني لا أرى كيف يمكن أن نشبهه بخثرة الدم. وهو ليس علقة لأنه لم يعلق، بعد ليس خثرة لأنه لا يحوي دم، ولا أدري ماذا يعادل بالتصنيفات القرآنية التي لاتقدم لنا تعريف، إذا كانت فعلا جاءت لتصف مراحل تطور الجنين الفعلي، وعندها لايمكن تبرير كيف سقطت منه مرحلة التوتة. لا عتب فالقرآن ليس من مهماته أعلامنا عن مراحل تطور الحنين، في حين العتب على الأعجازيين الذين، عملياً، يحرجون القرآن، بمحاولاتهم الخلط بين المفاهيم الدينية والعلمية.

الاصرار على إجعاءات الاعجازيين يفتح المجال لمجموعة من التساؤلات المشروعة: هل تقفز النطفة فورا الى مرحلة البلاستوست حتى نقول أن هذا الأخير يشبه العقلة بمعناها اللغوي؟
هل يمكن أن نقارن بين البلاستوسيت و المعنى اللغوي للعلقة بأن العلق هو الدم ، و العلقة هو الدم الرطب؟ .

بصراحة لم أفهم ما هو الفرق بين الدم الجامد و الدم الرطب ... علميا تتنخر الطبقة السطحية لتجوف بطانة الرحم و تغطي أماكن التنخر هذه المشيمة التي يصل أليها دوران دم الجنين و تحدد بذلك المشيمة غرفة وعائية يجري بها دم الأم ـ دون أن يتخثــــر ـ تقع هذه الغرفة بمكان التصاق المشيمة بسطح بطانة الرحم ... دون أن تنغرس بجدار الرحم ـ . و تتم المبادلات بالمواد الغذائية و الأكسيجين بين الجنين والأم عبر المشيمة . بمعنى آخر أن الدم يجري بمكان التعشيش كما يجري بأي مكان آخر بالجسم . ... و هو لا يتخثر ...

أن يتخيل البعض أن الجنين يعيش على خثرة دم يمكن تفسيره فقط بأن المرأة عند الأجهاض العفوي يترافق بأنفكاك المشيمة و حدوث نزيف ودم هذا النزيف هو الذي يتخثر مما يجعل البعض يعتقد انه وضع اصيل مترافق مع الحمل، مما يحدو ان يسميه الأعجازيين الدم الجامد أو الدم الرطب، لتتطابقه مع حاجات الوصف الذي يقدموه.

اما تشبيه الجنين ـ العلقة ـ بالخثرة بحجة أن الدم لايدور و يجري قبل نهاية الأسبوع الثالث ـ على حسب أقوال البروفسور مور، فهذه مغالطة علمية لأن السبب الوحيد الذي بمنع الدوران الدموي بعضو من أعضاء جسم الإنسان هو حدوث الجلطة أو انقطاع الدوران الدموي لسبب ما . و الدم المتجمع بشكل خثرة سيفقد بسرعة أمكانية تغذية الجنين و مده بالأوكسجين. بنفس الوقت دم الجنين لم يتشكل بعد، مما يؤدي الى موت الجنين .. لذا لا أرى إمكانية الحديث علميا عن "خثرة" يتشبه بها الجنين، فالخثرة هي الموت عمليا. أما ان تعتقد "قابلات" العصور الماضية أن شكل الجنين المجهض في الأشهر الأولى من الحمل يشبه "الخثرة"، إنطلاقا من مشاهدتهم أن المرأة التي تسقط حملها يسقط منها خثرات من الدم المتجمد فهذا أمر منطقي، لايلزم العلم الحديث.

لم يكذب القرآن الكريم على الإعرابي الذي يلاحظ أن زوجته عندما أسقطت حملها بأشهرها الأولى قد سقط منها قطع دم متخثرة شديدة الحمرة، وهذه المشاهدة هي التي تتطابق اكثر مع النص القرآني

لذلك كان من الطبيعي جدا انني لم استطع فهم مايعنيه تلميذي ـ الذي درس الطب بالعربية ـ و الذي سألني عندما كنت أشرح له ـ مورفولوحيا ـ الجنين على الإيكو هل هذا الجنين هنا بطور العلقة؟

بهذا العمر من التكوين لايكون الجنين شديد الحمرة و لايشبه الدم بذاته،. يعيش ضمن بركة دم ،،، صحيح . و لكن الجنين نفسه لا يشبه خثرة الدم بشيء. و لا حتى لونه أحمر. بعضهم شبه الجنين بالعليق، من علقة ....وبرر ذلك بأنه يعلق
بما يخص تشبيه الجنين بالعلق ، فأن الشطحات اللغوية ليس لها من وزن لأقناعنا ، فمنذ العصر الحجري و القابلات تعرفن أن الجنين ينمو في محيط مائي، و هو متصل "يعلق" بأمه بواسطة الحبل السري الذي يمتلئ بالدم. قابلات العصر الحجري لم يكن بحاجة لصور اشعة لمعرفة هذه الحقيقة. لم يخبرنا بشيأ عن المشيمة و لم يكن يعرف أن الدم الموجود ضمن الحبل السري الذي "يعلّق" الجنين بأمه هو دم الجنين بالذات، و أن الجنين العليق لا يمتص دم أمه، و لا يمتزج دمه بدمها وإنما يتشاطران المواد الغذائية و الأوكسيجين، تماما على عكس العليق الذي يعلق على المواشي و يمتص دمائها دون مبادلة. دم الدابة يمكن أن نراه بجوف العليق ، أما الجنين فلا نرى به دم أمه .

يستعمل الأعجازيين المعنى اللغوي علقة كي يخبرونا عن أمر واضح للعيان أن الجنين "يعلق " بالمشيمة بواسطة الحبل السري التي تقطعه القابلة عند الولادة، وهو امر عرفه الانسان منذ القدم .... ثم يقولوا لنا أن العلقة هي دودة لأنهم رأوا بكتب الجنين رسمة توضيحية للجنين تصور الجنين و كأنه دودة ... نسوا أن يقرأوا أن الصورة ـ و التي نراها بموقع الدليل الأسلامي ـ هي رسمة توضيحية و ليست صورة مباشرة. لاحظ الرسم المرفق.

حسب تعريف مقال الخيمة تنتهي مرحلة العلقة باليوم الـ 24 أي عندما لا يزيد حجم الجنين عن 2 مم. أي أنه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، الصور الحقيقية للجنين بهذا العمر هي صور مقاطع مجهرية نراها بكتب الجنين لن يفقه لها عقل الزنداني و شلته، و حتى تتضح الأمور للدارسين تخيل علماء الجنين الرسمة التي نراها بدليل أسلام غيد بالشكل الأول. هذه الرسمة التوضيحية بكتب الجنين معنونة تحت كلمة " شيما" schema

يستشهد الأعجازيين على أقوالهم بالطالعة و النازلة بأبحاث البروفسور مور التي نقرأها بصفة اسلام غيد بالأنكليزية. كتب بموقع أسلام غيد نقلا عن البروفسور مور أنه قارن العلقة بالدودة لن اعود لذكر ما ذكرته اعلاه ...، ولكن التشبيه المجازي ليس بالضرورة يتطابق مع الحقيقة. أنظروا لصورة الجنين هنا، والتي تقدم للقارئ المسلم، مقتطعة من احد صور البروفيسور موور، بإعتباره الجنين في اليوم 24.:

في حين هذه هي الصورة الاصلية التي لم يتردد الأعجازين أن يقتتطعوا الجزء المناسب منها.. ويظهر بوضوح انها رسمة تخيلية تقريبية و ليست صورة حقيقية، هدفها إجبار الجنين على ان يشبه دودة العليق التي في خيالهم:
بمقارنة الرسمة مع رسمة اخرى نلاحظ الفرق بين تخيلات مختلف العلماء حيث ان علماء أخرين يرسمون الجنين بهذه المرحلة يشكل أخر، حسب ماظهر لنا من رسمة كوشارد المرفقة، ، فأين هو التتطابق المزعوم؟

لماذا تعتبر هذه المرحلة تلفيقاً لاإعجاز فيه؟
أولا لأنه تم اختيار خطوة ضئيلة من خطوات تطور الجنين لا تدوم بالكاد سوى يوم واحد، وفرضها على انها الخطوة المقصودة. فكيف يمكن تشبه خطوة واحدة من خطوات تطور الجنين، اختيرت بطريقة استنقائية غير معلومة القواعد، مع واحدة من مراحل أربع يصف القرآن فيها تتطور الجنين، في حين يتجاوزون بقية المراحل الكثيرة التي لايشير اليها القرآن على الاطلاق؟.

ثانيا:اقتطاع جزء من رسمة مجازية خطتها ريشة الرسام تفتقد لكامل التفاصيل الحقيقية، هو امر يهدف لتشويه الحقيقة وتضليل القارئ. إضافة الى ذلك، لو كانت النية هي كشف الترابط بين المراحل القرآنية والواقع، لكان من الضروري اخذ رسمة بروفيل حتى يصح التشبيه، ولإبعاد كل انواع الالتباس، لأنه بالواقع لو نظرنا للجنين من الجهة الأخرى لراينا شكل آخر لايتطابق مع نوايا الاعجازيين. ولم يكتفوا بذلك، بل اضطروا أيضا الى اقتطاع قسم من الرسمة الأساسية وإبعاد ما لايرغبون من الاجزاء حتى يتم الشبه المطلوب بين دوة العليق و الجنين

عدم التناسب الزمني بين المراحل العلمية و المراحل القرآنية
رأينا أعلاه أن المعنى اللغوي للنطفة لا يسمح لنا أن نعرف هل هي الحوين المنوي أم البيضة المعششة، وفهمنا أن العلقة ليست هي التوتة "موريلا" و لا البلاستوسيت لا كتشبيه لغوي ولا حتى كتناسب زمني بل أن العلقة تبدأ بحسب الإعجازيين نفسهم باليوم 21، أي حسب تفصيلهم للقصة بقضها وقضيضها... العلقة تناسب الجنين الذي أصبح بمرحلة أمبريون منذ اليوم الخامس عشر، أي بداية الأسبوع الثالث، أي أن التصنيف القرآني للمراحل أسقط مرحلتين أساسيتين من مراحل تطور الجنين...
فأين هو التطابق الذي يدّعون به لدرجة تصمّ الآذان و كم من مرّة قالوا لنا أن علماء الجنين، و على رأسهم كيث موور قد أتبعوا التسلسل المرحلي القرآني بدراسة تطور الجنين...

الحجة الرابعة: المضغة


مصادر:
الإعجاز في مراحل تطور الجنين
1996/1 s.36-44
-----------------------------------------------------------------

المضغة:

المعنى اللغوي لكلمة مضغة.
كما عرفها الموقع المذكور أعلاه
- مضغة: مضَغَ يمضُغُ ويمضَغُ مَضْغاً: لاك.
وأمضغه الشيء ومضّغه: ألاكه إياه.
والمضغة: القطعة من اللحم.
وقيل تكون المضغة غير اللحم.

وقال الإمام النووي في تهذيب أسماء اللغات: إذا صارت العلقة التي خُلِقَ منها الإنسان لحمة فهي مضغة. وفي أماكن أخرى يشرحون لنا أن معنى كلمة مضغة هو أصغر شيئ يمكن أن تلوكه الأسنان. انظر الرابط التالي، مثلا

المضغة فى اللغة تأتى بمعان متعددة منها ( شئ لاكته الأسنان ) (4) وفى قولك (مضغ الأمور ) يعنى صغارها (5). وذكر عدد من المفسرين أن المضغة في حجم ما يمكن مضغه .

ماذا يعادل طور المضغة من مراحل تطور الجنين برأي الأعجازيين ؟
يقول احد الاعجازيين:
:طور المضغة
يكون الجنين فى اليومين 23-24 فى نهاية مرحلة العلقة ثم يتحول إلى مرحلة المضغة فى اليومين 25-26 ويكون هذا التحول سريعاً جداً ، ويبدأ الجنين خلال أخر يوم أو يومين من مرحلة العلقة اتخاذ بعض خصائص المضغة ، فتأخذ الفلقات (Somites ) فى الظهور لتصبح معلماً بارزاً لهذا الطور . ويصف القرآن الكريم هذا التحول السريع للجنين من طور العلقة إلى طور المضغة باستخدام حرف العطف (ف) الذى يفيد التتابع السريع للأحداث .

ماذا يعادل طور المضغة في مراحل تطور الجنين برأي الأعجازيين؟ يقول لنا الكاتب بموقع الخيمة، اقتباس:
طور المضغة :

يكون الجنين فى اليومين 23-24 فى نهاية مرحلة العلقة ثم يتحول إلى مرحلة المضغة فى اليومين 25-26 ويكون هذا التحول سريعاً جداً ، ويبدأ الجنين خلال أخر يوم أو يومين من مرحلة العلقة اتخاذ بعض خصائص المضغة ، فتأخذ الفلقات (Somites ) فى الظهور لتصبح معلماً بارزاً لهذا الطور . ويصف القرآن الكريم هذا التحول السريع للجنين من طور العلقة إلى طور المضغة باستخدام حرف العطف (ف) الذى يفيد التتابع السريع للأحداث .

و يقولون أيضا:
الشكل (11): الجنين (منظربالمجهرالإلكتروني ومنظر ترسيمي) في اليوم 26 ، لاحظ الشبه مع منظر العلكة الممضوغة بالأسفل، يتحول الجنين من طور العلقة إلى بداية طور المضغة ابتداءً من اليوم 24 إلى اليوم 26 وهي فترة وجيزة إذا ما قورنت بفترة تحول النطفة إلى علقة.

يبدأ هذا الطور بظهور الكتل البدنية (somites) في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين في أعلى اللوح الجنيني، ثم يتوالى ظهور هذه الكتل بالتدريج في مؤخرة الجنين. وفي اليوم الثامن والعشرين يتكون الجنين من عدة فلقات تظهر بينها آخاديد مما يجعل شكل الجنين شبيهاً بالعلكة الممضوغة ، ويدور الجنين ويتقلب في جوف الرحم خلال هذا الطور الذي ينتهي بنهاية الأسبوع السادس.

ويجدر بالذكر ان مرحلة المضغة تبدأ بطور يتميز بنمو و زيادة في حجم الخلايا بأعداد كبيرة أي تكون المضغة كقطعة من اللحم لاتركيب مميز لها وبعد أيام قليلة يبدأ الطور الثاني وهو طور التشكيل (التخلق) حيث يبدأ ظهور بعض الأعضاء ، كالعينين واللسان (في الأسبوع 4) والشفتين (الأسبوع 5) ولكن لا تتضح المعالم إلاّ في نهاية الأسبوع 8 . وتظهر نتوءات الأطراف (اليدين والساقين) في هذا الطور.

وايضا: ويزداد اكتساب الجنين في تطوره شكل المضغة تدريجياً من حيث الحجم بحيث يكتمل هذا الطور في بقية الأيام الأربعين الأولى من حياته، وهذا الترتيب في خلق الأطوار الأولى يجيء فيه طور المضغة بعد طور العلقة مطابقاً لما ورد في الآية الكريمة: {فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً} [المؤمنون: 14].

وينتهي هذا الطور بنهاية الأسبوع السادس. مصدر إعجاز الجنين هذا الرابط،: -- مصدر آخر لإعجاز الجنين

الخلاصة:
أن مروجي النظريات الأعجازية يريدون بشكل أو بأخر أيجاد تطابق للمعنى اللغوي لكلمة مضغة مهما كان الثمنن، فأين. يكمن التلفيق؟

أولا التشابه مع اللحم الممضوغ:
يدعون أنه قيل عن البروفسور مور تشبيهه الصورة المرسومة للجنين ـ بالعلكة الممضوغة . يقولون لنا أن كيس موور أخذ علكة و شبهها بأحدى مراحل تطور الجنين... و أصبحت هذه الصورة تاريخية.... نراها بأماكن عديدة على الوب، كما هو معروض في الصورة ادناه، بالرغم من انه لااحد يقول لنا لماذا خطرت هذه الفكرة برأس موور، وكأن الامر صدفة حسنة. أن الصورة التي قيل أن كيس مور قد أستخدمها للتشبيه و التي يروجون أن بها تغضنات و أنتفاخات تعادل أماكن الأسنان هي رسمات "شيما" تخيلها العلماء لشرح الظواهر المعقدة .

من يريد أن يرى الصورة الحقيقية للجنين بهذه المرحلة ليتفضل بالنظر الى الصورة التالية، حيث تظهر صورة الجنين بالمقارنة مع الصور التخيلية، لنرى مقدار الفرق، وعدم صحة التشبيه في الامر الواقع لا في اللون ولا في التشبيه، حيث نرى بوضوح عدم وجود مايشبه الاسنان او حتى مايجعلها شبيه بالمضغة، ولاحتى من حيث الحجم، إذ ان حجمه حوالي 1 سم .

هذه الصورة الثانية هي لجنين خارج لتوه من عملية جراحية لحمل خارج الرحم، حيث كان قلبه ينبض قبل لحظات، وهو بمرحلة لا تبعد كثيرا عن المرحلة في الصورة السابقة أعلاه،... هل يمكن أن نرى به أي شيء يوحي أنه يشبه اللحم الممضوغ؟

أين هي التبعجرات التي تدفع لتشبيه الجنين باللحم الممضوغ... بالطبع موجودة... لكشفها يجب أجراء التشريح المجهري للجنين.. و ما نراه برسمات كتب الجنين ليس سوى تخيل لما هو التركيب الداخلي للجنين... سنرى بالفقرات القادمة ما هي حقيقة اللحم الممضوغ

أما أن يأتي واحد من بني البشر ليقنعني ـ أنا من درس و شاهد أشكال مئات الأجنّة ـ أن الجنين يشبه الطين أو اللحم الممضوغ فهذا لا يدخل بالعقل ، عمري لم أرى أماكن المضغ التي يتحدث عنها الأعجازيون و بروفسورهم الوقور


بالتأكيد يمكن ان يخطر ببال احدهم أن يشبه الجنين الذي توفي ببطن أمه وعثرت عليه قابلة العصر الحجري، بعد أن أجهضته بالثلث الثاني من الحمل و بعد أن دخل بمراحل التفسخ و التحلل بعد الموت فظهرت به التبعجرات و التفسخات، يمكن أيضا أن أشبهه باللقمة المعلوكة ، هل لأحد أن يعارضني بهذا التشبيه؟ ........ الله بيخلق من الشبه أربعين... و الأسهل من هذا كله شكل ما يخرج من السيدة عندما يسقط حملها... هذا لا يخفى على أحد... و ملايين البشر شاهدوه منذ ظهور الانسان الاول، وليس سراً... و النساء حتى اليوم، عندما يستشرن الطبيب عند حدوث اجهاض عفوي، غالبا ما يستعملن عبارة اللحم.. إذ يقلن " فقدت قطع من اللحم" للتعبير عما حصل لهن.

و بالتالي يمكن ان نقول أن القرآن لم يكذب على الأعرابي عندما قال له أن الجنين ببطن زوجته يمر بمرحلة يشبه بها اللحم... و قد تفقد زوجته قطع اللحم الممضوغ هذا أن سقط حملها... أن قلنا أن القرآن أخبر الأعرابي بشيء واضح للعيان،،، فلا غبار على هذا، و كأنه يقول له ماء البحر مالح و السماء زرقاء.... و لكن أن يأتي البعض يدعون ان هذا حقيقة علمية، وإضافة الى ذلك إعجاز، أنه لعمري تلفيق كبير

في رابط الصورة ادناه تجدون مايمكن ان يكون القرآن قد عناه بالمضغة، و هو ماسقط من سيدة فقدت حملها:

هذا مايمكن ان يخرج من المرأة، ومن الممكن للجميع ان يروه، ،وهو فعلا يشبه اللحم الممضوغ.
السيدة التي فقدت "قطع اللحم الممضوغ" لم تشاهد الجنين بشكله الإنساني الحقيقي الذي قدمنا لكم صورته سابقا اعلاه، وهو نفسه الذي نراه بكتب الاجنة، وشبه بعضهم رسمته بالعلكة. لماذا لم تشاهد الجنين الحقيقي من عظم و لحم؟ أجيب على السؤال:
أما لأن الحمل قد تطور دون جنين... و هذا الغالب،،، أي أنه حمل غير طبيعي.. نسميه بيضة فارغة... و غالبا ما يسقط عفويا... التفسير الثاني،،، أن الجنين بهذه المراحل بالكاد يقاس بعدة مليمترات... و لا يرى بالعين المجردة و ما نراه يشابه اللحم الممضوغ هو بالواقع :المشيمة الأولية.


اختلاف التفسيرات الأعجازية
من أهم مناطق ضعف المحاولات الأعجازية أن تفسيرات الاعجازيين للقرآن بقصد مطابقته مع العلم تختلف من شخص لآخر ومن قراءة الى اخرى، وهكذا يضيع الباحث المحايد ببحر الكلمات
إذا اخذنا مثلا على ذلك قضية النطفة، التي تكلمنا عنها سابقاً، نجد ان تفسير النطفة يختلف من واحد الى آخر، حسب المصلحة، فساعة يفسروها أنها الحوين المنوي... أي السبرماتوزوئيد.... و هذا التفسير هو ما أعتمده مجمع الأطباء العرب عندما أطلقوا كلمة نطفة على الحوين المنوي... و لكن السادة الإعجازيين لا يترددون بإطلاق كلمة النطفة على بويضة المرآة من اجل اغلاق ثغرة أن القرآن الكريم لم يتحدث عن دور المرآة بتشكل الجنين...

و عندما يريدون البحث عن الوجه الإعجازي للآيات التي تتحدث عن استقرار الجنين و تعشيشه تصبح هذه النطفة هي نفسها البويضة الملقحة..

ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ

فما هو الذي أستقر بالقرار المكين، حسب القرآن؟ الحوين المنوي أم البويضة الملقحة؟ هنا نكتشف غياب وجود الخبر المسبق، فليست قطرة الذكر هي التي أستقر... بل جزء مجهري هو الحوين المنوي خرج من القطرة وألتحم مع البويضة، فتشكلت بويضة ملقحة هاجرت خلال النفير ثم عششت بالرحم
هل أخبرت الآية عن شيء من هذا القبيل؟ هل أستبقت العلم بشيء؟، هل اخبرت بشئ لم يكن يعرفه اي راعي من العصور القديمة؟


الكل يعرف أن الذكر يقذف سائله ـ بشكل قطرات دافقة ـ أي نطفة بالمعنى اللغوي لا كمصطلح علمي ... فيخرج منها مولود كامل مخلّق مع عظم و لحم... و أن سقط محصول الحمل قبل نهاية التخليق...، وهو امر ليس بالنادر، ترى المرآة، والناس من حولها بالطبع، ما يخرج منها من قطع دم تشبه العلق و من قطع مشيمة تشبه اللحم الممضوغ،... لذلك فأن الاية تقدم لنا صورة واضحة :
نطفة ـ أي بالمفرد ـ فعلقة . فمضغة...تماما كما هو الامر مع مشاهدة المرء الممكنة في الظروف السابقة الطبيعية بعيدا عن العلم لم تقل الاية نطفتان و لا نطفة ممتشجة و لا غيره، مما لايمكن معرفته بصورة بديهية وطبيعية.

النقطة الأخرى التي نرى بها تنوّع التفسيرات، هي ان العلقة أحيانا يجري تفسيرها على انها الدم المتجمد و أحياناً اخرى دودة العليق (سنعود لموضوع العلقة بفقرة مفصّلة)

و النقطة الثالثة التي تختلف فيها التفسيرات هي الظلمات الثلاثة... إذ بعضهم يدعي أنها المبيض و النفير و الرحم و البعض الأخر يفضلها ان تكون الرحم و المشيمة و الأغشية الجنينية، فأين هي الحقيقة بين مجمل هذه الادعاءات المتناقضة؟

---------------------------------------------------------------------------

وكسونا العظام لحماً

مدخل:
في تعبير بقسم " المضغة" السابق، قلت و بشكل عفوي "جنين من عظم و لحم"، هل فهم أحدكم أن المقصود من هذه العبارة أن العظام تظهر قبل اللحم؟
ما يقوله القرآن "و كسونا العظام لحما" يدفعنا للظن بأنه يريد أخبارنا بأن العظام تنشأ قبل اللحم، و لكن من منكم يثق بهذا التفسير، الكثيرين لأن العبارة واضحة.
لا أريد أن أقول أن عناك خطأ علمي بالقرآن من خلال إثبات أن اللحم يظهر قبل العظم، أولا لأن القرآن ليست مهمته أخبارنا بالحقائق العلمية، كما انه لم ينزل ليخبر الدارسيين لعلم الجنين عن ماالذي ظهر قبل الآخر. إن مهمة القرآن الوحيدة هو توصيل رسالته بتعابير ومفاهيم مفهومة للانسان المُخاطب وليس المتخصص. ما يدفع للتساؤل، من الناحية المهنية هو لماذا قال القرآن أن الجنين يتحول من علقة، الى مضغة أي لحم؟ اي بمعنى أخر لماذا يجب أن ينقلب اللحم الممضوغ الى عظم ثم يجب ان يكسى هذا العظم باللحم؟
اسباب الحيرة ان الامر برمته لايجري في الواقع على هذا الشكل، على الاطلاق.

ترى النساء منذ العصر الحجري أن الجنين الساقط في فترات مبكرة من الحمل له شكل خثرات دموية ،، و بالمراحل التالية يصبح بشكل لحم ممضوغ، دون ان يعلموا ان مايروه هو بالواقع المشيم، و لكن عندما يسقط الجنين في مراحله الاخيرة فهو دائما من عظم و لحم دون أن ندري ايهما ظهر قبل الآخر. من المستحيل ان رآى احد من البشرية، جنين يسقط أو حتى جنين ببطن أمه وهو من عظام لم تكسى باللحم.

هنا تبرّى الأعجازيين و قالوا أن العظام تظهر قبل العضلات... " سيأتيكم الإثبات عن خطأ هذه المقولة فيما بعد" وهم يقومون بذلك فقط تحت ضغط المعنى اللغوي الظاهر لعبارة " و كسونا العظام لحما" لعجزهم عن التفكير بالغاية الربانية من هذه العبارة إضطرار الإعجازيين للإصرار على أن العظام ظهرت قبل اللحم لا يملكون عليه اي دليل حسي يظهرونه لعامة البشر من اجل ابهارهم، و لذا غالبا ما نرى ان المواقع الأعجازية تمر على هذه النقطة مرور الكرام، وكأنها لم تكن، بالرغم انها في جوهرها تشير بوضوح الى ان القرآن لم ينزل ليقدم لنا إعجازات علمية، وان حشر الاعجاز العلمي في القرآن يضر بالدرجة الاولى القرآن نفسه.

نرى هذا الامر بوضوح في الموضوع الذي يقدمه موقع الخيمة مثلا، فبعد أن قام كاتب المقالة بتحديد متى تبدأ وتنتهي مرحلة العلقة باليوم و بالتفصيل المريح وقام بنفس التفصيل بتحديد مرحلة المضغة نجده يضطر الى الاختصار في العظام، ليقول" تأتي مرحلة العظام فهي تبدأ بعد مرحلة المضغة ... و بالكاد تظهر العظام فهي تكسى بالعضلات ......" هكذا دون تحديد لأي تاريخ .... هذا وحده يكفي ليظهر أنه لا يوجد بالأمر اي إعجاز. التفسير المنطقي أن أحداَ من دارسي الجنين لم يستطيع أن يجد الجنين بمرحلة العظام قبل أن يكسيها اللحم، ببساطة لان هذه المرحلة لاتوجد اصلا.

ظهر الجنين ودبت فيه الحياة منذ أن تمت عملية الالقاح الخلوي ليبدأ الانقسام الخلوي بالتزايد من خلية لخليتين .ثم لأربعة لثمانية و هكذا دواليك. حتى الان فأن الله سبحانه وحده من يدري أية كتلة خلوية ستعطي المشيمة وأيها العظام و أيها ستعطي العضلات و أيها الدم وايها ستقدم سوائل الجنين وأيها المخ و باقي الأحشاء. تنشئ جميع أعضاء الجنين بشكل متزامن و متوازن، بحيث من الصعب القول متى نشأت خلايا اللحم ومتى نشأت خلايا العظام، ويبدأ قلب الجنين بالنبض و عمره بين الأسبوع الرابع الى الخامس و طوله حوالي 5 ملم ، يمكن للأجهزة الحديثة أن تسجل هذا النبض قبل أن ينمو بالجنين أي نسيج قاسي. هذا لا يعني ان الخلايا الجذعية الام التي ستعطي العظام ليست موجودة. منذ البدء تنشأ في الخلية مجموعات من الخلايا بعضها سيعطي العضلات و بعضها سيتحول الى نسيج غضروفي رخو يحدث به فيما بعد ظاهرة " التعظّم " بشكل بؤر متفرقة تتصل ببعضها و تعطي العظام .

من يظهر قبل الآخر، العظم أما اللحم؟ هل للعظام الأسبقية بالظهور على اللحم؟ ما هي حقيقة الأمر؟ بعد هذه المقدمّة سنحاول تفنيد الآمر فقرة فقرة بإذن الله، و لنبدأ بتحديد المعنى اللغوي للعظام و المعنى اللغوي للحم..


العظام و اللحم

من يظهر قبل الآخر، العظم أما اللحم؟

يقول الله تعالى: " و كسونا العظام لحما", تتميز هذه الآية بإعطاء الإنطباع أن للعظام الأسبقية بالظهورعلى اللحم... و قيل عن هذه الآية :هذه الايه اما ابيض او اسود...ربماهي الاية الوحيدة في القران التي ليس فيها تأويل ولا تحليل ولا معاني خفية ولا دلالات مبطنة ولا أمور غيبية غير معروفة...العظام قبل اللحم ،فهل حقا كان هذا ماعاناه الله؟ بالتأكيد سيصعب علينا ان نحصل على جواب مباشر، واما مايخص العلم فأن جوابه حتى الان قاطع: لا؟.

إذن ماهي حقيقة الامر؟ لو بحثنا بالقواميس عن المعنى اللغوي للعظام و العضلات نجد:
عظام :قَصَبُ الحَيَوانِ الذي عليه اللَّحْمُ
كسى:كَرَضِيَ‏:‏ لَبِسَها، كاكْتَسَى‏.‏ وكساهُ‏:‏ ألْبَسَه‏
لحم:.. اللَّحْمَةُ‏:‏ القِطْعَةُ منه، ولَحْمُ كُلِّ شيءٍ‏:‏ لُبُّهُ

و الآن ماذا يوافق العظم و اللحم ككلمات قرآنيّة مع العناصر التشريحّية؟ هذا السؤال جرّ عليه نقاشات طويلة... بالواقع لا أعتقد ان المقصود بالعظام واللحم بالكتاب المنزّل له علاقة بالشأن العلمي، فجملة لوحدها لا تشرح علم الجنين و لا تفسر كيف يتطور هذا الكائن الفريد. ومهما تعمقنا في التفكير لربط تعبيرات القرآن عن العظام، لن نصل الى مقصود واقعي: هل المقصود هو الغضاريف، هل هو العظام الكاملة ، هل هو الخلايا الأولية التي ستعطي العظام وتفصله عن اللحم . ثم ماذا عن اللحم؟ هل هو كل شيئ رخو بمافيه الكتلة الرخوة التي سينشأ عنها العظام؟ هل هو العضلات، أي عضلات؟

و بالمعنى العامي ما هي العظام و ما هي العضلات؟ إذا ذهبنا الى الجزّار و طلبنا منه عظمة لأعطانا شيء قاسي سماه عظمة، وجميعا متفقين على سماتها وخصائصها. و لو طلبنا منه لحمة لأعطانا شيئ رخو هو العضلات ، فهل للأية الكريمة معنى يختلف عن المعنى الدارج للعظام و للحم ؟ إن كان العظم و اللحم بالآية هو نفسه العظم و اللحم الذي يتعرف عليه اللحام فيستحيل تطابق الآية مع الواقع العلمي، لأستحالة أيجاد مرحلة من مراحل الجنين يمكن أن نراه بها عظما لم يكسى بعد.

منذ قديم الزمان لا بد أنه وجدت قابلة تفحصت ما يخرج من أحشاء المرأة بعد أن يحصل عندها أجهاض عفوي . وحتى و لو قبلنا جدلا أن العظام الجنينية هي بالواقع الغضاريف، علما أن العظم هو شيئ قاسي و الغضروف رخو، فلا توجد مرحلة يمر بها الجنين و هو مؤلف فقط من الغضاريف التي لم تكسى باللحم بعد. لذلك لا بد لمروجي النظرية الإعجازية من طريقة يأولون به العظام بشيء آخر ، خصوصا وانهم عباقرة التآويل، للخروج من المعضلة بطريقة لها القدرة بالمحافظة على المشجعين والزبائن.

لننظر بماذا يفسر الأعجازيين العظام و بماذا يفسرون اللحم حتى يصلون الى تتطابق النص القرآني مع الواقع الجنيني القائم على المعرفة الحديثة. الأعجازيين يدعون أن قصد الله من تعبير العظام هي الخلايا التي ستتطور لعظام، غير ان هذا ايضا لايتطابق، إذ و حتى لو رجعنا الى مرحلة الخلايا الاولية فحتى الخلايا الغضروفية لا تنشأ قبل الخلايا العضلية، قد نكتفي بهذا الامر و نقول أن الأية لا تتوافق مع العلم، وبالتالي لم يكن " قصد الله" علمياً و لكن هل سيقتنع الأعجازيين الذين صادروا حكمة معرفة "قصد الله"؟
هنا نقدم مقتبسات من نصوص الاعجازيين، أنظروا ماذا يقولون. و تصل قمة التمادي بتفسير المعني القرآني للعظام بإطلاقه على الشكل.

تأملات من القرآن والسنة:

إن مصطلح العظام الذي أطلقه القرآن الكريم على هذا الطور هو المصطلح الذي يعبر عن هذه المرحلة من حياة الجنين تعبيرًا دقيقًا يشمل المظهر الخارجي، وهو أهم تغيير في البناء الداخلي وما يصاحبه من علاقات جديدة بين أجزاء الجسم واستواء في مظهر الجنين، ويتميز بوضوح عن طور المضغة الذي قبله، قال تعالى: "فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (المؤمنون: 14).

وتكَوُّن العظام هو أبرز تكوين في هذا الطور؛ حيث يتم الانتقال من شكل المضغة الذي لا ترى فيه ملامح الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز أياما قليلة خلال نهاية الأسبوع 6 (ولهذا استعمل حرف العطف "ف" الذي يفيد التتابع السريع)، وهذا الهيكل العظمي هو الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي بعد أن يكسى باللحم (العضلات) وتظهر العينان والشفتان والأنف، ويكون الرأس قد تمايز عن الجذع والأطراف، وهذا مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مرّ بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا ربّ أذكر أم أنثى؟" صحيح مسـلم. بعد أن يمر على النطفة 42 ليلة (6 أسابيع) يبدأ التصوير فيها لأخذ الشكل الآدمي بظهور الهيكل العظمي الغضروفي، ثم تبدأ الأعضاء التناسلية الظاهرة بالظهور فيما بعد (الأسبوع 10) .
وفي الأسبوع السابع تبدأ الصورة الآدمية في الوضوح؛ نظراً لبداية انتشار الهيكل العظمي، فيمثل هذا الأسبوع (ما بين اليوم 40 و45) الحد الفاصل ما بين المضغة


مايقولونه عن : طور العظام:

مع بداية الأسبوع السابع يبدأ الهيكل العظمي الغضروفي في الانتشار في الجسم كله، فيأخذ الجنين شكل الهيكل العظمي وتكَوُّن العظام هو أبرز تكوين في هذا الطور حيث يتم الانتقال من شكل المضغة الذي لا ترى فيه ملامح الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة،

- طور الكساء باللحم:
يتميز هذا الطور بانتشار العضلات حول العظام وإحاطتها بها كما يحيط الكساء بلابسه. وبتمام كساء العظام بالعضلات تبدأ الصورة الآدمية بالاعتدال، فترتبط أجزاء الجسم بعلاقات أكثر تناسقاً، وبعد تمام تكوين العضلات يمكن للجنين أن يبدأ بالتحرك.

وفي موضوع خلق الانسان:

فخلايا العظام هي غير خلايا اللحم، وقد ثبت أن خلايا العظام تتكون أوَّلاً في الجنين، ولا تُشاهد خلية واحدة من خلايا اللحم إلا بعد ظهور خلايا العظام، وتمام الهيكل العظمي للجنين.

الردود المرتكزة على المنطق

الرد الأول: الخبرة الذاتية
أنه ـ و كما ذكرنا أعلاه ـ أحد لم يرى جنين و هو من عظام لم تكسى بعد أي قبل أن تصل إلى مرحلة العظم المكتسي باللحم

الرد الثاني: الضعف من ناحية التسلسل الزمني

و عندما نراهم يفسرون و يحددون باليوم و بالتفصيل المريح متى تبدا و تنتهي مرحلة العلقة و مرحلة المضغة نجد ان فصاحتهم فجأة تنتهي عندما تأتي مرحلة العظام إذ يفترض انها تبدأ بعد مرحلة المضغة، حسب النص المقدس الذي يراد إلباسه للعلم. و بالكاد تظهر العظام، حسب إدعائهم، تكسى بالعضلات، دون ان يكلفوا انفسهم بتحديد أي تاريخ، هذه المرة. التفسير المنطقي لسلوك الاعجازيين الغريب معرفتهم أن أحداَ من دارسي الجنين لم يستطيع أن يجد مرحلة العظام قبل أن يكسيها اللحم . ومن المثير انهم يذكرونا بأن حتى الحديث النبوي قد آنبئنا كم تدوم فترة النطفة و فترة العلقة و فترة المضغة، فهم يسارعون لسرد الاحاديث التالية:
‏حدثنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو الصادق المصدوق ‏ ‏إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك ‏‏ علقة ‏ ‏مثل ذلك ثم يكون في ذلك ‏ ‏مضغة ‏ ‏مثل ذلك. رواه مسلم في القدر
لكنه هنا ايضا لم يجري تحديد كم تدوم فترة العظام... و قيل أنه يمكن تفسير هذا الحديث بأحتمالين:
وظاهر الحديث يحتمل احتمالين، اما ان تكون كل عملية تتم في اربعين يوم، او ان كل العمليات تتم في الاربعين يوم الاولى

ينمو الجنين خلية فخلية و تتطور أجهزته بشكل متدرج و متكامل حتى يأخذ الوليد الشكل الذي نعرفه أجمعين ، من منّا يلمس رأس الوليد سيلاحظ أن عظام الجمجمة لا تأخذ شكلها النهائي سوى بعد أسابيع من الولادة و من منّا أستطاع دراسة العظام بالأشعة سيلاحظ أن العظام الطويلة تتابع نموها حتى بعد الولادة و لا تأخذ شكلها النهائي ألا بعد البلوغ، وبالتالي فأن نموها المتأخر هو احد اسباب الانتهاء المتاخر .

من نشأ وتشكل قبل الأخر اللحم أم العظام ؟
القلب يبدأ بالنبض و طول الجنين بالكاد 3 مم، نبض القلب يحتاج لنسيج عضلي. لذلك تتبرعم الأطراف بنسيج رخو أولا و تظهر بالجنين الحركات الأولى قبل ان تظهر الأنسجة العظمية للأطراف . الا يكفي هذا ايضا ليثبت أن اللحم نشأ قبل العظم، وبالتالي حتمية ظهور اللحم اولا؟


"طبيب" أقترح أن اللحم المقصود بالكساء هو العضلات الهيكلية ، و كأننا عندما نذهب لنشتري قلوبات الخروف، فأننا لا نشتري لحم... و طبعا لا نشتري عظم. يقول: عموما ساقول لك شيئا جميلا و سهلاً :
1- لن تجد اي عضلة هيكلية تتطور قبل تعظم العظمة الممسكة بها لأن العضلات تعتمد في وظيفتها علي العظام اما العظام فلا تعتمد علي العضلات في أداء وظيفتها.
2- اللحم ليس اي نسيج رخو... لا تستطيع ان تعتبر لاالكبد ولا الكلية ولاالرئة ولاالقلب ولا الدماغ لحوما ًثم انه حتي اذا اعتبرتها، فلكي تكون هي المعنية ينبغي عليك ان تثبت انها تكسي عظاماً لأن كل هذه الاعضاء تكون مغطاة بأغشية. فقط العضلات الهيكلية هي التي تتصل مباشرة "تكسوا" العظام، وبالتالي وحدها المقصودة.

فالحجة التي أستند عليها ليثبت أن العظام تتطور قبل اللحم أن العضلات يجب أن تمسك بشيء حتى تتطور، وانطلق من ان الآية تعني فترة كمال الجنين، أي عندما يكون له شكل ليستنتج أن العضلات الهيكلية هي المعنية بكلمة لحم بالآية، لأن العضلات الهيكلية هي ما يعطي شكل الجنين.
يقول:"ولماذا اختار هذا الحدث بالذات؟ ماهي اهمية العظم واللحم و كل هذا؟ الايات من أولها الي اخرها تتعامل مع Morphology of the body, لاحظ ان العظام والعضلات الهيكلية فقط هي المسؤلة عن قيام الجسم وشكلة. إذاً احداث مثل تطور القلب أو تطور الجهاز الهضمي هي احداث هامشية هنا".

هذا الامر يعيدنا الى سؤالنا الاصلي: من هو الأول، العظام أم اللحم؟

حتى يعطي الاعجازي للعظم الأسبقية بالظهور في مراحل تطورالجنين، و حتى يمكن القول أن العظم يكسى فيما بعد باللحم يضطر الإعجازي للتمسك بأن اللحم المقصود هو فقط العضلات الهيكلية التامة النضج، وأن العظم المقصود هو ظاهرة التعظّم أي Osification وهو بأختصار, تحول نسيج رخو، غالبا الغضروف، الى نسيج قاسي نتيجة تطور خلايا العظام. يقول:" طبعاً ليس أي لحم ولكن العضلات الهيكلية، لاعتبارها هي اللحم الوحيد المسؤول عن قيام الجسم وشكلة. اكرر ان العظام تظهر قبل أن تكمل العضلات نضوجها... العضلات تنهي تطورها architecre,nerve supply, بعد ان تنتهي العظام من التعظم".

لم يقصر ناقضي النظريات الأعجازية بالرد، فمثلا أستغرب البعض كيف للمضغة، و هي لحم، بموافقة الاعجازيين انفسهم، أن تتحول الى عظم ثم تأتي مرحلة أخري يكسى بها هذا العظم بلحم آخر. و كذلك تسائل البعض الأخر عن لحم الكبد، فهو لحم و لكنه عير عضلي. و عرضت أيضا بعض الأمثلة عن عضلات تعمل دون ارتكازها على عظام، مثل عضلة القلب، و عضلة اللسان و عضلات العجان. و بعد عضلات العين، كلها عضلات لاتحتاج الى عظم. كلها يعتبرها العوام لحما و يشتروها تحت هذا الاسم. ما عدى من أدعى أن مقصود الله باللحم، حسب الآية القرآنية، هو العضلات الهيكلية حصراً. و نتساءل إذن عن الجلد، من حيث انه ليس عظم، فهل هو من فئة اللحم؟ مع أن دوره بالإكساء دور أساسي.أين هو موقعه بالآية؟ هل يأتي قبل العظم أيضا حتى يتم معنى الإكساء؟ و كذلك الشحم و الأعصاب و الشرايين إذ انها كلها تشارك في عملية إكساء العظام، فهل ظهرت قبل العظام أم بعدها؟

من المثير ان القرآن قد استعمل كلمة اللحم سابقاً إذ ذكر:
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ

فهل المقصود بلحم الخنزير هو العضلات الهيكلية فقط دون غيرها؟ يعني وحسب تعريف اللحم الاعجازي فأن المقصود باللحم هو فقط العضلات الهيكلية، فهل يمكن أن نقول أن أحشاء الخنزير و قلبه و كبده غير مشمولة بالتحريم لأنها ليست عضلات هيكلية، أي ليست لحم ام ان هذا التعريف مرتبط بحاجة الاعجاز ومقاصده يرفعوه عندما يناسبهم ذلك فقط؟
و لا بد من أن نمر على الآية التي تتحدث عن أعادة التخليق و لنرى التشابه مع التخليق.

هناك قصة في القرآن عن رجل مر بقرية خاوية على عروشها فقال كيف سيحيي الله هذه القرية بعد موتها ، فما كان من الله إلا أن امتثل لتساؤلات هذه الرجل الوجودية و قرر أن يريه آية ، فأماته مائة عام ، فأحياه فسأله كم لبثت ؟ دعونا نقرأ الآية : (2:259)
فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ما يهمنا هنا هو الحمار الذي كان عبارة عن هيكل عظمي، فأنشز الله عظامه – ابن كثير يقول أنه نصب الحمار هيكلاً عظمياً، ثم كساه باللحم ، و الكساء هنا لا يكون فقط بالعضلات الهيكلية، بل بكل الأنسجة الطرية فلو قارنّا هذه الآية أي أية أعادة التخليق بأية تخليق الجنين سنجد ان معنى الكساء بالعضلات الهيكلية للغضاريف الأولي والتي ابتدعها اتباع النظريات الأعجازية سيسقط حكما و سيستحيل مطابقة الآية مع الواقع العلمي...

و باختصار فأن فكرة طارح هذه النقطة أن الآية تفهم الإعرابي أن الجسم هو من صلب و رخو. و عندما يموت فأن الرخو يذهب و يبقى الصلب، و عند إعادة التخليق يأتي القادر على كل شيء و يكسو الصلب بالرخو. تماما كما كسا عظام الحمار باللحم ، أي بكل ما هو رخو.

و بالتالي يمكن أن نستنتج أن هدف الآية ليس تدريس علم الجنين و لا اكتشاف أن العظم يظهر قبل العضلات الهيكلية, بل هدفها بسيط جداً، حيث انه موجهة الى المتلقي العادي مثل عقل الأعرابي، لتخبره أنه يخلق من عظام يكسوها اللحم، وبالتالي فهي ليست موجهة للمختصين على الاطلاق. و لا تهدف الى إعلام علماء الجنين أن العظم يظهر قبل اللحم و لا تريد استباقهم لهذا الكشف..فهل أكتفى مروجي الأعجاز بهذا؟

و عندما يتمادى الأعجازيين يقولون أن المقصود بالعظام هي الخلايا التي ستتطور لعظام، غير ان هذا هراء إذ حتى الخلايا الغضروفية لا تنشأ قبل الخلايا العضلية، أن الخلايا الغضروفية إن ظهرت بنفس الوقت مع الخلايا العضلية فهي لن تسبقها ابداً. و لا توجد في مراحل تطور الجنين مرحلة يكون فيها العظام وحيداً ولا حتى في شكل الغضاريف التي لم يكسوها اللحم و الجلد بعد. إن اصرار الاعجازيين يجب البحث عن اسبابه بعيدا عن العلم.

الكاتب: محمد السوري

مصدر الموضوع في موقع الذاكرة - قسم الاعجاز

----------------------------------------------------------
مواضيع ذات علاقة في المدونة

فهرس مواضيع المدونة حول الأجنة بين العلم الحديث ونصوص القرآن

4 تعليق(ات):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

ملاحظة: المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها