تم دحض النبوءة المتعلقة بمكان المعركة الذي يزعم الإعجازيون أن القرآن قد أشار إليه في موضوع أدنى ليس معناها أخفض إلا في معجم زغلول النجار
أما هذا الموضوع فهو يعرض تفسيرا جديدا لقراءة مقترحة لهذا النص القرآني معتمدا على إشكالية تفسير القراءة المعتمدة إسلاميا وتفنيد الإعجاز المزعوم وبيان تفسيرات القراءة المقترحة لهذا النص وتقديم سبب معقول لعدم تبني المسلمين لهذه القراءة وبصورة تتفق مع الأحداث التأريخية اللاحقة
النص القرآني:
غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء
بيان إشكالية قراءة نص النبوءة ومزاعم إعجازها (التنبؤ بهزيمة الفرس على يد الروم في بضع سنين)
لكي يصح ادعاء الإعجاز للنبوءة المفترضة يجب أن تتحقق ثلاثة شروط لم يتحقق منها ولا واحد كما سنرى:
أولا: أن تكون النبوءة واضحة ولا يحتمل نصها قراءات أو تفسيرات اُخرى
ثانيا: عدم وجود إشكالية بالتفسير الاعجازي للنبوءة
ثالثا: إثبات أن التنبؤ معجزة (أي أمر خارق لقوانين الطبيعة) وليس أمرا محتملا
الاشكال (1): عدم وضوح النبوءة واحتمال نصها قراءات وتفسيرات اُخرى
الإشكال (1-1) عدم إمكان تحديد زمن النزول المفترض للنص
مقتبس من الزميل The Sage
ملاحظة حول روايات المعجزات المفترضة
وبالنسبة لرواية الترمذي رهان أبي بكر للمشركين بتحقيق الروم نصرا على الفرس فإن الترمذي نفسه روى حديثا آخر ناقض الحديث الأول حيث أخبر أن النص القرآني قد نزل بعد نصر الروم وليس قبله وحَكَمَ الترمذي على الحديثين بنفس الحُكم، لكن لو افترضنا جدلا صحة رواية النبوءة عند أهل الحديث سندا وضعف الاُخرى فإن المعجزة لا يمكن أن تكون حجة على الناس بخبر آحاد ظني الثبوت فمدار الإعجاز على الدليل القطعي (اليقيني) ولا حجة على المرء في عدم التصديق بما دونه، وهذا باب كبير تدخل فيه كل الروايات التي تدعي معجزات حسية لنبي الإسلام من نبع الماء من أصابعه وحنين الجذع له وتكثيره للطعام وشقه للقمر ولا قيمة لمزاعم "التواتر المعنوي" لتلك الروايات فإنه لا مشترك بين تفاصيل الأحداث التي تزعم وقوع معجزة حسية لنبي الإسلام رغم أن القرآن نفسه يقول بأن الله قد منعه من إرسال الآيات "أن كذّب بها الأولون"(الإسراء: 59) وهذا نص على عدم وجود معجزات حسية لنبي الإسلام، ونقل القرآن أوثق من الروايات التي دوّنت بعد ذلك، فروايات الكتب الستة لم تدوّن إلا ابتداءا من القرن الثالث الهجري مما يجعل من اليسير جدا اختراع روايات عن قدرة نبي الإسلام على إحداث معجزات!
وكذلك لا حجة لمزاعم حدوث المعجزات الحسية الخارقة للطبيعة على يد موسى مثل شق البحر أو المسيح مثل القيامة بعد الموت وغيرها من الروايات التي قد يُزعم لها الثبوت بالتواتر.
الإشكال (1-2) قراءات وتفسيرات اُخرى للنبوءة المفترضة
في النص القرآني قراءتان، قراءة المبني للمجهول بضم الغين وكسر اللام "غـُلِبت الروم" وهي القراءة التي يعتقد أكثر المسلمين اليوم بتواترها وقراءة المبني للمعلوم بفتح الغين واللام "غـَلـَبت الروم" وهي القراءة التي رواها الترمذي بسند حسن غريب.
القراءة الثانية شاذة والشذوذ في مصطلح قراءات القرآن ليس كالشذوذ في مصطلح الحديث فالشذوذ حين يطلق على القراءة يراد به عند جمهور الاصوليين لا سيما المتأخرين منهم أي قراءة غير متواترة أما الشذوذ في مصطلح الحديث فهو يشير إلى ضعفه.
اقتباس:
أمثلة
إن بعض القراءات السبعة يقرأ "وما انزل على الملـَكين ببابل" بفتح لام الملكين (أي من الملائكة) بينما تـُقرأ في قراءات اُخرى الملـِكين بكسرها (أي من الملوك)
كما إن بعض القراءات السبعة يقرأ "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنيأ فتبينوا" بينما تـُقرأ في قراءات اُخرى فتثبتوا
وإن نظرنا محاولين ايجاد اي تفسير لهذه الاختلافات يتفق مع تواتر هذه القراءات لن نجد، ولن يمكننا تفسير ذلك منطقيا الا كنتيجة لعدم شكل ونقط المصحف في عهد عثمان حيث لم يكتمل ذلك الا في القرن الثاني الهجري على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي
في الواقع نستطيع أن نستنتج من اختلافات قراءات القرآن أن ما يسميه المسلمون "قراءات" هي في الواقع قرائين متعددة بسبب عدم وجود نقط ولا شكل في المصاحف العثمانية التي تختلف هي الاخرى فيما بينها حتى أنهم زادوا في المصحف المكي بخلاف المصاحف الاخرى في سورة التوبة حرف "مِن" في قوله "تجري مِن تحتِها الأنهار" وهي قراءة ابن كثير المكي بخلاف جميع القراءات الاُخرى التي تقرأ "تجري تحتـَها الأنهار" !.
ببساطة هذه هي النصوص القرآنية التي يعتقد أكثر المسلمين بإعجازها..
عن اشكاليات جمع القرآن يمكنكم مراجعة تأريخ جمع القرآن وعن نقد مزاعم تواتر القراءات القرآنية مراجعة القرآن ليس متواترا.
الاشكال (2): إشكالية القراءة السائدة (القرآن يقرّ المؤمنين على الفرح بنصر الروم!)
كيف يمكن أن يبشـّر القرآن المؤمنين المسلمين بالفرح بانتصار الروم الذي أسماه "نصر الله" وهم من سيقتلون فيما بعد رسول محمد اليهم ثم يقتلون من قادة المسلمين ابن عم النبي جعفر بن ابي طالب وحب النبي اسامة بن زيد وكذلك ابن رواحة وغيرهم من المسلمين في معركة مؤتة عام 629 ميلادية؟!
لو فرضنا جدلا صحة هذه القراءة المعتمدة لدى المسلمين فإننا لن نجد تفسيرا لهذا الفرح بانتصار الروم إلا أنّ محمدا كان يجهل وقتها ما سيجري بين المسلمين وبين الروم في المستقبل لكن هذا التفسير يقدح بالنبوة ولن ينفع مخرجا للقرآن هو الآخر!
إن القرآن يقول "لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم" ويقول "لقد كفر الذي قالوا ان الله ثالث ثلاثة" فكيف يمكن للقرآن أن يقرّ فرح المؤمنين المسلمين بنصر الكافرين بدين الإسلام والذين سيدخلون فيما بعد معارك ضد المسلمين يسفك بعضهم دماء بعض سواء في مؤتة أو اليرموك أو غيرها من المعارك؟!
أدناه حديث رواه البخاري ومسلم يشير الى حزن المسلمين على قتلاهم الذين سقطوا في معركة مؤتة عام 629 على يد الروم:
اذن لا بد ان نقول ان النص القرآني يعني بنصر الله نصر المؤمنين (أي نصر المسلمين) على الروم وليس نصر الروم على الفرس وبذلك يكون وقت النص القرآني هو بعد غلبة الروم وأن القراءة الصحيحة هي غـَلـَبت الروم بفتح الغين واللام
الإشكال (3): التنبؤ ليس معجزة (أي أمر خارق لقوانين الطبيعة) بل أمر محتمللو فرضنا جدلا أن نبوءة ما قد تحققت فهذا ليس أمرا خارقا لقوانين الطبيعة بل إن أي نبوءة ممكنة هي قابلة للتحقق، يمكنكم مراجعة موضوع التنبؤ النبوي وتنبؤات دافنتشي ونوستراداموس، أيهما الإعجاز، وكذلك موضوع أبيقور أم محمد، أيهما الإعجاز
إن احتمال تحقق نصر المسلمين على الروم أو نصر الروم على الفرس احتمال وارد كما يجب أن ننظر إلى الجانب الآخر من الموضوع وهو أن عدم تحقق النبوءة لن يضر كثيرا لأن محمدا كان كبير السن وقت تأليف النبوءة وكان من المتوقع أن يموت قبل اكتمال بضع سنين (أكثرها عشر سنين) ويفلت من التساؤل رغم أنني أشك كثيرا أن إيمان أتباعه المسلمين بالجنة والنار لن يمنعهم من امتلاك الشجاعة الكافية لمحاسبته في حال فشل النبوءة، وقد مات محمد بالفعل بعمر 63 عاما وذلك سنة 632 ميلادية قبل عدة سنين من غلبة الروم على الفرس والتي تمثل التفسير السائد لدى المسلمين للنبوءة، أي حتى لو فرضنا عدم تحقق انتصار الروم فلن يمكن لأحد محاسبة محمد لأنه سيكون قد مات وقتها، ولو كان ما يزال حيا لما امتلكوا القدرة على محاسبته ولأسكتهم بنص قرآني "إلهي" جديد يخصص النبوءة أو يعطي تبريرا لعدم تحققها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن المسلمين كانوا قبل ذلك قد سألوا محمدا بعد خسارتهم يوم احد عن سبب الهزيمة رغم أن الله قد وعدهم بالنصر فرد محمد اعتراضهم عليهم بقوله قرآنا "قل هو من عند أنفسكم" واستمر الصحابة على السمع والطاعة كالعادة!
غـَلـَبت الرومُ وهم من بعد غلبهم سَيـُغلـَبون - التفسيرات الجديدة لهذه القراءة
والآن نقدّم تفسيرين جديدين للقراءة المقترحة حيث يكون وقت تأليف النص حسب التفسير الأول هو عام 629 (حين كان محمد بعمر 60 عاما) وحسب التفسير الثاني عام 627 (حين كان محمد بعمر 58 عاما)ولن يكون محمد حيا عند انتهاء زمن تحقق النبوءة إلا أن يكون بعمر 70 أو 68 سنة على التوالي
التفسير الأول (غـَلـَبت الرومُ المسلمين وهم من بعد غلبهم سيُغلـَبون .. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "أي نصر المسلمين")
إن اخذنا بنظر الإعتبار أن "الفرس" غير مذكورين في النص القرآني فمن الممكن أن يكون محمد قد ألـّف النص القرآني بعد انتصار الروم على المسلمين في معركة مؤتة عام 629 (كما اقترح الزميل الغريب) معتمدا على المصادر البيزنطية التي تؤكد خسارة المسلمين للمعركة وكذلك الروايات الإسلامية التي تذكر قتلى المسلمين.
مما يؤيد هذا التفسير أننا نتوقع أن يكون محمد والمسلمون بحال سيئة بعد خسارة المسلمين للمعركة وكما تبين الرواية التي ذكرناها في الموضوع وهكذا لن يكون لدى محمد الكثير ليخسره وربما رآى محمد تلك المغامرة بوعد المسلمين بالنصر أمرا ملحا لرفع معنويات المسلمين سواء تحقق هذا الوعد أو لم يتحقق، وفي كل الاحوال إن بقي حيا حتى ذلك الوقت فسيكون بإمكانه تأليف نص قرآني يعتبره المسلمون تبريرا إلهيا لعدم تحقق النبوءة كما أسلفنا.
التفسير الثاني (غـَلـَبت الرومُ الفرسَ وهم من بعد غلبهم سيُغلـَبون .. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "أي نصر المسلمين")
هذا التفسير هو الذي أرجّحه حيث يمكّننا من معرفة سبب عدم نقل المسلمين لقراءة "غـَلـَبت الروم" بالفتح حتى أصبحت قراءة شاذة غير معتمدة عند أهل القراءات.
وفق هذا التفسير فإن تأليف هذا النص القرآني قد تم عند غلبة الروم على الفرس أو ظهور بوادر تلك الغلبة كما إن وعد محمد بنصر الله كان للمؤمنين (أي المسلمين) على الروم لا غلبة الروم على الفرس كما هو شائع نتيجة القراءات القرآنية المعتمدة لدى المسلمين.
لنقرأ هذا الحديث:
أولا: عام 627
بعد هزيمة الفرس على يد الروم ألف محمد (غـَلـَبت الروم) وبشَّر محمد المؤمنين (أي أتباعه المسلمين) بالنصر على الروم
اقتباس من Wikipedia:
ثانيا : عام 629
بعد سنتين من وعد محمد للمسلمين بالنصر على الروم خسر المسلمون على يد الروم في معركة مؤتة عام 629 لكنهم لم يعترفوا بالهزيمة لأن الله (أي محمد) كان قد وعدهم بالنصر على الروم في بضع سنين) فكيف يعترفون بغلبة الروم بعد سنتين؟!
هذا يمكن أن يفسر لنا السبب الذي جعل الرواية التي تذكر قراءة الفتح (غـَلـَبت الروم) رواية غريبة لأن الدواعي على نقلها ضعيفة جدا وذلك تكتما على هزيمة المسلمين بعد سنتين من وعدهم بالنصر على الروم فهجر أكثر المسلمين هذه القراءة
ولتلافي الاحراج وإخفاء خطأ التنبؤ القرآني تم تبني المؤرخين الاسلاميين لقراءة "غـُلِبت الروم" بضم الغين وكسر اللام وجعلوها اشارة الى انتصار الفرس على الروم وأوَّلوا "نصر الله" ليجعلوه يشير الى انتصار الروم لاحقا على الفرس بدلا من انتصار المسلمين وهكذا سيحولون فشل التنبؤ القرآني الى معجزة!
هذا التفسير يمكن أن يحل عدم منطقية القراءة السائدة التي تعتبر غلبة الروم الكافرين والذين سيصبحون أعداء المسلمين فيما بعد سببا لفرح المؤمنين كما إنه أفضل تفسير أمكنني التوصل إليه من حيث قدرته على تفسير عزوف المسلمين عن نقل القراءة التي اعتمدتها في المقال..
دمتم بخير
------
الموضوع من كتابة أثير العاني بمشاركة "The Sage" و"الغريب" بما طرحاه من أفكار في منتدى اللادينيين العرب في موضوع إبلاغ العموم بعدم إعجاز نبوءة غلبت الروم
أما هذا الموضوع فهو يعرض تفسيرا جديدا لقراءة مقترحة لهذا النص القرآني معتمدا على إشكالية تفسير القراءة المعتمدة إسلاميا وتفنيد الإعجاز المزعوم وبيان تفسيرات القراءة المقترحة لهذا النص وتقديم سبب معقول لعدم تبني المسلمين لهذه القراءة وبصورة تتفق مع الأحداث التأريخية اللاحقة
النص القرآني:
غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء
بيان إشكالية قراءة نص النبوءة ومزاعم إعجازها (التنبؤ بهزيمة الفرس على يد الروم في بضع سنين)
لكي يصح ادعاء الإعجاز للنبوءة المفترضة يجب أن تتحقق ثلاثة شروط لم يتحقق منها ولا واحد كما سنرى:
أولا: أن تكون النبوءة واضحة ولا يحتمل نصها قراءات أو تفسيرات اُخرى
ثانيا: عدم وجود إشكالية بالتفسير الاعجازي للنبوءة
ثالثا: إثبات أن التنبؤ معجزة (أي أمر خارق لقوانين الطبيعة) وليس أمرا محتملا
الاشكال (1): عدم وضوح النبوءة واحتمال نصها قراءات وتفسيرات اُخرى
الإشكال (1-1) عدم إمكان تحديد زمن النزول المفترض للنص
مقتبس من الزميل The Sage
تاريخ نزول الآية غير مثبت بدليل قطعي والأحاديث حول رهان أبي بكر للمشركين (بأن الروم ستغلب خلال 7 أعوام ولما لم يتحقق النصر قال الرسول لأبي بكر أن البضع هو دون العشرة أعوام وطلب منه أن يزيدهم في الأجل عاميين إضافيين) هي أحاديث غير صحيحة في جملتها ولا يعتد بها، المشكلة أن آيات القرآن لم تأت مرتبة زمانيا ولا يوجد دليل عملي موضوعي واحد أن هذه الآية نزلت في أي وقت ، وعموما هناك إختلاف بين علماء المسلمين حول توقيت نزول الكثير من آيات القرآن ومنها المعوذتين اللتان إختلف حولهما العلماء حتي في كونهما مدنيتان أو مكيتان .لا تقتصر أهمية هذا التوضيح على أن بالإمكان افتراض أن تأليف نص النبوءة الذي يعتقد المسلمون حسب القراءة السائدة له أنه يتنبأ بانتصار الروم على الفرس قد تم بعد أن بدأت فيه موازين القوى تميل إلى كفة الروم، بل تكمن أهمية هذا التوضيح أيضا في أن بالإمكان افتراض أن تأليف نص النبوءة كان عند انتصار الروم على الفرس وأن النص يفترض انتصار المسلمين على الروم وذلك باعتماد قراءة (غـَلـَبَت الروم وهم من بعد غلبهم سَيـُغلـَبون) وهي التي سنعتمدها في هذا الموضوع مع توضيح أسباب ذلك.
ملاحظة حول روايات المعجزات المفترضة
وبالنسبة لرواية الترمذي رهان أبي بكر للمشركين بتحقيق الروم نصرا على الفرس فإن الترمذي نفسه روى حديثا آخر ناقض الحديث الأول حيث أخبر أن النص القرآني قد نزل بعد نصر الروم وليس قبله وحَكَمَ الترمذي على الحديثين بنفس الحُكم، لكن لو افترضنا جدلا صحة رواية النبوءة عند أهل الحديث سندا وضعف الاُخرى فإن المعجزة لا يمكن أن تكون حجة على الناس بخبر آحاد ظني الثبوت فمدار الإعجاز على الدليل القطعي (اليقيني) ولا حجة على المرء في عدم التصديق بما دونه، وهذا باب كبير تدخل فيه كل الروايات التي تدعي معجزات حسية لنبي الإسلام من نبع الماء من أصابعه وحنين الجذع له وتكثيره للطعام وشقه للقمر ولا قيمة لمزاعم "التواتر المعنوي" لتلك الروايات فإنه لا مشترك بين تفاصيل الأحداث التي تزعم وقوع معجزة حسية لنبي الإسلام رغم أن القرآن نفسه يقول بأن الله قد منعه من إرسال الآيات "أن كذّب بها الأولون"(الإسراء: 59) وهذا نص على عدم وجود معجزات حسية لنبي الإسلام، ونقل القرآن أوثق من الروايات التي دوّنت بعد ذلك، فروايات الكتب الستة لم تدوّن إلا ابتداءا من القرن الثالث الهجري مما يجعل من اليسير جدا اختراع روايات عن قدرة نبي الإسلام على إحداث معجزات!
وكذلك لا حجة لمزاعم حدوث المعجزات الحسية الخارقة للطبيعة على يد موسى مثل شق البحر أو المسيح مثل القيامة بعد الموت وغيرها من الروايات التي قد يُزعم لها الثبوت بالتواتر.
الإشكال (1-2) قراءات وتفسيرات اُخرى للنبوءة المفترضة
في النص القرآني قراءتان، قراءة المبني للمجهول بضم الغين وكسر اللام "غـُلِبت الروم" وهي القراءة التي يعتقد أكثر المسلمين اليوم بتواترها وقراءة المبني للمعلوم بفتح الغين واللام "غـَلـَبت الروم" وهي القراءة التي رواها الترمذي بسند حسن غريب.
القراءة الثانية شاذة والشذوذ في مصطلح قراءات القرآن ليس كالشذوذ في مصطلح الحديث فالشذوذ حين يطلق على القراءة يراد به عند جمهور الاصوليين لا سيما المتأخرين منهم أي قراءة غير متواترة أما الشذوذ في مصطلح الحديث فهو يشير إلى ضعفه.
اقتباس:
القراءة الشاذة عند الجمهور هي ما لم يثبت بطريق التواتر.ولا بد من القاء نظرة سريعة على اختلاف قراءة نصين من النصوص التي يدعي المسلمون تواترها لندرك أن تلك القراءات في الحقيقة غير متواترة وإن ادُّعيَ لها ذلك من أجل أن يفهم القارئ سر تجاهلنا لضوابط المسلمين في اعتماد القراءات.
http://www.alukah.net/articles/2/51.aspx
أمثلة
إن بعض القراءات السبعة يقرأ "وما انزل على الملـَكين ببابل" بفتح لام الملكين (أي من الملائكة) بينما تـُقرأ في قراءات اُخرى الملـِكين بكسرها (أي من الملوك)
كما إن بعض القراءات السبعة يقرأ "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنيأ فتبينوا" بينما تـُقرأ في قراءات اُخرى فتثبتوا
وإن نظرنا محاولين ايجاد اي تفسير لهذه الاختلافات يتفق مع تواتر هذه القراءات لن نجد، ولن يمكننا تفسير ذلك منطقيا الا كنتيجة لعدم شكل ونقط المصحف في عهد عثمان حيث لم يكتمل ذلك الا في القرن الثاني الهجري على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي
في الواقع نستطيع أن نستنتج من اختلافات قراءات القرآن أن ما يسميه المسلمون "قراءات" هي في الواقع قرائين متعددة بسبب عدم وجود نقط ولا شكل في المصاحف العثمانية التي تختلف هي الاخرى فيما بينها حتى أنهم زادوا في المصحف المكي بخلاف المصاحف الاخرى في سورة التوبة حرف "مِن" في قوله "تجري مِن تحتِها الأنهار" وهي قراءة ابن كثير المكي بخلاف جميع القراءات الاُخرى التي تقرأ "تجري تحتـَها الأنهار" !.
ببساطة هذه هي النصوص القرآنية التي يعتقد أكثر المسلمين بإعجازها..
عن اشكاليات جمع القرآن يمكنكم مراجعة تأريخ جمع القرآن وعن نقد مزاعم تواتر القراءات القرآنية مراجعة القرآن ليس متواترا.
الاشكال (2): إشكالية القراءة السائدة (القرآن يقرّ المؤمنين على الفرح بنصر الروم!)
كيف يمكن أن يبشـّر القرآن المؤمنين المسلمين بالفرح بانتصار الروم الذي أسماه "نصر الله" وهم من سيقتلون فيما بعد رسول محمد اليهم ثم يقتلون من قادة المسلمين ابن عم النبي جعفر بن ابي طالب وحب النبي اسامة بن زيد وكذلك ابن رواحة وغيرهم من المسلمين في معركة مؤتة عام 629 ميلادية؟!
لو فرضنا جدلا صحة هذه القراءة المعتمدة لدى المسلمين فإننا لن نجد تفسيرا لهذا الفرح بانتصار الروم إلا أنّ محمدا كان يجهل وقتها ما سيجري بين المسلمين وبين الروم في المستقبل لكن هذا التفسير يقدح بالنبوة ولن ينفع مخرجا للقرآن هو الآخر!
إن القرآن يقول "لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم" ويقول "لقد كفر الذي قالوا ان الله ثالث ثلاثة" فكيف يمكن للقرآن أن يقرّ فرح المؤمنين المسلمين بنصر الكافرين بدين الإسلام والذين سيدخلون فيما بعد معارك ضد المسلمين يسفك بعضهم دماء بعض سواء في مؤتة أو اليرموك أو غيرها من المعارك؟!
أدناه حديث رواه البخاري ومسلم يشير الى حزن المسلمين على قتلاهم الذين سقطوا في معركة مؤتة عام 629 على يد الروم:
لما جاء قتل زيد بن حارثة ، وجعفر ، وعبد الله بن رواحة ، جلس النبي صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن ، وأنا أطلع من شق الباب ، فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ، إن نساء جعفر ، وذكر بكاءهن ، فأمره بأن ينهاهن ، فذهب الرجل ثم أتى ، فقال : قد نهيتهن ، وذكر أنهن لم يطعنه ، فأمره الثانية أن ينهاهن ، فذهب ثم أتى ، فقال : والله لقد غلبنني ، أو غلبننا ، الشك من محمد بن حوشب ، فزعمت : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فاحث في أفواههن التراب . فقلت : أرغم الله أنفك ، فوالله ما أنت بفاعل ، وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء.
رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري
اذن لا بد ان نقول ان النص القرآني يعني بنصر الله نصر المؤمنين (أي نصر المسلمين) على الروم وليس نصر الروم على الفرس وبذلك يكون وقت النص القرآني هو بعد غلبة الروم وأن القراءة الصحيحة هي غـَلـَبت الروم بفتح الغين واللام
الإشكال (3): التنبؤ ليس معجزة (أي أمر خارق لقوانين الطبيعة) بل أمر محتمللو فرضنا جدلا أن نبوءة ما قد تحققت فهذا ليس أمرا خارقا لقوانين الطبيعة بل إن أي نبوءة ممكنة هي قابلة للتحقق، يمكنكم مراجعة موضوع التنبؤ النبوي وتنبؤات دافنتشي ونوستراداموس، أيهما الإعجاز، وكذلك موضوع أبيقور أم محمد، أيهما الإعجاز
إن احتمال تحقق نصر المسلمين على الروم أو نصر الروم على الفرس احتمال وارد كما يجب أن ننظر إلى الجانب الآخر من الموضوع وهو أن عدم تحقق النبوءة لن يضر كثيرا لأن محمدا كان كبير السن وقت تأليف النبوءة وكان من المتوقع أن يموت قبل اكتمال بضع سنين (أكثرها عشر سنين) ويفلت من التساؤل رغم أنني أشك كثيرا أن إيمان أتباعه المسلمين بالجنة والنار لن يمنعهم من امتلاك الشجاعة الكافية لمحاسبته في حال فشل النبوءة، وقد مات محمد بالفعل بعمر 63 عاما وذلك سنة 632 ميلادية قبل عدة سنين من غلبة الروم على الفرس والتي تمثل التفسير السائد لدى المسلمين للنبوءة، أي حتى لو فرضنا عدم تحقق انتصار الروم فلن يمكن لأحد محاسبة محمد لأنه سيكون قد مات وقتها، ولو كان ما يزال حيا لما امتلكوا القدرة على محاسبته ولأسكتهم بنص قرآني "إلهي" جديد يخصص النبوءة أو يعطي تبريرا لعدم تحققها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن المسلمين كانوا قبل ذلك قد سألوا محمدا بعد خسارتهم يوم احد عن سبب الهزيمة رغم أن الله قد وعدهم بالنصر فرد محمد اعتراضهم عليهم بقوله قرآنا "قل هو من عند أنفسكم" واستمر الصحابة على السمع والطاعة كالعادة!
غـَلـَبت الرومُ وهم من بعد غلبهم سَيـُغلـَبون - التفسيرات الجديدة لهذه القراءة
والآن نقدّم تفسيرين جديدين للقراءة المقترحة حيث يكون وقت تأليف النص حسب التفسير الأول هو عام 629 (حين كان محمد بعمر 60 عاما) وحسب التفسير الثاني عام 627 (حين كان محمد بعمر 58 عاما)ولن يكون محمد حيا عند انتهاء زمن تحقق النبوءة إلا أن يكون بعمر 70 أو 68 سنة على التوالي
التفسير الأول (غـَلـَبت الرومُ المسلمين وهم من بعد غلبهم سيُغلـَبون .. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "أي نصر المسلمين")
إن اخذنا بنظر الإعتبار أن "الفرس" غير مذكورين في النص القرآني فمن الممكن أن يكون محمد قد ألـّف النص القرآني بعد انتصار الروم على المسلمين في معركة مؤتة عام 629 (كما اقترح الزميل الغريب) معتمدا على المصادر البيزنطية التي تؤكد خسارة المسلمين للمعركة وكذلك الروايات الإسلامية التي تذكر قتلى المسلمين.
مما يؤيد هذا التفسير أننا نتوقع أن يكون محمد والمسلمون بحال سيئة بعد خسارة المسلمين للمعركة وكما تبين الرواية التي ذكرناها في الموضوع وهكذا لن يكون لدى محمد الكثير ليخسره وربما رآى محمد تلك المغامرة بوعد المسلمين بالنصر أمرا ملحا لرفع معنويات المسلمين سواء تحقق هذا الوعد أو لم يتحقق، وفي كل الاحوال إن بقي حيا حتى ذلك الوقت فسيكون بإمكانه تأليف نص قرآني يعتبره المسلمون تبريرا إلهيا لعدم تحقق النبوءة كما أسلفنا.
التفسير الثاني (غـَلـَبت الرومُ الفرسَ وهم من بعد غلبهم سيُغلـَبون .. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "أي نصر المسلمين")
هذا التفسير هو الذي أرجّحه حيث يمكّننا من معرفة سبب عدم نقل المسلمين لقراءة "غـَلـَبت الروم" بالفتح حتى أصبحت قراءة شاذة غير معتمدة عند أهل القراءات.
وفق هذا التفسير فإن تأليف هذا النص القرآني قد تم عند غلبة الروم على الفرس أو ظهور بوادر تلك الغلبة كما إن وعد محمد بنصر الله كان للمؤمنين (أي المسلمين) على الروم لا غلبة الروم على الفرس كما هو شائع نتيجة القراءات القرآنية المعتمدة لدى المسلمين.
لنقرأ هذا الحديث:
لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس ، فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت : ( آلم . غلبت الروم ) - إلى قوله - ( يفرح المؤمنون ) . ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارسبما أن الترتيب الزمني لآيات القرآن غير معلوم بأي وسيلة قطعية، لذا يجب علينا البحث عن الزمن الذي يجعل هذا النص القرآني متسقا مع أحداث التأريخ اللاحقة وهذا ما يحققه الترتيب التالي:
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2935
خلاصة الدرجة: حسن غريب من هذا الوجه
أولا: عام 627
بعد هزيمة الفرس على يد الروم ألف محمد (غـَلـَبت الروم) وبشَّر محمد المؤمنين (أي أتباعه المسلمين) بالنصر على الروم
اقتباس من Wikipedia:
The Siege of Constantinople in 626 by the Sassanid Empire ended in a decisive victory for the Byzantines which, with other victories achieved by Heraclius the previous year and in 627, enabled Byzantium to regain her territories and enforce a favorable treaty with borders status quo c.590
ثانيا : عام 629
بعد سنتين من وعد محمد للمسلمين بالنصر على الروم خسر المسلمون على يد الروم في معركة مؤتة عام 629 لكنهم لم يعترفوا بالهزيمة لأن الله (أي محمد) كان قد وعدهم بالنصر على الروم في بضع سنين) فكيف يعترفون بغلبة الروم بعد سنتين؟!
هذا يمكن أن يفسر لنا السبب الذي جعل الرواية التي تذكر قراءة الفتح (غـَلـَبت الروم) رواية غريبة لأن الدواعي على نقلها ضعيفة جدا وذلك تكتما على هزيمة المسلمين بعد سنتين من وعدهم بالنصر على الروم فهجر أكثر المسلمين هذه القراءة
ولتلافي الاحراج وإخفاء خطأ التنبؤ القرآني تم تبني المؤرخين الاسلاميين لقراءة "غـُلِبت الروم" بضم الغين وكسر اللام وجعلوها اشارة الى انتصار الفرس على الروم وأوَّلوا "نصر الله" ليجعلوه يشير الى انتصار الروم لاحقا على الفرس بدلا من انتصار المسلمين وهكذا سيحولون فشل التنبؤ القرآني الى معجزة!
هذا التفسير يمكن أن يحل عدم منطقية القراءة السائدة التي تعتبر غلبة الروم الكافرين والذين سيصبحون أعداء المسلمين فيما بعد سببا لفرح المؤمنين كما إنه أفضل تفسير أمكنني التوصل إليه من حيث قدرته على تفسير عزوف المسلمين عن نقل القراءة التي اعتمدتها في المقال..
دمتم بخير
------
الموضوع من كتابة أثير العاني بمشاركة "The Sage" و"الغريب" بما طرحاه من أفكار في منتدى اللادينيين العرب في موضوع إبلاغ العموم بعدم إعجاز نبوءة غلبت الروم
34 تعليق(ات):
ومن قال لك ان المسلمين هزموا في مؤتة ؟؟؟
هل اولا نتفق على معايير الفوز والهزيمة
اذا كان افناء الجيش الاخر ؟
فهذا لم يحصل ابدا
اذا كان المعيار هو تحقيق اكبر خسارة ممكنة بالعدو ؟
فلا يوجد دليل اخر سوى ان الروايات تقول بان عدد قتلى الروم كان اكثر
مع صمود جيش صغير لمدة ستة ايام
اي خسارة اذا ؟
الانسحاب من معركة ليس دليل هزيمة في كل حال فعندما انسحب وجيشي مفكك بين قتيل وهارب وجريح هنا تسمى هزيمة اما الانسحاب المنظم الذي قام به خالد بن الوليد لا يدل على ذاك اطلاقا
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9
-----------------------
انتم ركزتم على هذا الموضوع وكانه دليل وحيد على صدق النبي ولكن هذا غير صحيح فلو شككتم فيه هناك عشرات الاشياء الاخرى التي تدل على صدقه منها تنبؤه بمقتل قادة المعركة في جيش المسلمين باسمائهم وحالاتهم واوصافهم كما انه أخبر عن مقتل كسرى عندما اتاه مبعوثاه وكان حقيقة
هل كل هذا صدفة ايضا !! كيف يتجرأ على فعل هذا وهو يعلم انه لو قال كلاما خاطئا لما صدق بعدها ابدا اضافة الى سخرية المنافقين منه
كيف تكون ردة فعله واي تبرير سيقولوه لو حدث بان زيد بن حارثة قتل ثم يراه عائدا مع الجيش ؟؟؟
بالطبع هذا لم يحصل ابدا
-------------------
أثير العراقي،
مقالك طويل بلا معني ولا فائدة. لم أخرج بما تريد الوصول إليه من خلال عنوان مقالك الذي يشد إنتباه القارئ ليقرأ ثرثرة طويلة بلا نتيجة. كل ما قمت به أنت أنك حاولت التمويه بالخروج عن الموضوع مرات عديدة، كدأبكم دائماً.
(غُلبت الروم في أدني الأرض) تعني (غُلبت الروم في أدني الأرض)، وقد غُلبت فعلاً حسب كتب التاريخ مما يعني تحقق النبوة الغيبية، وهذه الأولي. وأدني الأرض هو أخفض الأرض، وهو منطقة البحر الميت كما يقول علماء الغرب (أبحث عن "البحر الميت Dead Sea" في الموسوعة الحرة) مما يعني تحقق النبوة العلمية، وهذه الثانية. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.
كفاكم ثرثرة يا كارهي الإسلام العظيم.
غلبت بضم الغين صحيحة لا تقبل الشك واتفق عليها
ووجود قراءة شاذة لا يعني بطلان القراءة المتفق عليها وهذا وضح لا اعرف كيف جهلتيه
و ما الداعي لفرح المسلمين بنصر مشركين
إليك فصل ببعض من النصوص المأخوذة من أعلام الكتب و من القرآن الكريم رداً على ما ذُكر فى القضية محل البحث:
السبب فى فرحة المؤمنين بنصر الروم :
التسهيل لعلوم التنزيل ج3/ص120
( غلبت الروم ) أي هزم كسرى ملك الفرس جيش ملك الروم وسميت الروم باسم جدهم وهو روم ابن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم
الروم ( 3 ) في أدنى الأرض
( في أدنى الأرض ) قيل هي الجزيرة وهي بين الشام والعراق وهي أدنى أرض الروم إلى فارس وقيل في أدنى أرض العرب منهم وهي أطراف الشام ( وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) إخبار بأن الروم سيغلبون الفرس
الروم ( 4 ) في بضع سنين
( في بضع سنين ) البضع ما بين الثلاث إلى التسع ( ويومئذ يفرح المؤمنون ) روي أن غلب الروم فارس وقع يوم بدر وقيل يوم الحديبية ففرح المؤمنون بنصر الله لهم على كفار قريش وقيل فرح المؤمنون بنصر الروم على الفرس لأن الروم أهل كتاب فهم أقرب إلى الإسلام كذلك فرح الكفار من قريش بنصر الفرس على الروم لأن الفرس ليسوا بأهل كتاب فهم أقرب إلى كفار قريش وروي أنه لما فرح الكفار بذلك خرج إليهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال إن نبينا e قد أخبرنا عن الله تعالى أنهم سيغلبون وراهنهم على عشرة قلاص إلى ثلاث سنين وذلك قبل أن يحرم القمار فقال له رسول الله e زدهم في الرهن واستزدهم في الأجل فجعل القلاص مائة والأجل تسعة أعوام وجعل معه أبي ابن خلف مثل ذلك فلما وقع الأمر على ما أخبر به أخذ أبو بكر القلاص من ذرية أبي بن خلف إذ كان قد مات وجاء بها إلى النبي e فقال له تصدق بها.
التفسير الكبير ج25/ص84 و85
1 ( سورة الروم ) 1
ستون آية مكية ( إلا آية 17 فمدنية نزلت بعد الانشقاق )
7 ) الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِىأَدْنَى الاٌّ رْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الاٌّ مْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( 7 )
الروم ( 1 - 4 ) الم
وجه تعلق أول هذه السورة بما قبلها يتبين منه سبب النزول فنقول لما قال الله تعالى في السورة المتقدمة ) وَلاَ تُجَادِلُواْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ( ( العنكبوت 46 ) وكان يجادل المشركين بنسبتهم إلى عدم العقل كما في قوله ) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ( ( البقرة 171 ) وكان أهل الكتاب يوافقون النبي في الإله كما قال ) وَإِلَاهُنَا وَإِلَاهُكُمْ وَاحِدٌ ( ( العنكبوت 46 ) وكانوا يؤمنون بكثير مما يقوله بل كثير منهم كانوا مؤمنين به كما قال ) وَالَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ( ( العنكبوت 47 ) أي أبغض المشركون أهل الكتاب وتركوا مراجعتهم وكانوا من قبل يراجعونهم في الأمور فلما وقعت الكرة عليهم حين قاتلهم الفرس المجوس فرح المشركون بذلك فأنزل الله تعالى هذه الآيات لبيان أن الغلبة لا تدل على الحق بل الله تعالى قد يريد مزيد ثواب في المحب فيبتليه ويسلط عليه الأعادي وقد يختار تعجيل العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر قبل يوم الميعاد للمعادي وفي الآية مسائل
المسألة الأولى ما الحكمة في افتتاح هذه السورة بحروف التهجي فنقول قد سبق منا أن كل سورة افتتحت بحروف التهجي فإن في أوائلها ذكر الكتاب أو التنزيل أو القرآن كما في قوله تعالى ) الم ذالِكَ الْكِتَابُ ( ( البقرة 1 2 ) ) المص كِتَابٌ ( ( الأعراف 1 ) ) طه مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءانَ ( ( طه 1 2 ) ) الم تَنزِيلُ الْكِتَابِ ( ) حم تَنزِيلٌ مّنَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ( ( فصلت 2 ) ) يس وَالْقُرْءانِ ( ( يس 1 2 ) ) ص وَالْقُرْءانِ ( ( ص 1 ) إلا هذه السورة وسورتين أخريين ذكرناهما في العنكبوت وقد ذكرنا ما الحكمة فيهما في موضعهمافنقول ما يتعلق بهذه السور وهو أن السورة التي في أوائلها التنزيل والكتاب والقرآن في أوائلها ذكر ما هو معجزة فقدمت عليها الحروف على ما تقدم بيانه في العنكبوت وهذه ذكر في أولها ما هو معجزة وهو الإخبار عن الغيب فقدمت الحروف التي لا يعلم معناها ليتنبه السامع فيقبل بقلبه على الاستماع ثم ترد عليه المعجزة وتقرع الأسماع
المسألة الثانية قوله تعالى ) فِى أَدْنَى الاْرْضِ ( أي أرض العرب لأن الألف واللام للتعريف والمعهود عندهم أرضهم وقوله تعالى ) وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ ( أية فائدة في ذكره مع أن قوله ) سَيَغْلِبُونَ ( بعد قوله ) غُلِبَتِ الرُّومُ ( لا يكون إلا من بعد الغلبة فنقول الفائدة فيه إظهار القدرة وبيان أن ذلك بأمر الله لأن من غلب بعد غلبه لا يكون إلا ضعيفاً فلو كان غلبتهم لشوكتهم لكان الواجب أن يغلبوا قبل غلبهم فإذا غلبوا بعدما غلبوا دل على أن ذلك بأمر الله فذكر من بعد غلبهم ليتفكروا في ضعفهم ويتذكروا أنه ليس بزحفهم وإنما ذلك بأمر الله تعالى وقوله ) فِى أَدْنَى الاْرْضِ ( لبيان شدة ضعفهم أي انتهى ضعفهم إلى أن وصل عدوهم إلى طريق الحجاز وكسروهم وهم في بلادهم ثم غلبوا حتى وصلوا إلى المدائن وبنوا هناك الرومية لبيان أن هذه الغلبة العظيمة بعد ذلك الضعف العظيم بإذن الله
المسألة الثالثة قال تعالى ) فِى بِضْعِ سِنِينَ ( قيل هي ما بين الثلاثة والعشرة أبهم الوقت مع أن المعجزة في تعيين الوقت أتم فنقول السنة والشهر واليوم والساعة كلها معلومة عند الله تعالى وبينها لنبيه وما أذن له في إظهارها لأن الكفار كانوا معاندين والأمور التي تقع في البلاد النائية تكون معلومة الوقوع بحيث لا يمكن إنكارها لكن وقتها يمكن الاختلاف فيه فالمعاند كان يتمكن من أن يرجف بوقوع الواقعة قبل الوقوع ليحصل الخلف في كلامه ولما وردت الآية ذكر أبو بكر رضي الله عنه أن الروم ستغلب وأنكره أبي بن خلف وغيره وناحبوا أبا بكر أي خاطروه على عشرة قلائص إلى ثلاث سنين فقال عليه السلام لأبي بكر البضع ما بين الثلاثة والعشرة فزايده في الإبل وماده في الأجل فجعلا القلائص مائة والأجل سبعاً وهذا يدل على علم النبي عليه السلام بوقت الغلبة
البقية:
( قوله تعالى ) لِلَّهِ الاْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( )
ثم قال تعالى ) لِلَّهِ الاْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ( أي من قبل الغلبة ومن بعدها أو من قبل هذه المدة ومن بعدها يعني إن أراد غلبهم غلبهم قبل بضع سنين وإن أراد غلبهم غلبهم بعدها وما قدر هذه المدة لعجز وإنما هي إرادة نافذة وبنيا على الضم لما قطعا عن الإضافة لأن غير الضمة من الفتحة والكسرة يشتبه بما يدخل عليهما وهو النصب والجر أما النصب ففي قولك جئت قبله أو بعده وأما الجر ففي قولك من قبله ومن بعده فنياً على الضم لعدم دخول مثلهما عليه في الإعراب وهو الرفع ) وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( قيل يفرحون بغلبة الروم على الفرس كما فرح المشركون بغلبة الفرس على الروم والأصح أنهم يفرحون بغلبتهم المشركين وذلك لأن غلبة الروم كانت يوم غلبة المسلمين المشركين ببدر ولو كان المراد ما ذكروه لما صح لأن في ذلك اليوم بعينه لم يصل إليهم خبر الكسر فلا يكون فرحهم يومئذٍ بل الفرح يحصل بعده .
الدر المنثور ج6/ص479
أخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ) الم غلبت الروم ( قال غلبت
وغلبت قال كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أصحاب أوثان وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أصحاب كتاب فذكروه لابي بكر رضي الله عنه فذكره أبو بكر لرسول الله e فقال رسول الله e أما انهم سيغلبون فذكره أبو بكر رضي الله عنه لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فان ظهرنا كان لنا كذا وكذا وان ظهرتم كان لكم كذا وكذا
فجعل بينهم أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله e فقال إلا جعلته أراه قال دون العشر فظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله ) الم غلبت الروم ( فغلبت ثم غلبت بعد
يقول الله ) لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ( قال سفيان سمعت أنهم قد ظهروا عليهم يوم بدر
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان فارس ظاهرين على الروم وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب وهم أقرب إلى دينهم
فلما نزلت ( الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ) قالوا يا أبا بكر ان صاحبك يقول ان الروم تظهر على فارس في بضع سنين
قال صدق قالوا هل لك إلى أن نقامرك فبايعوه على أربعة قلائص إلى سبع سنين فمضى السبع سنين ولم يكن شيء
ففرح المشركون بذلك وشق على المسلمين
وذكر ذلك للنبي e فقال ما بضع سنين قال فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس ففرح الممؤمنون بذلك وأنزل الله ( الم غلبت الروم ) إلى قوله ( وعد الله لا يخلف الله وعده )
البقية:
الكشاف ج3/ص471و472
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
7 ) الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِى أَدْنَى الاٌّ رْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الاٌّ مْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( 7
الروم ( 1 ) الم
القراءة المشهورة الكثيرة ) غُلِبَتِ ( بضم الغين وسيغلبون بفتح الياء والأرض أرض العرب لأن الأرض المعهودة عند العرب أرضهم والمعنى غلبوا في أدنى أرض العرب منهم وهي أطراف الشام أو أراد أرضهم على إنابة اللام مناب المضاف إليه أي في أدنى أرضهم إلى عدوّهم قال مجاهد هي أرض الجزيرة وهي أدنى أرض الروم إلى فارس وعن ابن عباس رضي الله عنهما الأردن وفلسطين وقريء ( في أداني الأرض ) والبضع ما بين الثلاث إلى العشر عن الأصمعي وقيل
( 836 ) احتربت الروم وفارس بين أذرعات وبصرى فغلبت فارس الروم فبلغ الخبر مكة فشق على النبي والمسلمين لأن فارس مجوس لا كتاب لهم والروم أهل الكتاب وفرح المشركون وشمتوا وقالوا أنتم والنصارى أهل الكتاب ونحن وفارس أميون وقد ظهر إخواننا على إخوانكم ولنظهرنّ نحن عليكم فنزلت فقال لهم أبو بكر رضي الله عنه لا يقرّر الله أعينكم فوالله لتظهرنّ الروم على فارس بعد بضع سنين فقال له أبيّ بن خلف كذبت يا أبا فصيل اجعل بيننا أجلاً أُناحبك عليه والمناحبة المراهنة فناحبه على عشر قلائص من كل واحد منهما وجعلا الأجل ثلاث سنين فأخبر أبو بكر رضي الله عنه رسول الله فقال البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر ومادّه في الأجل فجعلاها مائة قلوص إلى تسع سنين ومات أُبيُّ من جرح رسول الله وظهرت الروم على فارس يوم الحديبية وذلك عند رأس سبع سنين وقيل ( 837 ) كان النصر يوم بدر للفريقين فأخذ أبو بكر الخطر من ذرية أبي وجاء به إلى رسول الله e فقال تصدّق به وهذه الآية من الآيات البينة الشاهدة على صحة النبوّة وأن القرآن من عند الله لأنها إنباء عن علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وقرىء ( غلبهم ) بسكون اللام والغلب والغلب مصدران كالجلب والجلب والحلب والحلب وقريء ( غلبت الروم ) بالفتح وسيغلبون بالضم ومعناه أن الروم غلبوا على ريف الشام وسيغلبهم المسلمون في بضع سنين وعند انقضاء هذه المدّة أخذ المسلمون في جهاد الروم وإضافة غلبهم تختلف باختلاف القراءتين فهي في إحداهما إضافة المصدر إلى المفعول وفي الثانية إضافته إلى الفاعل ومثالهما ) مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ( ( البقرة 85 ) ) وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ( ( الحج 47 ) فإن قلت كيف صحت المناحبة وإنما هي قمار قلت عن قتادة رحمه الله تعالى أنه كان ذلك قبل تحريم القمار...
والجزء المظلل بخط تحته هو تفسير آخر، أى أن الآيات تحمل العديد من التفسيرات ولا يجوز قصر الحديث على تفسير واحد لتضليل القراء أو سوقهم نحو فكرة مغلوطة لنقص فى المعلومات.
من معانى كلمة أدنى: ( أقل منزلة - أقل عدداً - أقل كمية - أقل منزلة ) و يستدل منها أن ( أدنى الأرض ) أقل الأرض ارتفاعاً
قال تعالى فى سورة البقرة الآية 61
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَالِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذالِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ )
قال تعالى فى سور المجادلة الآية 7
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ )
قال تعالى فى سورة المزمل الآية 20
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَلَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَى وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى الاٌّ رْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ الصَّلَواةَ وَءَاتُواْ الزَّكَواةَ وَأَقْرِضُواُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُواْ لاًّنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
التفسير الكبير ج25/ص95
(.......ذكر ما هو حجة ظاهرة وآية باهرة على ذلك ومن جملتها خلق الإنسان من تراب وتقريره هو أن التراب أبعد الأشياء عن درجة الأحياء وذلك من حيث كيفيته فإنه بارد يابس والحياة بالحرارة والرطوبة ومن حيث لونه فإنه كدر والروح نير ومن حيث فعله فإنه ثقيل والأرواح التي بها الحياة خفيفة ومن حيث السكون فإنه بعيد عن الحركة والحيوان يتحرك يمنة ويسرة وإلى خلف وإلى قدام وإلى فوق وإلى أسفل وفي الجملة فالتراب أبعد من قبول الحياة عن سائر الأجسام لأن العناصر أبعد من المركبات لأن المركب بالتركيب أقرب درجة من الحيوان والعناصر أبعدها التراب لأن الماء فيه الصفاء والرطوبة والحركة وكلها على طبع الأرواح والنار أقرب لأنها كالحرارة الغريزية منضجة جامعة مفرقة ثم المركبات وأول مراتبها المعدن فإنه ممتزج وله مراتب أعلاها الذهب وهو قريب من أدنى مراتب النبات وهي مرتبة النبات الذي ينبت في الأرض ولا يبرز ولا يرتفع ثم النباتات وأعلى مراتبها وهي مرتبة الأشجار التي تقبل التعظيم ويكون لثمرها حب يؤخذ منه مثل تلك الشجرة كالبيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة قريبة من أدنى مراتب الحيوانات وهي مرتبة الحشرات التي ليس لها دم سائل ولا هي إلى المنافع الجليلة وسائل كالنباتات ثم الحيوان وأعلى مراتبها قريبة من مرتبة الإنسان فإن الأنعام ولا سيما الفرس تشبه العتال والحمال والساعي ثم الإنسان وأعلى مراتب الإنسان قريبة من مرتبة الملائكة المسبحين لله الحامدين له فالله الذي خلق من أبعد الأشياء عن مرتبة الأحياء حياً هو في أعلى المراتب لا يكون إلا منزهاً عن العجز والجهل ويكون له الحمد على إنعام الحياة ويكون له كمال القدرة ونفوذ الإرادة فيجوز منه الإبداء والإعادة.....)
معانى القرآن للفراء - (ج 1 / ص 36)
وقوله: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ...}
أى الذى هو أقرب، من الدُّنُوِّ، ويقال من الدَّناءَة. والعرب تقول: إنه لَدنىٌّ [ولا يهمزون] يُدَنِّى فى الأمور أى يتَّبِع خَسيسَها وأصاغرها. وقد كان زُهير الفُرْقُبى يَهْمِز: "أَتَسْتَبْدِلونَ الّذِى هُوَ أدْنَأ بِالّذِى هو خيرٌ" ولم نر العرب تهمزُ أَدْنَى إذا كان من الخِسّة، وهم فى ذلك يقولون إنه لَدَانِئٌ خَبِيثٌ [إذا كان ماجنا] فيهمزون. وأنشدنى بعض بنى كلاب:
باسِلَةُ الوَقْعِ سَرَابِيلُها * بِيضٌ إِلى دانِئِها الظَّاهِرِ
يعنى الدروع على خاصتها - يعنى الكتيبة - إلى الخسيس منها، فقال: دانئها يريد الخسيس. وقد كنا نسمع المشْيَخَة يقولون: ما كنتَ دانِئاً ولقد دَناتَ، والعرب تترك الهمزة: ولا أراهم رَوَوْه إلاّ وقد سَمِعوه.
البقية:
تاج العروس من جواهر القاموس - (ج 1 / ص 229-231)
دنأ : (*!- الدَّنِيءُ : الخَسيِس ) الدُّون من الرجال (*! كالدَّانِئ ) *!-والدّنِيءُ أَيضاً : ( الخَبِيثُ البَطْنِ والفَرْجِ ، الماجِنُ ) السِّفْلِيّ ، قاله أَبو زيد واللحياني ، كما سيأْتي نصُّ عبارتهما ( و ) *!الدنيءُ أَيضاً : ( الدَّقيقُ الحقير ج *!أَدْنَاءٌ ) كشريف وأَشرافٍ ، وفي بعض الأُصول *!أَدْنِيَاء كنصيب وأَنصِباءَ ( *!ودُنَاء ) كَرُخَال على الشذوذ ( وقد *!دَنَأَ ) الرجلُ *!ودَنُؤَ ( كَمَنع وكَرُم *!دُنُوءَةً ) بالضمّ ( *!وَدَناءَةً ) مثل كَرَاهَةٍ ، إِذا صار*! دَنِيئًا لا خَيْرَ فيه ، وسَفُلَ في فعله ومَجُنَ ( *!والدَّنِيئةُ : النقيصة . *!وأَدْنأَ ) الرجل ( : رَكِب ) أَمراً ( *!دنيئاً ) حَقيراً ، وقال ابن السكّيت : لقد *!دَنَأْتَ في فِعلك *!تَدْنَأُ أَي سَفَلْتَ في فِعْلك ومَجُنْتَ ، وقال الله تعالى { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ } ( البقرة : 61 ) قال الفراءُ : هو من الدَّناءَةِ ، والعرب تقول : إِنه لَدَنِيءٌ في الأُمور ، غير مهموز ، يَتَّبِعُ خَسِيسَها وأَصاغِرَها ، وكان زُهَيْرٌ الفُرْقُبِيّ يهمز ( هو *!أَدنَى بالذي هو خير ) قال الفَرَّاءُ : هو من *!الدناءة والعرب تقول: إنه *!-لدنيٌّ في الأمور ، غير مهموز يتبع خسيسها وأصاغرها وكان زهير الفرقبي يهمز " هو*! أدنأ بالذي هو خير" قال الفراء: ولم تزل العربُ تَهمز أَدْنَأَ إِذا كان من الخِسَّة ، وهم في ذلك يقولون إِنه*! لدَانىءٌ ، أَي خَبيثٌ فيهمزون ، وقال الزجاج : هُوَ أَدْنَى ، غير مهموز ، أَي أَقرب ، ومعناه أَقلُّ قِيمةً ، فأَمّا الخسيسُ فاللغةُ فيه*! دَنُؤَ دَنَاءَةً ، وهو*!- دَنِيءٌ ، بالهمز . وفي كتاب ( المصادِر ) : دَنُؤَ الرجلُ يَدْنُؤُ دُنُوءًا ودَنَاءَةً إِذا كان مَاجناً . قال أَبو منصور : أَهلُ اللغةِ لا يَهْمِزون دَنُؤَ في باب الخِسَّة ، وإِنما يهمزونه في بال المجون والخُبْثِ ، مِن قَوْمٍ *!أَدْنِئَاء ، وقد دَنُؤَ دَنَاءَةً ، وهو الخَبِيث البَطْنِ والفَرْجِ ورجلٌ دَنِيءٌ من قَوْمٍ أَدْنِيَاء ، وقد *!دَنَأَ *!يَدْنَأُ ودَنُوَ يَدْنُو دُنُوًّا ، وهو الضعيفُ الخَسيس الذي لا غَنَاءَ عِندَه ، المُقَصِّر في كلِّ ما أَخَذَ فيه ، وأَنشد :
فَلاَ وَأَبِيكَ ما خُلُقِي بِوَعْرٍ
وَلاَ أَنَا بِالدَّنِيءِ وَلاَ المُدَنَّا
وقال أَبو زيد في كتاب الهمز : دَنَأَ الرجلُ يَدْنَأُ دَنَاءَةً ودَنُؤَ يَدْنُؤُ*! دُنُوءًا إِذا كان*! دَنِيئاً لا خير فيه ، وقال اللحيانيُّ : رجل*! دَنِىءٌ *!ودَانِيءٌ ، وهو الخبيثُ البَطْن والفرجِ الماجِنُ ، من قوم أَدْنِئَاء ( اللام ) ، مهموزة ، قال : ويقال للخسيس : إِنه *!-لدنِىءٌ من أَدْنِيَاء ، بغي رهمزٍ . قال الأَزهريُّ : والذي قاله أَبو زيد واللِّحيانيُّ وابنُ السكّيت هو الصحيح ، والذي قاله الزَّجَّاجُ غيرُ مَحْفُوظٍ ، كذا في ( اللسان ) .
(*! وَدنِىءَ كَفَرِح : جَنِيءَ ، والنَّعْت ) في المذكر والمؤنث (*! أَدْنَأُ *!ودَنْأَى ) ويقال للرجل : أَدْنَأُ وأَجْنَأُ وأَقْعَسُ ، بمعنى واحدٍ .
( *!وتَدَنَّأَهُ : حَمَله على الدَّنَاءَةِ ) يقال ،نفس فلان *!تَتَدَنَّؤُه ، أَي تَحمِله على الدَّناءَةِ .
والتركيب يدلُّ على القُرْبِ ، كالمعتلِّ .
متفرقات :
1- قال الله تعالى فى سورة الحجرات الآية 6
( ياأيها الذين لآمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا .....)
التسهيل لعلوم التنزيل ج4/ص59
(.....وقرئ فتبينوا من التبين وتثبتوا بالثاء من التثبت ويقوى هذه القراءة أنها لما نزلت روى أن رسول الله e قال التثبت من الله والعجلة من الشيطان واستدل بهذه الآية القائلون بقبول خبر الواحد لأن دليل الخطاب يقتضي أن خبر غير الفاسق مقبول قال المنذر البلوطي وهذه الآية ترد على من قال إن المسلمين كلهم عدول لأن الله أمر بالتبين قبل القبول فالمجهول الحال يخشى أن يكون فاسقا ) أن تصيبوا قوما بجهالة ( في موضع المفعول من أجله تقديره مخافة أن تصيبوا قوما بجهالة والإشارة إلى قتال بني المصطلق لما ذكر عنهم الوليد ما ذكر.....)
أى أن القراءة أجيزت من رسول الله
و فيما يلى بضع أحاديث عن تعدد القراءات و نزولها من عند الله بذلك و بعض عجائبه :
الدر المنثور ج2/ص150
أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود قال إن القرآن أنزل على نبيكم e
من سبعة أبواب على سبعة أحرف وإن الكتاب قبلكم كان ينزل من باب واحد على حرف واحد
وأخرج ابن جرير ونصر المقدسي في الحجة عن أبي هريرة أن رسول الله e
قال نزل القرآن على سبعة أحرف
المراء في القرآن كفر
ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله e
أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده
فإن القرآن نزل على خمسة أوجه
حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال
فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إن القرآن ذو شجون وفنون وظهور وبطون
لا تنقضي عجائبه ولا تبلغ غايته
فمن أوغل فيه برفق نجا ومن أوغل فيه بعنف غوى
أخبار وأمثال وحرام وحلال وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وظهر وبطن
فظهره التلاوة وبطنه التأويل
فجالسوا به العلماء وجانبوا به السفهاء وإياكم وزلة العالم
2- قال تعالى فى سورة البقرة الآية 102
(.......يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت.....)
املاء ما من به الرحمن - (ج 1 / ص 55)
(وما أنزل) " ما " بمعنى الذى، وهو في موضع نصب عطفا على السحر: أي ويعلمون الذى أنزل، وقيل هو معطوف على ما تتلو، وقيل " ما " في موضع جر عطفا على ملك سليمان: أي وعلى عهد الذى أنزل على الملكين، وقيل " ما " نافية: أي وما أنزل السحر على الملكين، أو وما أنزل إباحة السحر، والجمهور على فتح اللام من (الملكين) وقرئ بكسرها و (هاروت وماروت) بدلان من الملكين، وقيل هما قبيلتان من الشياطين، فعلى هذا لا يكونان بدلين من الملكين، وإنما يجئ هذا على قراءة من كسر اللام في أحد الوجهين " ببابل " يجور أن يكون ظرفا لأنزل، ويجوز أن يكون حالا من الملكين أو من الضمير في أنزل (حتى يقولا) أي إلى أن يقولا، والمعنى أنهما كانا يتركان تعليم السحر إلى أن يقولا (إنما نحن فتنة)، وقيل حتى بمعنى إلا: أي وما يعلمان من أحد إلا أن يقولا، وأحد هاهنا يجوز أن تكون المستعملة في العموم كقولك: ما بالدار
من أحد، ويجوز أن تكون ها هنا بمعنى واحد أو إنسان (فيتعلمون منهما) هو معطوف على يعلمان، وليس بداخل في النفى، لأن النفى هناك راجع إلى الإثبات، لأن المعنى يعلمان الناس السحر بعد قولهما " نحن فتنة فيتعلمون " وقيل: التقدير: فيأتون فيتعلمون....).
يتضح أن لكلا القراءتين معني لا يتعارض مع الآخر بل يعضض الكلام بعضه بعضا و هذا من أوجه القوة فى التفسير و الإعجاز.
و جائت سكرة الموت بالحق حين يأتي يومك ستعرف الله حق المعرفة
علي النعمه با متخلف ياللي بتقول الكلام ده انت انت كافر وحيوان وهتولع في نار جهنم وشوف مين زاك يا اهبل يا متخلف ياللي عاملي فاهم وانت اصلا مش فاهم ولا اصلا عندك عقل واحسنلك تفكك من اللي انت بتعمله ده عشان انت في الدنيا مش حاسس لسه ايه اللي ممكن يحصلك في الاخره وانا مش هقلك ربنا يهديك لان الله عز وجل لا يهدي من كفر به. (الله لا اله الا هو الحي القيوم ).: (قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم ين له كفوا احد :) والسوره ديه تكفي يا جااهل بالقرا والاسلم وحسنا الله ونعم الوكيل في امثالك ومسواك جهنم انشاء الله . (لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ) انت انسان متخلف عقليان
قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .. الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء .. قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سورة الحديد : 25
المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
هذه حقيقة تم الوصول إليها بعد إقامة مئات من المحطات البحرية .. والتقاط الصور بالأقمار الصناعة .. والذي قال هذا الكلام هو البروفيسور شرايدر .. وهو من أكبر علماء البحار بألمانيا الغربية .. كان يقول : إذا تقدم العلم فلا بد أن يتراجع الدين .. لكنه عندما سمع معاني آيات القرآن بهت وقال : إن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر .. ويأتي البروفيسور دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار ليعطينا ما وصل إليه العلم في قوله تعالى : ( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ )سورة النور : 40 .. فيقول لقد كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام الآلات أكثر من عشرين مترا .. ولكننا نغوص الآن في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلاما شديدا على عمق مائتي متر .. الآية الكريمة تقول :( بَحْرٍ لُّجِّيٍّ ) كما .. أعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى : ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة ...منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي إلى آخرة .. فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدا بعد الآخر .. واختفاء كل لون يعطي ظلمة .. فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر .. وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتي متر .. كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة .. أما قوله تعالى : ( مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي .. وأن هذا الفاصل ملئ بالأمواج فكأن هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها .. فكأنها موج من فوقه موج .. وهذه حقيقة علمية مؤكدة ولذلك قال البروفيسور دورجاروا عن هذه الآيات القرآنية : إن هذا لا يمكن أن يكون علما بشريا
المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
س : هل مركز الإيمان والتصبر في الإنسان هو القلب ؟ وإذا كان كذلك فكيف الحال في عمليات نقل القلوب والقلوب الصناعية ؟ وهل القلب في القرآن والسنة هو هذا القلب ؟
ج : اليوم فقط في الفجر وجدت جوابا جديدا كنت أبحث عنه , فمنذ مدة ونحن نتتبع هذا فأرسلنا واحدا من إخواننا إلى مركز إجراء العمليات الصناعية لتغيير القلوب الصناعية إلى أمريكا قال : لو تسمحون لي أن أقابل المرضى ؟ قالوا : لا نسمح لك ! لماذا ؟ أريد أن أقابلهم وأن أسألهم . فماذا حدث ؟ انزعجوا انزعاجا شديدا من طلبي ! فما السبب ؟ قالوا لي : أي معلومة تريدها نحن سنقدمها لك . قلنا : إن شاء الله ربنا سيكشف وسيجعل من هذا إعجازا علميا نتكلم عنه في الأعوام القادمة والأيام القادمة - إن شاء الله - هكذا وسترون وستذكرون . فأخذنا نتتبع فإذا بأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز قال لي : أما سمعت الخبر ؟! قلت ما هو ؟ قال نشر في الجريدة منذ ثلاث سنوات ونصف . تقول الجريدة : إنهم اكتشفوا أن القلب ليس مضخة للدماء , بل هو مركز عقل وتعقل . الله أكبر ارني الجريدة سلمني الجريدة فأحضرها لي وهي موجودة عندي وهذا أول باب . مرت الأيام وإذا بمركز لتبديل القلوب بالأردن , فقلت هذه بلاد عربية لعلنا إن شاء الله يتيسر لنا معلومة , وأن نرى ذلك بأعيننا فأحد الأخوة من المتتبعين لهذا الموضوع قال : هل سمعت المؤتمر الصحفي لأول شخص بدل قلبه ؟ قلت : لا قال : عقد مؤتمر صحفي وقالوا : لو أنكم معنا في البيت تشاهدون سلوك هذا ما غبطتموني على هذا . يبقى هناك شيء ولكنه ليس محل تركيز وأبحاث . اليوم في الفجر اتصل بي أحد الإخوة من الأطباء السعوديين يشتغل في عملية تغيير القلوب ويريد أن يعد بحثا عن هذا الموضوع , فأخذت أسأله : أنا أريد أن تركز على التغييرات العقلية التي تحدث والنفسية , والقدرة على الاختيار ماذا يحدث ؟ قال : أولا أريد أن أقول لك شيئا معلوما الآن عند العاملين في هذا الحقل وهو أن القلب الجديد لا تكون فيه أي عواطف ولا انفعالات .. كيف هذا الكلام ؟ قال : هذا القلب إذا قربت إليه خطرا بدا وكأنه لا شيء يهدده ! بينما الثاني يرعش وإذا قربت شيئا يحبه بدا وكأنك لم تقدم إليه شيئا . قلب بارد غير متفاعل مع سائر الجسد . فأقول : هذا إن شاء الله سيكشف عن كثير من أوجه الإعجاز وسيبين ما نبحث عنه واصبروا قليلا , فإن المسألة في بدايتها وهاهم يقولون : اكتشفوا في القلب هرمونات عاقلة , وهرمونات عاقلة ترسل رسائل عاقلة إلى الجسم كله وإن القلب مركز عقل وتعقل , وليس مجرد مضخة والله أعلم وإن موعدنا قريب بإذن الله
المصدر " أنت تسأل والشيخ الزنداني يجيب حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة " للشيخ عبد المجيد الزنداني
قال تعالى : ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )الإسراء-
في المؤتمر العلمي الأول عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في إسلام آباد تقدم الدكتور صلاح الدين المغربي وهو عضو في الجمعية الأمريكية لطب الفضاء وهو أستاذ لطب الفضاء بمعهد طب الفضاء بلندن ببحث عن حالة الصدر في طبقات الجو العليا فقال : لنا حويصلات هوائية . والأوكسجين إذا دخل في الهواء ينفخ هذه الحويصلات الهوائية فنراها منتفخة , لكن إذا صعدنا إلى طبقات الجو العليا ينقص الهواء , وينقص الأكسجين فيقل ضغطه فتنكمش هذه الحويصلات ويقل الأكسجين فإذا انكمشت هذه الحويصلات ضاق الصدر .. يضيق .. ويتحرج التنفس ويصبح صعبا . قال من سطح البحر إلى 000 و10 قدم لا يحدث تغير . من 000و10 قدم إلى 000و16 قدم في هذه المنطقة يبدأ الجسم في تكييف نفسه ليعدل النقص الذي حدث والتغيير الذي حدث ومن 000و16 قدم إلى 000و25 قدم يبدأ الضيق الشديد في الصدر فيضيق الصدر , ويصاب صاحبة بالإغماء , ويميل إلى أن يقذف وتأخذه دوخة , ويكون التنفس حادا جدا وهذه الحالة تقع للطيار الذي تتعطل أجهزة التكييف في كابينة الطائرة فكلما صعد الإنسان إلى أعلى نقص الأكسجين فيتعذر التنفس وتتحرج العمليات الحيوية , ويضيق الصدر لعدم وجود هواء يضغط على هذه الحويصلات الهوائية بل بعد 000و25 قدم تتمدد الغازات في المعدة فتضغط على الحجاب الحاجز فيضغط على الرئتين ويضيق الصدر قال : كل هذا يشير إليه المولى في قوله تعالى : ( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) سورة الأنعام : 125 يضرب مثلا بحال من يصعد في السماء .. هل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عنده من الطيران ما يمكنه من معرفة تلك الحقائق ؟! لقد كان عنده أكثر من ذلك عنده الوحي يأتيه الوحي من الله هذا البحث تقدم به أربعة من علماء الأرصاد في جامعة الملك عبد العزيز بجدة اشتركوا معه فيه
المصدر "العلم طريق الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني
الجبال كتلا ضخمة من الأحجار والصخور توجد على قطعة ضخمة كبيرة هي سطح الأرض الذي يتكون من نفس المادة فكتلة هائلة من الصخور تجثم على كتلة أخرى هي سطح الأرض هذا الذي يعلمه الناس عن الجبال ولكن الإنسان عندما تعمق في بصره ورأى ما تحت هذه الطبقات وما تحت قدمه وكشف الطبقات التي تتكون منها الأرض وجد أن الجبال تخترق الطبقة الأولى التي يصل سمكها إلى خمسين كيلو مترا من الصخور هي قشرة الأرض يخترق هذه الطبقة ليمد جذرا له في الطبقة الثانية المتحركة تحتها وتحت أرضنا هذه طبقة أخرى تتحرك لكن الله ثبت هذه الأرض على تلك الطبقة المتحركة بجبال تخترق الطبقتين فتثبتها كما يثبت الوتد الخيمة بالأرض التي تحت الخيمة وهكذا وجدوا جذرا تحت كل جبل وكانت دهشت الباحثين والدارسين عظيمة وهم يكتشفون أن هذا كله قد سجل في كتاب الله من قبل فقال تعالى : وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) النبأ: 7 وقال تعالى : ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) النازعات وقال تعالى : ( وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) لقمان : 10
المصدر " وغدا عصر الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني
السحاب الركامي يبدأ يتكون من قزع صغير متفرق ، أي قطعة هنا و قطعة هناك و قطعة هناك ثم بعد ذلك نراه بدأ يتجمع و بدأت واحدة تنمو ، و هذه الواحدة التي في الوسط التي بدأت تنمو ينمو في داخلها تيار هوائي من أسفل إلى أعلى ، هذا التيار الهوائي يقوم بشفط و امتصاص الهواء المجاور من أسفل فيسحب السحب إليها ، ففي المرة الأولى أُزجي السحاب و دفع و كان قطعاً صغيرة ، و هذه المرة بدأت تنمو و بدأت تتآلف هذه السحب ، فإذا ما تآلفت بدأت في طور جديد و هو الركم إلى أعلى ، تركم تدخل في سن الشباب ، فيركم بعضها فوق بعض ، و هذا هو الطور الثالث .
إذن الطور الأول : دفع السحاب برفق ، الثاني : التآلف فيما بينه ،و الثالث : ركمه بعضه فوق بعض ، فإذا رُكم نزل منه المطر .
هذه المراحل ذكرت في القرآن الكريم : المرحلة الأولى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ) المرحلة الثانية : ( ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) المرحلة الثالثة : ( ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ) أي المطر
وقصة إكتشاف النجم النيوتروني قصة طريفة ففي سنة 1968 التقطت طالبة أمريكية إشارات لاسلكية من خارج الأرض بواسطة جهاز جديد يسمى بالتلسكوب للاسلكي أو المذياعي وهو جهاز يلتقط الإشارات اللاسلكية من أعماق السماء ومن مسافات تقدر بملايين السنين فقد تمكن الفلكيون في أوائل السبعينات من رصد عدة نجوم كلها تشترك في خاصية إرسال إشارات لاسلكية منتظمة وعلى درجة كبيرة من الدقة فالإشارات تصل على صورة متقطعة : بيب ... بيب ... بيب وتستمر كل إشارة منها كسورا من الثانية وتتكرر كل ثانية أو أكثر ومن أطلق على النجوم التي تصدر هذه الإشارات اسم النجوم النابضة النجم الطارق الثاقب آية من آيات الله العظيمة يقسم سبحانه بها ( وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) فالطارق هو جرم سماوي له صفتان أخرى وهما النجم والثاقب ولو قارنا بين تلك الخواص واي جرم سماوي لوجدنا أن النجم النيوتروني يستوفي هذه الخواص نجم و طارق و ثاقب .. له نبضات وطرقات منتظمة فالطارق يصدر طرقات منتظمة متقطعة تك .. تك .. تك تشابه تما تلك البيبات التي نقلها لنا اللاسلكي والتي كان مصدرها النجم النيوتروني وقد تصل العلماء إن النجم النيوتروني عقب مولد له نبضات سريعة لسرعة دورانه وسرعة طاقته وان النجم النيوتروني العجوز له إشارات بطيئة على فترات أطول وذلك عندما تقل طاقته وتنقص سرعة دورانه فسبحان لله العظيم حين خص هذا النجم بالثاقب وأقسم به فمن عظمة القسم ندرك عظمة المقسوم به فكثافة النجم الثاقب النيوتروني أعلى كثافة معروفة للمادة ووزنه يزيد عن وزن الكرة الأرضية برغم صغير حجمه فهو ثاقب والآن فلنتصور ماذا يحدث للأرض أو لأي جرم سماوي آخر إذا وضع هذا النجم عليه أو اصطدم به فلن تصمد أمامه أي الأجرام كانت ولا حتى الشمس والسبب انه ذو كثافة مهولة .. وقد قدر عدد النجوم النيوترونية في مجرتنا بمائة ألف نجم ومن الطبيعي أن تحتوي بلايين المجرات الأخرى على مئات الآلاف من النجوم النيوترونية الطارقة الثاقبة فالسماء إذن تمتلئ بها ومن هنا جاء القسم ليؤكد سبحانه بهذا القسم ( إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ) فكل نفس موكل أمرها لحافظ يراقبها ويحصي عليها ويحفظ عنها .. فسبحان الله هناك أوجه التشابه بين الحافظ وبين الطارق نجد صورة حية جديدة من الإعجاز القرآني فوصف النجم النيوتروني الذي لم يكتشف إلا حديثا بهذه الدقة بكلمات قليلة تعد على الأصابع اليد الواحدة انه نجم طارق ثاقب لا يمكن أن تصدر إلا من خالق هذا الكون فلو حاول الإنسان مهما بلغ علمه وإدراكه وصف أو حتى تعريف ظاهرة النجم النيوتروني لاحتاج لأسطر وصفحات لتعريف هذا المخلوق .. وبعد أن يخبرنا المولى سبحانه عن هذا النجم ويقسم به يعود بنا إلى النفس البشرية ويذكرنا بالحافظ الذي وكله الحفيظ الرقيب على كل نفس يحصي مالها وما عليها حتى نبضها فالتشابه بين الحافظ الذي يحصى كل صغيرة وكبيرة في دقة متناهية وبين الطارق الذي تطوى دقاته أقطار السماء لتصل إلينا في دقة متناهية , والتشابه بين الحافظ الرقيب الذي لا تخفى عليه خافية من خبايا النفس البشرية ولا سر من أسرارها وبين الثاقب الذي لا تستطيع أي مادة أو أي نجمة مهما بلغ حجمها والسماء وطارقها إنما هو الواحد القهار الذي لا تخفى عليه خافية والذي يحيط علمه بكل صغيرة وكبيرة ... فسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
المصدر " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د . يحيى المحجري
يقسم الخالق بأحداث كونية عظيمة يقول سبحانه عز من قال : ( وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ) يقسم بالسماء والطارق , ومن يستمع إلى هذا القسم لن يعرف لأول وهلة من هو ؟ أو ما هو المقصود بالطارق ؟ ولذلك عرفنا العليّ القدير بأنه نجم ثاقب . فكيف يكون النجم طارق وثاقب ؟ وهل هناك تفسير علمي لذلك ؟ لقد درج المفسرون على تفسير أشعة النجم بأنها ثاقبة نافذة أما صفة الطرق فقلما تعرض لها أحد . والقسم الثاني يخص بظاهرة فلكية أخرى وهي ظاهرة النجم الهوي . وهنا لا بد أن نفرق بين هذه الظاهرة وظاهرة الشهاب الساقط التي تعد ظاهرة يومية لكثرة حدوثها . فالشهب تدخل يوميا في الغلاف الجوي ثم تحترق عندما ترتفع درجة حرارتها لاحتكاكها بالهواء الجوي وبعضها يسقط على الأرض . ولو أراد الخالق أن يقسم بها لأقسم إلا ان جاء ذكر الشهب في أكثر من مكان في القرآن ( إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ) فلم يقسم سبحانه بظاهرة الشهاب الساقط وأقسم بظاهرة النجم الهاوى لماذا ؟؟. النجوم النيوترونية تزداد كتلتها عن كتلة الشمس بما يقارب 4 , 1 . بداية عندما يبدأ النجم بالانهيار على نفسه ينكمش بسرعة ويزيد الضغط على ذرات مواده فتتحطم الذرات ويتكون المائع الالكتروني ويزداد سمكه فيبقى عاجزا عن تحمل الضغط الناتج من ثقل النجم وجاذبيته وتكون النتيجة أن تسحق جاذبية النجم "المائع الألكتروني " كما سحقت من قبل قشرة الذرة ويستمر انهيار العملاق الأحمر على نفسه .. فتلتصق الالكترونات بالبروتينات ثم تتحد معها مكونة نيوترونات جديدة , وتبدأ طبقات النجم وهي تنهار في التطلع إلى منقذ ينقذها من براثن هذا الوحش المسمى بقوة ثقل النجم والذي يسحق كل ما يجده أمامه وفي النهاية تتحد كل الالكترونات بالبروتينات فيصبح النجم عبارة عن نيوترونات منضغطة على بعضها بدون وجود أي فراغ فتصل كثافة النجم إلى رقم قياسي يصعب تصوره ويتقلص العملاق الأحمر إلى ما يسمى بالنجم النيوتروني فــكرة من المادة النيوترونية في حجم كرة القدم يبلغ وزنها خمسين ألف بليون من الأطنان فإذا وضعت هذه الكرة على الأرض أو على أي جرم سماوي آخر فلن يتحمل سطحه هذا الوزن الهائل فتسقط الكرة خلال الأرض أو خلال الجرم السماوي تاركا وراءه ثقبا يتناسب مع حجمه .
آية نزلت كانت سببا في إسلام بعض المشركين في شأن الروم والفرس . حدثت معركة بين الروم والفرس فانتصر الفرس على الروم وكان الفرس عباد النار والروم أهل كتاب ففرح المشركون لأنهم أهل أوثان بانتصار أهل الأوثان على أهل الكتاب من النصارى وحزن المسلمون .. فأنزل الله قرآنا يواسى به المؤمنين ويرد فرحة الكافرين قال تعالى : ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ) الروم - 1-4 أي في أقل من عشر سنوات . فلما جاء هذا الخبر : قال تعالى : ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )الروم 4- 5 نعم يعلمون ظاهرا كما يعلم كروستوفر حكمة لبس الحذاء لكنه لا يدري الحكمة من خلقه هو ؟ فلما نزلت هذه الآيات : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّه ) ثم يعقب بعد ذلك ( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَه ) تحدي .. يعني الروم هذه التي انهزمت ستنتصر في أقل من عشر سنين ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون ) هذه واحدة وثانية سيأتي هذا النصر وسيفرح المؤمنون وبعده .. ( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَه ) ما كان سيكون ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يعني يستثير في الكفار كل حمية , كل مقاومة .. فجاء واحد من الكفار لما سمع هذا .. إلى أبي بكر وقال انظر ما يقول محمد ... قال : ما يقول ؟ قال : يقول : إن الروم تهزم الفرس قال : صدق .. يا أبا بكر ! - بلغ الغيب في أشده .. ثم كسب أبو بكر في النهاية فما مرت سبع سنوات حتى تحقق وعد الله - جل وعلا - وانتصر الروم على الفرس وفرح المسلمون وكان ذلك في عام الحديبية ... ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ) كانت معجزة للأولين في هذا الأمر الغيبي الذي رأوه بعد سبع سنين من إخبار القرآن به . فقال بعض الكفار الذين أسلموا : محمد عاقل وما هو مجنون , لقد جعل دينه كله ومستقبله كله والإسلام كله مرهون بانتصار دولة مهزومة إنه حدد زمنا قريبا يكون في حياته فلو أنه مرت عشر سنوات ولم تنتصر الروم راح الإسلام وراح القرآن وراح محمد !! لكن يراهن محمد هذا الرهان لكن يحدد محمد والذي راهن أبو بكر الصديق رضي الله عنه محمد اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله يقول , ويرمي بثقله كله , ويحدد هذا التحديد ويجزم هذا الجزم ولا تمر سبع سنوات إلا وقد تحقق لا يمكن أن يكون هذا من عند بشر ! هذا صنع الذي يحكم البشر فأسلموا ودخلوا في الإسلام !
قال الزنداني التقيت مع واحد من أساتذة علوم الجيولوجيا في أمريكا اسمه البروفيسور - بالما - وهو من كبار علماء الجيولوجيا في أمريكا جاء في زيارة وجاء ومعه نموذج للكرة الأرضية بها تفاصيل الارتفاعات والانخفاضات وأعماق البحار وكم طول الارتفاع وكم عمقه كله مبين في التضاريس بالمتر محسوب ... فلما جلس قلت له : عندنا عبارة في القرآن .. آية في القرآن تقول بأن منطقة بيت المقدس حيث دارت المعركة هي أخفض منطقة في العالم .. في أدنى الأرض .. لأن لفظ أدنى لفظ مشتق يأتي بمعنى أقرب أقول : أدنى إلى من الأخ .. أدنى بمعنى أقرب فأدنى تأتي بمعنيين بمعنى الأقرب ومعنى الأخفض . فقلت له : الله قال في ( أَدْنَى الْأَرْضِ ) المفسرون السابقون أخذوا المعنى الأول من أدنى : أقرب فقالوا منطقة إلى بلاد العرب منطقة الأغوار في البحر الميت فهي أدنى الأرض بالنسبة لجزيرة العرب , فقالوا : أقرب لكن الآية تشتمل على المعنى الثاني بمعنى الأخفض . وقلت له : هي أخفض وأنا أعلم بأنها أخفض .. لكن أريده هو أن يقول فقال ذلك . لكن لما عرف أنها من القرآن قال : ليست أخفض الأرض . قال : فيه منخفضات موجودة في هولندا , وتحت مستوى البحر ومنخفضات كذا وأخذ يتذكر أخفض المناطق في العالم . قلت له : أنا متأكد مما أقول .. استغرب الرجل وأنا أقول : أنا متأكد مما أقول .. هذه الكرة الأرضية التي فيها الارتفاعات والانخفاضات أدارها بسرعة فلما أدارها على منطقة بيت المقدس والمنطقة حولها وجد سهما طويلا خارجا من المنطقة ومتكوب بخط واضح أخفض منطقة في العالم ! فلما رآها قال : صحيح ! صحيح ! الأمر كما قلت .. إنها أخفض منطقة في الأرض .. هذا القرآن الكريم نزل بعلم الذي أحاط بكل شيء - سبحانه وتعالى
المصدر " وهذا عصر الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني
قال تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * ) المرجان : هذا نوع من الحلي لا يوجد إلا في البحار المالحة فقوله تعالى : ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) أي أن البحرين المذكورين مالحان فالآية تتكلم عن بحر يخرج منه مرجان وبحر آخر يخرج منه مرجان الأول ملح وهذا ملح متى عرف الإنسان أن البحار المالحة مختلفة وليست بحرا متجانسا واحدا لم يعرف هذا إلا عام 1942 في عام 1873 عرف الإنسان أن مناطق معينة في البحار المختلفة تختلف في تركيب المياه فيها .. عندما خرجت رحلة تشالنجر وطافت حول البحار ثلاثة أعوام وتعتبر هذه السفينة رحلة تشالنجر هي الحد الفاصل بين علوم البحار التقليدية القديمة المليئة بالخرافة والأساطير وبين الأبحاث الرصينة القائمة على التحقيق والبحث هذه الباخرة هي أول هيئة علمية بينت أن البحار المالحة تختلف في تركيب مياهها لقد أقامت محطات ثم بقياس نتائج هذه المحطات وجدوا أن البحار المالحة تختلف والحرارة والكثافة والأحياء المائية وقابلية ذوبان الأكسجين وفي عام 1942 فقط ظهرت لأول مرة نتيجة أبحاث طويلة جاءت نتيجة لإقامة مئات المحطات البحرية في البحار فوجدوا أن المحيط الأطلنطي مثلا لا يتكون من بحر واحد بل من بحار مختلفة وهو محيط واحد لما جاءت مئات المحطات ووضعت ميزت .. هذه المحطات المختلفة أن هذا بحر ملح وهذا كذلك أيضا بحر مالح آخر .. هذا له خصائصه وهذا له خصائصه في إطار هذا البحر تختلف : الحرارة والكثافة والملوحة والأحياء المائية قابلية ذوبان الأكسجين خاصة بهذه المنطقة بجميع مناطقها هذان بحران مختلفان مالحان يلتقيان في محيط واحد فضلا عن بحرين مختلفين يلتقيان كذلك كالبحر الأبيض والبحر الأحمر وكالبحر الأبيض والمحيط الأطلنطي وكالبحر الأحمر وخليج عدن يلتقيان أيضا في مضايق معينة ففي 1942 عرف لأول مرة أن هناك بحارا كاملة يختلف بعضها عن بعض في الخصائص والصفات وتلتقي وعلماء البحار يقولون : إن أعظم وصف للبحار ومياه البحار : أنها ليست ثابتة . .. ليست ساكنة ..أهم شيء في البحار أنها متحركة .. فالمد والجزر والتيارات المائية والأمواج والأعاصير عوامل كثيرة جدا كلها عوامل خلط بين هذه البحار وهنا يرد على الخاطر سؤال : فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تمتزج هذه البحار ولا تتجانس ؟ ! درسوا ذلك فوجدوا الإجابة : أن هناك برزخا مائيا وفاصلا مائيا يفصل بين كل بحرين يلتقيان في مكان واحد سواء في محيط أو في مضيق هناك برزخ وفاصل يفصل بين هذا البحر وهذا البحر .. تمكنوا من معرفة هذا الفاصل وتحديد ماهيته بماذا ؟ هل بالعين ؟ لا .. وإنما بالقياسات الدقيقة لدرجة الملوحة ولدرجة الحرارة والكثافة وهذه الأمور لا ترى بالعين المجردة
المصدر " العلاج هو الإسلام " للشيخ عبد المجيد الزندانى
الصور الحديثة التي التقطت للبحار قد أثبتت أن بحار الدنيا ليست موحدة التكوين .. بل هي تختلف في الحرارة والملوحة والكثافة ونسبة الأوكسجين .. وفي صورة التقطت بالأقمار الصناعية .. ظهر كل بحر بلون مختلف عن البحر الآخر .. فبعضها أزرق قاتم وبعضها أسود وبعضها أصفر .. وذلك بسبب اختلاف درجات الحرارة في كل بحر عن الآخر .. وقد التقطت هذه الصورة بالخاصية الحرارية وبالأقمار الصناعية ومن سفن الفضاء .. وظهر خط أبيض رفيع يفصل بين كل بحر وآخر قال تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ) نجد أن وسائل العلم الحديث قد وصلت إلى تصوير البرزخ بين البحرين .. وبينت معنى ( لَّا يَبْغِيَانِ) بأن مياه أي بحر حين تدخل إلى البحر الآخر عن طريق البرزخ فلا تبغي مياه بحر على مياه بحر آخر فتغيرها المصدر " الأدلة المادية
على وجود الله " فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
الذباب بمجرد أن يسقط على الشيء يسكب لعابه - و لديه لعاب كثير - فيتحول و يتفاعل ، فلو أتى أحد الناس و أراد أن يسترد ما أخذه الذباب لما استطاع ، ما السبب ؟ لأن الذباب بمجرد أن يسقط الذباب على الطعام - السكر مثلاً - يسكب اللعاب فيتم التفاعل فوراً قبل أن يتناول الذباب الطعام ، فسبحان من قال في القرآن الكريم :ـ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب*مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز) سورة الحج 73-
ادا حقا كنت كما تزعم ما تقول فلا تمحو ما كتبته بل اريد ان تتاكد من تفكيرك الخاطئ
لمزيد من المعلومات تفضلو
http://www.eajaz.com/index.htm
Le Blog de tous les Jours
من حقي محو التعليقات التي لا علاقة لها بالموضوع لكني سأتركها اسبوعا من تأريخ هذا التعليق دون حذف، يمكنك خلال هذه المدة نقل بعض التعليقات التي لها علاقة بمواضيع اُخرى في هذه المدونة أو مدونة مع اللادينيين والملحدين العرب إليها.
للذين يجرون وراء المعجزات لى كلمة قصيرة جدا
لماذا يلجأ الله لمثل هذه الحيل والفوازير ليقول لنا أنه إله موجود فى السماء وكأننا إمام صاحب فوازير يقول لنا شىء أخضر وداخله أحمر وبه أشياء صغيرة سوداء فإذا لم يهدنى تفكيرى إلا أنه البطيخة يكون جزائ العذاب مخلدا فيه أبدا وأى ظلم هذا وقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما
ولماذ وهو صاحب كن فيكون لم يعلن عن ذا ته لنا صراحة ثم يترك لنا الخيار فمن شاء فليؤمن
اليس هذا أكثر عدلا
أعرف طبعا رأيكم فى
ولكن العالم كله لايقيم لكم وزنا وكيف يكون للمغيبين وزنا من الأساس
بما أنك تلطميسي حقود فلم تكمل الآية لتقول "وهم من بعد غلبهم سيغلبون - بضم الغين - وبهذا تصبح مشكلة الكر والفر في غزوة مؤتة معقولة وخصوصاً بعد إندحار الروم الحقيقي الى اليوم = ولكن حقدكم الأعمى على الدين وربه ورسوله قد جعلكم كالسكرانين وأنتم فعلاً سكرانين بفردة الجزمة - عقلكم - فهو سليم 100% ولكن مع العقل النتن أصبح جزمة ومهرية كمان ودمتم لغباكم.
هداك الله واصلح بالك ونور بصيرتك للاسلام ان كنت من الضالين
مسلمة وافتخـــــــــر
و لم لا تقول ان المسلمين هزموا من الروم اولا فى مؤته عام 8 هجريه ثم نزل الوحى الالهى ببشرى النصر على الروم فى بضع سنين و بالفعل فى عام 13 هجرى انتصر المسلمون على الروم ( 5 سنوات - بضع سنين) و بهذا يتحقق نصر الله الموعود و قدرته على اخبار المستقبل و ربما لم يرضى المسلمون فى العصور الاحقه بهذا التفسير كراهيه ان يقال ان المسلمون الاوائل هزموا فى مؤته كما نكره ان نقول انهم هزموا فى احد.... اما تفسير ان الروم هزمت اولا من الفرس ثم وعد الله المسلمين بالنصر على الروم ثم يهزم المسلمون من الروم هو تفسير هوائى يرجى به نصره الباطل ( ارايت من اتخذ الهه هواه) ..... (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )
إرسال تعليق