الكاتب: ابن المقفع
المصدر: منتدى اللادينيين العرب
كنت أريد كتابة موضوع مطول عن "رد الشبهة" هذا الذي يقول بأن التناظر بين القصص المدراشية والقرآن سببه اقتباس اليهود لها عن التراث القرآني. للأسف لن أتمكن من فعل هذا قريبا.
قد يتلخص الرد على "رد الشبهة" هذا في ما يلي
1- لم يدع أحد النقاد أن التراث المدراشي بأسره يعود إلى عصر ما بعد الإسلام. ما يقولونه أن هنالك بضعة مدراشيم تعود بالتأكيد إلى عصر يسبق محمد ربما أضيفت لها بعض المواد لاحقا. هذا يتطلب من النقاد أن يشيروا إلى هذه المواد الناشزة. ولكني لم أقرأ يوما أن قصة إبراهيم والأصنام , مثلا من بينها.
2- هنالك قصص "مدراشية" هي في الأصل قصص أبوكريفية وردت في أسفار من مثل "كتاب اليوابيل" "قصة آدم وحواء" و"سفر أخنوخ" , وهذه تعود بكل تأكيد إلى ما قبل عصر تدوين التراث الشفهي أي إلى عصر ما قبل المسيح وما بعده بقليل. من الأمثلة التي قرأت عنها على هذه القصص : استخدام سليمان للجن, سقوط الشيطان, سقوط الملائكة المتمردين... هذه القصص وردت في القرآن
3- ما يُقال عن المدراشيم من حداثة مخطوطاتها وتأخرها زمنيا يُمكن ان يقال عن القران أيضا, فأقدم الرقوق القرانية تعود الى نهاية القرن السابع. اما اقدم قران شبه كامل فيعود الى القرن الثامن.
4- القصص المدراشية تحتوي تفاصيل لا تحتويها القصص القرانية ولا الإسرائيليات الإسلامية , وهي تبدي انسجاما اكبر مع التراث اليهودي. القران يقول مثلا أن الجن بنوا "محاريب" لسليمان, بينما تقول القصة المدراشية أنهم ساعدوا في بناء "الهيكل"
5- قد لا نفهم القصة او "التلميحة القرانية" الا بقراءتنا للقصة المدراشية. مثلا "إنا فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب" لا نستطيع فهمها الا إن عرفنا بقصة سليمان مع الشيطان اسموداوس . التي ملخصها ان سليمان أخذه الكبر, ففتنه الله بان اسقط سليمان خاتمه في البحر فاتخذ اسموادوس هيئته وجلس على عرشه وتشرد سليمان إلى أن استطاع إيجاد الخاتم يوما في سمكة اصطادها. كذلك لا يمكننا أن نعرف لم تعد امرأة نوح من بين الكفار إلا إن كنا على معرفة بالأدب المدراشي.
6- ابدى متأسلمة اليهود -بالذات- معرفة عميقة بتفسير القصص القرآنية , والتي هي 60 % غير مذكورة في الكتاب المقدس اليهود. فمثلا يتكلم القران عن ملكة سبأ, فيعلق كعب الأحبار او وهب بن منبه فيقول ان ساقها مشعرة, وهذا موجود في القصة المدراشية. يقول القران عن فاكهة صواحب يوسف أنها فاكهة تقص بسكين فيعلق أحدهم فيقول أنها الأترج, وهذا ما ورد في القصة المدراشية. يذكر بأن وهبا قد ادعى بمعرفته بسبعين كتابا منزلا, علما بأن أسفار الكتاب المقدس اليهودي لا تبلغ السبعين
7- لم يبلغنا عن اليهود انهم استنكروا القصص القرآنية او كذبوها. بل ان محمدا قال :
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (94) سورة يونس
إنه بالطبع لم يسألهم يوما فقالوا :لا يوجد عندنا هذا الكلام , كما انه لن يدعي الجرأة على سؤال اليهود إن لم يكن متأكدا من تصديقهم لحكاياته. الحقيقة هي أن الشائعة التي كانت تدور هي:
{ولقد نَعلمُ أنهم يَقوُلونَ إنما يُعلمهُ بَشرٌ} (103) النحل
8- كان اليهود, كما تروي الأحاديث الإسلامية, ياتون محمدا فيسألونه مسائل مستوحاة من تراثهم المدراشي فيجيبهم عنها فيقولون "صدقت" مثل قصة الحوت والثور الذان ياكل من كبديهما اهل الجنة. ان تصديقهم لمحمد يدل على سابق معرفتهم بأمر القصة.
9- قد يكون لنشوء هذه القصة المدراشية او تلك امرُ يتعلق بالخطا في تفسير نص الكتاب المقدس, وهو امر يتطلب معرفة بالعبرانية وقدرا من النقص البشري. مثلا : سوء تفسير "أور الكلدانيين" وترجمتها الى "نار الكلدانيين" ادت الى تطور قصة ابراهيم مع الاصنام. وسوء تفسير عبارة "شطان وشطيم" في سفر نشيد الانشاد ادت الى ظهور الاعتقاد بانه كان لسليمان القدرة على السيطرة على الشياطين .
10- القصص المدراشية تبدي تشابها أكبر مع الإسرائيليات الإسلامية ومع التراث التفسيري الإسلامي. إن ادعاء اقتباس اليهود التراث الاسلامي يتطلب دفع تاريخ كتابة المدراشيم إلى ما بعد تدوين التراث التفسيري الإسلامي لا ما بعد "نزول" القرآن, وهو أمر قد لا يوافق عليه نقاد المدراشيم لأن ذلك يعني دفع تأريخ اكتمال صيغتها 200 سنة أخرى.
11- حسب القاعدة : "ان كان هنالك تفسيرات متعددة للمسالة فالتفسير الاقرب للصواب هو التفسير الابسط" يكون اخذ محمد للتراث اليهودي. فما الذي يدعوا اليهود الى تقبل مواد دينية تتعلق بتراثهم الشخصي من الاغيار, وكيف يمكن لهذا التراث ان ينتشر ويتقبله الجميع.
يتطلب التوسع في هذا الموضوع معرفة بالاسرائيليات وبسير متأسلمة اليهود وبالتفاسير الإسلامية وكذلك معرفة بالبحوث النقدية التي تدور حول المدراشيم وتواريخ كتابتها, والتناظر الحاصل بينها وبين قصص القرآن وبمواضع تدوينها وبما ورد من هذه القصص في الأبوكريفا وفي شروحات الكتاب المقدس المسيحية. وليس عندي الوقت لهذا حاليا.
مواضيع ذات علاقة
سلسلة مواضيع الأساطير اليهودية - الهاجادا (والتلمود) - مصدر من مصادر قصص القرآن
المصدر: منتدى اللادينيين العرب
كنت أريد كتابة موضوع مطول عن "رد الشبهة" هذا الذي يقول بأن التناظر بين القصص المدراشية والقرآن سببه اقتباس اليهود لها عن التراث القرآني. للأسف لن أتمكن من فعل هذا قريبا.
قد يتلخص الرد على "رد الشبهة" هذا في ما يلي
1- لم يدع أحد النقاد أن التراث المدراشي بأسره يعود إلى عصر ما بعد الإسلام. ما يقولونه أن هنالك بضعة مدراشيم تعود بالتأكيد إلى عصر يسبق محمد ربما أضيفت لها بعض المواد لاحقا. هذا يتطلب من النقاد أن يشيروا إلى هذه المواد الناشزة. ولكني لم أقرأ يوما أن قصة إبراهيم والأصنام , مثلا من بينها.
2- هنالك قصص "مدراشية" هي في الأصل قصص أبوكريفية وردت في أسفار من مثل "كتاب اليوابيل" "قصة آدم وحواء" و"سفر أخنوخ" , وهذه تعود بكل تأكيد إلى ما قبل عصر تدوين التراث الشفهي أي إلى عصر ما قبل المسيح وما بعده بقليل. من الأمثلة التي قرأت عنها على هذه القصص : استخدام سليمان للجن, سقوط الشيطان, سقوط الملائكة المتمردين... هذه القصص وردت في القرآن
3- ما يُقال عن المدراشيم من حداثة مخطوطاتها وتأخرها زمنيا يُمكن ان يقال عن القران أيضا, فأقدم الرقوق القرانية تعود الى نهاية القرن السابع. اما اقدم قران شبه كامل فيعود الى القرن الثامن.
4- القصص المدراشية تحتوي تفاصيل لا تحتويها القصص القرانية ولا الإسرائيليات الإسلامية , وهي تبدي انسجاما اكبر مع التراث اليهودي. القران يقول مثلا أن الجن بنوا "محاريب" لسليمان, بينما تقول القصة المدراشية أنهم ساعدوا في بناء "الهيكل"
5- قد لا نفهم القصة او "التلميحة القرانية" الا بقراءتنا للقصة المدراشية. مثلا "إنا فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب" لا نستطيع فهمها الا إن عرفنا بقصة سليمان مع الشيطان اسموداوس . التي ملخصها ان سليمان أخذه الكبر, ففتنه الله بان اسقط سليمان خاتمه في البحر فاتخذ اسموادوس هيئته وجلس على عرشه وتشرد سليمان إلى أن استطاع إيجاد الخاتم يوما في سمكة اصطادها. كذلك لا يمكننا أن نعرف لم تعد امرأة نوح من بين الكفار إلا إن كنا على معرفة بالأدب المدراشي.
6- ابدى متأسلمة اليهود -بالذات- معرفة عميقة بتفسير القصص القرآنية , والتي هي 60 % غير مذكورة في الكتاب المقدس اليهود. فمثلا يتكلم القران عن ملكة سبأ, فيعلق كعب الأحبار او وهب بن منبه فيقول ان ساقها مشعرة, وهذا موجود في القصة المدراشية. يقول القران عن فاكهة صواحب يوسف أنها فاكهة تقص بسكين فيعلق أحدهم فيقول أنها الأترج, وهذا ما ورد في القصة المدراشية. يذكر بأن وهبا قد ادعى بمعرفته بسبعين كتابا منزلا, علما بأن أسفار الكتاب المقدس اليهودي لا تبلغ السبعين
7- لم يبلغنا عن اليهود انهم استنكروا القصص القرآنية او كذبوها. بل ان محمدا قال :
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (94) سورة يونس
إنه بالطبع لم يسألهم يوما فقالوا :لا يوجد عندنا هذا الكلام , كما انه لن يدعي الجرأة على سؤال اليهود إن لم يكن متأكدا من تصديقهم لحكاياته. الحقيقة هي أن الشائعة التي كانت تدور هي:
{ولقد نَعلمُ أنهم يَقوُلونَ إنما يُعلمهُ بَشرٌ} (103) النحل
8- كان اليهود, كما تروي الأحاديث الإسلامية, ياتون محمدا فيسألونه مسائل مستوحاة من تراثهم المدراشي فيجيبهم عنها فيقولون "صدقت" مثل قصة الحوت والثور الذان ياكل من كبديهما اهل الجنة. ان تصديقهم لمحمد يدل على سابق معرفتهم بأمر القصة.
9- قد يكون لنشوء هذه القصة المدراشية او تلك امرُ يتعلق بالخطا في تفسير نص الكتاب المقدس, وهو امر يتطلب معرفة بالعبرانية وقدرا من النقص البشري. مثلا : سوء تفسير "أور الكلدانيين" وترجمتها الى "نار الكلدانيين" ادت الى تطور قصة ابراهيم مع الاصنام. وسوء تفسير عبارة "شطان وشطيم" في سفر نشيد الانشاد ادت الى ظهور الاعتقاد بانه كان لسليمان القدرة على السيطرة على الشياطين .
10- القصص المدراشية تبدي تشابها أكبر مع الإسرائيليات الإسلامية ومع التراث التفسيري الإسلامي. إن ادعاء اقتباس اليهود التراث الاسلامي يتطلب دفع تاريخ كتابة المدراشيم إلى ما بعد تدوين التراث التفسيري الإسلامي لا ما بعد "نزول" القرآن, وهو أمر قد لا يوافق عليه نقاد المدراشيم لأن ذلك يعني دفع تأريخ اكتمال صيغتها 200 سنة أخرى.
11- حسب القاعدة : "ان كان هنالك تفسيرات متعددة للمسالة فالتفسير الاقرب للصواب هو التفسير الابسط" يكون اخذ محمد للتراث اليهودي. فما الذي يدعوا اليهود الى تقبل مواد دينية تتعلق بتراثهم الشخصي من الاغيار, وكيف يمكن لهذا التراث ان ينتشر ويتقبله الجميع.
يتطلب التوسع في هذا الموضوع معرفة بالاسرائيليات وبسير متأسلمة اليهود وبالتفاسير الإسلامية وكذلك معرفة بالبحوث النقدية التي تدور حول المدراشيم وتواريخ كتابتها, والتناظر الحاصل بينها وبين قصص القرآن وبمواضع تدوينها وبما ورد من هذه القصص في الأبوكريفا وفي شروحات الكتاب المقدس المسيحية. وليس عندي الوقت لهذا حاليا.
مواضيع ذات علاقة
سلسلة مواضيع الأساطير اليهودية - الهاجادا (والتلمود) - مصدر من مصادر قصص القرآن
3 تعليق(ات):
احمد خميس Khamies62@yahoo.com
يفضح الكاتب الميسحي -الذي يضمر البغض للحق بتكوينه- نفسه من اول كلمه عندما يقول ( فأنه بعد كل شيء بشر وينسى، خصوصا عنما يتعلق الأمر بقصص وتأريخ شعوب لا علاقة له بهم وأسماء غير عربية)
وقع المتباحث فيما يلي
1- لكونه ميسحي يدعي الالحاد افترض ان التوراة صحيحه مع انه قد كتبها عزرا من الذاكرة
2- افترض ان اي اختلاف للقصص القرآني عن التوراة يعني عدم صحه القصص القرآني مع ان العكس هو الصحيح.
3- كما اعتبر ان هناك التباس بين مريم ام عيسى يجعلها اخت هارون { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) }
الواقع ان مريم ام عيسى هي اخت موسى وهارون وهي التي تتبعت موسى في التابوت {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) } وهي ابنه لعمران { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}
كما ان عيسى هذا هو يوشع (يسوع) ابن نون فتى موسى و الذي قاد بني اسرائيل من بعد موسى
السؤال الان
من يكون عمانوئيل ابن ماري ويوسف النجار الذي صلبه الرومان بعد موسى بألاف السنين؟
الاجابه: نبي كذاب ادعي بولس انه هو يوشع بعد ان ارتحل الي الجزيرة العربية وعثر علي بعض بقايا النصارى اتباع عيسى - فتى موسى- وعلم منهم محاولة اليهود قتله و كيف انجاه الله منهم فأنتحل هذه الاحداث ولفق النبؤات و انشأ دين مزيف يتبعه الان الحمقى و المغفليين امثالك.
{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا}
ياعم الملحد التشابه بين القصص القرآني وقصص التوراه والإنجيل وتفاسيرهم وتراثهم بصفة عامه سببه أن لهذه القصص أصلا وحقيقة أوحى بها الله..وإختلطت بالخرافات والتحريف مع الوقت..وهذا سبب التشابه وليس النقل عن أحد
يقول المتدخل الأخير :
(( ياعم الملحد التشابه بين القصص القرآني وقصص التوراه والإنجيل وتفاسيرهم وتراثهم بصفة عامه سببه أن لهذه القصص أصلا وحقيقة أوحى بها الله..وإختلطت بالخرافات والتحريف مع الوقت..وهذا سبب التشابه وليس النقل عن أحد ))
الاشكالية ليست في تشابه القرآن والتوراة والانجيل يا أخي.. هذه الامور معروفة والقرآن نفسه يصرح بذلك مؤكدا في ذات الوقت انه جاء مصدقا لما قبله من الكتب المنزلة
إنما الاشكالية في المدراشيم و التلمود وهي كتب غير منزلة , ألفها شراح التوراة من اليهود لاحقا فاختلقوا فيها الكثير من القصص التي لم ترد في الكتب المنزلة أي التوراة والانجيل
فكيف جاء القرآن مصدقا لما بين يديه من القصص الواردة في المدراشيم والتلمود وهي كتب غير منزلة مع العلم ان تلك القصص نفسها غير واردة في التوراة والانجيل ؟؟؟ هذا سؤال يستحثه منطق القراءة
للتخلص من هذه المعضلة انبرى بعض الكتاب المسلمين ( الذين تفطنوا لهذه الورطة ) لحل المشكلة . فقالوا : إن المدراشيم كتب بعد الاسلام وإن القصص التي جاءت فيها نقلها الشراح اليهود مما جاء في القرآن وهو ما حاول الكاتب أن ينفيه في مقاله فهل فهمت الامر ؟؟
السؤال المركزي هو من أخذ عن من ؟
هل فعلا أخذ القرآن عن المدراشيم ؟ إذا كان الجواب بالايجاب سيكون الامر ما يؤكده العم ملحد يا أخي..أما إذا كان الجواب بالنفي فهذا يعني ان كتب المدراشيم هي التي اخذت عن القرآن (( هذا ما يحاول تأكيده بعض الكتلب المسلمين لتفادي المشكلة ))
لكن التساؤل المنطقي الذي يحضر الى الذهن الفاحص هو :
ماهو السبب الواقعي الذي جعل كتاب المدراشيم من اليهود يأخذون عن ما جاء به القرآن و الاسلام عموما .. والحال أنهم لا يعترفون به كدين سماوي ولا يعترفون بالقرآن كتابا منزلا ولا يقرون بنبوة النبي ؟ هذا سؤال إشكالي من الصعب أن تجد له جوابا ومن ثم يمكن الجزم بعكس ما يدعيه الكتبة من المسلمين
في المقابل . إن التنصيص على أن القرآن هو من أخذ عن التراث اليهودي عموما ( التوراة والتلمود والمدراش ) اقرب الى الحقيقة من الادعاء الاول لماذا ؟
لامناص من النظر الى المسألة من منطلقين
1// منطلق التصديق والاقرار
الاسلام أقر باليهودية كدين الهي وهو مصدق لما بين يديه من الكتب # في المقابل : لم يقر اليهود بالاسلام كدين الهي ولا بالقرآن ككتاب منزل
فمن يأخذ عن من يا ترى ؟ واضح أن من أقر بالشيء اولى ان يأخذ بما أقر به وليس العكس ؟؟؟
2// منطلق الاسبقية الزمنية
اليهودية دين سابق # الاسلام دين لاحق
إذن لا بد -- بالمنطق الزمني -- أن يأخذ اللاحق عن السابق
إرسال تعليق