The Out Campaign


محرك البحث اللاديني المواقع و المدونات
تصنيفات مواضيع "مع اللادينيين و الملحدين العرب"    (تحديث: تحميل كافة المقالات PDF جزء1  جزء2)
الإسلام   المسيحية   اليهودية   لادينية عامة   علمية   الإلحاد   فيديوات   استفتاءات   المزيد..
اصول الاسلام  تأريخ القرآن ولغته  (أخطاء علمية / ردود على مزاعم الإعجاز في القرآن والسنة)  لاعقلانية الإسلام  العدالة والأخلاق  المزيد..
عرض مدونات الأديان من صنع الإنسان

15‏/04‏/2007

معجزة عربية لدين عالمي ينذر الناس كافة، تساؤلات!

من الامور التي شغلت تفكيري لسنوات أيام الاسلام وبحثت عن جواب منطقي لها لكن دون جدوى هو ان نبي الاسلام أتى نذيرا للعالمين وأن الناس كلهم منذرون بالقرآن ويجب عليهم اتباع دين الاسلام ان بلغتهم الدعوة اليه والا كانوا من الخاسرين في الآخرة، هذا رغم انه لا يمكن لشخص تذوق بلاغة القرآن ومعرفة جودة نظمه ووجه الاعجاز فيه(على حد قول المسلمين) الا بمعرفة اللغة العربية، وكذلك لا يمكن ان يكون الناس من غير المتحدثين بالعربية مشمولين بالتحدي الذي أعلنه نبي الاسلام بالاتيان بمثل القرآن، كيف يكون الدليل على النبوة(المعجزة) التي تدل على صدق النبي في دعواه والتي هي حجة الله على خلقه يوم القيامة متطلبة لفهم العربية رغم عالمية الدين وانذاره للناس كافة بالعذاب ان هم لم يتبعوا هذا الدين؟


كيف تتم معاقبة من لا يتبع الاسلام ممن بلغتهم الدعوة اليه بعذاب جهنم الأبدي رغم انهم لا يستطيعون فهم طبيعة المعجزة التي أتى بها هذا النبي؟

ان مما تتفق عليه الاديان المسماة بالسماوية ان أي رسول يأتي بدين لا بد له من آية تدل على صدقه وتؤيد انه مرسل من عند الله والا استحال معرفة الرسول وتمييزه عن غيره من الناس واتبعوا كل من زعم انه مرسل من عند الله، اضف الى ذلك ان الانسان لا يكون ملزما أمام الله باتباع الرسول الا اذا كان لهذا الرسول ما يدل على صدقه في إلهية مصدر رسالته، اذ ان عدم وجود دليل على تأييد الله لهذا الرسول يقوم مقام الحجة للناس على الله يوم القيامة فلهم الحق عندئذ أن يقولوا لله انهم لم يعرفوا انه رسول من عنده حيث لم يأت بدليل على ذلك ولهذا السبب لم يتبعوه!

يقول القرآن معبرا عن تحديه لمن هو في شك من ان القرآن منزل من عند الله وليس من تأليف نبي الاسلام نفسه كدليل على صدق نبوة محمد: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ- البقرة:23 ويقول:أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - يونس:38 ويقول: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً- الاسراء:88 ويقول: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ- الطور:34

السؤال الذي أطرحه اليوم يتعلق بكيفية استدلال الشخص الذي لا يتحدث العربية ولا يفهمها على نبوة محمد، كيف يمكن لشخص أن يعتنق دين الاسلام عن قناعة وايمان منه بصدق نبوة محمد دون معجزة تدل على صدقه فالنبي محمد هو نبي بلا معجزة وبلا دليل يثبت نبوته وارساله من قبل الله بالنسبة لشخص لا يفهم العربية؟

ان علماء الاسلام اختلفوا في وجه اعجاز القرآن فمنهم من ذهب الى ان القرآن معجز بذاته، اي ان نص القرآن هو مصدر الاعجاز ومنهم من ذهب الى ان القرآن ليس معجزا بذاته وانه كان من الممكن ان يأتي الناس بمثل القرآن ولكن الله صرفهم عن ذلك وهذه الصرفة هي وجه الاعجاز وهذا ما ذهب اليه بعض المعتزلة وابن حزم ولم يجد الغزالي في قولهم حرجا وان كان رأيه على خلافهم.
وعلى العموم فان آراء علماء الاسلام حول وجه الاعجاز البلاغي في القرآن لا تكاد تخرج عن ثلاثة اقوال هي:-
أولا/ الفصاحة: وهي بلوغ القرآن اعلى مراتب الفصاحة والتي لا يمكن البشر الوصول إليها.... انتهى

أسئلةكيف يمكن لغير الناطق بالعربية أن يفهم وجه الفصاحة في القرآن فضلا عن اعجازه (لو صح وجوده)؟

وكيف يمكن لهذا الشخص أن يقارن فصاحة وبلاغة اسلوب القرآن بفصاحة الاشعار او غيرها من النصوص العربية ليقرر أن القرآن اكثر فصاحة أم لا؟
وكيف له أن يحكم فيما اذا كانت هذه الفصاحة تصل الى درجة الاعجاز أم لا فنحن نعلم ان التفوق وحده حتى ولو على الناس كلهم بالفصاحة أو بغيرها لا يمكن ان يُعَدّ بحدّ ذاته معجزة والا فقد عجز الانكليز على ان يأتوا بمثل ما أتى به شكسبير من دون أن يكون ما أتى به شكسبير من عند الله! وكذلك المتفوقين الاوائل في أي مجال من المجالات كالطلاب الأوائل في الجامعات أو كأصحاب الارقام القياسية في الرياضة مثلا حيث لا يمكن اعتبار ما يصل اليه بطل العالم برفع الاثقال بوزن فوق الثقيل أو بطل العالم بالسباحة اعجازا لأن لا احد يستطيع الوصول الى مستواهم في ما فعلوه.
أي ان تفوق أحد الناس في أي مجال حتى ولو كان هذا التفوق على الناس جميعا ليس كافيا لادعاء الاعجاز بل ان ذلك لا تزيد دلالته عن كون ذلك المتفوق هو الافضل في البلد أو العالم في هذا المجال، أما اثبات المعجزة التي تعتبر بمثابة التأييد الالهي فيجب برأيي الاتيان بشيء لا يدخل من ضمن مقدور البشر اصلا من حيث عدم توفر امكانات تنفيذ مثل هذا العمل المعجز في طبيعة الانسان وتكوينه.نفس الاسئلة اسألها على القول الثاني في وجه الاعجاز حيث الحاجة الى اللغة كما هو بيّن:
ثانيا/ الفصاحة والنظم: وهي ان القرآن مع فصاحته إلا ان طريقة نظم كلماته وترتيب آياته ايضاً معجزة, فلا يستطيع البشر ذلك
ثالثا/ الصرفة: وهي ان الله صرف البشر عن الإتيان بمثل هذا القرآن مع قدرتهم عليه....انتهى
الرد والاسئلة
ان هذا الرأي يفترض مسبقا ان القرآن لم يؤتَ بمثله وهو رأي لا يمكن اعتماده أو رفضه بدون فهم العربية خاصة ان هذا هو تقييم المسلمين للقرآن وهنالك رأي آخر يقول ان هنالك بعض الاشعار العربية لا تقل بلاغة وفصاحة عن القرآن وعندما يكون الشخص غير المتحدث بالعربية أمام رأيين في هذه المسألة فهو لن يستطيع تحديد الرأي الأصح ان لم تكن لديه القدرة على فهم العربية ليحكم بنفسه، كما ان مجرد السماع بأن هنالك شخصا ادعى النبوة وأتى بكلام يقول اتباعه انه لم يؤت بمثله غير كاف بالتأكيد لاثبات الحجة عليه من الله واستحقاقه العذاب بعد الموت في حالة عدم ايمانه!
هل يكفي برأيكم أن نعلم أن هنالك رجلا ادعى النبوة في منطقة ما من العالم وأتى بكلام قال أتباعه أن أحدا لم يستطع أن يأتي بمثله على مر الازمنة، هل هذا كاف برأيكم لتعذيبنا عذابا أبديا في النار ان لم نؤمن؟!!
هل هذا من العدل في شيء؟
تخيلوا ان هنالك شخصا ادعى النبوة ظهر في الصين وآمن به كثير من الناس وقال أتباع دينه أنه أتى بكلام بليغ عجز جميع الصينيين (وهم أهل اللغة الصينية الأقحاح) أن يأتوا بمثله ويقول هذا النبي ان من لم يؤمن به وبكل ما قاله وما ذكر في كتابه المقدس ويعمل به فان الاله(شونغ) سيعذبه عذابا أزليا بعد ان يموت لكفره بالحق الذي أتى به هـذا النبي، هـل هـذه حجة
للاله(شونغ) على الناس أم انه اله ظالم؟

ومن المعلوم عند علماء الدين بالضرورة من الكتاب والسنة المتواترة ان دعوة الرسول هي دعوة الى الناس كافة ولولا ذلك لأمكن القول ان محمدا قد اُرسل الى العرب خاصة وليس الى الناس عامة وبذلك يحل الاشكال حيث لا يكون غير العرب ملزمين بتصديق نبوته.
يقول القرآن تأكيدا على انه جاء لينذر الناس كافة:

تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً الفرقان آية 1
وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون سبأ آية 28
قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الأعراف آية 158
ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين آل عمران آية 85
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ الأنعام آية 19
نفهم من هذا ان الاسلام ينص على ان من تصله الدعوة الى هذا الدين يجب ان يؤمن بها بغض النظر عن لغته الام أو عرقه أو وطنه وليس من شروط اقامة الحجة عليه معرفة العربية والا لكان الدين موجها للعرب فقط ان كان كل من لا يجيد العربية مستثنى من لزوم اتباع دين الاسلام.
طبعا لا يمكن الزعم أن ما يدعى بالاعجاز العلمي هو دليل صدق محمد لأنه ليس الا زعما بأن ما قاله القرآن كان متوافقا بل متنبئا بما وصل اليه العلم الحديث ولا يصح ادعاؤه قبل زمن تقدم العلم حيث لم يكن علماء الدين يزعمون ان هنالك اعجازا علميا في القرآن الا حديثا لذا لا يمكن ان يكون هو آية صدق محمد للناس الذين عاشوا منذ زمن محمد وقبل زمن التقدم العلمي وظهور مَن يدّعي وجود هذا الاعجاز!
ثم هل ان "الاعجاز العلمي" المزعوم لا يتطلب معرفة اللغة ليُدرَك وجوده في القرآن أو عدمه؟
هنالك من يقول أن في القرآن اعجازا علميا ونحن نقول ان فيه اخطاء علمية، هل يمكن لغير مجيدي العربية معرفة الرأي الصائب؟
هل يمكن لغير مجيدِ العربية أن يعلم مثلا هل ان "دحا الله الأرض" تعني بسطها (كما هو في المعاجم العربية) أم انها تعني "جعل الأرض على هيئة البيضة" كما أوهم بعض علماء الاسلام المعاصرين كثيرا من العرب فضلا عمن لا يجيد العربية اصلا حيث يخبرونهم ان القرآن قال:
and Thereafter he has made the earth egg shaped
هل يمكن لغير مجيدي العربية أن يكشفوا مثل هذه الأكاذيب؟
على العموم، فقد تم تفنيد أكثر الادعاءات على وجود اعجاز علمي في القرآن في مقالات ونقاشات اُخرى كما تم تبيين كثير من الاخطاء العلمية فيه وليس هذا المقال موضع بحث هذا الامر.
الخلاصة :-
ان كان محمدٌ مرسلا من الله الى الناس كافة فعلا فما آية صدقه لاولئك الذين لا يتحدثون العربية خاصة اولئك الذين عاشوا بعد زمن محمد وقبل زمن تقدّم العلم وظهور مَن يدّعي وجود اعجاز علمي أو نحوه في القرآن؟!!
من بديهيات العقل انه ليس من العدل ان يعذب انسان بل حتى أن يُوَجَّه له أي لوم لمجرد عـدم اتباع ديـن لا يمكنـه فهم وجه الاعـجاز الذي أتـى به رسـول هذا الدين (ان وجد اعجاز، ولا يوجد بالتأكيد) وبالتالي عدم امكانية التثبت من نسبة هذا الدين الى الله فكيف يعذب هذا الانسان عذابا أبديا كالذي ذكر محمد ان الله اعده لمن لا يسلم وقد بلغته الدعوة؟
كيف أثق بنبي ادعى ان رسالته واجبة الاتباع من العالمين ولم يكن دليل رسالته الا كتابا عربيا قريب من شعر زمانه؟
أليس هذا وحده دليلا على كذب محمد وبالتالي سقوط ادعائه الرسالة سواء الى العرب أو إلى غيرهم؟

أثير العاني

18 تعليق(ات):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

ملاحظة: المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها