The Out Campaign


محرك البحث اللاديني المواقع و المدونات
تصنيفات مواضيع "مع اللادينيين و الملحدين العرب"    (تحديث: تحميل كافة المقالات PDF جزء1  جزء2)
الإسلام   المسيحية   اليهودية   لادينية عامة   علمية   الإلحاد   فيديوات   استفتاءات   المزيد..
اصول الاسلام  تأريخ القرآن ولغته  (أخطاء علمية / ردود على مزاعم الإعجاز في القرآن والسنة)  لاعقلانية الإسلام  العدالة والأخلاق  المزيد..
عرض مدونات الأديان من صنع الإنسان

17‏/01‏/2008

هل كانت مارية القبطية خائنة ؟؟


ورد في صحيح مسلم : " ان رجلا كان ُُُُيتهم بأم ولد رسول الله (ص) فقال الرسول (ص) لعلي : اذهب فاضرب عنقه . فأتاه علي فاذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي : اخرج . فناوله يده فأخرجه ، فاذا هو مجبوب ليس له ذكر ، فكف علي عنه ، ثم اتى النبي (ص) فقال : يا رسول الله انه لمجبوب ما له ذكر !!! " ( مسلم / 2771 )

ترى .. هل تُقبل هذه الرواية التي تطعن بطهر بيت النبوة ؟ وكيف يصدر محمد امرا بقتل زان دون شهادة شهود ؟ بل دون ان يسمع دفاع المتهم ذاته ؟ وماذا لو لم يكن الرجل مجبوبا ??

اسئلة دفعت الفقهاء والمحدثين الى افتراض اجابات مصطنعة ، ومن ذلك قول ابن حزم (فإن قال قائل كيف يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله دون أن يتحقق عنده ذلك الأمر لا بوحي ولا بعلم صحيح ولا ببينة ولا بإقرار وكيف يأمر عليه السلام بقتله في قصة بظن قد ظهر كذبه بعد ذلك وبطلانه وكيف يأمر عليه السلام بقتل امرىء قد أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك بيقين لا شك فيه وكيف يأمر عليه السلام بقتله ولا يأمر بقتلها والأمر بينه وبينها مشترك قال أبو محمد رحمه الله وهذه سؤالات لا يسألها إلا كافرا أو إنسان جاهل يريد معرفة المخرج من كل هذه الاعتراضات المذكورة قال أبو محمد رحمه الله الوجه في هذه السؤالات بين واضح لا خفاء به والحمد لله رب العالمين ومعاذ الله أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل أحد بظن بغير إقرار أو بينة أو علم مشاهدة أو وحي أو أن يأمر بقتله دونها لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم يقينا أنه بريء وأن القول كذب فأراد عليه السلام أن يوقف على ذلك مشاهدة فأمر بقتله لو فعل ذلك الذي قيل عنه فكان هذا حكما صحيحا فيمن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علم عليه السلام أن القتل لا ينفذ عليه لما يظهر الله تعالى من براءته ) المحلى ، ج 11 ص 413 .
1- أول ما يستوقفنا في كلام ابن حزم السابق قوله : ( وهذه سؤالات لا يسألها إلا كافرا أو إنسان جاهل يريد معرفة المخرج من كل هذه الاعتراضات المذكورة)

ترى هل التصريح بالشكوك والتساؤلات من عمل الزنادقة ؟؟؟

الا يمكن ان تثور في عقل الانسان شكوك ؟؟؟

اليس من حق المرء ان يسأل ويستفسر عما يجول في ذهنه وخاطره ؟؟؟

هل كل من يستشكل نصا او يستفسر عن مضونه يكون كافرا او جاهلا ؟؟؟

الم يسأل ابراهيم ربه قائلا : ( ربي ارني كيف تحيي الموتى ) ؟؟؟؟

2 - من الواضح ان كلام ابن حزم هو مجرد تأويل من قدح خياله ولا يستند الى دليل او حتى شبه دليل !! ، كما أنه لا يعبر بالضروروة عن الحقيقة ، اذ نجد النووي يقترح تأويلا مختلفا لذات الحديث ، اذ يقول : (قيل لعله كان منافقا ومستحقا للقتل بطريق آخر وجعل هذا محركا لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنا وكف عنه على رضى الله عنه اعتمادا على أن القتل بالزنا وقد علم انتفاء الزنا والله أعلم ) ( شرح لنووي على صحيح مسلم : 17/119 )

وحتى نتمكن من مناقشة هذه لرواية لا بد اولا من ان نعرف سياقها التاريخي بدقة .

بطلة هذه الرواية هي مارية القبطية سرية الرسول ، والمتهم هو ( مابور ) كما تؤكد ذلك المصادر ( المستدرك على الصحيحين : 41/4 - الاصابة : 5/700 - الطبري : 2/218 )

ومابور هذا رجل مخصي ( هذا ما تجمع عليه المصادر : المستدرك على الصحيحين : 4/41 - الطبقات الكبرى : 8/212 - الاصابة : 5/700 - الطبري : 2/217 )

ومن نافلة القول أن الخصي يحول دون الاتصال الجنسي .

فاذا سلمنا بان مابور هذا كان مخصيا منذ ان وطئت قدمه أرض الجزيرة العربية ، وقد عرف القاصي والداني خبر خصيه جاز لنا ان نتساءل :

ترى الم يكن الرسول أو علي او عمر ( هناك رواية تقول ان عمر لا علي هو الذي ارسل لمهمة قتل مابور ) او احد الصحابة يعرف بحقيقة خصيه ؟؟

اوليس الخصي كالجب دليل على البراءة وفق منطق هذه الرواية ؟؟؟؟؟

3 - واجه الرسول حادثة مشابهة تماما لهذه الرواية وهي حادثة الافك ، وعند مقارنة الحادثتين نجد فرقا كبيرا ينفي تأويل ابن حزم :

- في حادثة الافك وقف الرسول مكتوف الايدي امام التهمة التي الصقت بعائشة ، ولم يحاول ان يثبت براءتها بل لقد اظهر سياق الاحداث ان الرسول لم يكن يعرف حقيقة براءتها !! فراح يقلب الرأي على وجوهه ، ويستنجد في ذلك بمشورة أولي الرأي من اصحابه ، وفي النهاية فوض الأمر الى الله بقوله : ( يا عائشة ، فانه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فأن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وان كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي اليه )
وفي ذلك يقول الدكتور عبد الله دراز : ( هذا كلامه بوحي ضميره ، وهو كما ترى كلام البشر الذي لا يعلم الغيب ) ( النبأ العظيم : 17 )

اما في رواية مسلم فالامر مختلف تماما !!!

فالرسول - وفق تأويل ابن حزم - يعرف براءة مارية منذ البداية ، ولكنه يريد ان يظهر براءتها بدليل مادي !!! ، ولهذا ارسل علي او عمر ( لا ندري من بالضبط !!!) لقتل مابور المسكين ….

دعنا نتجاوز تأويل ابن حزم …….

ترى لماذا لم يكلف الرسول احد الصحابة بقتل صفوان بن المعطل المتهم الرئيسي في حادثة الأفك ؟؟؟

لماذا اختلفت ردة فعل الرسول في الحادثتين لمتشابهتين تماما ؟؟؟؟

كيف اطلع الرسول على الغيب في رواية مسلم وعرف براءة مارية …. في تحين تصرف في حادثة لأفك بمقتضى طبيعته الانسانية ؟؟؟

- ان براءة عائشة في حادثة الافك هي براءة حقيقية ، اما براءة مارية فهي براءة ظاهرية شرعية فقط ، اذ لو عُرضت ذات القضية امام أي محكمة شرعية وتبين ان المتهم مجبوب او مخصي لحكم على الفور بانتفاء جرم الزنا وبراءة المتهمين ، ولكن هذا لا يعني بالضرورة البراءة الحقيقة …..
الا يمكن ان يكون بينهما شكل من اشكال الاتصال الجنسي والعاطفي ؟؟؟ خصوصا وان مابور هو ابن عم مارية كما ذكرت بعض المصادر ، أي انه يعرف مارية منذ ان كانا في مصر …
هذه الاشكاليات كافية في رأيي لرد تأويل ابن حزم ...

4 - اما بالنسبة الى تأويل النووي فمن الواضح انه تأويل متكلف لا يستند الى دليل ، فسيرة مابور معروفة ولا يوجد فيها ما يستوجب القتل ، بل ان الرواية ذاتها تنفي هذا التأويل ، اذ عندما اكتشف علي ( او عمر !! ) ان مابور المسكين مجبوب كف عن قتله !!! أي ان سبب القتل هو تهمة الزنا لا غير ، ولا توجد تهمة اخرى تستوجب القتل …

5- وتبقى بالطبع الاشكالات الشرعية التي تثيرها الرواية :
- هل تقبل هذه الرواية التي تطعن بطهر بيت النبوة ؟
- وهل يعقل ان يصدر الرسول (ص) امرا بقتل زان دون شهادة شهود ؟ بل دون ان يسمع دفاع المتهم ذاته ؟
- وماذا لو لم يكن الرجل مجبوبا ؟

الكاتب: شهاب الدمشقي

المصدر: شبكة اللادينيين العرب

====================
مواضيع ذات علاقة:
فهرس مقالات شبكة اللادينيين العرب في المدونة

4 تعليق(ات):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

ملاحظة: المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها